موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 14 فبراير 2012

الهدف: سايكس ـ بيكو 2..!!

هل نشهد قريباً المرحلة الثانية من مؤامرة سايكس بيكو التي قسَّمت الوطن العربي إلى دول ومناطق نفوذ بحدود مصطنعة؟
هذا هو التساؤل التي تحاول المقالة التالية للدكتور فوزي الأسمر الإجابة عليه.




الهدف: سايكس ـ بيكو 2..!!

فوزي الأسمر
أدى الإتفاق السري في عام 1916 بين الدبلوماسي الفرنسي فرنسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس إلى تقسيم منطقة الهلال الخصيب لدول تستطيع من خلاله الدولتين العظمتين السيطرة عليها وإخضاعها لمناطق نفوذهما.
وبقيت الإتفاقية سرية حتى عام 1917 عندما وصل الشيوعيون إلى سدة الحكم في روسيا وكشفوا النقاب عنها. وكان الهدف الأول من وراء ذلك هو إحراج كل من فرنسا وبريطانيا أمام الشعوب التي يمسها الإتفاق، الشيء الذي أدى إلى إندلاع ثورات وتمردات ومقاومة، ولكن معظمها لم تنجح، وكرست هذه الإتفاقية التقسيم وغذته ولا تزال تفعل ذلك حتى يومنا هذا.
واليوم نشاهد نفس اللعبة من جانب الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة، وللأسف بمساعدة بعض الدول العربية، حيث تجري عملية تقسيم دول عربية إلى إمارات طائفية وإثنية، تمشيا مع مصالح هذه الدول ومصلحة إسرائيل. والصورة الأكثر وضوحا لغاية الآن هو ما يدور في العراق، رغم أن هذا العمل تواجهه مقاومة شعبية لأنه يتناقض مع تطلعات وأماني الشعب العراقي الذي يحاول جاهدا التخلص من النفوذ الأجنبي .
لهذا السبب، نرى ان إتجاه سير دول المصالح في تعاملها مع المنطقة يسير في تجاه ليس إسقاط الأنظمة فقط، كما تحاول بعض قوى المعارضة تحقيقه، بل في تجاه تبديل الأنظمة كليا. فإسقاط النظام لا يعني بالضرورة تغييره، بل في الإمكان أن يستمر بنفس الروح والعقيدة عن طريق وجوه أخرى تقوم بإدخال تصليحات جذرية في بنية النظام وطريقة تعامله مع المجتمع ككل، وفي مقدمة ذلك القضاء على الفساد والدكتاتورية.
أما إستبدال النظام بنظام جديد فإنه يعني بوضوح وصراحة في هذه الحالة وصول مجموعة من الذين يعتنقون أفكارا تتماشى مع تفكير دول المصالح، حتى لو كان ذلك يتناقض مع أماني وتطلعات شعوب المنطقة.
فطبعا لا يمكن الجزم في هذه الأموربشكل مطلق، فهناك ثورات نابعة من صميم الشعب هدفها إستبدال النظام بنظام يخدم الشعب وتطلبات الوطن القومية والإقتصادية ومحاربة الفساد. وتغيير الوجوه فيها لا يكفي. وهذا الهدف يكون واضحا منذ البداية، على غرار ما حدث بثورة 1952، وثورة 25 يناير 2011 في مصر.
وتظهر هذه الصورة واضحة في التناقضات القائمة لدى المعارضة السورية، حيث تطالب المعارضة في الداخل بإدخال تصليحات جذرية على النظام القائم وعلى بنيته تؤدي إلى إصلاحات داخلية وإنفتاح على الأحزاب والقوى الأخرى وإمكانية تغييره دون المساس بالأبعاد القومية والوطنية (خصوصا السياسة الخارجية ومكانه كمعسكر للمقاومة)، في حين نرى ما يسمى بالمعارضة الخارجية تعمل من أجل إسقاط وتبديل النظام وهي مدعومة من قوى أجنبية، ووصلت هذه المجموعة إلى حد المطالبة بتدخل أجنبي، وبلا شك سيكون هناك ثمن تدفعه إذا ما نجحت في مساعيها.
فموقف المعارضة الداخلية إنعكس أيضا على صفوف التيار القومي والحركات الوطنية في العالم العربي بشكل لم يسبق له مثيل، وتسرب هذا التيار إلى صفوف الجماهير العربية. ولكنه بقي رافضا للتدخل الأجنبي ومتمسكا بوحدة الوطن ومحاربة الطائفية.
والغرب غير مرتاح من التطورات الأخيرة في بعض الدول العربية، ولا من فكرة وجود "ربيع عربي". وقـــد أعربــــت عن ذلك صحيفة "الغارديان" البريطانية (27/1/2012) حيث قالت في مقال لها أن "الثورات العربية المتصاعدة تشكل تهديدا فعليا للنظام الإستراتيجي العالمي". واكد كاتب المقال بأن: "الغرب لن يكل ولن يمل أبدا في سعيه للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط مهما كانت العقبات".
وأضافت الغارديان أن الولايات المتحدة وحلفاءها: "يحاولون ترويض الحركات والأحزاب الإسلامية الصاعدة إلى الحكم في بعض الدول العربية، على السياسة الأجنبية، والإقتصادية بدلا من تفسيرات الشريعة. إن الأحزاب الإسلامية التي ستخضع لذلك سيعتبرها الغرب أحزابا معتدلة، أما الباقية فستظل من المتعصبين".
واستطاعت الدول الإستعمارية، وربيباتها العربية، من توسيع الحلقة لتشمل إيران أيضا، كل لمصلحته. الدول الغربية ترى في النظام القائم في طهران تهديدا لمصالحها خصوصا في منطقة الخليج ومضيق الهرموز ومساعدتها للقوى الثورية. أما الأنظمة العربية فترى في إيران تهديدا لها بسبب دعمها للمقاومة، وبسبب صراع طائفي مفتعل غذته عناصر معنية بإبقاء التوتر قائم في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها إسرائيل.
وأصبحت إيران الهدف الرئيسي خصوصا عندما تبين أن لديها مشاريع نووية. فالتحرك الأساسي جاء من إسرائيل التي تريد أن تحافظ على هيمنتها على المنطقة بسبب الترسانة النووية التي تملكها. ووجدت إيران أن إسرائيل غير معنية بالتنازل عن هذه الترسانة من أجل السلام والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ونزولا لرغبة المجتمع الدولي في ذلك، والذي عبرعنه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3623 (29/12/2012) الداعي إلى: "إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط" تقدمت به مصر وإيران. وكان رد الفعل تبني إيران لمشروع نووي.
فالدول الكبرى والمجتمع الدولي غير معنيين في أن تضاف إلى قائمة الدول المالكة للسلاح الفتاك دولة إضافية، ولكن في نفس الوقت لم تقم الدول الكبرى بوضع ضغط على إسرائيل للتخلص من ترسانتها النووية. ففي الوقت الذي تضع فيه هذه الدول العقوبات على إيران، تحاول إسرائيل جر الولايات المتحدة إلى مواجهة عسكرية مع طهران. إلا أن الرئيس الأمريكي بارك أوباما حسم الموقف في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأمريكية "إن. بي. سي" (5/12/2012) عندما قال أنه يفهم تخوفات إسرائيل، إلا أنه: "لا يعتقد أن الحكومة الإسرائيلية قررت شن هجوم عسكري على إيران".
وأضاف أن الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لمنع إيران من إمتلاك أسلحة نووية مؤكدا أن العقوبات الإقتصادية المفروضة عليها تؤثر في الإتجاه الصحيح .ولكن يبدو أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي سيزور واشنطن في بداية الشهر آذار/ مارس القادم لإلقاء كلمة في مؤتمر منظمة "إيباك" الصهيونية، سيحمل معه تخوفا آخر هذه المرة وهو تصريح نقلته وكالة أنباء "إيه.بي" (5/12/2012) عن دبلوماسي أوروبي في أسلام باد قوله أن باكستان كدولة إسلامية ستقدم الدعم لإيران في حالة شن هجوم عسكري إسرائيلي عليها.
كل هذه العوامل تُستغل من أجل القضاء، أو على الأقل إحتواء الربيع العربي، ووقف مده الثوري الذي أخذ يزعج ليس الدول الغربية فحسب، بل أنظمة عربية والتي أخذت تلعب دورا مكشوفا لدرجة أن يهدد رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم روسيا بقوله لمندوبها في جلسة مجلس الأمن (30/1/2012) فيتالي تــشــوركــيــن: "أحذرك من إتخاذ اي فيتو بخصوص الأزمة في سوريا فعلى روسيا أن توافق على القرار وإلا ستخسر كل الدول العربية". فرد عليه المندوب الروسي: "أنت ضيف على مجلس الأمن فاحترم نفسك وعد إلى حجمك وأنا أساسا لا أتحدث معك، أنا أتحدث بإسم روسيا العظمى مع الكبار فقط". (بثت الحوار القناة الفرنسية الثانية ونقلته صحيفة أمجاد العرب).
ويبقى التساؤل: هل سنشهد تنفيذ مخطط سايكس ـــ بيكو جديد في القرن الواحد والعشرين مثلما حدث في القرن العشرين؟



ملاحظة:
نُشر المقال هنا



هناك 3 تعليقات:

صقر العراق يقول...

من المعلوم ان اتفاقية سايكس بيكو لم تنتهي الى حد معين وما نراه الان وتقوم امريكا بلعب هذا الدور الاكبر من خلال اطلاقها ما يسمى بالشرق الاوسط ووضع دول ضمن قائمة الدول المعادية لها وقد بدأت بهذا المخطط بالعراق من خلال احتلالها له .. وبالتعاون مع حكام عرب وعملاء محليين الى تقسيم المقسم وهكذا فانا ترى عملاء امريكا وايران الذين يحكمون العراق يضعون خرائط جديدة للمحافظات وللاقضية والنواحي واطلقوا تسمية المناطق المتنازع عليها وكأنهم يتنازعون مع دولة اخرى على مناطق ولو انهم اجبن من ان يطالبون باراضي احتلتها ايران وزحفتالكويت على اراضي عراقية بعد الاحتلال ولم نرى لهذه الحكومة اي مطالبة لاستعادتها ...
المخطط قائم لكن سوف يجهض بأذن الله وعلى يد ابناء العراق والامة العربية ..

Maryam يقول...

جزء الاول
--------

مقال غير منصف ويفتقر لرؤيا حيادية لابل مقال ماجور وواضح توجه كاتبه كيف يتجراء على ان ينفث سمومه في ظل هذه المرحلة التي فضح الله فيها ايران وغيرها ..
استغرب من كلامه وامثاله كيف يتباكى وكيف يسوق الاحداث لمصلحة طرف واحد ويضرب بعرض الحائد كل ماحصل ويحصل من دمار وقتل للابرياء في سبيل ان يرضي من دفع له!
اول سؤال اساله لهذا الكاتب اين كان في السابق من معاهدة سايكس بيكو!
لولا تخاذل الاجداد ثم الاباء لما وصلت المعاهدة لهذه الاجيال فشخص في سنه ماذا قدم من مقاومة للمعاهدة!!
بدل ماينظّر كان الاجدر به وبمن في عمره لما كانو شباب ان يقاومو الحكام الظلمة الذين جاء بهم الاستعمار بعد خروجه ومسؤلية مايحدث يقع جزء منه على الاجيال السابقة .. واحب ان افهم هل يتصور هو ومن في جيله ان العقول الان هي نفس عقول القرن الماضي!! نحن اجيال لاتقبل بالخنوع ولاتقبل بتمرير المخططات بدون ان نسال ولايستطيع ان يضحك علينا امثاله.
واساله ايضا واسال من مثله اليس مايحدث هو ثمن للتخاذل الذي حصل للامة ولفلسطين!! لماذا الان يرمون اللوم على هذه الاجيال في حين هم وابائهم السبب في كل ماحصل ويحصل من خذلان للامة!! الاجيال التي عاشت في خنوع تحت ظلم الحكام العرب هم من جيله والجيل الذي بعده ولكن هذه الاجيال الان التي رفضت الخنوع لماذا يرمون اللوم عليهم ونحن ندفع ثمن اخطاء الاجيال السابقة!!
-هل يتصور ان الصهيونية العالمية سوف تترك المسلمين يعيشون بسلام!
لولا خيانات الحكام السابقون لما وصلنا لهذا الحال.

ماذكره بخصوص المعارضة السورية فلا افهم ماذا يريدون امثال هذا الكاتب!! شخص سلب الحكم بلا شرعية وقتل من الابرياء مالم تفعله (اسرائيل) بالفلسطينيين ودمر البلد ونشر الفساد ويريدون ان يبقى الشعب ساكت واذا تكلم يتهمونه بالعمالة لكن لما يكون الكلام عن البحرين تتغير المعادلة ويصبح الشعب وطني والحاكم ظالم فهذه المعادلة الشاذة التي غذتهم ايران بها وتدفع الملايين لنشرها لاتنطلي سوى على من هم بشاكلته .. الان يتكلم حول محور التقسيم ويتهم المعارضة طيب لماذا لايتكلم الى بشار ويطلب منه ترك الحكم بعد ان قتل من الشعب الابرياء ماقتل وان يسلم الحكم للشعب فهل بشار اشترى الارض والشعب!!
هو الان يستنكر على المعارضة السورية طلب العون من الخارج فلماذا لايتطرق للسبب الذي اوصلهم لهذا!! لوكان بشار ترك الحكم مثل حسني لما وصلت الامور لهذا الحد فماذا يريد هو وامثاله ان يباد كل الشعب السوري في سبيل ان يبقى بشار التكفيري الطائفي في الحكم!!
لماذا لايطلب حل للمشكلة بدل ان ينتقد ويتهم من هم متضررون!!!
-اما قول الكاتب (الدول الغربية ترى في النظام القائم في طهران تهديدا لمصالحها خصوصا في منطقة الخليج ومضيق الهرموز ومساعدتها للقوى الثورية)
فهذا مغالطة وقفز على الحقائق فايران ليست عدو للغرب وما يحدث من اعلام وجعجعة هو فقط للاستهلاك المحلي والضحك على عقول الجهلة من العرب وقد اعترف الرئيس الايراني بنفسه بانه تحالف مع امريكا على احتلال العراق لابل كل الوقائع الان في العراق تثبت ذلك فمن يحكم الان في العراق هي ايران وماصرح به قائد فيلق القدس الارهابي التكفيري من انه يحكم العراق هو صحيح فامريكا سلمت العراق لايران .. واما كلامه عن مساعدة ايران للقوى الثورية فهذا غير صحيح فايران لاتساعد قوى ثورية ولاغير ثورية ايران فقط تحاول استغلال الضروف لمصالحها الانانية الشخصية الطائفية.
- واما كلامه عن ان الانظمة العربية ترى ان ايران عدو لانها تدعم المقاومة فهذا كذب محظ فايران لاتدعم اي مقاومة (حقيقية) ايران فقط تقتات على المقاومة لخدمة مصالحها الشخصية فايران عرفت كيف تلعب اللعبة باستغلال المقاومة والضحك على العقول العربية وهذا الكاتب يحاول الترويج الى ان ايران فقط هي من التي تدعم المقاومة ولكنه يعلم ولايقول ان ايران هي من حاربت المقاومة في العراق وقتلت العراقيين ودمرت البلد ولولا الاحزاب التابعة لايران وتعاونها مع امركيا كان المعادلة تغيرت في المحافظات المقاومة السنية.
لماذا لم يتكلم عن تناقضات ايران وطريقتها في حرق المنطقة واشعال حرب طائفية وخلق صراعات طائفية كانت المنطقة بعيدة عنها لولا تدخل ايران وامريكا!!
ماذا يسمي تناقضات ايران من مايحدث في البحرين وسوريا!!
ام ان هذا لايعني الكاتب لانه لايصب في مصلحة ايران!! لماذا لم يتكلم عن محاولات ايران في الهيمنة على الثورات العربية وتغذيتها في حين ايران تغتصب الجزر الاماراتية الثلاث وتقمع الشعب الاحوازي وتدمر ثقافتهم!!
لماذا ايران قمعت الثورة التي بدات فيها والان جن جنونها من الاحواز!!

Maryam يقول...

جزء الثاني
----------

احب ان اسال الكاتب وكل من يدافع عن ايران لما يقول ان ايران تدعم المقاومة فاي مقاومة هذه واي فلسطين وهي نفسها ايران قتلت وشردت المئات لابل كل اللاجئين الفلسطينيين في بغداد وتحديدا منطقة (البلديات) وقتلوهم على يد مليشياتهم من فيلق القدس الارهابي وجيش مقتدى فقتل من قتل وشرد من شرد وجلس اللاجئون على الحدود لاكثر من سنة حتى اخذتهم الدول الغربية فهل هذا هو الدعم للمقاومة الذي يتكلم عنه من قبل ايران!!
كل مافعلته ايران واحزابها التكفيرية في فلسطينيو العراق موثق فماذا تقول ايران!!
-اخيرا اقول ان مخطط سايكس بيكو الجديد هو تحالف قام منذ سنين بين امريكا وايران لتمزيق الدول العربية بعد ان مزقوها باسم القومية والحزبية الان يريدون ان يمزقو هذه الدول الى دويلات بمباركة امريكية ايرانية وتحالف خبيث مسموم لكن هذا الجيل باذن الله تعال غير ذلك الجيل وباذن الله تعالى شباب هذه الامة في صحوة يوم بعد يوم وباذن الله تعالى

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..