وجهات نظر
أبو الحق
كررت زيارتي لبغداد قبل أيام للمرة الثانية خلال أقل من
عام، بل قل خلال سنة، فالسنون تعبّر خير تعبير عن حال هذه العاصمة التي بناها
المنصور وأعزَّها صدام حسين وأذلَّها الهكسوس من (شيعة الحكم) هؤلاء.
مدينة مغتصبة بكل معاني الكلمة، وهل للمغتصبة وعائلتها
من عين تستطيع معاينة الناس بها؟ الناس يسيرون في الشوارع كالزومبيات لا زالوا من
دون ملامح للفرح أو للرضا في وجوههم، كذا رأيتهم قبل أقل من سنة وكذا هم اليوم.
الرعاع طفوا على السطح أكثر فأكثر، كما تطفو القاذورات
على سطوح المجاري، من كان ليسمح لهم بالتواجد من قبل في عرصات الهندية أو
الحارثية؟ اليوم هم لا يتمشّون هناك فحسب، هم يمتلكون العقارات ويديرون المكاتب
والشركات ويعملون في المنظمات غير الحكومية، إنه زمان السقوط الذي استجلبه حكم (شيعة
إيران) هؤلاء ومن صفق لهم واستمتع بتغطيس أصبعه بالحبر البنفسجي وسيبقى يفعل كي
يكون دُولةً بينهم مهما أساء مرشحوه للعراق ومهما دمروا ونهبوا وخرّبوا، كذا تعرف
الطائفي الحقيقي وتميزه عن غيره مهما عوى وتظلم.
الشوارع التي كان النظام (السابق) يمنع التجاوز على
أرصفتها أصبحت اليوم (خان جغان) لكل من هبَّ ودبّْ، تستطيع أن تنصب البسطية أو
الجمبر الذي ببالك على ناصية أي شارع بالمنصور أو في أية منطقة أخرى، حتماً هناك
ثمن ستدفعه لأحد المؤتمنين على جمالية الشارع ونظافته لكن لا يهم فهناك ربح يغطي
على ذلك.. أليس ذلك هو عين ما يجري في كل قضية وصولاً لتبرئة المجرمين في أروقة
المحاكم وتوريط الأبرياء بدلاً منهم؟
في مدينة الثورة، أو الصدر، الكل يغسل السيارات حيثما
يحلو له ما لم يكن لديه عمل آخر، انصب مضخة الغسل السريعة تلك والتي لن تتكلف حتى 50
ألف دينار، واشرع بغسل السيارات على الرصيف أو قرب الرصيف على الشارع، لا أحد سيحاسبك
على هدر الماء ولا على تلويث الشارع بالطين، الكل مرتاح ويكسب رزقه بهذه الطريقة
أو بغيرها فهي تدر شيئاً من وزن 100 ألف دينار يومياً فما فوق، هل تتعجب إن ركبوا
أحدث السيارات وارتادوا أفخم المطاعم وكان غداؤهم هو السابوح والناطوح غالباً؟
نفس مدينة الثورة هذه نصبوا لها ألواح خلايا للطاقة
الشمسية تلك فوق الأعمدة بالجزرة الوسطية ولكن الرايات السوداء ترفرف كالغربان فوق
الألواح دوماً فلا تجد لها نفعاً، قرآن كريم ومارشات عسكرية كما في مسرحية مدرسة
المشاغبين، متناقضات لا تجدها حتى في أفريقيا!
الدوائر تدار من قبل المعقِّبين وعلى المكشوف والحصيلة
النهائية تصب بجيوب (القوي الأمين)، وإن فكَّرت بالتبليغ عنهم فأنت تضع نفسك في
موقف محرج لأنه لا أحد يكترث، لا أحد يخاف، لا أحد يعينك، جرَّبنا حظنا مع مدير جمارك
الشالجية قبل شهور وبحضور فضائية فأعرض الإعلامي الشاب الذي يجري المقابلات عن
سماع الشكاوى، ربما هو يدري أنها لن تعود عليه ولا علينا بأي نفع، أهلاً بكم في بغداد الواقعية.
بغداد التي كانت أنظف مدينة بالعراق أصبحت عاصمة الزبالة
وتكاد أن تتفوق على بقية مدن العراق بالقذارة وبالفوضى، وباستثناء بضعة جسور تم
تشييدها (كما في ساحة قحطان باليرموك أو قبالة وزارة الصحة في نهاية جسر مدينة
الطب) أو هي قيد التشييد (كما في تقاطع الباب المعظم نهاية شارع الجمهورية) فبقية
مناطق بغداد تتمرغ بالأزبال والمياه الآسنة بحيث تبدو السنوات اللإحدى عشرة التي
مضت أشبه بأحد عشر شهرا تراوح في مكانها، مع مليارات ومليارات الدولارات تم
إنفاقها ولم تظهر بالصورة لغاية اليوم.
مجمل الصورة هو: هؤلاء لا يصلحون للحكم بالمرة، ليس في
هذه الألفية بأي حال من الأحوال!
وكان لشارع المتنبي حصة من زيارتي دون شك. بدا بحُلّة
غير تلك السابقة التي عرفته بها، فهناك تنظيم أفضل لوضعية عرض الكتب وهناك شرطة
عند مدخل الشارع لكن حصة الأسد من المعروضات هي لكتب حزب اللات ومنشورات حسن نصر
اللات ولذيل آخر أفريقي من ذيول الحوزة بقم وطهران (أو مهد آل بيت النبوة كما تضمن
التعريف بظهر أحد كتبه) فالأخ تتلمذ على أيدي الأبالسة هناك وعاد إلى مالي ليبشر
بالفكر الخميني (هذا لتعرف ما علاقة الإرهاب في أفريقيا بقم وطهران) كما أن هناك
حضوراً نسائياً ملحوظاً في الشارع ليس على مستوى متصفحي الكتب المعروضة أرضاً وفق
طريقة (أوروزدي كَاع) تلك بل حتى في الكافيه التي تتوسط باحة تسبق نهاية الشارع
لجهة اليسار فهناك نساء يجالسن الرجال وسط حلقات تمارس فن الخطابة هناك وبكل
إنفتاح، وهذه لم تكن تراها هناك من قبل. يبقى شارع المتنبي، رغم تردي نظافة شارع
الرشيد قربه، مبتدأه ذا خصوصية فريدة وتبقى معروضاته من الكتب تملك جمال التنوع
وعدم التكرار في الغالب لكن هذه من حسنات العهود السابقة وليس هذا العهد المظلم
كما هو معروف.
مشواران في سيارتي تاكسي لكن لكل منهما قصة مغايرة. في
الأول إستقليت سيارة أجرة من ساحة الخلاني وصولاً لمنطققة العلوية، ودار حديث صريح
جداً بيني وبين السائق المنتمي لجيش المهدي كما قدَّم نفسه في أول ثلاثة دقائق،
طلب مني أن أصارحه القول فكررت عليه العبارة وارتضى ذلك، وهكذا بدأ تبادل الأفكار
الغريب هذا. السائق الكناني النسب مشحون بكافة المعلومات التي تجعله حربة مشرعة
صوب صدر أيّ سني على الغيب، فقد قرأ على مسامعي جملة عبارات صفراء من كتب معروفة
أشد صفاراً من العقارب، لا أراها إلا قد إستقرت إلى يوم الدين بعمق مخه ومخيخه
والنخاع المستطيل، بحار الأنوار للمجلسي وما شابه ذلك من عناوين لم تعلق ببالي
لكثرة ما عدّد منها. من كلامه تفهم أنه قد تم تخليق فئة أشبه بجيش الرب أو (بوكو
حرام)، جيش عقائدي وفق الدوكَما، لا مجال للتشكيك بصحة ما تم حشو دماغه به، فهي
حقائق ثابتة لا تجوز مناقشتها. خذ هذه الأمثلة من مقتطفات الحديث ذاك:
هو: قال المجلسي: "لعن الله الأول والثاني والثالث
والرابع".
أنا: لكن الرابع هو علي بن أبي طالب نفسه فكيف تلعنه!
هو: كلا، الرابع هو عبدالرحمن بن عوف، فالأول لديكم هو
أبو بكر بينما لدينا هو علي (ع) نفسه لأنه الأول في السماء وعند الله. (لم أعرف
بعد كل هذا الشرح والإعتراض كيف لم تشمل اللعنة علي بن أبي طالب وهو الأول بزعم
الرجل!).
وفي مقطع آخر:
أنا: لكن تزويج الطفلة بعمر التاسعة شيء لا يتقبله عقل، ليس
وفق رأيي فقط فحتى الغرب المتحضر لا يرى في ذلك إلا همجيةً واغتصاباً وشذوذاً
بالشهوة.
هو: لعنة الله على الغرب، أنا آخذ ما أمرني به الإمام
الحسين (عليه السلام) كما لو كان قرآناً، بمعنى: طيّح الله حظ الغرب كله! لا بأس
من تزويج الفتاة وهي بسن التاسعة، كذب العلم وصدق الحسين والصادق!
وفي مقطع آخر:
أنا: أنت متعصِّب شأنك شأن مجمل بني كنانة وبني قريش
والسودانيين، وتعصّب جماعتك هذا قاد لذبح وحرق وتهجير واضطهاد ملايين السنة عقب
تفجيرات سامراء تلك فهل هذا هو الإسلام الذي تدعو له؟
هو: إن مقام الإمام علي الهادي لدينا كبير ويستحق هكذا
إجراء طالما تم تدميره.
أنا: ولكن الفاعل كما تبين لكم ووفق ما نشرتموه في
إعلامكم هو التونسي يسري الطريقي، ما دخل من تم حرقهم وقتلهم من ذلك التاريخ ولليوم
إذن؟
هو: نعم، أولئك ذهبوا مظلومين إلى ربهم (!!)
أنا: أقول لك قضوا حرقاً وخنقاً وتثقيباً وأنت تقول لي:
مضوا لربهم؟
هو: قلت لك إنهم مظلومون، واللبيب بالإشارة يفهم!
توقفت طويلاً بعدها عند عبارته المبتورة هذه، وتذكرت من
فوري (فهماً لبيبياً) آخر، في تسجيل صوري وصوتي لمعتقل (شيعي) من أهالي حي الإعلام
أوقعه حظه العاثر قبل سنين بيد (إخوانه) من المحققين (الشيعة) أيضاً، الشرطة في
خدمة الشعب كما تعرفون! كان المعتقل ذاك عارياً في التسجيل وصراخه يعبر عن براءته
فقد إستنجد بكل المقدسات الشيعية ولم يجده ذلك نفعاً، قضى بالصعقة الكهربائية في
نهاية التسجيل وانكفأ المحقق الأول وهو يطلب من حامل العصا الكهربائية وبكل إنكسار
لا أخلاقي أن يتركه فقد قضى (عوفه عوفه)، مع نبرة خيبة وفشل مبعثها القناعة
المتأخرة والتي لا نفع منها، ببراءة المسكين. ذاك أيضاً كان (لبيباً بالإشارة
يفهم) ولكن على حساب روح بشرية، إن كان هذا هو فعلهم بـ(شيعي) مثلهم فما يكون
فعلهم بـ(سنّي)؟
أحسب أن سائق التكسي إنتابته نفس المشاعر فكتمها لأنه لا
مجال للإعتذار عن قتل آلاف السنة بسبب خطيئة استراتيجية إقترفتها كل مرجعيات
الشيعة آنذاك، فمجمل العقيدة هذه هي إستحلال دماء أهل السنة بأي عذر كان.
وأخريتان معبّرتان خير تعبير في معرض الحكم على من مضوا
لربّهم من رجال ناطحوا الجبال ففاقوها سمتا (تره عبدالله بن عمر هاذه فد واحد
خنيث خبيث) ، ( تعرف إنهو سعد بن أبي وقاص رد عالإمام علي من سمع حجاية
"إسألوني قبل أن تفقدوني" بعبارة خبيثة؟ كَلّه "تعرف كم شعرة
بلحيتي؟" والإمام ما قصّر، كَلّه عدد شعرات لحيتك بعدد الشياطين اللي تحت كل
شعره منهن"!
تأملت بأسنان الكناني (المكشّحة) وأنا أفكر بقرون من (تزبيل الأدمغة) الفارسي لهذه الطبقة التكسوية من وقت
كانت ترزح في الأهوار، (تزبيل الأدمغة) ولا
أقول (غسل الأدمغة) فالغسل يقود للنظافة إذ يستهدف الأدران بينما الحال هنا مقلوب،
وتراءت لي فصوص الثوم الإيراني وحصى الشطآن المدبوغة بالسيان، وقفز لبالي السؤال
الأزلي التالي والذي فيه فصل الخطاب لمجمل موقعة الطف الإنتحارية: يعني الرجال إبن
عمر بن الخطاب لو يترك دماغه بالبيت ويروح ويّه الحسين للعراق، لو يطلع خنيث خبيث
يستحق كل إجراءات الإجتثاث والمساءلة والعدالة الحَسَنشمّرية؟
يعني كل أبطال الأمة العربية الإسلامية ما بيهم حظ ولا
إفتخار إلا الحسن والحسين؟ كلهم، من خالد بن الوليد ملك الرجولة والفروسية
والعبقرية العسكرية، الجندي الذي يعادل ملايين أشباه الرجال ولا رجال، إلى سعد بن
أبي وقاص قاهر المجوس إلى هارون الرشيد إلى صلاح الدين الأيوبي الذي يركع العالم
الغربي لإسمه؟ ومن منو هالرأي؟ من سايق تكسي؟ يعني بائع هوى متنقل على الطريق
متعطش دوماً إلى الماء والكلأ والوجه الحسن، لو لمح ذيل قطة يتلوى لانعطف بسيارته
صوب الرصيف ذاك من فوره، يحسبها يد زبون يطلب تكسي؟
والأخرى في معرض الكلام عن إيران وسلطة جلادها (إذا قال
خامنئي فقد قال المهدي، وإذا قال المهدي فقد قال الرسول أي قد قال الله)! هكذا
يرون خامنئي بأكبر مما يرون الله تعالى، وهنا يكمن معنى لزوم محاربة هذه العقائد
ولزوم إبادتها ما أمكن فهي تكرس الأتباع لخدمة بشر مفرد أو ثلة من البشر المعممين،
يلجون من خلال هكذا قدسية لفروج نساء الأتباع ولجيوبهم ولعقولهم، يحوِّلونهم
لمكائن قتل متطوعة صوب الوجهة التي يود المعمم مهاجمتها، ويحركون قلوبهم بالبغضاء
والكراهية كما يشاءون لا بالحب والمواطنة الصالحة التي هي سمة كل البلدان بالعالم،
ولا يملك التابع، من أمثال ذلك الكناني، إلا أن يطيع ويطيع ويطيع أملاً بجنة عرضها
السموات والأرض أُعِدَّت للموالين، فقد ختم كلامه في نهاية المشوار بدعوتي للتشيع
كي أنجو من النار لأن الجنة، وفق رأيه، مرهونة بموالاة علي وبنيه وبخلع كل ما
عداهم، وهذه بالذات تعني، وفق كلامه، أنه لا ينفع أن تحب الإمام علي والحسن
والحسين ما دمت ترى في أبي بكر وعمر وعثمان خيراً وتقى.
أما المشوار الثاني فقد كان مع سائق شاب، موسوي من أهالي
كربلاء، وصل بنا الحديث لما يجري في الأنبار فصرّح بأنه يعرف (من خلال صديق له
برتبة ملازم أول) أنّ مقاتلي داعش لا علاقة لهم بالأنبار، فهم تنظيم من (الحزب الفلاني)
كما تم توصيفهم عبر جهاز اللاسلكي في إتصال جرى بين صاحبه ومرجعه العسكري الأول طلب
خلاله الثاني بعدم التعرض لرتلٍ مسلحٍ كان بصدد دخول الأنبار قادماً من جهة بغداد،
كان الأمر هو تركهم يدخلون الأنبار. وفي اليوم التالي جاء الأمر بفتح النار على
المدينة. الملازم أول منع جنوده من الرمي فقد فهم اللعبة لكن كم من العراقيين (الشيعة)
المزبَّلة أدمغتهم، فهموها؟ هذا سائق يشترك بالإنتماء المذهبي مع ذاك لكن شتان بين
الإثنين... ليسوا سواء .
الشارع البغدادي اليوم هو لوحة إعلان طائفية بحجم خريطة
بغداد على الأرض، مع صفوف من جدران الكونكريت البشعة التي تؤطِّر المناطق وتسوّرها،
لترسم معالم فيدرالية إنفصالية صغرى، فيدرالية على مستوى المحلات (المناطق)
السكنية، فالصور التي تغطي الواجهات وتعتلي الأرصفة وأسطح البنايات تفوق صور صدام
حسين وجدارياته بعشرات المرات، وهي إن كانت لصدام حسين دون غيره، وهو بطل بنى
وحمى، فهي اليوم لجملة عضاريط لا تتشرف بهم تربة العراق، لا ليسيروا فوقها وهم
أدنى منها قيمة وشرفاً، ولا لتحتوي جيفتهم عقب الموت، صور بابانوئيلات رافضية أضيف
لها صور المشاركين بقتل السوريين في الشام، فساحة التحرير تحفل بصورهم ومثلها
شوارع الكرادة وغيرها، فهذا فلان المالكي قضى دفاعاً عن العقيلة زينب وذاك
البهادلي الآخر مثله (إتبهذل) بالشام ويحسب أنه يرضي الله ورسوله وبقية آل بيته من
الأباعد، الوجوه كلها إجرامية لا خلاف بشأن ذلك، الكل يرتدون زياً عسكرياً مرقطاً
أو زي الشرطة الأزرق وليس زيّاً مدنياً، ومع هذا ينكر المالكي وينكر زبانيته أنهم
يرسلون المرتزقة من الشيعة للوقوف مع المجرم بشار، ومع هذا يتغاضى الأميركان عن
هذه الحقائق فيكتفون بمطالبة الحكومة العراقية بوقف إرسال المرتزقة إلى سوريا، وهي
كلمات أكرم منها السكوت و(الإنجباب) وفق اللهجة العامية، وكما يقول عمرو بن عبيد
للمنصور وهو يرد على جواب المنصور بخصوص ظلم الولاة للرعية في الأقاليم النائية،
من أنه، أي المنصور، يكتب لهم بالقراطيس: "فبقدر أذن الفأرة يكفيك إذن"!
ومثل لوحات المجرمين المستشهدين في سبيل الشيطان هؤلاء هناك لافتات من كل لون وحجم،
خذ هذه كأمثلة:
* (أفضل العبادة إنتظار الفرج- الإمام الكاظم)، المقصود
من تعليق هذه العبارة على جسر في شارع فلسطين هو (تخدير) المواطن القشمر إبن
القشامر الذي إنتخبهم كي ينتظر تحقق الوعود الإنتخابية! برأيي هي (أفضل الجهاد هو
إنتظار مجيء غازي أجنبي) لأنه هكذا وقعت التفاحة بأيدي الجماعة من دون خسارة قطرة
دم، أما عبارة الكاظم تلك فهي تصلح لصيد السمك حيث الإنتظار محمود ولا مفر منه، لا
للعبادة!
* ( الحسين سر بقائنا... حزب الدعوة)، لا يلزمك الكثير
من التفكير لتفهم المعاني العجيبة لهذه العبارة، فكذبة مترعة بالمبالغات مثل قصة
الطف أصبحت بمثابة الدم الذي يعتاش عليه مصاص الدماء ذاك، دراكولا ! لولا الأكاذيب
التي تم تأليفها وتسويقها لمات هذا المذهب منذ أمد بعيد، وهذا هو معنى العبارة، لكن
على قلوب أقفالها.
أنت إن رفعت المظلومية ووجبات الطعام المجانية في
المواسم والمسيرات الراجلة، لما تبقى من هذا المذهب أي شيء، هذا معنى العبارة.
* (عشائر ألبو علي يساندون المناضل حاكم الزاملي ولن
نسمح لأحد أن يمس شعرة من رأسك يا حاكم)!! من هم (قشامر ألبو علي هؤلاء؟ هل يعرفهم
أحد؟ هل يستنجون بعد دخول المرافق أو لأياديهم يغسلون؟)، والأخرى عند طريق محمد
القاسم للمرور السريع (من يتعرض لحاكم الزاملي يتعرض للكادحين والكسبة والباعة
المتجولين في باب الشرجي)!!! في الأحوال الإعتيادية ووفق الديفولت ينبغي أن تصاغ
العبارة بالمقلوب "من يؤذي الكادحين والباعة والكسبة في باب الشرقي يؤذي حاكم
الزاملي" لكن هذه عبارة تعبر هنا عن إنقضاء شهر العسل بين القتلة واللصوص، فالكلام
موجه ضد المالكي، وهذا الزاملي لمن لا يعرفه بعد هو نائب ضابط ممرض سابقاً ضليع
بجرائم ضد الإنسانية تفوق عدد شعرات رأسه، مجرم طائفي قذر سفك دماء أهل السنة
بالألوف، لكنكم سترون أنّ المالكي سيبلع قندرة الزاملي ولن يشهر إثباتاته عنه
مقابل هذه التهديدات، فاللعبة تدار من قم وطهران ولا يصح كشف الأوراق أمام (الغرباء)
هكذا، عيب يعني!
والآن قارنوا هذه العبارات التهديدية المشبعة بالإحتقار
مع ما قاله النائب العلواني الذي كفر بالعنب الأسود، وقارنوا رد الفعل على
العلواني ذاك مع رد الفعل الصفري على الزاملي! هل المالكي رجل وقائد يحترم نفسه؟ هل
يمتلك واحد بالمليار من عنفوان صدام حسين؟ سؤال موجه لكل منتمٍ لحزب الدعوة لا أرى
أن بملكه الإجابة عنه دون كذب وتملص والكثير من السفسطة.
* (عشيرة الفريجات تحيي البطل الصنديد فاضل برواري وتقف
معه في وقفته ضد الإرهاب). هذه اللافتة النسيجية تواجهك عند مدخل سوق الحرامية من
جهة شارع الجمهورية وبشكل غير مبرر يذكرك بتخاريف يونس شلبي في مدرسة المشاغبين! فعلاً
إلتم متعوس الحظ على خايب الرجا، دخلاء يؤيدون شوفيني مجرم في جرائمه، طالما أنّ
المقصودين هم سنة في الأنبار، فهل هي إلا معادلة طائفية توظف الشوفينية معها؟ من
يستطيع أن يتجنب لغة الطوائف هنا وهو يحكي حال البلد؟ من يمكنه إعتماد تسميات غير
مذهبية وتوظيفها للتعبير عما يجري من حولنا في الوقت الذي يحرك الإنتماء المذهبي
كل هذه التحالفات؟
لا أرى أنه حتى واصل بن عطاء كان يستطيع فعل ذلك وهو من
تجنب لفظ الراء بلثغتها على لسانه في تلك الخطبة الفريدة.
إنها مشاعر (شيعية) طائفية مع نكهة ميكافيللية، فعرس (الأكراد)
مع (الشيعة) قصير ويشهد مطبّات جوية كل حين، ومع هذا يستقوون بمجرم باع نفسه للشيطان،
إنها ضرورات (أنا الشيعي وإبن عمي الكردي على أخويه السني، ومن ثم أتفرغ للكردي في
حينه فلكل مقام مقال)، لذا تجد مثل هذه اللافتة الفريجية في فريج الحرامية!
كان هذا موجز الحال في تبيان وضع بغداد، التي كانت مدينة
الرجال فأصبحت حضيرة للبغال، بغال الزريبة الخضراء.. ونحن في انتظار الفرج الأكبر
لا نزال..
هناك تعليق واحد:
اتفق معك وجداااااااا من خلال زيارتي قبل شهر مشوهة فعلا
إرسال تعليق