وجهات نظر
علي الكاش
التهور في الكلام أشد من ضربة حسام
سئل
يوما الفيلسوف دياجونيس عن أشد عضات الحيوان خطراً؟ فأجاب:
إذا كنتم تقصدون
الحيوانات المفترسة فعضة النمام، وإذا كنتم تريدون الحيوانات الأليفة، فعضة
المتملق.
غالباً
ما تعاني الأمم إنحرافا في تقييم الأمور على المستوين المحلي والدولي، وذلك راجع
لعدة أسباب منها داخلية وخارجية، وهي ليست هي موضوعنا
الحالي، وهناك الكثير من الزعماء والمفكرين والحكماء والعلماء في عالمنا الفسيح
الكبير تقتلهم أو تجرحهم رعونة البعض وزلات اللسان أو سوء الظن والتقدير، ونسيان
الإعتبارات الإخلاقية في التعامل مع الآخرين سيما الشهداء والأموات. فتجعل من
الرجال مضغة سهلة في أفواه أشباه الرجال، ثم لا نظفر من وراء كل هذه المتاهات الضالة سوى المزيد
من التشرذم والتفتت والخسائر.
تناقلت
وسائل الإعلام مؤخرا التصريحات الوقحة التي سالت بفعل الإسهال الفموي للشيخ خالد
بن أحمد آل خليفة وزير خارجية البحرين حول إحتفالات الجالية العراقية في البحرين
والتي جرت في جامعة البحرين، حيث تم فيها رفع صور الرئيس الشهيد صدام حسين وهتافات
باسمه، مما أثار حفيظة الدودة الشريطية في أمعاء الوزير وسببت له مغصاً شديداً.
ولسنا بصدد الدفاع عن الرئيس الشهيد فنحن والوزير نفسه أصغر بكثير من أن نقيِّم
الرئيس الشهيد ونترك موضوع الدفاع عنه لغيرنا.
لكننا
نتناول الموضوع من جانب آخر وهو الجهة التي قام بالهتاف. ولماذا هتفت؟ وهل لها
الحق في حرية التعبير عن رأيها أم لا؟ وهل من حق الوزير أي يهين رمزا عراقيا له حضور
على الواقع العراقي؟ ولمصلحة من نكأ الوزير جراح الماضي؟ ولماذا اشعلت صور الرئيس
الشهيد فتيل أعصاب الوزير البحريني، في حين فشلت عملية رفع صور خميني وخامنئي في
البحرين في إثارة حميته؟ مع العرض إن من رفع صور الرئيس الشهيد غالبيتهم من
العراقيين، لكن الذين رفعوا صور خميني وخامنئي هم من مواطني دولة الوزير!
قبل
هذه المناسبة جرت حالة مشابهة في مصر الشهر الماضي خلال إحتفال الجالية العراقية
في القاهرة، وكانت بحضور القنصل العراق في القاهرة، وخرج القنصل من الحفل بعد أن
تعالت الأصوات هاتفة بإسم الرئيس الشهيد ورُفعت صوره. وألقيت في الحفل قصائد مجَّدت
العراق وشعبه وإنتقدت الأوضاع الحالية التي خلفها الغزو الامريكي الايراني للعراق.
وإنتهى الحفل ولم يعلق أي مسؤول مصري عن الإحتفال إيجابا أو سلبا حتى في تغريداتهم
الخاصة. وهذا الأمر يوضح المستوى الثقافي الراقي والمتحضر للمسئوليين المصريين. لأن
المناسبة عراقية، ومنظمو الحفل عراقيون، ومعظم الحضور عراقيون شرَّدتهم ديمقراطية
العم سام وفتاوى الولي الفقيه في إيران.
من
الطبيعي ان يهتف الحضور بما يجيش في خواطرهم من مدح أو ذم لهذ أو ذاك من الزعماء،
فهم أحرار في التعبير عن آرائهم، وهم أدرى من غيرهم بوضع بلادهم، مثلما الوزير
البحريني أدرى من غيره بوضع بلاده.
نحن
نعلم أن وسائل الاعلام البحرينية كغيرها
من الوسائل تتغير كمقاييس الحرارة مع تقلبات المناخ السياسي ودرجات الحرارة، ولو أوكلت مهمة نقد
ممارسة الجالية العراقية في البحرين لصحفي أو نقابة غير رسمية في البحرين لمرٌ
الأمر بهدوء وسلام، وما على ضجيج الحدث وتصاعدت المهاترات.
لقد
وجه النقد لرئيس شهيد في ذمة الله تعالى، وهو بالتالي غير قادر عن الدفاع عن نفسه
بالرغم من وجود ملايين ممن يدافعون عنه طوعاً ويلقمون الوزير ما يستحقه. لكن كما
قيل عندما تخلو الغابة من الأسود تسيطر عليها الذئاب! للموت قدسية عند الله والبشر
على حد سواء، وللشهادة قدسية مضاعفة عتد المسلمين. وقد أمرنا الإسلام الذي يفتقر
الوزير لمعرفة أبجديته، كما يبدو، أن نترحم على الأموات، ونذكر محاسنهم، ونسأل
الله تعالى ان يغفر لهم ذنوبهم. هذا هو خلق الإسلام يا وزير!
الرئيس
الشهيد الذي ينتقده الوزير البحريني كان الحارس للبوابة الشرقية ولولا وقوفه بوجه
الطغاة المعممين في إيران لكانت المملكة الفقيرة الضعيفة ملحقة بولاية الفقيه.
والوزير أدرى من غيره بإمكانات بلاده العسكرية والإقتصادية! فلولا القوات السعودية
التي مسكت بالبحرين في اللحظة الأخيرة لتدحرجت المملكة إلى الهاوية منذ فترة
طويلة.
البحرين
مَدينة لصدام حسين سابقاً وللعاهل السعودي لاحقاً في بقائها كمملكة على الخارطة،
ونكران الجميل ليس من شيم الرجال يا وزير! اليوم تنكرت لجميل صدام، وغدا ستتنكر
للعاهل السعودي. والحقيقة إن تصريح الوزير يُخيل للمرء في بادئ الأمر كأنه صادر عن
مسؤول في نظام الملالي في إيران وليس البحرين!
يبدو
ان الوزير البحريني يجهل او تجاهل المواقف المساندة للمملكة، وهذا يفسر قوله "ذاكرة
البعض لا
تتعدى عشاء البارحة، صدام احتل الكويت، وقصف الرياض والدمام والبحرين بمئات الصواريخ،
نحن لا نمجد هذه الأشكال". هذا الرأي ينطبق على الوزير الذي لا تتعدى ذاكرته
غذاء وليس عشاء البارحة. الأشكال التي لا يمجِّدها هي تاج على رأسه. الأشكال التي
لا تحترم الرموز العراقية هي أشكال نجسة وعفنة لا تقل سفالة ولؤما وغدراً عن ملالي
ايران. ربما الرئيس الشهيد ليس رمزاً لكل العراقيين وهذا أمر طبيعي، فلكل زعيم
مؤيدين ومعارضين، مثله ملك البحرين الذي لا يشكل رمزا لكل أهل البحرين سيما
المعارضين له والمنضوين تحت عمامة خامنئي. ولكنه يبقى رمزا للبحرين رغم أنف
الجميع. كذلك الرئيس الشهيد فهو رمز للعراق، رغم أنف الجميع!
ولا
نعرف ماهية المئات من الصواريخ التي إنهالت من العراق على البحرين كما تحدث الوزير!
اللهم إلا اذا اعتبر الوزير البحريني ان الكيان الصهيوني والبحرين وجهان لعملة
واحدة. أو ان إيران والبحرين وجهان لعملة واحدة! أما الكويت والسعودية فقد حصل ما حصل!
والوزير أدرى بالأسباب قبل أن يتحدث عن النتائج، ويمكن أن يسعف ذاكرته بالرجوع إلى
محاضر الجامعة العربية قبل الأزمة ليفهم الموقف بالتمام قبل ان يدلي بدلوه فيما لا
يعنيه، مع رفضنا التام لمبدأ الغزو وبكل أشكاله وأسبابه، فلقد دفعنا وما زلنا ندفع
ثمن غزو الكويتين الأشقاء ولآخر قطرة من دماء العراقيين. لكن من سيدفع ثمن الغزو
الأمريكي الإيراني للعراق؟
لقد
طويت الصفحة ولا فائدة من نكأ الجراح ثانية. وحديث الوزير ينطبق عليه مثل عراقي
"لما إنتهى العرس جت الرعنه تهلهل". ولا نعتقد ان السعودية والكويت قد
خوَّلتا الوزير ليكون محامياً للدفاع عنهما، فالدولتان الشقيقتان فيهما الكثير من
السياسيين والزعماء والمفكرين ممن لا يكون الوزير البحريني في حضرتهم سوى تلميذ
مبتدئ في عالم السياسة. ونود أن نبين للوزير بأن "جيش المختار" بزعامة
الإرهابي واثق البطاط قد قصف المملكة العربية السعودية بالصواريخ قبل أشهر قلائل،
ولكننا لم نسمع تغريدة أو نعيقاً عن الحدث؟ هل صواريخ "المختار" صديقة
وصواريخ صدام معادية؟
تحدث
الوزير عما سماه "حماقات صدام" بقوله "حماقة صدام جعلت العراق لإيران ليومنا هذا. ولا يفتخر به
إلا الضعوف". نقول للوزير: الحماقات أدرى وأعرف بأهلها! ويبدو ان الوزير كالأطرش
في الزفة ولا يعرف ما يدور حوله! لأن حماقة الرئيس بوش ومن سائر في ركبه من زعماء
الغرب، وحماقة الحكام العرب الذين فتحوا أرضهم وسماءهم وبحارهم أمام قوات الغزو هي
التي جعلت العراق بيد إيران يا وزير...! كل العرب بلا إستثناء يتحملون وزر غزو
العراق بنسب متفاوته. لذا فإن حديث الوزير عن "الحماقة" أشبه بحديث
غانية عن الفضيلة والعفة. الرئيس الشهيد قاتل الولايات المتحدة التي لم تسعف مملكة
البحرين يوما بإستنكار واحد ضد التصريحات الإيرانية الإستيطانية المعادية للبحرين.
كما
ان الرئيس الشهيد قاتل إيران لثماني سنوات ووقف طيبة حكمه سداً بوجه أطماعها
وحامياً للأمة كلها من شرورها التي تطال البحرين الآن كما تطال كل قطر عربي وكل
دولة مسلمة.
يواصل
الوزير تهجمه على الشعب العراقي وليس الرئيس الشهيد فحسب بقوله "ولا يفتخر به،
أي بصدام، إلا الضعوف". الوزير يتحدث عن الضعف وهو يجلس على كرسيه بحماية
السعوديين! ولولا القوات السعودية لكان الوزير أسيراً في سجون ولاية الفقيه، او
متسكعا في شوارع الغرب يستجدي عطفهم.
أن
تصف بالضعف الملايين من العرب والعراقيين ممن يحبون الرئيس الشهيد، هو قلة حياء
ولا نقول أكثر.
أما
التأسف للشعب الكويتي بالقول "يعز علينا ان ترفع صور صدام حسين في جامعة
البحرين، وسط تصفيق البعثية." فنقول للوزير جوابا عليه: بأنه اذا كان مدح
الرئيس صدام يعني ذم الكويت، فإننا نقدم لك التهاني على هذه العبقرية السياسية. فقد
إكتشفت معادلة جديدة في عالم السياسة. فعلا الشخص المناسب في المكان المناسب! لكن
هذه واحدة من مشاكل الحكم الوراثي التي يرتقي فيها غير المناسب في أرفع المناصب!
إذا
كان البعثيون هم من صفقوا للرئيس الشهيد ورفعوا صوره فلا حاجة للإعتذار من
الكويتيين، لأن هذا امر طبيعي. كل قوم بما لديهم فرحون ويصفقون لزعيمهم. في
البحرين مثلا هناك من يصفق لخامنئي، وهناك من يصفق للعاهل السعودي، وهناك من يصفق
للسيسي وغيرهم. فهل سيقدم الوزير إعتذاره لمناوئيهم؟
ان
الذين يصفقون للرئيس الشهيد ليس جميعهم من "البعثية" ولا جميعهم من
العراقيين، لكن الذي يوحِّد مشاعرهم إتجاه الشهيد هو الوضع الذي وصل اليه العراق
بعد الغزو، البعض منهم ربما كانوا معارضون للحكم الوطني السابق سرا أو علنا. لكن
البديل عنه كان عراق اللاعراق، ليس اكثر من أطلال تنعق فيها الغربان وتحوم حولها
الذئاب. إن سيئات الحاضر هي التي أيقظت حسنات الماضي. ونود لو يطلع الوزير على
الإحصائيات الكارثية بعد العزو الامريكي للعراق، ليتعرف على الأسباب التي تقف وراء
دفع العراقيين للتأسف على الحكم الوطني السابق والترحم على الرئيس الشهيد.
هذا آخر تصريح ل(محمد كريم عابدي) عضو اللجنة البرلمانية
لشئون الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيرانية حول البحرين والسعودية، يذكر فيه "يتوجب على كل شيعة العالم نصرة إخوانهم من الشيعة في البحرين والسعودية
الذين يواجهون أعتى أنظمة الظلم الملكية الوهابية من قمع واضطهاد
وقتل واعتقال. ان شيعة السعودية
والبحرين ليسوا بحاجه لنحميهم أو
نقاتل معهم لينتصروا، فهم لديهم القدرة الكافية لان يحموا أنفسهم بـأنفسهم. ولكن يجب أن نساعدهم
في ذلك من خلال تزويدهم بالسلاح والعتاد الذي
يمكنهم من حماية أنفسهم من حكم الظلام"!
حسنا لنسمع ردا مناسبا من قبل الشيخ
خالد بن أحمد آل خليفة، بإعتباره وزيرا للخارجية والأمر من إختصاصه! هل يتجرأ
بردٌ قوي كما فعل في حفل الجالية العراقية؟ علما إن هذا التصريح ليس الوحيد للبغل
الإيراني ضد البحرين والسعودية، فقد سبق أن هدد بإحتلال السعودية، وكان ردٌ
السعودية لا يتناسب مع قوة التصريح.
كلمة
أخيرة للوزير البحريني "اذا كانت بيوتكم من زجاج فلا ترموا الناس بحجر".
هناك 5 تعليقات:
كل الاعتزاز والتقدير على كل حرف جاء بهذه المقالة التي تعبر عن ضمير كل عربي غيور. فالقائد الشهيد صدام حسين هو رمز القيم والاصالة والنخوة والغيرة العربية التي لم تعد موجودة في هذا الزمان الرديء الذي يتطاول به الجبناء على اسيادهم، هذا هو الجحود بعينه.
بارك الله بك استاذ علي
القمته حجرا نزع ثنيتيه فادلقت لسانه
محمد وحيد
عندما تخلو السهول من الأسود تسيطر عليها الضباع
اشد على يد اخي علي الكاش في مقالته التي وضع فيها النقاط على الحروف وكشف سوءات وزير الخارجية البحريني الذي لو كان منصفا لتذكر ان في زمن صدام حسين كان هو وشعب البحرين ينامون قريري العيون فلم يجرؤ ملا فارسي مجوسي من رفع عقيرته مطالبا بعودة البحرين للوطن الام.. ثلاثة وعشرون عاما منذ ان سقى صدام حسين وجيشه كأس سم الهزيمه والبحرين ترتع بالامن والامان فلا مشيمع ولابنت النرجسي رفعت عقيرتها تسب آل خليفه ارضاء لاسيادها المجوس..ولما خرجت الافاعي من جحورها في سار وكرباباد وستره ودراز ولما تدافعت ازلام الولي الفقيه نحو قصر القضيبيه وحاصرت ملك البحرين حيث وقف حرسه كالاصنام لايملك حولا ولاقوه..لست ادري هل لدى هذا الوزير الهمام ذاكرة تعيد له احداث الشغب التي مرت بها البحرين وكيف عاث هولاء المجوس الذين منحهم اجداد ملك البحرين الهوية البحرينيه منذ عقود فاصبحوا طابورا خامسا يكيد لهذا البلد الصغير
الايتذكر ان ايران الملالي لزمت الصمت وانكفئت على اعقابها طيلة تلك السنين بعد ان تجرع دهقانها سم الهزيمه.
ان كان يذكر دول الخليج بالصاروخين الذان سقطا على ساحل البحرين مستهدفه وكر الاحتلال الامريكي وقاعدة الاسطول او سقوط بضعة صواريخ على الرياض التي كانت حينها نقطة تحشيد وانطلاق لقوى العدوان العالمي حيث كانت طائرات العدوان تنطلق من القواعد السعوديه .. ماقام به وزير خارجية البحرين ان دل على شيئ فانما يدل على مدى الاسفاف الذي يتحلى به هذا الوزير الوغد ومحاولته اهانة رجل قتله اعوان الفرس المجوس.
مؤسف حقا ان يقول عذا الوزير الاحمق بحق رجل هو اليوم بين يدي العزيز القدير وهو يحاول مداهنة ملالي ايران لنيل رضاهم وياحبذا من الوزير الهمام ان يجرب دواء ناجعا لمعالجة شغب فئران ايران بلا رجال امن ولاكوماندوس بل بمكبرات صوت يقولون فيها: ايها الاراذل جاءكم صدام حسين.. حينها ستجد اكبر من يفتل شواربه شجاعه ترتدي تشادور زوجته في البديع والمقشع والديه.. لكن اقول لوزير خارجية البحرين : لقد ذل من بالت عليه الثعالبُ.
ليس كل من صف الصواني اصبح حلواني
مثل شعبي
وليس كل من تكلم فهم معنى كلامة
ومصداقا لقول رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم
ياتي زمان على امتى يتكلم الرويبضة في امور الناس العامة
ويصدق الكاذب ويكذب الصادق
الخ
لقد افصح الاخ علي الكاش في الكلام ورد على الوزير بما يستحق
واكيد ان اهل البحرين الشرفاء يعرفون الحقيقة فهم يعانون من ظلم مركب
نصرهم الله وايدهم
إرسال تعليق