موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأربعاء، 26 مارس 2014

إن يقتل فقد قتل أخوة له كثر من قبل

وجهات نظر
أبوالحق
وافهموها كما تشاءون، بصيغة المبني للمعلوم (يَقتَل) أو بصيغة المبني للمجهول (يُقتَل) فهي تصلح للقاتل وللمقتول على السواء وهذا لوحده فيه من السخرية المرَّة الشيء الكثير..


القاتل البيشمركي

سأكون كاذباً لو قلت أنني لم أهتم لمقتل الدكتور محمد بديوي الشمري على يد ملازم اول بيشمركَي في الجادرية، فالقتل جريمة مهما كانت أسبابه، وهو طال العراقيين الأبرياء كما طال الشرفاء المقاومين منهم على السواء، وطال البعثيين الشيعة قبل السنة.. طالهم على يد أميركان محتلين وبريطانيين مثلهم، ومن ثم من قبل إرهابيين عبثيين وقوات أمن حكومية تدربت على قتل العراقيين، كل العراقيين، وبدم بارد، تحت مبرر الحماية الذاتية والتخوف من هجمات مضادة لهم.
هو جريمة وفق قانون الخالق الذي سيوقف كل متورط بدم، سيوقفه على الصراط طويلاً يوم الحساب وفق الحديث الشريف، بمعنى، أنها روح بشرية خلقها الله لذا تستلزم نصاً إلهياً لإزهاقها، ليس نصاً بيشمركَياً ولا دعوجياً ولا إرهابياً (أقصد العرب السنة فهذه هي تسميتهم بالإعلام العراقي الداعر)..
وأنا لن أكون صادقاً كذلك لو قلت أنني حزنت لمقتل الدكتور الشمري بمعنى شكل الحزن المسوّق اليوم في الشارع العراقي وعلى المواقع، والسبب هو إستهجاني للكيل بمكيالين وللتصاعد المحموم للأصوات الناعقة التي ترى القذاة في عين الضابط البيشمركَي ولا ترى الجذع في عين كل (شيعي) عراقي يبتهج لقتل المتظاهرين كونه يرى في حكومة (الشيعة الإيرانيين) هؤلاء حمايةً له وضماناً لفكرة (بعد ما ننطيهه)!
الحالتان ترتبطان ببعضهما كما ترون لكن بشكل هو أبعد ما يكون عن الإنسياق وراء ما يقوله الإعلام الساقط للحكومة وما يفهمه الجمهور الذي يرى الأمور بعين واحدة كما يراد له دوماً. أشير القراء الكرام هنا لمقالتي عن (مشاهد بغدادية متأخرة) المنشورة هنا، وكيف برر سائق التاكسي الكناني الأصل وقتها ذبح وحرق وتهجير مئات آلاف السنة بسبب تفجير مرقد علي الهادي والحسن العسكري بسامراء، قال أنهم قضوا مظلومين ويكفي هذا قولاً!! بعدما تبين له وللرعاع الصفويين أن التفجير نفذه (إرهابي) تونسي طارئ على البلاد فلا علاقة للسنة العراقيين بما جرى؟ اليوم نحن بصدد رجل واحد ورصاصة واحدة وقاتل واحد لا غير، كيف تحسبونها؟
والمواقف هذه هنا ليست لغزاً ولا هي فلسفة، بل هي تناقضات تعصف بمشهد واحد لا ينبغي معاينته مجتزءاً ولا يجوز عزله عن مسيرة 11 سنة من القتل المتواصل والظلم الذي لا يعرف الراحة، مشهد طال كل العراق من شماله لجنوبه وترك في كل عائلة تقريباً، أحزان وغصص أليمة لا زالت مستعرة لليوم، ومن ثم تجاوز الحدود صوب سوريا حيث يقتل (الشيعة) العراقيون المتعصبون أهل سوريا المنتفضين على الطاغية، ويكبتون ثورتهم تحت مسميات العقيلة والمقدسات.
إن تناخي المالكي وقواته للرد على الحادث، وباللحظة هذه المرة، وتنصيب نفسه وليّاً للهيموكَلوبين هو ما يجعلني أحجم عن أي تعاطف مع الضحية، فشبيه الشيء منجذب إليه، ولولا أن القتيل ممن يصفقون ويهزجون لسياسة المالكي ما كنا سمعنا بهذه الحميّة الجاهلية، ولو لم يرد المالكي وقواته، شأنهم شأن كل جريمة أخرى، لوقعتُ بفخ التعاطف مع الضحية هذه هنا.
أنا تذكرت كيف إستخدم معاوية بن أبي سفيان هذه التسمية (ولي الدم) للوقوف بوجه علي بن أبي طالب في قضية مقتل عثمان بن عفان، رضي الله عنهم أجمعين، عندما أعرض عن مبايعة علي وقرنها بشرط تسليمه قتلة عثمان أولاً ليقتصَّ منهم قبل مطالبته بالمبايعة، نفس التسمية والحجة التي يستهجنها مفكرو الشيعة ويعتبرونها حجة لا أكثر وكلمة حق يراد بها باطل، عجيب كيف يكررون كل مثالب خصومهم مع وقوع السلطة بأيديهم ولا يخجلون من الله!!
أنا أسأل هنا: كم وليّاً يوجد في حوادث القتل؟ كم منهم في بلد يسمي نفسه رأس حربة الديمقراطية في المنطقة وطليعتها؟ وكيف يفهم الأميركان هذا التصرف القبلي والعشائري الذي تركوه وراء ظهورهم من أيام الكاوبوي ومن أجل حفنة دولارات ولافتات التريسباس تلك، حيث يجوز للفرد أن يقتل وفق قوانينه الخاصة؟
إن قال أنصار القتيل "إنه ضحية عزلاء تم قتلها بدم بارد وعلى يد ضابط في حرس الرئاسة نفسه"، فإن أول ما يقفز لبالي التساؤل القائل: كم مثله من الضحايا تم قتلهم بدم بارد، هم وأهاليهم، أو هم أمام أهاليهم، ولم تتحرك ذرة غيرة أو نخوة في ضمائر هؤلاء الأنصار الذين يطالبون اليوم بالإنتقام من القاتل وإنصاف القتيل وأهله؟ هل للقتيل هذا ميزة تجعله أفضل من أولئك؟ هل الشمري أكرم من الجبوري والدليمي والمهدي، أعني المخرج الراحل هادي المهدي وكيف طوى (التثويل) جريمة إغتياله على يد قوات المالكي نفسها قبل سنين؟ ما الذي تغير ليصبح القاتل ذا غيرة هذه المرة وحامياً للحمى؟ لماذا لم نر المالكي وكل هؤلاء (المفجوعين) اليوم يذرفون دمعة واحدة بالحد الأدنى على عراقيين لهم قيمة وقدر عند ربهم ومن ثم عند أهاليهم وأعزائهم؟ هذه لوحدها تضع 1000 علامة منع و (قف) فوق أي مشاعر تعاطف أو حزن... هذه واحدة فحسب فأنا لست أستجدي دمعة حزن مفردة ولا شلالاً من الدموع حتى لأنني أعرف أن ما يخفون بصدورهم من الحقد والغيظ والتربص أكبر بكثير، لكنه سؤال من باب التلميح فحسب!
هل تعرفون شيئاً؟ لقد أسدى الضابط البيشمركي معروفاً لنا بقتله الإعلامي العربي الشيعي (لابد أن يكون شيعياً من شيعة السلطة هؤلاء وهذه لا مجال للتشكيك بها ولا حاجة للتيقن منها فنخوة المالكي ليست كنخوة المعتصم، شتان بين هذا وذاك، إنها "دودة" تسبت وتغفو وقت يكون المقتول (شيعياً) معارضاً للحكم الصفوي، أو (سنياً) وبتعداد مئات الآلاف كما حصل عقب تفجير مراقد سامراء، ولكنها تتحرك لأجل عائدية مذهبية دون غيرها من العائديات)، لقد عرّف الملازم الأول قومه والعالم الخارجي كله بكم من الهمجية يردّون على جريمة قتل مفردة فيما هم متورطون بدماء العراقيين والسوريين طالما هم على الجهة المقابلة، فقد شرعوا بتهجير وخطف الأكراد من بغداد وكل بقعة يتسرطن هؤلاء المجرمين فيها، شيء تجاوز الفصل المربع أو المكعب حتى.
اليوم كل كردي هو غير مرغوب فيه ودمه مستباح وعرضه كذلك، إنه الفصل الذي نفذه الصفويون بحق أهل السنة وسكت عنه الأكراد بكل (دنغوزية) من يومها، اليوم يتكرر برأس الأكراد إثر جريمة قتل مفردة!
ومن جهة أخرى فقد عرّف الملازم الأول بجريمته هذه السذَّج من الشيعة العراقيين والغافلين عن إجرام الحكومة وأمنها الإرهابي معهم، كم هو مائل ميزان العدالة حيث الميزان تمسك به زينبية عمياء لا ترى ولا تشعر.
جملة دروس لمن يقرأ الأحداث كما ينبغي ويتعظ لو أراد حقاً أن يتعظ، وأولهم الأمريكان الذين جلبوا كل هذه الخِلَقْ الزفرة علينا ونصَّبوهم فوق رؤوسنا، ونحن لا ننتمي لا لعصابة القاتل ولا لعصابة المقتول، ولا نكترث لو أحرقوا بعضهم بعضاً، ألا لعنة الله على الظالمين..

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..