وجهات نظر
سعد الأوسي
كثير
من قصص الذاكرة القريبة تحضرني الان وأنا اقرأ خبر المدلول مهدي ابن السيد وزير
النقل والمواصلات ن.ض هادي العامري، وهي قصص من زمن صرنا نسميه الان "زمن
الديكتاتورية" بعد ان عشنا "زمن الديمقراطية" الجميل، وذقنا عسلها
على يد الديمقراطي الكبير الحاج نوري المالكي وصحبه من رجالات الدعوة الاسلامية
والمجلس الاسلامي ومنظمة بدر الاسلامية (ياجماعة شنو احنا كنا كفار والجماعة جاءوا
يعيدونلا للاسلام!).
ان
ابن رئيس الوزراء الاسبق الدكتور سعدون حمادي كان معجبا بفتاة تسكن في شقق زيونة
وكان يلاحقها ويضايقها كثيرا وربما قضى ساعات تحت شقتها بانتظار ان تظهر من شباك
او تخرج لحاجة كي يتعرض لها، وقد حاول بعض شباب المنطقة ان يتصدوا له بعد ان اصبح
وجوده تحديا سافراً لكرامتهم ورجولتهم، لكنهم لم يكونوا يعرفون من هو هذا الوجيه
الكاشخ صاحب السيارات الفارهة الذي يبدو انه ردعهم بشدة بعد ان كشف عن هويته
الرفيعة وصار يأتي الى الحي بمرافقة سائق مسلح من ذوي العضلات والشوارب المفتولة.
وحين
اعلمت الفتاة والدها بالامر وعرف الاب ان الشاب المقصود هو ابن رئيس الوزراء شخصياً،
شعر الرجل بتردد وعجز عن مواجهة مثل هذه المصيبة الكشرة التي تحيق بابنته، وقد
حاول استشارة بعض اصدقائه لحل هذا الموقف الحرج الحساس الذي لايخلو من خطورة،
فأشار عليه احد القريبين بفكرة الاتصال هاتفيا برئيس الجمهورية، على رقم مكتبه
المعروف والذي غالباً ما يجيب هو شخصيا عليه، او ربما واحد من اقرب مرافقيه نيابة
عنه. فكَّر الاب كثيرا بهذا الاقتراح المخيف ولم يجد له قبولاً في نفسه، خاصة وان
الشاب المذكور ابن رجل قريب جداً من قلب الرئيس وموضع ثقته التامة، وطالما أناط به
أكبر وأهم المناصب التي كان آخرها اعلى منصب تنفيذي بعد رئيس الجمهورية وهو رئاسة
الوزراء، ومن غير المعقول ان يعاقب ابنه لهذا الامر البسيط، او الذي يبدو بسيطاً
قياساً للاحداث الخطيرة التي كان يمر بها البلد في الحرب.
كل
هذه الافكار المتوجِّسة كانت كافية لكي تجعل الاب يعدل عن الفكرة التي نصحه بها
صديقه، ولكنه في الوقت ذاته كان يرى في عيني ابنته خوفاً وقلقاً يعذبانه ويدفعانه
للاقدام على أية خطوة مهما كانت خطورتها ونتائجها. وفي لحظةٍ حسم الرجل امره
وامتدت يده الى التلفون ليدير الرقم الخاص الذي اعطاه إياه صديقه. لم يرن الجرس في
الطرف الاخر سوى مرتين ثم جاء الرد سريعا:
- مكتب
السيد الرئيس تفضلوا .
حبست المفاجأة أنفاس الرجل، إذ لم يكن يتوقع ان يكون الامر حقاً وسريعاً هكذا، كان الصوت المتحدث أجشّاً متيناً واضح الحزم. بتلعثم واضح أجاب الرجل:
حبست المفاجأة أنفاس الرجل، إذ لم يكن يتوقع ان يكون الامر حقاً وسريعاً هكذا، كان الصوت المتحدث أجشّاً متيناً واضح الحزم. بتلعثم واضح أجاب الرجل:
* مرحبا
سيدي انا المواطن..
قاطعه المتكلم على الطرف الاخر قائلاً:
قاطعه المتكلم على الطرف الاخر قائلاً:
- عفوا،
لست السيد الرئيس، نحن مكتبه، تفضل اعرض مشكلتك وسنضعها بين يدي السيد الرئيس
عندما يسمح وقته .
همَّ الرجل بإغلاق الخط خوفاً وحرجاً من الموقف، كان يتمنى لو ان الرئيس هو الذي أجاب على اتصاله، فالرئيس كما يسمع عنه مستمع جيد لمشاكل الناس بينما هذا الموظف الذي يرد بجمود قد لا يتفهم الوضع او يكون رد فعله خشناً حاداً باعتبار ان المشكلة اصغر من ان تعرض على مقام الرئيس في مثل تلك الظروف، لكن الموقف لم يكن يحتمل فكرة إغلاق الخط فمن المؤكد ان الرقم قد ظهر لديهم الان وسيعرفون من المتصل بسهولة .
* عفوا استاذ انا المواطن فلان الفلاني والد الطالبة فلانة وهي طالبة في المرحلة الاعدادية، والحقيقة ان ابن أحد المسؤولين يعاكسها ويلاحقها ويضايقها ونحن نخاف منه ونخاف ان يتطور الموقف الى اكثر من ذلك .
- ما اسم ابن المسؤول هذا؟ وماذا فعل بالضبط ؟
همَّ الرجل بإغلاق الخط خوفاً وحرجاً من الموقف، كان يتمنى لو ان الرئيس هو الذي أجاب على اتصاله، فالرئيس كما يسمع عنه مستمع جيد لمشاكل الناس بينما هذا الموظف الذي يرد بجمود قد لا يتفهم الوضع او يكون رد فعله خشناً حاداً باعتبار ان المشكلة اصغر من ان تعرض على مقام الرئيس في مثل تلك الظروف، لكن الموقف لم يكن يحتمل فكرة إغلاق الخط فمن المؤكد ان الرقم قد ظهر لديهم الان وسيعرفون من المتصل بسهولة .
* عفوا استاذ انا المواطن فلان الفلاني والد الطالبة فلانة وهي طالبة في المرحلة الاعدادية، والحقيقة ان ابن أحد المسؤولين يعاكسها ويلاحقها ويضايقها ونحن نخاف منه ونخاف ان يتطور الموقف الى اكثر من ذلك .
- ما اسم ابن المسؤول هذا؟ وماذا فعل بالضبط ؟
بصعوبة
بالغة قال الاب:
* انه
الاستاذ فلان ابن سيادة الدكتور سعدون حمادي رئيس الوزراء المحترم
.
- وهل اعتدى على البنت ؟؟
في هذه اللحظة دخل على المكالمة صوت ثالث مخاطباً المرافق الذي كان يردُّ على المكالمة قائلاً:
- وهل اعتدى على البنت ؟؟
في هذه اللحظة دخل على المكالمة صوت ثالث مخاطباً المرافق الذي كان يردُّ على المكالمة قائلاً:
هذا ليس شأنك، حسب التعليمات التي لديك عليك ان تعطي الرجل
موعداً ليقدِّم شكواه مكتوبة خاصة حين يتعلق الامر بمسؤول او ابن مسؤول .
- أمرك سيدي.
اجابه
الصوت الثالث آمراً:
اغلق الخط ودعني اكمل الحديث مع الرجل .
لم يكن الصوت الجديد سوى صوت الرئيس صدام حسين شخصياً، حيث يبدو ان لديه آلية للدخول على المكالمات بين مكتب المرافقين المكلّفين بالرد والمواطنين اثناء عرض شكواهم ليطمئن الى سلامة الردود والاجراءات، ولكي يبقى المكلفون بالرد على اهبة الاستعداد والتحسب دائما فقد يكون الرئيس في أية لحظة يسمع الى حواراتهم مع المواطنين .
أكمل الرئيس توجيهه لوالد البنت:
لم يكن الصوت الجديد سوى صوت الرئيس صدام حسين شخصياً، حيث يبدو ان لديه آلية للدخول على المكالمات بين مكتب المرافقين المكلّفين بالرد والمواطنين اثناء عرض شكواهم ليطمئن الى سلامة الردود والاجراءات، ولكي يبقى المكلفون بالرد على اهبة الاستعداد والتحسب دائما فقد يكون الرئيس في أية لحظة يسمع الى حواراتهم مع المواطنين .
أكمل الرئيس توجيهه لوالد البنت:
اكتب كل ماحدث في عريضة وتعال غداً في الثامنة صباحا الى
استعلامات المجلس الوطني، لا تخف من احد واذكر كل ماحصل بالاسماء والوقائع.
حين
اغلق الرئيس الخط ظلَّ والد البنت ذاهلاً من غرابة ماحصل، ولم يكن متأكداً من صاحب
الصوت الثالث الذي دخل في الخط فجأة، ولكنه عرف ان سفينة الامر قد اقلعت ولم يبق
من سبيل للتراجع .
في صباح اليوم التالي قدّم الرجل عريضته لاستعلامات المجلس الوطني، لكنهم امروه بالانتظار، ليجد نفسه في غضون اقل من ساعة امام الرئيس شخصياً في مكتبه الرسمي الذي يدير منه شؤون الدولة، وقد رحَّب به بحرارة واستمع الى كل التفاصيل ووعده ان يقتصَّ من المذنب في حال ثبوت فعله، إذ ليس هنالك أحدٌ محصَّنٌ امام العدالة والضمير مهما بلغ مكانه ومرتبته .
بعد ثلاثة أيام فقط، اتصلت بدالة القصر الجمهوري بالرجل لتخبره ان يبلغ اقرباءه واصدقاءه ومن يشاء من معارفه وجيرانه وشباب الحي للتجمع امام العمارة التي يسكنها في ساعة محددة من اليوم ذاته لانتظار توجيه من السيد الرئيس.
في صباح اليوم التالي قدّم الرجل عريضته لاستعلامات المجلس الوطني، لكنهم امروه بالانتظار، ليجد نفسه في غضون اقل من ساعة امام الرئيس شخصياً في مكتبه الرسمي الذي يدير منه شؤون الدولة، وقد رحَّب به بحرارة واستمع الى كل التفاصيل ووعده ان يقتصَّ من المذنب في حال ثبوت فعله، إذ ليس هنالك أحدٌ محصَّنٌ امام العدالة والضمير مهما بلغ مكانه ومرتبته .
بعد ثلاثة أيام فقط، اتصلت بدالة القصر الجمهوري بالرجل لتخبره ان يبلغ اقرباءه واصدقاءه ومن يشاء من معارفه وجيرانه وشباب الحي للتجمع امام العمارة التي يسكنها في ساعة محددة من اليوم ذاته لانتظار توجيه من السيد الرئيس.
كان
الجميع في ترقّب لما سيحصل، وقد تجمعوا في ساحة امام بناية والد البنت وكان في من
حضر مختار المنطقة وممثلو الحزب ايضاً حين ظهرت سيارات جهاز الامن الخاص برئيس
الجمهورية ليترجَّل منها بعض افراد الحماية الخاصة وجهاز الامن الخاص مصطحبين معهم
ابن رئيس الوزراء وهو مقيد اليدين الى الخلف، وقد قرأ احدهم على الناس المجتمعين
توجيه الرئيس لعقاب هذا المعتدي قليل الادب والاخلاق.
كانت
عقوبة الرئيس تقضي بأن يحلق رأس الولد (نمرة صفر) بإهانة امام أعين جميع من كان
يشاهده يضايق البنت متحدياً وجودهم، واشترطت العقوبة أن يجلس ابن رئيس الوزراء على
صفيحة أزبال قديمة (تنكة) ويحلق رأسه (بموس اعمى) ثم يجلد بعد ان يقدِّم اعتذاره
العلني للعائلة التي سبَّب لها كل هذا الألم والخوف والحرج امام الناس
.
دارت ذكرى وقائع هذه القصة في بالي وانا افكر بموقف دولة رئيس الوزراء نوري المالكي الان من موقف مهدي بن هادي العامري الذي منع طائرة بكل ركابها من الهبوط في مطار بغداد بمجرد اتصال تلفوني، لأنها لم تنتظر تأخيره، وغادرته بعد ان نادت عليه اكثر من مرة في مطار بيروت ولم يجب حضرته.
دارت ذكرى وقائع هذه القصة في بالي وانا افكر بموقف دولة رئيس الوزراء نوري المالكي الان من موقف مهدي بن هادي العامري الذي منع طائرة بكل ركابها من الهبوط في مطار بغداد بمجرد اتصال تلفوني، لأنها لم تنتظر تأخيره، وغادرته بعد ان نادت عليه اكثر من مرة في مطار بيروت ولم يجب حضرته.
ترى
ماذا سيفعل الان دولة رئيس الوزراء رئيس دولة القانون امام مثل هذه الاهانة لعشرات
الركاب العرب والعراقيين الذين كانوا على متن تلك الطائرة واضطرهم ابن الوزير
للعودة وربما فوّتَ عليهم مواعيد واعمالا وارتباطات، اضافة لعشرات الركاب
المنتظرين في مطار بغداد للمغادرة على متن الطائرة ذاتها في طريق عودتها الى لبنان؟
ومن سيدفع الخسائر المالية والعقوبات المترتبة على هذا الفعل الارعن لشركة الخطوط
اللبنانية ومنظمة الاياتا العالمية التي تتولى تنظيم شؤون الطيران المدني في
العالم؟ وكيف سنصلح الحال ونعيد الثقة في التعامل مع شركات الطيران التي عادت الى
تسيير رحلاتها من بغداد بشق الانفس و(بالتواسيل) على حد القول العراقي بعد طول
مقاطعة ؟
لا
اشك ان السيد وزير النقل سيصطحب ابنه بعد ايام لزيارة عمه الحجي نوري المالكي
وسينتهي الامر بـ (حب عمك وحب خالك) مع وعد من ابو مهيدي بعدم تكرار الامر مرة
ثانية، ولأن الحجي نوري ديمقراطي وقلبه طيب جدا سيسامح ويعتبر الموضوع (جوه البساط)
كما يقال في الفصل العشائري، إكراماً لعيون المجاهد هادي العامري قائد فيلق بدر،
خاصة وان الانتخابات على الابواب والحاج نوري بحاجة الى كل الائتلافات والتوافقات
والاتفاقات والصفقات الانتخابية من اجل عيون ولايته الثالثة، ثم انه ديمقراطي
ومتسامح ولا يتفق مع الطرق القاسية التي كان يمارسها الرئيس الدكتاتور الطاغية
الذي كان يبطش في عقوباته، هل عرفتم الان الفرق بين الديمقراطي والدكتاتور
؟
هناك 19 تعليقًا:
كنت قد قرات الموضوع كله امس من مصدره ، لكن ما أحزنني هو ان يصل الحال بالعراق بحيث قائده يكون من أمثال المالكي وتتم مقارنته مع القائد الفذ الشهيد صدام حسين! مع الأسف
كنت أتمنى على الكاتب ان ينشر الموضوع على حده من باب استذكار أخلاق القائد الفذ العادل ، لا من باب المقارنة مع فعل جرذ واداة بيد ايران وامريكا واسرائيل نصبوه حاكما علينا
ذاك زمن القادة العقائدين و هذا زمن أنذال بصور قادة
الحاضر غرس الماضي ....
لا ياسيدي..
الحاضر غرس اميركا وعملاؤها وايران ورعاعها
القصه الاولى انا اتذكرها وهذا ماحدث فعلا وانا عمتي من الناس التي قابلت صدام وارجع لها حقوقنا كامله بعد ان تلاعبت زوجة الشهيد اخوها بمنح الرئيس.
هو رجل لن يتكرر والله وهل نسيت كيف عاقب ابنه وليس ابن رئيس الوزراء وحكم عليه اقامه جبرية وتدخل الملك حسين انذاك بها رحمه الله كنا بخير رغم الحروب والماسي
وقت ابو عدي هيج تقارنوه ويه هذا ابو السبح؟؟!!
والله حقك يا عزيزي
شكرا للاستاذ الكاتب سعد الاوسي وانا اتفق مع اسلوب المقارنه لان الاجيال مابعد الاحتلال لم تسمع الكثير عن ادارة قائد العراق رحمه الله للمواطنين واخذ حقوقهم من اقرب الناس في القرابة او في الدولة وهذا كان تاريخنا العربي المجيد تحية من الاعماق لصفحة وحهات نظر ولادارتها الميامين
ليس هذا المثل فقط وانما أمر في احد المرات بكسر يد واحد من حمايته لأنه تسبب في كسر يد مواطن وحين قتل ابنه عدي عامل الخدمة المسيحي سجنه ودفع الديه لأهله بعد تنازلهم عن دمه وكثيرا ما كان يجمع المسؤولين او اولادهم حين يقتص من واحد ارتكب ضد المواطنين فعلا ما ويعقابه امامهم لكي يكون عبرة للآخرين
للتاريخ انا شاهد على واقعه وقعت...كنت اعمل مديرا للمكتب الخاص لاحد الوزراء..اتصل بي ديوان الرئاسه واخبرني بان ابلغ السيد الوزير الذي لم يكن قي مكتبه تلك اللحظه ان يرسل ابنه الىالساعه الخامسه عصراالى النادي الترفيهي باليرموك..لان هناك توجد مهمه عليه ان يحضرها وفعلا اجريت اللازم وارسل الابنالى هناك..وفي الصباح علمت من السيد الوزير باسباب الدعوه وكانت عرض فلم عليه يصور ابن الرئيس قصي وهو يضرب بقسوه من قبل المرافقين بسبب شكوى قدمت من احد المواطنين بالاعتداء عليه منقبل قصي في الحبانيهوبعد ان تاكد الرئيس من الحادثه قرر معاقبة ابنه وسجل بفلم يعرض على ابناء الوزراء الذين استدعوا لمشاهدة الفلم...هكذا كان يتعامل الرئيس الشهيد مع اقرب الناس اليه اذا اعتدوا على المواطنين علما ان المرحوم قصي كان في فترة شباب ...
رحم الله الشهيد صدام حسين.. لقد كان فحلا...
ليس غريبا ان يتصرف الرئيس الراحل صدام حسين وبهذه السرعه فقد كان زمنه زمن الرجال وليس انصاف الرجال واستغرب من صاحب التعليق الذي قال ان الحاضر امتداد للماضي ويبدو لي ان من الذين نالتهم بركات هذا الزمن التعس ..
صدام حسين رحمه الله عروبي صميم وابن عشيرة واورد حادثة بسيطة جرت في الرابطة العراقية سنة 1960 بالقاهرة حينما كنا طلابا في جامعاتها .. كنا نجلس مجموعة من الطلاب كعادتنا في الامسيات نتبادل الاحاديث ونطلع على الصحف العراقية التي كانت السفارة العراقية تقدمها لنا حيث كان السفير حينها المرحوم فائق السامرائي.. كنا اربعة صدام حسين وعبدالكريم الشيخلي وشفيق الكمالي وانا نلعب الدومنة كعادتنا..واذا بطالب عراقي نسميه اللوكي يجلس بقربنا ليشاهد المباراة الحاسمة في لعبة الدومنة واذا بطالب آخر رشيق القوام مفتول العضلات يدخل الرابطة ويلقي بالتحية واذا باللوكي الذي كان قميئا قبيح المنظر يقول: شوفوا هالهيوجي شلون يتبختر خلي يستر على اخته اللي تلعب على كيفها؟ وكانت اخته التي تحضر احيانا للرابطة من اجمل الطالبات واكثرهن احتراما لنفسها بحيث لاتكلم احدا من الطلاب وتجلس مع اخوها وابن عمتها.. واذا بالرئيس الراحل يقول له وبكل خشونة: كوم من هنا مجلسنا مو مو مجلس سوء ذوله خواتنا ماعندك عرض شلون انت غيره سز..
كان غاضبا لدرجه كنا نتوقع ان يشبعه ضربا ..
هذه الكلمات سمعتها منذ اكثر من نصف قرن.. فهل من العدل والانصاف ان نقارن امثال هولاء الغيارى بانصاف الرجال او ارباعهم..
الرجولة والنخوة طبع وليس تطبــًع .
من هذا الموقع ارفع صوتي للاخ سعد الاوسي وانا من المتابعين لقناته مطالبا ان تكون قناته العراق الان مصدر أمل للشرفاء من ابناء العراق ومنبرا لهم ان يحاول تغيير اسلوب اطلاقه على النظام الوطني السابق اسم النظام البائد الذي اصبح نشازا للعيون حينما يختتم قوله بالنظام البائد الذي يتردد على الافواه العفنة التي تطلقها اجهزة اعلام حكومة ابن طويريج .. ان كان ولابد ارجوه ان يترفع عن هذه الكلمة القذرة التي لا تليق بقناة وطنية حسب مانعتقد .. ان استمر باطلاق صفة النظام البائد على النظام الوطني السابق فسأكون اول من يقاطع قناته لانها خرجت عن مسارها الوطني واود ان اسأله لو ازاح الله هذا النظام الكابوسي واعوانه فماذا سيطلق عليه الاخ سعد الاوسي.
والحليم تكفيه الاشارة.
ما حكيت الا الحق يا اخي العزيز ....
الاخ المحرر تحية لك
ما رايك باقتراح قد يكون ذو فائدة كبيرة خاصة لجيل الشباب الذي لم يعرف كيف كانت ماثر الحكم الوطني قبل الاحتلال والغزو وبان تكون هناك زاوية او مقالات ومواقف اتخذت على الصعيد الوطني والقومي والعالمي من قبل قيادة العراق الوطنية لتعريف الاجيال بهذه المواقف التي لن تتكرر وذلك للمقارنة بين ما قبل وما بعد الاحتلال واقترح ان تكون بعنوان
ما قبل وبعد 2003 وقد قدمتم في مدونتكم الغراء بعضا من هذه النماذج مثل النظافة في المدن العراقية قبل وبعد والتلوث والكهرباء والصرف الصحي الخ
ولكم الشكر
أخي أباذر
عليك سلام الله وتحياته ورحماته وبركاته
نعم المقترح، الذي تفضلت به، وعسى أن تتاح لنا فرصة لذلك، وهي أيضاً دعوة مفتوحة لكل من يريد أن يساهم في هذا المشروع التاريخي المهم.
تحياتي
لاعجب ولاغرابه في زمن الاوغاد حينما:
بعرين السباع تتمرغل الواويه
الاخ مصطفي ارسلت لك تعليقا عن الموضوع الم يصل اليكم تحياتي
نشرت تعليقك عن ابن احد الوزراء في اعلاه يوم أمس
تحياتي
في العام 2002 قدم مواطن من محافظة واسط شكوى الى الرئيس الراحل صدام حسين حول قيام بعض افراد من اقربائه المقربين بالاستحواذ على اراض زراعية مفوضة بالطابو والمشتكي واخرين هم اصحاب العقود التصرفية فيها حيث قامت وزارة الزراعة بعدم تجديد العقود والتعاقد مع اقرباء الرئيس صدام حسين وفي احدى الامسيات ظهر الرئيس على شاشة التلفاز وتحدث عن شكوى المواطن وقال ((بعد ان قرأت الشكوى فكرت بجهة محايدة تتولى التحقيق فيها فلم اجد من هو أصلح لهذه المهمة غير المجلس الوطني "البرلمان" وفي صباح اليوم التالي وردت اضبارة القضية مع امر الرئيس باجراء التحقيق تولى الدكتور المرحوم سعدون حمادي لجنة التحقيق برئاسة رئيس اللجنة القانونية وعضوية رئيس اللجنة الزراعية ورئيس لجنة الخدمات وعضور اخر وانا عضوا ومقررا للجنة ووكلت الي اللجنة مهمة اجراء التحقيق وتدوين افادات المشتكين والمشكو منهم وهم طبعا من اقرباء الرئيس واصحاب العلاقة في وزارة الزراعة ودوائر الزراعة المعنية وبعد اكمال التحقيق قمت بتدوين صيغة القرار وبعد موافقة رئيس واعضاء اللجنة عليها تم اعداده وتقديمه الى رئيس المجلس الوطني وتضمن القرار الغاء عقود وزارة الزراعة مع اقرباء الرئيس ومنعهم من التعاقد مع الوزارة في هذه المحافظة واعادة حقوق المشتكين واجراء مزايدة جديدة بالاراضي الاخرى ومعاقبة عدد من الموظفين في الوزارة واقتراح احالة احد الاشخاص الى المحاكم المختصة واقتراح معاقبة وزير الزراعة وصادق الرئيس الراحل على قرار اللجنة التحقيقية بالكامل مع الاشادة بعمل اللجنة وحيادها .حادثة اخرى للتاريخ تستحق الذكر ليعرفها الناس من المعروف ان احكام الاعدام الصادرة من المحاكم تعرض على رئيس الدولة للمصادقة عليها او استعمال صلاحياته الدستورية بتخفيض الحكم او العفو ,عرضت على الرئيس الراحل صدام حسين حكما باعدام احد كوادر الحزب الشيوعي وفي ملخص القضية المقدمة للرئيس تم الاشارة بالخط الاحمر على قيام هذا الكادر بالهتاف بحياة الحزب الشيوعي عند تلاوة قرار الحكم بالاعدام عليه في المحكمة فاستدعى الرئيس الراحل صدام حسين رئيس الديوان وطلب منه احضار هذا الشخص اليه من المحبس في اليوم التالي , اجرى الرئيس حوارا سياسيا مطولا معه ثم اصدر عفوا خاصا عنه وعينه بمنصب مدير عام في وزارته وكان مدرسا واخذ يستقبله كل سنة حتى العام 1991 ويخصص له مكافأة شهرية وبعد العام 1991 كانت تصرف له المكافأة من ديوان الرئاسة دون ان يقابله الرئيس واعتبره ((انسا ذو مبدأ لا يستحق الاعدام او حتى الحبس )) ولهذا عفا عنه واكرمه اما اليوم فأن الزوجة والام والاخت والاب والاخوة يتم اعدامهم بتهمة التستر وفق قانون الارهاب رقم 13 لسنة 2005 سئ الصيت الذي جاء به المحتل الغازي واستخدمته الحكومات الطائفية لاغراض الابادة الجماعية والانتقام السياسي في محاكمات صورية واعترافات تنتزع بالاكراه والتهديد بهتك الاعراض والمجتمع الدولس اصابه الخرس والصمم . حادثة اخرى ربما لم يسمع بها الكثير من الجيل الحالي وهي ان سيارة ضايقت سيارة كان يقودها الشهيد عدي ومعه خاله لؤي خير الله وكانا طالبين جامعيين حينها فاقفا السيارة وضرب عدي سائق السيارة وتركوه وكان السائق استاذا جامعيا يحمل الدكتوراه فروى الحادثة لزوجته متالما فطلبت منه ارسال شكوى الى الرئيس صدام الا انه رفض فقامت الزوجة بكتابة شكوى اودعتها في استعلامات القصر الجمهوري مع العنوان ورقم الهاتف وبعد ايام قليلة من تقديم الشكوى حضرت سيارة من القصر الجمهوري واصطحبت الاستاذ الجامعي حيث استقبله الرئيس صدجام وقدم له الاعتذار واحضر له عدي ولؤي وقدما الاعتذار للاستاذ عما بدر منهما ثم استدعى صدام احد افراد الحماية وطلب منه احضار عصا غليظة وطلب من الاستاذ ان يتولى ضرب عدي ولؤي على اليد التي تطاولت عليه بالضرب فاعتذر الاستاذ عن التنفيذ لانه لا يستطيع ذلك واعتبر الاعتذار والندم منهما كافيا لاعادة الاعتبار له الا ان الرئيس طلب من الحماية ان يتولى كسر يديهما امام الاستاذ الجامعي وفعلا تم ذلك بحضور الاستاذ الجامعي الذي كان يتوسل بالرئيس للعفو عنهما الا انه اوقع عليهما العقوبة حتى لا يكررا مثل هذا الفعل
إرسال تعليق