في لمسة وفاء، عُرِف به، يستذكر الأستاذ ضياء حسن، جانباً من سيرة أحد أعلام العراق في المجالات الثقافية والإعلامية، الأستاذ زكي الجابر، الذي رحل عن الدنيا قبل أيام عدة.
وقد وجدت انه من المفيد إضافة نبذة عن حياة الراحل، لمزيد من الإيضاح، وخاصة للجيل العربي الشاب، الذي لم يُعاصر الأستاذ الجابر، رحمه الله.
سلاماً زكي الجابر, وصبراً على رحيلك
ضياء حسن
رحل عنا مؤخرا، وفي الغربة أيضا، إعلامي عراقي مبدع من رفاق البعث الدكتور زكي الجابر الذي نعاه تلميذه الوفي الزميل الدكتور مليح صالح شكر وهو من رفاق درب البعث الذي ضمته كوكبة بعثية تخرجت من دار المعلمين العالية منتصف الخمسينيات من بينها الرفاق شاذل طاقة ودحام الآلوسي وحميد خلخال ومحمد جاسم الأمين، جمعهم جذر شعبي ووعي وطني قومي بقضايا الشعب والوطن وحدته اهتماماتهم الأدبية والثقافية التي كانت تفرش مساحة أرض الوطن بجميع مناطقها الحية الحساسة.
وبرحيل الجابر الانسان الرائع والشاعر الشفاف والشخصية البصرية الودودة غابت عن المحيط الأعلامي العراقي والعربي كفاءة إعلامية أكاديمية متخصصة ممتلئة علما وثقافة وخلقا والذي ما احتل موقعا الا وأبدع فيه، وكان لولبا يعطي بلا حدود وهو يحرك الكفاءات من حوله مكتشفا وراعيا محفزا بأن لا يكون عطاء تلك الكفاءات نمطيا, وانما إبداعيا متجددا .
ويذكر للراحل اقتداره الكبير منذ توليه مسؤولية إدارة البرامج في تلفزيون بغداد عام 1963 صعودا الى احتلال موقعه الطبيعي في التعليم العالي في جامعة بغداد، وبعدها بسنوات تسنم مسؤولية وكيل وزارة الأعلام، وقبلها كان حريصا ان يستكمل دراسته العليا، فحصل باستحقاق على شهادة الدكتوراه، ليزداد غناه باختصاصه العلمي, فقد ترك بصماته المثيرة للاعجاب والتقدير في كل موقع اعلامي وثقافي تولى مسؤوليته سواء في العراق أو في الوطن العربي
ويكفيه فخرا أنه ظل طوال حياته علما بين رجالات الأعلام والثقافة العراقيين والعرب ورجل المهمات الصعبة ماهزَّته اغراءات المنصب، فبقى متواضعا وفيا لأهله العراقيين عفيف النفس مبتسم المحيا صابرا على الزمن العاثر, متحملا آلام المرض راضيا بقضاء الله عز وجل, راحلا بنفس راضية مرضية بعد ان ترك لأهله ورفاقه ومحبيه، وما أكثرهم، سفرا من العطاء الأنساني المتسم بثراء أعلامي وفكري مغمس بطيب عراقي لاينسى .
رحم الله فقيدنا الراحل زكي الجابر وأسكنه فسيح جناته وألهم عائلته الكريمة ورفاقه ومحبيه وتلامذته الصبر والسلوان .
.........
نبذة عن حياة الأستاذ الجابر
- ولد عام 1931 في البصرة/ العراق.
- حاصل على بكالوريوس اللغة العربية وآدابها من دار المعلمين العالية ببغداد 1954، وماجستير البرامج الإذاعية والتلفزية الثقافية من جامعة إنديانا 1960, ودكتوراه الاتصال الجماهيري من جامعة إنديانا أيضاً 1978.
- عمل في التعليم الثانوي, ودرس الإعلام في أكاديمية الفنون الجميلة, وكلية الآداب بجامعة بغداد, وكلية الآداب بجامعة الملك سعود في السعودية, والمعهد العالي للصحافة في الرباط بالمغرب.
- حاضر في العديد من الدول العربية.
- شغل عدة مناصب في إدارة البرامج الإذاعية, كما رأس قسم الإعلام بجامعة بغداد, وتولى منصب إدارة الإعلام في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتونس.
- شارك في أكثر من 80 ملتقى في الثقافة والإعلام.
- دواوينه الشعرية : الوقوف في المحطات التي فارقها القطار 1972 ـ أعرف البصرة في ثوب المطر 1987.
- أعماله الإبداعية الأخرى: ترجم بعض المختارات الشعرية, كما نشر عدة قصائد مترجمة لشعراء من منطقة الكاريبي.
- مؤلفاته : الاتصال التربوي، مختارات من الأدب العربي الحديث, وترجمة لفصل بعنوان: سيمفونية الإعلام .
هناك تعليق واحد:
ثائر
سلمت يداك يا ابا الشهيدين ابا هدى وعلي لما أجدت به في هذه الاضافه فنحن نعلم تمامآ بان جذرك هو النابت بالارض كنبات المبادئ نسال الله تعالى ان يديمك ذخرآ لكل اصيل لقد عرفنا الراحل بدماثة اخلاقه وهدوءه واتزانه وانسانيته وتفانيه فهو من ذلك النبت الثاقب فهؤلاء هم ثمار البعث الخالد بشموخ الانسان الثائر وشتان مابين الثرى والثريه والحدق يفهم اسكنه الله فسيح جناته له دعاءنا من الله
إرسال تعليق