وجهات نظر
عبدالمنعم حمندي
توغلَ الفريسيون وأبناءُ
الأفاعي في جراحنا وأحلامنا وطعامنا وهوائنا وخصور النساء وشهيقِ الخمائل...!
توغلوا
واستباحوا الزرع والضرع والفن والجمال، وأشعلوا الحرائق وأضرموا النيران في المهود
والبيان والتبيين .
كلُّ الذين امتهنوا تجارةَ النخاسة، وكتابةَ الشعارات، والسمسرة
في المنافي واستجداء ال CIA والموساد وكل وكالات المخابرات العالمية
والذين استبدلوا حليب امهاتهم بعلبة كوكا كولا نشروا قعقعاتِ بلطاتهم بيننا عبر
ميليشيات النذالة والجهالة والضغائن. فأضحى لحمُ الإنسان أرخصَ من لحم ِالضفادع،
ومن أسنان الفئران!
لقَدْ تحجّر النبعُ، ولمْ يَعُد النهرُ
يواصل الجريان..
وعليك أن تتأمل ما فعلته الجرائم والخناجر
في الظهر والخاصرة وما نقشته الرياحُ في الصخورِ، وما خلفته الفجائع من مآس وندوب
في الوعي والانسان، وما تركته قوارب الاحزان على ضفافِ النهرِ، أو ما أُعيدَ
رسمَهُ في ضلوع الأشجار أو في حيطان البيوت التي خططها دخان السجائرْ!
الآفاق تكسّرت أجنحتُها، والسماءُ بلونِ
التراب، ولا حِداد للمطر! لا حِداد للبشر!
لَمْ يعرِف اليمَامُ السُحبَ السودَ، ولم ترَ السماواتُ مطراً
أخرسَ، القمرُ فقط يبحثُ عن غيهبٍ، ليرتدي شالاً أسود!
ثمّةَ صراط ٌ بين العتمةِ، والضوءِ، أو بين الرحمةِ واللعنةِ،
فلا بُدَّ من بوصلةٍ تُغيّر حركةَ الزمنِ، وتقتادُ الصباحَ إلى حضيرةٍ مثل خروف
ينتظره الذبح، لا يعبأ جزارهُ بصرخاتِ الجدار والسكين،لابدَّ من زلزال يعيدترتيب
الفصول ويعيد الشمس الى مدارها والقمر الى برج لم يلوث بوباء 2003 ولا بجاهلية
الربيع العربي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق