وجهات نظر
نزار السامرائي
لا يمكن أن لأحد أن يبرر استهداف
صحفي ضمن واجبه المهني، لا بإساءة لفظية ولا باعتداء باليد أو بأية آلة تفضي إلى سفك
الدم أو القتل سواء كانت سلاحا ناريا أو هراوة بوليسية أو خنجرا غادرا، أو حتى
بإيماءة يمكن أن تفسر على أنها إهانة لمواطن تخصص في مهنة التصدي لكل من يحاول
إهانة المواطنين، ولكننا لا نضع العاملين في مهنة البحث عن المتاعب فوق القانون
ولا نقر خروج أحد منهم على الفضيلة وقيم المهنة وشرف الكلمة وأخلاقيات العمل في
الحقل الإعلامي بكل أبوابه المعروفة، ولهذا نرى أن استهداف الصحفيين في عراق
الاحتلالين قد أصبح واحدا من أبرز إفرازات العملية السياسية التي ما تزال تضغط بكل
ثقلها على صدور العراقيين، حتى أصبح العراق من بين أخطر دول العالم على الصحفيين
إلى تقدمت عليه سوريا في هذا الموقع المؤشر عالميا.
على العموم أدى الحادث إلى مقتل الصحفي فورا،
وتعددت الروايات التي تم طرحها من جانب الفرقاء المتخاصمين والذين انقسموا هذه
المرة إلى صفين، الأول من داخل القوة الرئاسية يدعمها التحالف الكردستاني، والثاني
من جانب الحكومة يدعمها ائتلاف دولة القانون التي يرأسها نوري المالكي والذي شمّر
ولأول مرة منذ أن أصبح رئيسا للحكومة قبل ثماني عن ساعديه ليؤكد في رسالة انتخابية
مبكرة للمحافظات الجنوبية من أنه الوحيد القادر على أن يكون سدا يمنع عنهم السيل
من الجهات الأربع وعليهم بالتالي أن يمحضوه تأييدهم بلا منازع ولا شريك وخاصة من
التيار الصدري أو المجلس الأعلى، وهكذا ومن دون أن يقيم المالكي وزنا للدم العراقي
فإنه يتاجر به في الأسواق السوداء ظنا منه أن العراقيين بلا ذاكرة، وأنهم نسوا بأن
"عهد المالكي" شهد سقوط نحو مليوني قتيل عراقي وأن أحدا لم يتجرأ ويقف
ليعلن أمام الملأ بأنه ولي دمهم، فماذا أخرج المالكي من جدثه وأوقفه على منبر
الزمن الخطأ ليعلن تبنيه دم عراقي واحد، فهل الدم العراقي درجات وألوان وانتماء
لعرق أو دين أو مذهب أو مدينة؟
إن أخطر ما في التوظيف السياسي
الرخيص الذي ذهب إليه المالكي هو سعيه لتصوير ما جرى وكأنه نزاع عربي كردي وكأن
العراق الذي يئن تحت جبال ثقيلة من الأزمات المستعصية، بحاجة إلى ملف أزمة جديدة
ليضاف إلى معاناة العراقيين الذين صارت نكبتهم مثالا يضرب لأسوأ النازلات والنائبات
التي عرفتها البشرية، المالكي بهذه الالتفاتة الخالية من الفطنة حاول أن يتذاكى
أمام العراقيين فقال إنه ولي الدم، ولم تتوقف عجلة جهله عند هذا الحد بل أردف قوله
السابق بحماقة كبرى حينما قال "الدم بالدم" وكأنه رئيس عشيرة حاق بها
ضيم ويظن أن صمته على ذلك سيعني استصغار شأنها، وهذا القول لا يصح حتى فرّاش مكتب
رئيس الوزراء أن يطلقه علنا، يمكن أن يفكر المالكي بهذه الطريقة ولكن شريطة أن
يكون في خلوة مع نفسه لا يسمعه ولا يراه أحد، لأنه وهو رئيس ائتلاف دولة القانون
نزع عن دولته كل قوانين السماء والأرض فظهرت عارية على حقيقتها سلطة ثأر وانتقام
واحتكام إلى منطق المافيات وعصابات الجريمة المنظمة والمليشيات التي تعتمد قانون
القوة أساسا لحل خلافاتها وصراعاتها على مناطق النفوذ، نحن نعرف أن المالكي يجهل
قيمة القوانين في المجتمعات الراقية ودورها في رفع قدر الدول التي تحترم حقوق
الأنسان والحريات العامة والقوانين السارية، ولكن أن يصل الجهل إلى هذه الوقاحة،
فإن منزلة من منح نفسه كل المناصب التي منحها المالكي لنفسه، لا بد أن تكون خارج
التاريخ الإنساني.
لا ندري هل سمع المالكي وهو
"القائد العام للقوات المسلحة" بأن أجهزته الأمنية التي تحمل أسماء نعرف
أولها ولا نعرف أين تنتهي، مهدت الطريق لمليشيا "فيلق بدر" و"عصائب
أهل الحق" عندما قامت بغزوة "موفقة" لفتح مدينة بهرز في محافظة
ديالى وحررتها من أهلها النواصب، وإن كان سمع بذلك الفتح المبين هل وجه برقيات
التهنئة لقتلة النساء والأطفال والشبان في بهرز أم لا؟ وإن لم يدرِ حتى اللحظة فما
هو رد فعله إن سمع به بتفاصيل المجزرة ولو بعد حين؟
القتل في بهرز جريمة إبادة جماعية
ارتكبتها مليشيات تحظى بدعم المالكي شخصيا وأن تبرأ من أحقاده، وتتحرك بناء على
خطط يتم إعدادها في المكتب العسكري الملحق بمكتب رئيس الوزراء وبتحريض من طرف
القتلة الذين تم تجميعهم من الأزقة الخلفية لأحياء تهريب المخدرات وجيء بهم
ليحتلوا مناصب رسمية ويمارسوا من خلالها هواياتهم المفضلة.
ألا تستحق مجزرة الحويجة وبهرز أن
يتطوع شريف أو مسؤول ليعلن أنه ولي الدم عن الضحايا الذين سقطوا فيهما وفي مدن
العراق الأخرى على أيدي القتلة من مليشيات رئيس العصابة الكبير الذي سطا على منصب
كان يسمى ذات يوم منصب "رئيس الوزراء.
هناك 5 تعليقات:
لقد نشرت هذه الصورة في كثير من المواقع و هي لجنود مصريين كانوا في اجازة قتلوا على طريق العريش –رفح في ايلول 2013 والرابط http://www.al-mowaten.com/ar/news/12909
شكرا للتنبيه
تم رفع الصورة ونعتذر عن هذا الخطأ غير المقصود
مع التقدير
هؤلاء لهم الله يتغمدهم برحمته الواسعه..
ونعم بالله، هو مولانا ولا ولى لهم
الله موﻻنا ومولى الشهداء والقتلة ﻻ مولى لهم..بل مولاهم الشيطان
إرسال تعليق