موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 24 مارس 2014

المرجعية الشيعية... بوابة خلفية للاحتلال الإيراني وعملائه!

وجهات نظر
سامي سلطان
من يتابع الأحداث الساخنة التي يعيشها العراق ويتابع خطب الجمعة التي يدبجها خطباء المرجعية الشيعية سواءً في النجف أو الكوفة أو كربلاء، يظن أن العراق يعيش خارج نطاق اهتمامات هذه المرجعية والتي اصبحت تصب كل همها في دعم عملية سياسية جاء بها الأمريكان وتنبنتها إيران، تحاول ترقيع عيوبها، وتمتص نقمة الناقمين عليها غير عارفة بما يحصل في شؤون العراق الأخرى...

ونحن هنا لا نسثني بعض مراجع الدين من الطائفة السنية من الموضوع إلا لسبب بسيط هو أن تاثير المرجعيات السنية في العراق على جماهيرها أقل كثيراً من التأثير السحري الذي تملكه المرجعيات الشيعية على تابعيها،،، ويأتي هذا التأثيرالسحري من صلب فلسفة التقليد التي وضعها مصمموا المذهب الشيعي كي يجعلوا تاثير المرجع الديني وقراراته ملزمة ونهائية لتابعيه.
ويرى المهتمون بهذه الشؤون أن المذهب الجعفري والذي يستند الى فقه الأمام جعفر الصادق هو غير المذهب الشيعي السائد الآن والذي دخلت عليه الأهواء السياسية وحرَّفته النزعات العنصرية والقطرية عن المسار الصحيح. فالفقه الجعفري الذي كان منبعه الأمام الصادق (ع) هو مذهب مثله مثل المذاهب الأربعة للسنة والجماعة بل هو مصدر للتشريع لبعض هذه المذاهب في جزيئاتها الدقيقة.
وكما حصل مع بعض الحركات الدينية التي تبنت مذاهب بعينها وبالغت في تشديدها (لدرجة تكفير المذاهب الأخرى)، وحرضت بشكل أو بآخر على عزل الفقه الجعفري وعدم الأعتراف به كمذهب فقهي متكامل، فأن رد الفعل "الشيعي" كان بتشديد القيود على المريدين وتحويل الفقه الجعفري الى مذهب سياسي حاله حال تلك الحركات الدينية السياسية .
وبـعدما (تطوّر) الفكر السلفي ونضج كحركة سياسية مؤثرة وفاعلة، (تطّور) المذهب الشيعي واصبح مذهباً إيراني الطقوس والتوجهات وشابته بعض العادات الوثنية المشتقة من الديانات الهندية القريبة لأيران.
وتبعاً لهذا فقد كان لزاماً أن يتم تحجيم الدور العربي الذي كان يفهم المذهب فهماً ينطلق من ضرورة التوحيد والتوفيق بين كل المذاهب ؛ أو إلغاؤه إن أمكن، وهذا يفسر كثيراً من الحوادث والتصرفات –ومنها أغتيال آية الله محمد محمد صادق الصدر في النجف عام 1999 من قبل المخابرات الإيرانية، واستهداف الدور التوحيدي الريادي لآية الله السيد عبدالكريم المدني وإعتقال أبنائه بعد الاحتلال مباشرة، ويفسر ايضاً سيادة العنصر غير العربي على شؤون مرجعية النجف. فالسيستاني والنجفي والفياض والحكيم وغيرهم من (كبار) المراجع ليسوا عرباً بل ولا يتكلمون العربية إلا بلهجة أعجمية.
ومن هذا المنطلق كان النظام الإيراني والذي يتاجر بالمذهب الجعفري كغطاء ويسوّق نفسه كواجهة للشيعة في العالم يسّوق نفسه في الوقت عينه كحامٍ للمرجعية ووصياً عليها. وعليه كان على المرجعية أن تتكلم اللغة السياسية الإيرانية مساندة لما يساند النظام في طهران وتدين ما يدين متناسية هموم شعبها الأساسية وصابة جل أهتمامها على نقد الفساد عموماً دون تسمية المسميات بأسمائها، ودون الإشارة، ولو البسيطة، الى مصدر هذا الفساد ومنبعه وهو العملية السياسية الفاسدة من أساسها.
إن ما يحصل في الأنبار اليوم من ذبح يومي للشعب على أيدي السلطة المجرمة القابعة في المنطقة الغبراء لا يقع ضمن أهتمامات المرجعية ولا يحرك لها ساكناً ولا يثير فيها نخوة، بل وكأن الطائرات التي تقصف أحياء مهمة من الرمادي والفلوجة أنما تمارس اللعبة في كوكب آخر. فلم تستنكر المرجعية عمليات القتل الجماعي هذه، بل لم تبدِ فيها رأياً حتى ولو كان لصالح الحكومة، وهذا سببه أن المرجعية تعرف أن الحكومة ليست على حق في موقفها وأنها تمارس الكذب المفضوح والظلم والقمع والإرهاب مع شعبها وعلى هذا فإنها لا تستطيع أن تتبنى موقف الحكومة القائل بأن ما يجري في الأنبار هو نتيجة إرهاب "داعش" وإن الدولة انما تمارس حقها الطبيعي وتمارس مسؤوليتها القانونية في حماية شعبها، كما إنها –أي المرجعية-لا تستطيع أن تستنكر أو تدين- فقد يجلب عليها هذا الاستنكار وهذه الإدانة غضب إيران- لذا فهي تتناسى الحالة بأكملها وتنكر وجودها جملة وتفصيلاً!
ويخطيء من يفسر هذا الموقف تفسيراً طائفياً! فموقف المرجعية المتجاهل لهموم المواطن ومصائب الحكومة لا يشمل الأنبار فقط ولا أهل السنة وحدهم، وأنما يعم (خيرُه) على كل العراقيين، فموقف المرجعية من أحداث النجف والزركة والبصرة ليست بغائبة عن الأذهان.
نقول:
  • ألا يكفي المرجعية وبكل أنواعها (الرشيدة) و(الناطقة) و(الصامتة) أنها ساهمت في احتلال العراق من خلال فتواها المشبوهة بعدم جواز الجهاد ضد المحتل "مراعاة للصالح العام" و"حقناً للدماء" وذلك بناءً على تفسيرها "لعدم تكافؤ موازين القوى"؟
  • ألا يكفيها أنها ساهمت في دعم عملية سياسية تكرس بها المشروع لطائفي التقسيمي للعراق؟ عملية سياسية لم تنتج إلا حكومة محاصصة عرقية وطائفية جلبت للعراق كل اشكال الفساد والتدمير وضمت بين طياتها كل أصناف العملاء والخونة والمرتشين والمنتفعين والمغتنين بالسحت الحرام؟
  • ألا يكفي أنها باركت، سواءً بالكلام أو بالصمت، كل عمليات بيع ونهب الثروة الوطنية العراقية وتدمير الاقتصاد الوطني؟
  • ألا يكفيها أنها شاركت، بشكل أو بآخر، في تشريد الملايين وتهجيرهم وتجويع عوائلهم تحت ذرائع الاجتثاث الذي يناقض واحداً من أهم مبادئ الأديان السماوية وهو "لا تزر وازرة وزر أخرى" وهي مرجعية يفترض بها الحث على التطبيق الصحيح لمباديء الدين السليم؟
  • ألا يكفي المرجعية العتيدة التي يفترض بها أن تلتفت لشؤون الآخرة قبل شؤون الدنيا أن تؤكد على إتباع سنة الرسول الكريم وآل بيته الأطهار في محاربة الظلم والظالمين بدلاً من استقبال المسؤولين الأمريكان وغيرهم ممن دنسوا أرض الوطن وفتحوا باب الظلم واسعاً وأطلقوا ايدي السراق والفاسدين تعيث في البلد خراباً ودجلاً وكذبا؟

نقول ورغم كل هذا فإن المرجعية تقف صامتة متجاهلة لدماء العراقيين التي تسفح في الفلوجة والرمادي وغيرها من مدن المقاومة الباسلة وكأن الأمر لا يعنيها. واذا كان الأمر يتعلق بما يسمى مقاومة الإرهاب فأن آخر إحصائية طلعت علينا بها الجهات الحكومية تقول أن 2% فقط من القتلى في الأنبار هم من مقاتلي "داعش" والباقي هم من المدنيين الأبرياء! ورغم أننا نشكك حتى في نسبة الـ (2%) ذلك أن "داعش" غير موجودة أصلاً إلا في مخيلة القابعين في المنطقة الغبراء، إلا أن نسبة الـ(98%) من المدنيين الأبرياء تستحق الوقوف عنها، وتستحق صرخة من المرجعية...
إننا لا نناشد أدعياء الدين ولا المنتفعين منه والمتبرقعين بغطائه، وإنما نناشد الخيرين فيهم، إن وجدوا، وليشهد الله علينا يوم القيامة أننا قد نصحنا وبلغنا، وكفى بالله شهيدا!
إننا ننتظر من المرجعية موقفاً واضحاً وصريحا.
إننا ننتظر منهم صرخة عالية بوجه الظلم والظالمين، صرخة يجب أن لا تكون صرخة عادية، فهذه دماء أبرياء "أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ..". المائدة 32، وهي دماء حسابها عند الله عسير! ننتظر منهم موقفاً ينصر الحق ويخذل الباطل، وذلك اقل من الواجب...
إننا لن نستغرب اذا لم تلق دعوانا هذه أذاناً مصغية، ولن نستغرب اذا استمرت المرجعية في الحث على دعم العملية السياسية وانتخاباتها المشبوهة ونتائجها الجاهزة، كما إننا لن نستغرب حتى اذا دعت المرجعية الى تشديد الخناق على الأنبار والى تدميرها وقتل ابنائها، فقد ثبت لنا أن موقف المرجعية ماهو الا صدى لموقف إيران وما هو إلا ترديد لعبارات جوفاء يراد منها تخدير الشارع (الشيعي) وقيادته نحو الهاوية.

يقول تعالى في أوائل سورة الحج "وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ ﴿٣﴾ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿٤" ومن اصدق من الله حديثا...

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..