وجهات نظر
مصطفى كامل
منذ ان بدأت المعركة في محافظة الأنبار مع عصابات نوري المالكي المجرمة، تجنبنا الحديث عن حرب عقائدية، فهذا باب لو انفتح يشبه صندوق باندورا، وسعينا إلى إظهار الطابع الوطني لها، وقلنا بصرح العبارة "مع انها معركة يخوضها سنة، إلا ان مراميها وطنية عامة، وهي تتحدث بلسان كل العراقيين المظلومين، وتطالب بحقوق كل من يرى نفسه عراقياً مظلوماً".
وقد عبَّر الثوار عن ذلك بوضوح تام، فلم يتحدثوا عن نصرة مذهب، وكان خطابهم يؤكد أعلى درجات الالتزام بالوطن الواحد، وكان الجهد الإعلامي المساند للثورة حريصاً على ذلك أيضاً.. وكنا نعلن فرحنا الغامر بكل صوت ينطلق لنصرة الثورة ودعم الثوار، ونشيد به ونروِّج له، إيماناً منا بأن الثورة العراقية الكبرى لكي تكون عراقية حقاً وكبرى فعلاً، يجب أن ينهض بها كل أبناء العراق، بلا تمييز طائفي أو عرقي.
ولكن الطرف الآخر الذي يقاتلنا بإصرار، رفض ذلك وواصل رفضه، وأعلن صراحة موقفه الطائفي العقائدي، حين تحدث قائده الخائب عن حرب معسكري يزيد والحسين.
وزاد الطين بلة سكوت المرجعيات (الشيعية) الدينية منها والسياسية والعشائرية، التي أكَّدت مرة أخرى، كما طيلة 11 عاماً، أن صمتها ليس سكوتاً عن الحق فحسب، بل هو، أولاً، نصرة للباطل ودعماً له، فهذا السكوت الإعلامي المزعوم، يُخفي وراءه إعلاناً بتأييد الجرائم البشعة التي يرتكبها الطرف الباغي..
وانطلقت فعاليات عشائرية وسياسية ودينية لتأييد هذه الحرب الإجرامية التي يشنها أنصار يزيد على أنصار الحسين، لا خطأ في العبارة، إذا كان موقف الحسين يعني الالتزام بجانب الحق وموقف يزيد يعني الاصطفاف خلف الباطل.
وإذا فهمنا ان تقاتل عصابات المالكي المسماة جيشاً وشرطة، دفاعاً عن هذا النظام الفاسد المجرم، وهو سبب وجودها وبقائها، فإننا لا يمكننا ان نفهم أن يقاتل شاب في المرحلة الرابعة من الدراسة الجامعية، وأن يقتل هناك!
لن تفهم هذه الحالة التي سترون صورة تعبِّر عنها في أدناه إلا إذا فهمنا أن الطرف الباغي المجرم يريدها حرباً عقائدية كما توضح الصورة، وهو ما رفضناه منذ البداية ولا نريده أن يكون، لأن الخاسر فيها كل شعب العراق، وهي كما قلت مثل صندوق باندورا الذي يضم كل ما نتخيله من شرور .
هي حرب عقائدية إذن، هذا مايثقف باتجاهه أبواق الطرف الباغي، وعلى من يرفض أن تكون كذلك أن يقف معلناً موقفه بوضوح لا لبس فيه: مع الثورة ومع العراق أو مع المالكي في حربه العقائدية الخائبة.
أعرف ان البعض سيتهمنا بالتزام موقف طائفي وأقولها بصراحة مطلقة: ان من لا يقف مع الثوار اليوم فسوف ينال عقابه الواجب غداً.. فالدم الذي يسيل في الأنبار ليس ماءً ولا ينبغي له أن يكون كذلك، ولن نرضى أن يكون كذلك..
ونصيحتي لتلك المرجعيات (الشيعية) الدينية منها والسياسية والعشائرية لا تجعلوها حرباً عقائدية، فإن نتائج ذلك ستكون وبالاً عليكم أولاً وأخيراً، وسيحترق العراق كله بل والمنطقة كلها وستكونون طُعماً لتلك النيران، فلا تؤججوها أيها الخائبون..
أما (المرجعيات السنية) المتخاذلة، الدينية منها والسياسية والعشائرية، الساكتة عن نصرة الحق بوضوح تام، أعني المؤيدة للباطل، فلها عند الله حساب عسير، ولها مع الشعب معركة كبرى.. وهي قادمة لا مفرَّ منها..
والله اكبر.
هناك 4 تعليقات:
الخلل للأسف منذ بداية الإحتلال حينما رفضت المقاومة العراقية وفق تعليمات التعرض للأحزاب وشخوصها ، والتركيز فقط على الأمريكان ، وهذا ما جعلهم يتوغلون ويسيطرون
بكل فخر اقول انا من اللاتي توسلن لجهة ما ان تعمل عملية إستشهادية على باقر الحكيم ورفضوا رفضا قاطعا وقالوا هذه تعليمات.
لكن الحمدلله رب العالمين كافئني الله تعالى بقتله بعد اشهر بسيطة من طلبي
هي وحدها الحرب العقائدية...بالضبط كما هي مع الصهاينة.ولاحظ كيف انها متشابهه، فالصهاينة تأتمر بعقيدتها وأسفارها، والشيعة يأتمرون بخرافات ساداتهم وكتبهم الخبيثة.
نعم إنها كذلك وهل هناك شك في هذا يا استاذ مصطفى؟
إرسال تعليق