موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

إلى صالح المطلك!

وجهات نظر
سعد الأوسي
هذه المرة _على غير عادتي في الكتابة عنك _ لن اسخر منك ولن ادع الناس يسخرون منك ومن شقّي أفعالك .
هذه المرة _ على غير عادتي _ سأحاول أن احتمل كوميديا الكتابة إليك واجعلها عاقلة متماسكة في الزمن المجنون الذي نعيشه والذي جاد لنا بجهبذ مثلك راعيا أعمى سوف يسأله الله عن رعيته المبددة في كل تيه ولا اعلم ماذا يمكن أن يقول يوم لاينفع مال ولا بنون ولا دولارات ولا ريالات ودراهم ولا عمولات اعمار أو عقود خارجية .

هذه المرة_على غير عادتي _ سأوطِّن نفسي على قبول فكرة انك مسؤول بيده حقا بعض أمر البلاد والعباد وانك لست (حنوّن) الذي اسلم بعد أن كان نصرانيا فما سرّ المسلمين ولا ساء النصارى حتى خاطبه الشاعر، غيظا من فعلته، فقال :
مازاد حنون في الإسلام خردلة
ولا النصارى لهم شغل بحنّونِ
وهذا حالنا معك وحالك معنا ياسيد حنّون _عذرا_ اعني ياسيد صالح المطلك نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات التعبانه، لأن حضورك بيننا لايُعدّ وغيابك لايفتقد وأنت في الحالين بعض من سقط متاع هذه الأيام السوداء التي نعيشها وإياك .
لا ادري من أين طلعت علينا فجأة في يوم اغبر، وماذا كنت وأين يوم كان العراق عراقا وليس العراق خرابا كما جعلتموه، هنالك من يقول انك كنت مزارعا والبعض يقول انك كنت مدير اعمال مزارع، فاذا كان ذلك حقّا فماذا جاء بك إلى عالم الحكم والشعب؟ ومن أغراك ان تترك رائحة التراب العطرة ورقرقة الماء في انساغ الخضرة وتبدّلهما ببدلة سياسية وربطة عنق غبية ممتطيا حصانا أعرج من الأمنيات والمطامح؟ هل من قلّة الخيل أم من قلّة الحياء؟ أم من كليهما ؟
ثم تملأ علينا الشاشات بطلعتك الحسناء (صالح ...ليزا)! صارخا ومدافعا عن الحقوق والفقراء والأرض والعرض وباقي الكليشة بينما أنت في الحقيقة تتخذ ذلك سبيلا للوصول إلى عالم (الكبار) لتنكب بعدها تلحس أعتاب السياسيين الجدد كبيرهم وصغيرهم _وكلاهما صغير دنيء يعني اطهرهم نجس_ تستجديهم منصبا وكرسيا تضع عليه مؤخرتك المتعبة من ركض السنين،
_ لله يا محسنين، عطايا قليلة تدفع بلايا كثيرة، فد كرسي صدقة، اذا ماكو حتى لو تك رجل كرسي، (بس لا وكافي)!!، ادعيلكم بالسلامة واقبل جباهكم ومؤخراتكم وأوقّع على كل دساتيركم وقوانينكم، اعتبروني واجهة، وشين تعرفوه أحسن من زين ماتعرفوه، لله ياطائفيين، لله يامالكي، لله ياسليماني لله ..

هكذا أنت مع الأسف، هكذا أنت وهذه حقيقتك ، لاتتوهم انك تستطيع أن تخفي حقيقة وجهك الرخيص ياصالح المطلك (هذه المرة لن اقول لك صالح اليطلك حتى لاتزعل) عجيب أمرك يا أخي، يلوّحون لك بعظم السلطة فتهز ذيلك فرحا ورضاً ، ويحرمونك فتملأ الشاشات نباحا، قليلاً من الحياء فقد صار الأمر مكشوفا افضح من أن يخفى على احد، لقد صار كل مافيك ممجوجا مكرورا ثقيلا على النفس والخاطر ، وكل ماتقوله فارغ لا يشبع ولا يسمن ، لم يعد احد من العراقيين يطيق سماعك بل لم يعد احد يطيق رؤيتك حتى وانت صامت، هل تعرف لماذا؟ انظر إلى يديك وحدّق بهما جيدا، اجل حدّق جيدا، الا ترى آثار الدماء البريئة الكثيرة التي سالت بسبب ألاعيبك وخدعك وخياناتك وممالآتك الظالمين على ظلمهم والقتلة على جرائمهم ،
انظر إلى المرآة ، حدّق بها جيدا، الا ترى آلاف وجوه الأمهات التي حفر الدمع مجاريها ونثرت الفواجع شيبهن، مبحوحات الصوت مكسورات القلوب من فرط الحزن على أبنائهن واخوتهن الأبرياء الذين قتلوا بصمتك المتآمر على دمائهم وعراقيتهم، سنة وشيعة، أيها الوطني الهمام ياسيادة نائب رئيس الوزراء المخصيّ بالمال والمصالح والوجاهة الجوفاء، ثم أية وجاهة تلك وأنت تركض هاربا تلاحقك الجماهير باللعنات والسباب وضربات الأحذية القديمة (القيطان والقبغلي مجتمعةً)! ، هل تذكر ذلك أم تتناساه؟ 


المصيبة انك حتى إذا نسيته فان الاف الصور والأفلام وأنت تركض مغطّى الرأس كالعاهرات حين تكبسهن شرطة الآداب بأوضاع مخلة بين مخانيث يحمون خيبتك ويجمعون آخر قطرات ماء وجهك المندلق في ساحة العزة والكرامة والشرف، لابد إنها تذكّرك!
ماذا قلت لأبنائك حين عدت في ذلك اليوم بعد أن كانوا رأوك بهذا المنظر على شاشات التلفزيون، هل رأيت الخيبة والحسرة على وجوههم وهم يرونك مُذلاّ مهانا تلاحقك اللعنات والشتائم؟، هل تناولت الطعام معهم وماذا دار من حديث بينكم؟ هل سألوك؟ وهل حاولت التبرير أم ان الصمت كان ملاذك منهم؟
لا أريد أن اظلم ايّاً من ذوي رحمك فاقول إنهم ربما لم يعبأوا بالأمر كله وإنهم صدقوا ضحالة الكذبة التي اخترعتها فقلت إن الأمر مؤامرة مندسين بين صفوف المتظاهرين وإنهم أرادوا اغتيالك، خخخخخخخخ يا الله كم كان خيالك أو خيال من علَّمك مثل هذا التبرير عقيما حين صنع لك مثل هذه الكذبة: مؤامرة لاغتيالك!! يااااااه، بماذا؟ بأحذية الفقراء ونعالهم المتهرئة من طول الوقوف في ساحة العزة والكرامة والشرف ثورة ضد أفعال حليفك ورئيسك في العمل مختار العصر أبو إسراء البطل لا حفظه الله ولا رعاه!
عذرا أخ صالح انا لا أقسو عليك ولكنني اطمع أن تؤدبك الكلمات إذ أخفقت الأحذية و (النعالات) أن تفعل ذلك، وانا بهذا أحنو ولا أقسو، فالكلمات اخفّ وطأة وارحم اهانة مما نالك في ذلك اليوم الثقيل!
أما آن لك كان تترجل من حمار مطامحك وطمعك وتحفظ حرمة اهلك وعشيرتك من سوءات أفعالك ؟ 
أما شبعت من أموال شيوخ وأمراء الخليج الذين أتعبت أبوابهم طرقا ومدراء مكاتبهم رجاءات وتوسّلات؟ وهل يستحق المال مهما كثر أن يهدر المرء كل هذا القدر من الكرامة لأجله؟ وأي رقم تريد أن تصل إليه كي تشبع وتقنع وتتجشأ وتتنحى جانبا؟ مئات الملايين تكفي يا أخي وأنت لن تحتاج للمليارات أبدا، ولو انك أحرقت هذا المال حرقا كل يوم منذ الآن حتى شيخوخة آخر حفيد من أحفادك لما انتهى أو نفد أبدا .
ها أنت قد أشبعت شهوة المنصب في نفسك فبلغت ما لا تسعه أحلامك: نائب رئيس الوزراء!! يا الله كم يبدو هذا كثيرا وكبيرا عليك!! حمايات ومكاتب فخمة وسيارات مدرعة ومواكب طويلة عريضة وسفر كثير وجوازات دبلوماسية حمراء واستقبالات رسمية في المطارات والدواوين الملوكية والرئاسية، وسيقال عنك بعد أن تذهب مغادرا المنصب غائرا غير مأسوف عليك: نائب رئيس وزراء سابق، ويتباهى أحفادك في الجامعة أو النادي قائلين لأصحابهم: جدو نائب رئيس وزراء سابق، وبهذا اللقب تكون قد حزت على ماهو أعلى من الباشاوية فماذا تريد أكثر؟ وسيكون لك راتب تقاعدي ضخم يملك أن يعيل 100 عائلة عراقية... هو لك ولأولادك من بعدك فماذا تريد أكثر ؟!
هل تعلم إن الأموال التي تقبضونها والتي ستقبضونها فيما بعد كلها سحت حرام بيّن الحرمة كحرمة لحم الخنزير، وهو مال مغمس بدموع وآهات ولوعات العجائز والشيوخ والأطفال الجوعى المختبئين من المطر تحت بيوت الصفيح في زواغير الوطن السعيد بك وبأمثالك من السياسيين، اعلم ان كل هذا الذي أتعبنا أنفسنا وأقلامنا في كتابته لن يهمك أبدا، وانك ستبقى (مغلّس بس تاكل وحتى ماتوصوص) لانك لاتعبأ بأحد سوى نفسك ومصالحك وطموحاتك البلهاء، بالأمس خنت أصحابك ورفاق القائمة الذين عاهدتهم على الإخلاص والولاء للهدف النبيل والقضية المشرفة، وقد قاتلوا من أجلك حين شملك الاجتثاث، ولم يدعوك تواجه الإقصاء ملوماً محسوراً وجاهدوا حتى اجتثوا اجتثاثك وأعادوك رغم انف الجميع إلى واجهة العمل السياسي وأولهم إياد علاوي (المسكين المخدوع بطيبته معك وثقته فيك)، لم تفكر لحظة ولم تنتظر حين لوّح لك المالكي بالمنصب فكان ان بعت الجميع، بعت علاوي والقائمة وقبلهما الوطن وقضيته التي تعاهدتم عليها تحقيقا لحلم العراقيين بإعادة شكل أدنى من أشكال الدولة الحقيقية المدنية على يد وعدكم لهم، نكثت كل الوعود وقتلت كل الأحلام من اجل المنصب والجاه والمال وتآمرت مع كل سنوات الضياع والخراب والموت التي عاناها العراقيون منذ زمن القوي الأمين الفقيه الفصيح إبراهيم الجعفري حتى خلفه الميمون القائد الأوحد والزعيم الأمجد صاحب شعار ما ننطيها أبو إسراء المفدّى نوري المالكي لا حفظه الله ولا رعاه (تصفيق حاد)!! وها أنت اليوم حين بقيت وحيدا منبوذا في الساحة تحاول ان تمد يدك إلى من خنتهم بالأمس، وتتفاوض للتحالف مع علاوي من جديد، اي صلف هذا وأية خسة !!
لاحول ولاقوة الا بالله، لم يبق لي من قول سوى: اللعنة على عُمرٍ ادركت أيامه مرأى أمثالكم واللعنة على تاريخ جار حتى أرانا قذرا كدولتك، ورحم الله الشاعر حين قال :
ماكنت احسب أن يمتد بي زمني 
حتى أرى دولة الأنذال والسفلِ 
اشهد أمام الضمير والحق والمروءة: إن دنيا سوّدتكم لعاهرة وان زمناً أعلاكم لغادر
ولاسلام الا للكرام..

ملاحظة:
نشر المقال هنا.

هناك 3 تعليقات:

ابو العهدين يقول...

والله هذا اقل بكثير مما تتستحق يلصويلح ......

خليل الونداوي يقول...

يستاهل اكثر

سعد يقول...

يا صالح المطلئيس،أن حضورك بيننا لايُعدّ وغيابك لايفتقد وأنت في الحالين بعض من سقط متاع

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..