وجهات نظر
كاظم فنجان الحمامي
لم تنجح أمريكا في تنفيذ مشاريعها الاستعلائية في أي مكان في العالم مثلما
نجحت في تنفيذها في الشرق الأوسط، ولم تتفنن في افتعال الحروب والأزمات مثلما
تفننت في افتعالها بين صفوفنا نحن العرب.
هل جربت مراكزنا الإستراتيجية في يوم من الأيام أن تتعمق باحتساب أموالنا
المهدورة على شراء الأسلحة الخاسرة، التي اشتريناها من ترسانات الغرب ؟. وهل
تعلمون أن أموالنا التي أحرقتها براكين الحروب تكفي لإعمار الكون كله بقاراته ومدنه
وأريافه وبحاره ومحيطاته؟، وهل تعلمون أن الأموال التي التهمتها نيران الحرب
العراقية الإيرانية وحدها تجاوزت في عامها الأول تكاليف الحرب العالمية الأولى،
وتجاوزت في منتصف عامها الثاني تكاليف الحربين الكونيتين ؟
هل حاولت مراكزنا الإستراتيجية في يوم من الأيام أن تحصي أعداد الضحايا
الذين لقوا مصرعهم في الانفجارات الإرهابية، التي تخصصت باستهداف الشعب العراقي
وحده من بين شعوب أقطار السماوات والأرض ؟، وهل فكرت في يوم من الأيام باحتساب أوزان
المواد المتفجرة، التي نسفت مدارسنا ومساجدنا وأسواقنا من 2003 إلى 2013 ؟، وهل
حاولت احتساب الأرقام التخمينية لحجم الأموال التي تبرعت بها المنظمات الظلامية
لدعم الإرهاب في الوقت الذي تتظاهر فيه بمكافحته ؟
هل لديكم فكرة عن أعداد الضحايا السوريين الذي سحقتهم بلدوزرات النزاع
المسلح منذ انطلاق الرصاصة الأولى وحتى يومنا هذا ؟، وهل لديكم فكرة عن حجم الميليشيات
المسلحة الدخيلة على أرض الشام ؟. وهل تعلمون أن السلاح الذي تمتلكه الآن القبائل
الليبية المهيأة لخوض الصراع الدموي المرتقب ضد بعضها البعض يضاهي حجم السلاح الذي
كانت تمتلكه حكومة القذافي ؟. وهل تعلمون أن القبائل الجزائرية باشرت بمشاريع
التسليح التمهيدي استعداداً لخوض معركتها الانفلاتية الفوضوية على الطريقة الليبية
؟. وهل تعلمون أن القبائل العراقية شرعت منذ بضعة أعوام باستعراض ذخيرتها الحية في
المآتم والأعراس ؟
ألا يعني هذا أننا اقتربنا من العد التنازلي للفناء الذاتي، وأن أرضنا
وثرواتنا ستكون ملكاً لغيرنا بعد انقراضنا وانصهارنا في أفران الحروب والمعارك
المشفرة ؟.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق