الخراب والهراء، وما بينهما !

وجهات نظر

ذكرى محمد نادر

ما الذي لم نقله بعد فيما يحدث بالعراق؟
ما الذي لم نشخِّصه من ملفات فساد ومفسدين؟ طبعا في هذه النقطة بالذات الاسوأ هو ما لم يكشف بعد !
هناك جحيم فعلي في هذا الوطن الذي بلغ فيه ثمن حياة المواطن أقل من 
ثمن دجاجة!

بلد يحكمه غلمان وسفهاء، لصوص يتصدرون ديوانه، مجرمون يعبثون بأمن مواطنيه، وحكومة تبذل جهدها للعمل ضد مصلحة من تحكمهم، وهي محكومة اصلا من خارج حدودنا !
خزينة أفرغها "الحرامية" ستؤول بعد حين للإفلاس، مدن تدمر على رؤوس اهلها بدعوى "الارهاب" وهي حجة اشد فداحة من جريمة وجودهم على سدة حكم لا يليق بهم.
احزاب تتصارع على المغانم فيما بينها، بترويع ترتكبه في الابرياء الغافلين عما ينتظرهم !
هل انتم فعلا غافلون عما يحاك لكم، ام تدعون الغفلة كي لاتواجهوا خرابكم، ومساهمتكم فيه؟ !
هذا وطن يدمر، ومواطن يسحق ويقتل بدون معنى فلا قيمة لموته، موت مئات الابرياء يومياً، أصبح موتا منسيا لم يعد يحظى بمروره على شريط خبر عاجل!
كل الدوائر أحكمت طوقها ضدكم، دول اقليمية، ودول غربية، تعمل كلها بلا هوادة لإبادتكم.
أهناك حل؟ أهناك أمل؟ 
الحل أنتم ..!

أتبدو غريبة عليكم هذه العبارة؟
أن نكون الحل نحن.. كل فرد منا هو خيط حل ان ارتبط بغيره سيصبح نسيجا اقوى.
الثورة الانبارية ليست كما يدعي عليها المالكي "ارهابا" انها ثورة الانسان لكرامته في وطنه.
الغضب المتململ في البصرة، والنجف، والحلة، وبغداد، ليس لهواً، ولم ينطلق من فراغ.
بغداد.. ستصيبها العدوى ايضا وتثور ..
ولابد ان نثور..

قد جرَّبتم كل ما ارادوه لكم من مشاريع اتضح فسادها وفسادهم، لكنكم حتى اللحظة لم تجربوا، ان تكونوا فوق المذهب، فوق أكاذيب الاحزاب.

اللص جبان جدا ويهرب من سعلة صاحب الدار فكيف إن كان للبيت حراسا يقظين؟
انتم حتى اللحظة لم تجرِّبوا شد ظهور بعضكم امام البغاة والطائفيين والفاسدين.. وصيحتكم الماكثة في الحناجر إن انطلقت لن يبق في الارض لصٌ منهم.. ولن تتحكم بمصائركم غلمان العصر !
قد أسس الفساد لنفسه دولة في العراق !
الدستور فاسد. البرلمان فاسد. الحكومة فاسدة. الجيش غير عقائدي. الشرطة مرتشية. القضاء مسيّر لرغبات المتحكمين.. التعليم فاسد. الصحة ودوائرها فاسدة. وحتى دور العبادة يتحكم فيها رجال دين فاسدون !
ولم يعد خافياً على اي منكم فساد الحياة في العراق. 
فماذا ستخسر غير موتك المجاني إن وقفت الى ظهر اخيك تشده وتأزر حلمكما بالحياة الامنة والكرامة؟
حتى نستعيد الوطن لنا والدولة لخدمة مواطنيها، لابد ان نكون معا، كتفاً لكتف، صوتاً لصوت، حلماً لحلم، رحمةً لرحمة، قلباً لقلب، والا فإن الخراب والهراء سيستمر، وما بينهما وطن يبدد وشعب يذبح، وثروات تنهب، وكرامة تهان، فيأتي زمان يقال فيه: كان هنا ذات يوم شعب لوطن اسمه العراق !!
نعم الامل ينطلق من أفئدتكم ان صلُحت فيها النية، لانتزاع حق اخيك من فم اللصوص قبل انتزاع حقك.. فلن تأمن لدارك ودار غيرك خراب !!
ألم تتعبوا من موتكم الرخيص بعد؟
ايتها البصرة شدّي حزام ظهر الانبار.. انها الخطوة والانطلاقة الحقيقية لنبدأ مرة اخرى مرحلة تأسيس وطن حقيقي للجميع.