وجهات نظر
القدس
العربي
اعلان
الرئيس (الاسرائيلي) شيمون بيريز استعداده للقاء الرئيس الايراني حسن روحاني لم
يكن التصريح الأول الذي توجّه به الى القيادة الايرانية والايرانيين عموماً، ولا يجب
أن يعامل باستخفاف.
ومن يستغربون هذا التصريح نسوا، على ما يبدو، قضية "ايران غيت" التي عقدت بموجبها إدارة الرئيس الأمريكي ريغان اتفاقاً مع إيران (التي كانت وقتها دولة عدوّة لأمريكا) لتزويدها بالأسلحة لاستخدامها في حربها مع العراق.
ومن يستغربون هذا التصريح نسوا، على ما يبدو، قضية "ايران غيت" التي عقدت بموجبها إدارة الرئيس الأمريكي ريغان اتفاقاً مع إيران (التي كانت وقتها دولة عدوّة لأمريكا) لتزويدها بالأسلحة لاستخدامها في حربها مع العراق.
نتج عن
الاتفاق ارسال 176 صاروخا نقلتها طائرات (اسرائيلية) الى ايران، وكان ذلك في أوج
موجة العداء الهائلة للأمريكيين في الجمهورية الاسلامية حين كانت امريكا تصوّر في
وسائل اعلام طهران باعتبارها
“الشيطان الأكبر” وكان الحجّاج الايرانيون وقتها يتكبدون المشاق للتظاهر (في مكة)
ضد أمريكا و(اسرائيل)!
اتفاقية الكونترا تلك كانت دليلاً على المرونة الايرانية في عزّ الغلواء الايديولوجية للجمهورية الاسلامية الناشئة، وقد تجاوزت تلك “المرونة” الخطوط الحمراء الافتراضية، الدينية والسياسية، فيما يتعلق بـ (اسرائيل) وامريكا.
واذا كانت رغبة الأمريكيين في استعادة 5 محتجزين أمريكيين عند حزب الله اللبناني دفعتهم آنذاك الى تلك الصفقة الكبيرة مع الايرانيين فلنتخيّل الدرس الذي تعلّمه الإيرانيون من تلك الصفقة: بدل احتجاز 5 أشخاص ماذا ستدفع أمريكا لو أن ايران احتجزت بلداً كاملاً مثل لبنان مثلا؟ وماذا ستفعل لو سيطرت بمساعدة فصائلها العراقية وحزب الله على سوريا؟ وماذا سيدفع العالم الغربي إذا شنّ حلفاء إيران حرباً على(اسرائيل (أو جعلوا جبهتها هادئة؟ وماذا سيفعل العالم لو امتلكت ايران القنبلة النووية؟
إذا طبقنا هذا المنطق السياسي على كل ما حصل من تمدّد للنفوذ الايراني في المنطقة العربية لاستطعنا فهم ايران الحقيقية بدون رتوشها الايديولوجية وتهديداتها الاستعراضية للأبعدين والأقربين: كلّما كبرت الرهينة كلما كانت الفدية أكبر.
استُخدمت صفقة الكونترا بعد انفضاحها في الضغط على رونالد ريغان وادارته، كما استخدمت للتشهير بالايرانيين وبعلاقتهم مع امريكا و(اسرائيل).
لكن هل تساءل أحد لماذا قبلت (اسرائيل) وأجهزتها الأمنية، بتلك السهولة، العمل على تزويد ايران بالسلاح؟ وهل كان ذلك لأن استخدامه كان سيتم ضد بلد عربي: العراق؟
على عكس تهديداتها الخلَّبية بضرب المفاعل النووي الايراني قامت (اسرائيل) فعلاً بتدمير المفاعل النووي العراقي وأتبعت ذلك بجهد متواصل على مدى عقود للقضاء على العراق برمّته واجتهد أحبارها السياسيون وحلفاؤها الكبار من دهاقنة اليمين المحافظ الأمريكي في واشنطن بعد ذلك في تدمير بنية العراق العلمية والعسكرية والاقتصادية بحيث صار فريسة سهلة لايران وحديقة خلفية لها.
لم يتساءل أحد من أنصار ايران “المعادية للامبريالية الأمريكية ولاسرائيل” ولم يهتزّ ضميرهم السياسي من مفارقة اشتراك (اسرائيل) وايران في مطاردة الأدمغة العلمية والعسكرية العراقية، وفي دعم نظام استبدادي في سوريا، ومن تحويل ثورة شعب مضطهد الى صراع وجود بين السنة والشيعة سيترك المنطقة بكاملها خراباً تنعق فوقه الغربان.
تحت اسم العداء لأمريكا و(اسرائيل) هشّمت السياسة الايرانية أحشاء العراق وسوريا وكسرت ظهر الأمة الإسلامية والعربية وهو أمر لم تستطع (اسرائيل) أن تفعله.
وضمن هذا السياق نفهم الآن معنى قول بيريز للايرانيين: أنتم لستم أعداءنا.
اتفاقية الكونترا تلك كانت دليلاً على المرونة الايرانية في عزّ الغلواء الايديولوجية للجمهورية الاسلامية الناشئة، وقد تجاوزت تلك “المرونة” الخطوط الحمراء الافتراضية، الدينية والسياسية، فيما يتعلق بـ (اسرائيل) وامريكا.
واذا كانت رغبة الأمريكيين في استعادة 5 محتجزين أمريكيين عند حزب الله اللبناني دفعتهم آنذاك الى تلك الصفقة الكبيرة مع الايرانيين فلنتخيّل الدرس الذي تعلّمه الإيرانيون من تلك الصفقة: بدل احتجاز 5 أشخاص ماذا ستدفع أمريكا لو أن ايران احتجزت بلداً كاملاً مثل لبنان مثلا؟ وماذا ستفعل لو سيطرت بمساعدة فصائلها العراقية وحزب الله على سوريا؟ وماذا سيدفع العالم الغربي إذا شنّ حلفاء إيران حرباً على(اسرائيل (أو جعلوا جبهتها هادئة؟ وماذا سيفعل العالم لو امتلكت ايران القنبلة النووية؟
إذا طبقنا هذا المنطق السياسي على كل ما حصل من تمدّد للنفوذ الايراني في المنطقة العربية لاستطعنا فهم ايران الحقيقية بدون رتوشها الايديولوجية وتهديداتها الاستعراضية للأبعدين والأقربين: كلّما كبرت الرهينة كلما كانت الفدية أكبر.
استُخدمت صفقة الكونترا بعد انفضاحها في الضغط على رونالد ريغان وادارته، كما استخدمت للتشهير بالايرانيين وبعلاقتهم مع امريكا و(اسرائيل).
لكن هل تساءل أحد لماذا قبلت (اسرائيل) وأجهزتها الأمنية، بتلك السهولة، العمل على تزويد ايران بالسلاح؟ وهل كان ذلك لأن استخدامه كان سيتم ضد بلد عربي: العراق؟
على عكس تهديداتها الخلَّبية بضرب المفاعل النووي الايراني قامت (اسرائيل) فعلاً بتدمير المفاعل النووي العراقي وأتبعت ذلك بجهد متواصل على مدى عقود للقضاء على العراق برمّته واجتهد أحبارها السياسيون وحلفاؤها الكبار من دهاقنة اليمين المحافظ الأمريكي في واشنطن بعد ذلك في تدمير بنية العراق العلمية والعسكرية والاقتصادية بحيث صار فريسة سهلة لايران وحديقة خلفية لها.
لم يتساءل أحد من أنصار ايران “المعادية للامبريالية الأمريكية ولاسرائيل” ولم يهتزّ ضميرهم السياسي من مفارقة اشتراك (اسرائيل) وايران في مطاردة الأدمغة العلمية والعسكرية العراقية، وفي دعم نظام استبدادي في سوريا، ومن تحويل ثورة شعب مضطهد الى صراع وجود بين السنة والشيعة سيترك المنطقة بكاملها خراباً تنعق فوقه الغربان.
تحت اسم العداء لأمريكا و(اسرائيل) هشّمت السياسة الايرانية أحشاء العراق وسوريا وكسرت ظهر الأمة الإسلامية والعربية وهو أمر لم تستطع (اسرائيل) أن تفعله.
وضمن هذا السياق نفهم الآن معنى قول بيريز للايرانيين: أنتم لستم أعداءنا.
ملاحظة:
نشر
المقال هنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق