لأن الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحقُّ الناس بها، كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ننشر مقالة مهمة للشاعر العراقي المغترب سعدي يوسف، الذي أختلف معه في الغالبية العظمى من مواقفه، لكنها كلمة حق والتقاطة مهمة وجدت من الضروري تقديمها للسادة القراء.
القرية السورية
سعدي يوسف
قبل سنواتٍ ثلاثٍ أو نحوِها ، كنت أتحدّث في مقهى بإحدى عواصم الشمال الأوربي ، مع سيدةٍ من هناك .
لم تكن السيدة الكريمة تعرفني معرفةً كافيةً .
سألـتْني : أأنت سوريٌّ ؟
أجبتُ : بل أنا عراقي .
لكنْ ... لِمَ سألتِـنـي إنْ كنتُ سوريّـاً ؟
ردّتْ : لأنهم يريدون سوريّين هنا .
اسفسرتُ : ما الخبر ؟
قالت : لأنهم شرعوا يقِـيمون " القرية السورية " !
لم تكن السيدة الكريمة تعرفني معرفةً كافيةً .
سألـتْني : أأنت سوريٌّ ؟
أجبتُ : بل أنا عراقي .
لكنْ ... لِمَ سألتِـنـي إنْ كنتُ سوريّـاً ؟
ردّتْ : لأنهم يريدون سوريّين هنا .
اسفسرتُ : ما الخبر ؟
قالت : لأنهم شرعوا يقِـيمون " القرية السورية " !
*
وفي مثل البرقِ ، عادتْ بي الذاكرةُ المتعَبةُ إلى السنوات التي سبقت احتلال العراق ، حين أقيمت " القرية العراقية " في غير عاصمةٍ أوربية واحدة . في براغ . في بودابست ... إلخ .
وتذكرتُ كيف أن عراقيّين ( وبينهم يساريّون معروفون ) شاركوا ، بأجرٍ مدفوعٍ ، في إقامة تلك " القرى " حيث
سيتدرّبُ غزاةٌ متوحشون ، متعطشون للدم ، على احتلال العراق .
*
تلك " القرية السورية " ، تشيَّدُ ، باعتبارها قريةً سوريةً ، ببيوتها وأكواخها ، ودكاكينها ، ومقهاها . وسوف يتعلّم الجنودُ الأغرارُ ، الغزاةُ اللاحقون ، أشتاتاً من دارجةٍ سوريّةٍ ، وجانباً من عوائد السوريّين في قريتهم : التحية والمأكل والملبس ... إلخ .
إنهم يبنون " قريةً سوريةً " في بلادهم ، ليهدموا القرى السورية ، في ســوريّـا ، على رؤوسِ أهلها الآمنين.
وفي مثل البرقِ ، عادتْ بي الذاكرةُ المتعَبةُ إلى السنوات التي سبقت احتلال العراق ، حين أقيمت " القرية العراقية " في غير عاصمةٍ أوربية واحدة . في براغ . في بودابست ... إلخ .
وتذكرتُ كيف أن عراقيّين ( وبينهم يساريّون معروفون ) شاركوا ، بأجرٍ مدفوعٍ ، في إقامة تلك " القرى " حيث
سيتدرّبُ غزاةٌ متوحشون ، متعطشون للدم ، على احتلال العراق .
*
تلك " القرية السورية " ، تشيَّدُ ، باعتبارها قريةً سوريةً ، ببيوتها وأكواخها ، ودكاكينها ، ومقهاها . وسوف يتعلّم الجنودُ الأغرارُ ، الغزاةُ اللاحقون ، أشتاتاً من دارجةٍ سوريّةٍ ، وجانباً من عوائد السوريّين في قريتهم : التحية والمأكل والملبس ... إلخ .
إنهم يبنون " قريةً سوريةً " في بلادهم ، ليهدموا القرى السورية ، في ســوريّـا ، على رؤوسِ أهلها الآمنين.
ملاحظة:
نشرت هذه المقالة على موقع الشاعر هنا
هناك 4 تعليقات:
المشكلة ان الشعب السوري ذو وضع إقتصادي ضعيف جدا ويعيش الكثير منهم بالعوز والفقر الشديدين ، يعني ان إي إحتلال او أي أزمة إقتصادية أخرى سيعرض الشعب الى مآسي ونكبات لا حصر لها وأكثر بكثير مما حصل للشعب العراقي الذي لديه النفط مما قلل من وطأة إنتشار الفقر (أي ان الفقر لم يشمل الكل برغم إنتشاره)، لكن الشعب السوري !!! كان الله في عونهم من الأيام القادمة....
أن يقف البعض الانتهازي للاسف مع النظام السوري القاتل بدواعي الأمن الشخصي والاقامة بعد ان سدت السبل امام العراقيين ولم تبق الا سوريا هذا لايبرر الانتهازية والموقف الذي يخذل انتفاضة الشعب السوري ضد الظلم والقهر، واحسن شئ في هذه الحالة الصمت وهو أضعف الإيمان، أما التمادي ونصرة الظالم فالجريمة مضاعفة..نعم ان سوريا تؤوي مئات ألوف العراقيين، لكن هذا لايبرر أن نقف مع الظالم...
وتعسا لكل موقف انتهازي وهذا ليس غريبا عن الأفاق سعدي يوسف الذي كان وما زال يطعن بالحكم الوطني في العراق
سؤال الى الشاعر الكبير سعدي يوسف
وله حق الرد او لا
الى متى يبقى الشاعر والمثقف وصاحب القلم والعالم يجامل ويتحدث بانصاف الحقائق ؟ ولماذا لا تعلن الحقيقة كاملة كما توصل اليها الكثيرون بعد مرور هذه السنوات العجاف على العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان والوطن العربي؟ والقادم اسوا من الفائت
ولكم تحياتي
بسم الله الرحمن الرحيم
الرابط بعنوان / القرية السورية / وإنه لأمر مؤسف أن تدار مؤامرات بهذا الشكل
ولأول مرة نقرأ هذا الموضوع الذي ضاعت حروفه بين مرايا الدموع
وانعكست ألماً وحزناً على سوريتنا الحبيبة
ولكن يبقى إيماننا بالله أقوى
وهو الذي سيبدد كل تلك الدموع لتظهر أملاً يشق طريقه رغم الحاقدين
ليختبيء تحت أجنحة ملائكة الرحمة التي تظل بلاد الشام
إرسال تعليق