وجهات نظر
بسام
البدارين
تنحصر
أزمة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في أن أوراق الضغط التي يمكنه استثمارها
وتوظيفها سياسيا وإقليميا لا تنطوي على تعدد، فقد اشتكى مؤخرا وتحديدا على هامش
زيارته الأخيرة لقطر، من مطاردات أمريكية واضحة الأهداف للمصالح الأمريكية وتحديدا
فيالعراق وبصورة حصرية أكثر في منطقة الشمال الكردي.
في قطر تختلف النظرة بحكم الشراكة المحورية في الموقف السياسي والموضع التكتيكي مع تركيا خصوصا إزاء ملفات محددة على رأسها وأهمها الملف السوري حيث أصر أردوغان على أن بلاده لا يمكنها قبول صمود نظام الرئيس بشار الأسد وتمكنه من ‘إستنساخ’ نظام حليف له لإن الأمر ينطوي على مخاطرة كبيرة بالأمن القومي التركي.
قناعة أنقرة ملموسة بأن إمكانية تعافي النظام السوري الحالي وعبوره من الأزمة وبأي شكل من الأشكال ليس من بين الخيارات المحببة والمفضلة، الأمر الذي دفع أردوغان دفعا لأحضان التفاهم مع فعاليات نشطة ومؤثرة في العراق من بينها مسعود البارزاني مع محاولة التقارب من حكومة نوري المالكي والوقوف مجددا على سؤال ‘الخطوة التالية’ مع دولة قطر.
لذلك أكثر داوود أوغلو مؤخرا من إطلاق تصريحات مجاملة لحكام العراق وبدأ يعمل مع الدوحة على خط إنتاج جديد بعنوان مبادرة للمصالحة الداخلية الفلسطينية مما يعني استثمار علاقات قطر الإيجابية جدا بالرئيس محمود عباس وعلاقات أردوغان التحالفية مع حركة حماس والبقاء- في الطريق- ضمن هامش مرمى التماس مع جمهورية مصر العربية الراعي الأزلي للمصالحة التي لم تنجز بعد.
مؤخرا إشتكت أوساط أردوغانية من تحرشات امريكية متتابعة بدأت بتهديد المصالح القومية لتركيا عبر تمكين النظام السوري من الإفلات بالعملية السياسية التي تقودها روسيا من خلف الكواليس ومرَّت بمحاولة إعاقة أي تفاهم مع العراق وإنتهت بالسعي لإحباط إتفاقية نفطية وتجارية مع حكومة كردستان العراق.
في الأثناء تذمر الزعيم التركي من دور السعودية والإمارات في وضع مصر الجديدة بقيادة السيسي في إحضان روسيا ولو قليلا معتبرا بأن مصلحة تركيا تقتضي بأن لا يتضاءل الدور المصري لصالح الإيراني، لأن الأمريكيين يتخلون عن تركيا والعرب لصالح إيران ونظام بشار برأي الأوساط الأردوغانية.
تكتيكيا تشعر أنقرة بان لديها بعض الأوراق التي يمكنها اللعب بها من بينها التعاون أكثر مع الاكراد والمشاركة في حفلة ‘مكافحة الإرهاب’ على الأقل لفظيا وإعلاميا والاهم التلويح باستثمار الموقع ‘الجيوسياسي’ لتركيا في عمق مساحة نفوذ وتأثير حلف الناتو بالقرب من النفوذ الروسي.
لا يمكن معرفة المدى الذي يمكن أن يصل إليه أردوغان في إظهار قدرته على الإختراق وإعادة إنتاج المشهد والذهاب إلى أقصى مدى ممكن في مسألة تنشيط الطاقات التي يمكن ان ينتجها الموقع الجيوسياسي التركي أو تنشيط مبادرات ومناورات سرية في سورية.
لكن المعروف على الأقل للقيادات السياسية العربية التي التقاها الرجل مؤخرا انه غاضب ومستفز ولا يريد قبول هزيمة أولويات بلاده ويكثر من الحديث عن أوراق بيد تركيا لا يمكن تجاهلها، معتبرا أن من سيعمل على عزل بلاده وتجربته والمساس بها سيدفع الثمن.
ملاحظة:
نشر
المقال هنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق