وجهات نظر
عمران الكبيسي
هم يعرفون بسيماهم، يحتشدون
بين أزقة القرى، يتسللون مع هبوط الظلام كالخفافيش، يخفون وجوههم بأقنعة سوداء،
رؤوسهم كرؤوس الشياطين، قطاع طرق يعربدون، تجري البذاءة على ألسنتهم كالقطران، لا
يلون على شيء مما للناس عامة إلا حطموه ودمروه، أعمدة الكهرباء وأسلاكها،
المصابيح، أرصفة الشوارع وحاويات القمامة، وإذا حضرت قوى الأمن لتزيح الأذى عن
طريق المسلمين، تنابزوا عليها بالألقاب، ورموها بالحجارة والزجاجات الحارقة ثم
يولون هاربين!
أيكون هؤلاء ناشطين سلميين
ومعارضين وطنيين؟
حاشا لله، إنهم مرتزقة
مأجورون استهووا الشطط والشغب والجريمة، تقف خلفهم وتمولهم جماعات تنتحل صفة
المعارضة السياسية تمويها لحقيقتها، يتسترون تحت شعار الحوار، ويقولون ما لا
يفعلون، يتقدمون خطوة ويتراجعون خطوات هدفهم تأجيج الفتنة، * جَزَاؤُهُمْ أَنَّ
عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * آل عمران
87.
قبل أيام سقط من رجال الأمن شهداء بتفجير إرهابي وهم
يؤدون الواجب الملقى على عاتقهم في حماية أرواح الناس من مثيري الشغب المعتدين،
خرجوا يلوحون بالقناني الحارقة والسيوف وأسياخ الحديد والعصي والحجارة لقوى الأمن،
أهذا ما يمكن أن يقدموه لوطنهم؟ وأي مستقبل ينتظرهم؟ وأي دور سيقومون به لخدمة
بلدهم بعد جريمتهم النكراء؟ وأي دين وأي خلق كريم وضمير إنساني يرضى بما لا يرضى
به الله وحذر منه؟ بقوله تبارك وتعالى *وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً
فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ
وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما* النساء 93، أين من يدعون أنهم ناشطون حقوقيون من
حقوق الضحايا الأبرياء؟
وسجل قبل أيام اعتداء نفر من هؤلاء على مؤذن جامع
منار الهدى بسند، وهو في طريقه إلى سوق القرية لابتياع ربطة خبز، جرحوا جسده
بشفرات حادة في مواضع عدة، فعاد لمرقده مخذولا خائفا متهالكا، وبات ليلته محتسبا
إلى الله من ظلم المعتدين، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، ونتساءل عن دوافع هذا
العدوان المتكرر على من يخدم بيوت الله؟ ألم يقرأ من يدعون أنهم معارضة إسلامية
قوله تعالى: *ولا تعتدوا إن اللّه لا يحب المعتدين* البقرة 190، وكأنهم لم يسمعوا
قوله تعالى: * وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ
فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن
يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي
الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ* البقرة 114، وهل هؤلاء هم أولياء الله ورسوله وآل بيته
كما يزعمون؟
ينبغي أن لا يذهب دم من سقطوا شهداء لله وهم يؤدون
الواجب المقدس هدرا، وينبغي الضرب على أيدي المحرضين على فعل الإرهاب والعنف
والشغب بقوة، وكشف من يقف خلف الجناة، ليسود منطق العقاب والثواب، ولم يبق بعد
إيغال المعتدين للعفو مع أمثال هؤلاء مدخل ولا مخرج، أما من يدعون المعارضة فهم إن
لم يكونوا مسؤولين ماديا فهم مسؤولون معنويا واعتباريا عما يرتكب تحت مظلة
المعارضة، فلغة التحريض والحشد الذي ينتهجه الإعلام المحرض دفع المغرر بهم إلى الجريمة،
وما يحدث على الطرقات ليست تجمعات وطنية تطالب بالحرية وتدعو للديمقراطية؟ بل تطرف
أوقدت شعاراته الطائفية والحقد والبغضاء في قلوب النشء، وغرس في نفوسهم الشعور
بالدونية والمظلومية ليسهل زجهم في أتون الجريمة بحق أنفسهم ووطنهم؟
ما نتمناه بعد القبض على الجناة كشف الحقيقة، وكشف
الغطاء عمن خلفهم ممن حرض ونظم ومول وجهز، وبالتأكيد لا يمكن أن يسعى بحريني من
نفسه لخراب بلده بهذه الطريقة البشعة ما لم يكن مغررا به من جهات خارجية لعينة
أغرته وزينت له الفعل القبيح، ولابد لمن أجرم أن ينال جزاءه ولو بعد حين *مِنْ
أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً
بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ
جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ
جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ
ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ* المائدة:32.
ملاحظة:
نشر المقال هنا.
هناك 3 تعليقات:
مع اﻷسف توصيف دقيق لمايجري في البحرين ومسند بلائحة العقوبات الربانية لردع اولئك وتأديب من تسول له نفسه ومحرضينهم.
ولو أتخذت الدولة عقوبة رادعة وجدية منذ السنوات اﻷولى لهذه الظاهر، لكان زماننا في أحوال افضل، بل يتمادى ويأبى النظام إلا أن يتدخل بقرارات فوقية بإطلاق سراحهم بعيد حكمهم بقوانين هزلبة أصلا غير مرغوبة...وكأنه يعطيهم رسالة بالتمادي بإقتراف الجرائم....
والنتيجة هي...فقد اﻷمان والمراوحة في نفس المكان وإعطاء الطرف المجرم بأن له حقوق وهو على صواب...ويعد جدولا لمحاورته وربما تقديم تنازلات على حساب دماء الشرطة واﻷبرياء وإقتصاد البلد والسلم اﻷهلي.
تحياتي وبارك الله بكم
ماداموا يدينون بالوﻻء والتبعية ﻻيران فهم قطعا ﻻيربدون خيرا للبحرين وﻻ ياتي منهم اﻻ الشر المستطير.
ابحث عن الدور اﻻيراني ومقاصده القديمة الجديدة ودور فتاوى رجال الدين ستجد اﻻجابة واضحة.
العراق مساحة الوثبة على الشام والبحرين مساحة الوثبة على بلدان الخليج ليعلموا اي جرم ارتكبوا بحق انفسهم حين اصبحوا مطايا اﻻمريكان في العدوان على العراق.
إرسال تعليق