استكمالاً للمقالة المهمة التي كتبها السيد سليمان الحكيم، وهو المعروف بعلاقاته وخبراته الواسعة قبل احتلال العراق وبعده، وتنشرها وجهات نظر هنا، ارتأينا نشر وثيقة من موقع ويكليكس تعزز الموضوع، وتقدم رؤية موسادية للمشاعر الصهيونية إزاء (أكراد العراق) والمقصود، طبعاً، الحزبين المتحكِّمين في شمال العراق.
العلاقات الكردية– الاسرائيلية
سليمان الحكيم
تعود هذه الوثيقة الى أرشيف السفارة الأميركية في العاصمة الايرانية طهران , وكانت واحدة من آلاف الوثائق التي استولى عليها الطلاب الايرانيون اليساريون عندما اقتحموا مبنى السفارة يوم 4-10-1979 وأخذوا موظفيها رهائن , ولكن الباحث الأميركي تريتا بارزي أستاذ العلوم السياسية في جامعة ييل, عثر على نسخة عنها في أرشيف الأمن الوطني الأميركي واعتمد عليها – مع آلاف الوثائق الأخرى – في تأليف كتابه المهم "حلف المصالح المشتركة " .
................................
................................
................................
................................
تعود هذه الوثيقة الى أرشيف السفارة الأميركية في العاصمة الايرانية طهران , وكانت واحدة من آلاف الوثائق التي استولى عليها الطلاب الايرانيون اليساريون عندما اقتحموا مبنى السفارة يوم 4-10-1979 وأخذوا موظفيها رهائن , ولكن الباحث الأميركي تريتا بارزي أستاذ العلوم السياسية في جامعة ييل, عثر على نسخة عنها في أرشيف الأمن الوطني الأميركي واعتمد عليها – مع آلاف الوثائق الأخرى – في تأليف كتابه المهم "حلف المصالح المشتركة".
................................
................................
يتحدَّر الأكراد من مدينة ميديا القديمة بفارس, وبسبب أصلهم الإيراني فقد تميزت روابطهم العرقية والثقافية واللغوية مع ايران بالقوة والمتانة على طول القرون الماضية, وهو ما يفسر أن مشاعرهم العدائية للدولتين العراقية والتركية كانت دائماً أقوى من تلك التي يكنّونها للدولة الايرانية.
................................
يتحدَّر الأكراد من مدينة ميديا القديمة بفارس, وبسبب أصلهم الإيراني فقد تميزت روابطهم العرقية والثقافية واللغوية مع ايران بالقوة والمتانة على طول القرون الماضية, وهو ما يفسر أن مشاعرهم العدائية للدولتين العراقية والتركية كانت دائماً أقوى من تلك التي يكنّونها للدولة الايرانية.
في مطلع ستينات القرن الماضي طلب الزعيم الكردي الملا مصطفى البرزاني الدعم العسكري من اسرائيل من أجل قتال الجيش العراقي, وقد استجابت هذه بسرعة وبعثت بضابط المخابرات الاسرائيلي " اليعازر سافرير" ليكون رئيس عمليات الموساد في شمال العراق ومشرفاً على تدريب المقاتلين الأكراد, وسرعان ما أدرك " سافرير" أنه لن يستطيع تقديم مساعدة هامة للأكراد بدون تعاون ايران, وبما أن لاسرائيل وايران مصلحة مشتركة في إضعاف العراق, فقد طرح "سافرير" على الأجهزة الأمنية الايرانية التعاون لتدريب وتسليح الأكراد, ولكن شاه ايران كان لديه في البداية تحفظات على الملا مصطفى البرزاني ولم يكن يثق به لأنه كان يعتبره شيوعياً، خاصة وأنه سبق أن أقام اثني عشر عاماً في روسيا كلاجيء سياسي, فضلا عن تخوّف الشاه من خروج التمرد الكردي عن السيطرة وامتداده الى الأرض الايرانية, ولكنه وافق في نهاية الأمر تحت ضغط مستشاريه الأمنيين وبسبب الإلحاح الاسرائيلي, بيد أنه اشترط أن يبقى الدور الايراني بعيداً عن الأضواء , وقد جرى إبلاغ هذا المشروع للولايات المتحدة التي وافقت على دعمه بشكل سرّي ومحدود .
شهد شهر أيار 1965 عقد أول اتفاق كردي- اسرائيلي في مقرّ الملا البرزاني بشمال العراق , فقد اجتاز رجال من المخابرات الايرانية (السافاك) برفقة ضباط من الموساد الحدود العراقية سيراً على الأقدام, وكانوا يرتدون جميعاً اللباس الكردي التقليدي, وفي ذلك الاجتماع قال الاسرائيليون للأكراد أنه بصرف النظر عما يقومون به فإنهم سيدعمونهم في الحرب والسلم, وأنهم سيقومون بتدريب قواتهم وتمويلها وتسليحها لكي تتمكن من شنّ عمليات واسعة النطاق ضد الجيش العراقي, وأبدى ضباط (السافاك) بدورهم استعدادهم لتوفير ممر برّي للاسرائيليين ينقلون عبره المال والسلاح, وقد أتاح هذا التعاون وعلى مدى سنوات تزويد الأكراد بشحنات اسرائيلية منتظمة من الأسلحة والمواد الطبية وبأعداد من الأطباء والمدربين العسكريين؛ وقد حققت اسرائيل بتلك العملية أهدافاً هامة للغاية, فقد شلّت قدرة بغداد على تحدي حليفها الشاه في نزوعه للهيمنة على الخليج العربي, وشغلت الجيش العراقي عن قضية فلسطين, والأهم من ذلك كله أن تلك العملية أمّنت اتصالا بالطائفة اليهودية الكبيرة في العراق وسهّلت ترحيلها الى اسرائيل, وقد ساعد (السافاك) على تهريب ألوف من اليهود العراقيين عبر شمال العراق الى مدينة "رضائية" في شمال ايران حيث كان يجري تسليمهم الى المنظمات اليهودية التي كانت تتولى نقلهم الى اسرائيل؛ وكذلك نشرت اسرائيل عدداً قليلا من فصائلها العسكرية في شمال العراق, ولم يقتصر دور ضباطها على تدريب المقاتلين الأكراد وإنما وصل الى حد قيادتهم في المعارك ضد الجيش العراقي, أما الوجود العسكري الايراني فقد كان أكبر حجماً إذ ضمّ كتيبة دفاع جوي, وكتيبة مدفعية, ووحدة من ضباط السافاك .
وفي عام 1966 أقامت اسرائيل مستشفى ميدانياً في منطقة حاج عمران بشمال العراق, وتعبيراً عن امتنانه لتلك البادرة قام الملا مصطفى البارزاني بزيارة اسرائيل يرافقه بعض أركان حزبه مثل الدكتور محمود عثمان وعمر دبابة, وقد التقوا خلال زيارتهم برئيس الوزراء ليفي أشكول ووزيرة الخارجية غولدا مائير ووزير الدفاع موشي ديان الذي تلقى من البرزاني هديتين, خنجر كردي ومعه مخطط لمصفاة النفط العراقية في مدينة كركوك, وقد جرى تفجير تلك المصفاة لاحقاً في عام 1969 بعملية تخريبية مشتركة بين الأكراد والموساد الاسرائيلي, تبعتها عملية أخرى عام 1973 جرى فيها تخريب آبار نفط عراقية في شمال العراق.
في أيار 1972 أقنع الشاه الولايات المتحدة بلعب دور أكبر في ذلك المشروع, فبدأت المساعدات المالية الأميركية بالتدفق على المقاتلين الأكراد, ولكن الأمر تجمّد برمته في آذار 1975 بسبب توقيع العراق وايران على اتفاقية الجزائر .
...........................
...........................
تفيد المعلومات المؤكدة أن التعاون الكردي– الاسرائيلي استعاد زخمه في عام 1978 وراح يزداد عمقاً حتى عام 2003 حيث تصاعدت وتيرته الى مستويات غير مسبوقة عشية الاستعداد الأميركي لغزو العراق, إذ رأى فيه الاسرائيليون فرصة لاختراق عمق العراق الذي ظلّ عصياً عليهم لنصف قرن وللاقتراب من الخليج العربي, ولاتخاذ شمال العراق منصة يطلون منها على شمال غرب ايران لجمع المعلومات عنها ولتكرار تجربتهم الكردية الناجحة عبر إقامة علاقات مباشرة مع أكراد ايران وتدريب فصائلهم المسلحة .
...........................
تفيد المعلومات المؤكدة أن التعاون الكردي– الاسرائيلي استعاد زخمه في عام 1978 وراح يزداد عمقاً حتى عام 2003 حيث تصاعدت وتيرته الى مستويات غير مسبوقة عشية الاستعداد الأميركي لغزو العراق, إذ رأى فيه الاسرائيليون فرصة لاختراق عمق العراق الذي ظلّ عصياً عليهم لنصف قرن وللاقتراب من الخليج العربي, ولاتخاذ شمال العراق منصة يطلون منها على شمال غرب ايران لجمع المعلومات عنها ولتكرار تجربتهم الكردية الناجحة عبر إقامة علاقات مباشرة مع أكراد ايران وتدريب فصائلهم المسلحة .
كذلك بدأت الشركات الاسرائيلية عقب الغزو الأميركي تنشط علناً في كافة أرجاء شمال العراق, واتخذ الموساد من إحدى هذه الشركات واجهة له, وأصبحت أربيل مركزا حيوياً له يمدّ منها أذرعه الى ايران وتركيا وحتى الى وسط آسيا عبر بحر قزوين, وبات لاسرائيل في شمال العراق وجود ثقافي علني تعبّر عنه مجلة "اسرائيل – كورد" التي تصدر في أربيل برعاية وحماية السيد مسرور البرزاني, وحتى حامل جواز السفر الاسرائيلي الذي يسجل أن صاحبه مولود في العراق, صار موضع ترحيب في مطار أربيل؛ بل أن بعض القيادات الكردية تجاوزت مشاعرها المشتركة مع اسرائيل في الحقد على العرب, فراحت تروّج لحكاية صلات قرابة وجينات وراثية مشتركة قديمة تجمع بين الأكراد واليهود نتجت عن تحدّرهم جميعا من أسباط بني اسرائيل ومن سلالة الملك سليمان !
.............
.............
وثيقة من موقع ويكيليكس :
المرجع : 05 تل أبيب 580 (تصحيح من الناشر: رقم الوثيقة الصحيح هو 05TELAVIV1580 )
تاريخ 17-03-2005
المصدر : السفارة في تل أبيب
التصنيف : سري
اجتمع السيناتور جون كورزين يرافقه عضو مجلس الشيوخ ايفان غوتيسمان ومدوّن محضر الاجتماع, برئيس جهاز الموساد مائير داغان في الثالث عشر من مارس, وفي إجابة على سؤال طرحه السيناتور, أكد داغان أنه ليس لاسرائيل أي مصلحة في العراق سوى علاقاتها الودية مع الأكراد.
ملاحظة:
نُشر المقال هنا
ملاحظة إضافية من الناشر:
تعزيزاً لما جاء في مقال السيد سليمان الحكيم، ننشر الوثيقة المشار إليها في أعلاه، والصادرة عن السفارة الأميركية في تل أبيب بتاريخ 17/3/2005، مع ملاحظة ان الفقرة المقصودة هي الواردة برقم 4 في الوثيقة .
Reference ID | Date | Classification | Origin |
This record is a partial extract of the original cable. The full text of the original cable is not available.
S E C R E T SECTION 01 OF 02 TEL AVIV 001580
SIPDIS
E.O. 12958: DECL: 03/15/2010
SUBJECT: MOSSAD CHIEF TO CODEL CORZINE: SOME FOREIGN
FIGHTERS BEGINNING TO LEAVE IRAQ
Classified By: Pol/C Ambassador Daniel C. Kurtzer for reasons 1.4(b) an
d (d).
آ¶1. (S) Summary: Mossad Chief Meir Dagan told CODEL Corzine
March 13 that Israeli and U.S. thinking on Iran largely
tracks, adding that he believes the EU dialogue with Iran
will ultimately fail. Dagan said that Israel has evidence
that some foreign fighters have returned home from Iraq,
perhaps indicating that the tide may be starting to turn in
the U.S. battle against the insurgency there. He worried
however, that these militants' countries of origin -- in
particular Saudi Arabia, Lebanon, Syria and Sudan -- are
ill-equipped to control the returning jihadis, who might then
pose a threat to stability in the region and, ultimately, to
Israel. End Summary.
----
Iran
----
آ¶2. (C) Senator Jon Corzine, accompanied by Senate staff
member Evan Gottesman, the Ambassador, Pol/Res and Poloff
(notetaker), met with Mossad Chief Meir Dagan March 13.
Acknowledging that there are at times differences in analysis
of the facts, Dagan stressed that it is similarities rather
than differences that are at the heart of the GOI-U.S.
intelligence relationship, particularly on Iran. The facts
themselves are not in dispute, Dagan continued, adding that
the U.S. and Israeli assessments of Iran's intentions and
plans are largely in accord. Iran has decided to go nuclear,
Dagan said, and nothing will stop it. Dagan predicted that
the EU dialogue with Iran will not succeed and that the issue
of Iran's nuclear ambitions would eventually go to the UN
Security Council.
-------------------------------------
Iraq - Foreign Fighters Heading Home?
-------------------------------------
آ¶3. (S) In response to the Senator's question, Dagan said
that the tide may be starting to turn in Iraq with regard to
foreign militant activity. Dagan said Israel has evidence
that foreign fighters originating from Tajikistan,
Uzbekistan, Syria and Yemen have arrived back in their home
countries, and he assumes that some had returned to Saudi
Arabia as well. Dagan predicted that, as with men who fought
in Afghanistan during the 80's and 90's, these returning
militants would stay in touch with each other, forming a
network based on their common experiences in Iraq.
آ¶4. (S) Stressing that Israel has no assets in Iraq other
than a friendly relationship with the Kurds, Dagan said that
Israel's interest is more in the impact the jihadis from, for
example, Jordan and Saudi Arabia, will have once they return
to their countries of origin. Although he predicts Egypt and
Jordan will "do all right," Dagan said he is less confident
that governments in Saudi Arabia, Lebanon, Syria, and Sudan
are sufficiently well-equipped to face down the domestic
challenge these returning militants will pose. The
combination of their military training and the absence of
strong governments willing and able to confront these men
could have a devastating impact on Israel by causing chaos in
their home countries, he added. Dagan predicted that these
jihadis will have less of a direct impact on Palestinians,
because Palestinians are already well aware of militant views
and opinions via Internet chat rooms. Furthermore, Dagan
said he feels that most Palestinians are not searching for
"foreign flags," such as al-Qaeda, under which to rally,
because those inclined to do so are already being
well-mobilized under existing groups in the West Bank and
Gaza.
-------
Lebanon
-------
آ¶5. (C) Dagan opined that Hizballah will never make the
transition to a purely political party in Lebanon, since the
organization remains very dependent on its jihadi
orientation. Noting that even the recent
Hizaballah-sponsored march in Beirut has not deterred the
Lebanese from pressing for a full Syrian withdrawal, Dagan
advised the U.S. to remain firm in its demand for a complete
pullout, and attributed the willingness of the Lebanese
people to rise up to U.S. action in Iraq.
--------------------------------------------- -------------
Essential to Use All Assets in the Fight Against Terrorism
--------------------------------------------- -------------
آ¶6. (C) Dagan said it is essential to combine all types of
intelligence assets, rather than relying exclusively on human
intelligence or signal intercepts, to counter terrorist
threats. Terrorist organizations have been seeking to obtain
WMD as a matter of course and, unlike countries that wish to
acquire these weapons as a deterrent, non-state actors would
be more inclined to actually use them, in Dagan's opinion.
Asked about the relationship between illicit activities such
as narcotic or arms trafficking and terrorism, Dagan
confirmed that terrorist organizations try to fund their
activities by criminal means, adding that credit card fraud
and counterfeiting are also methods favored by these groups.
Weapons originating from Yemen and Sudan are smuggled into
the territories through Egypt for sale, as well as for use by
militants, Dagan said.
آ¶7. (U) CODEL Corzine did not have an opportunity to clear
this message.
********************************************* ********************
Visit Embassy Tel Aviv's Classified Website:
http://www.state.sgov.gov/p/nea/telaviv
You can also access this site through the State Department's
Classified SIPRNET website.
********************************************* ********************
KURTZER
هناك تعليقان (2):
أستاذنا الفاضل مصطفى كامل سلامي و تحياتي و جزيل الشكر على طرح هذا الموضوع القديم الهام و المتجدد. لقد لام البعض النظام الوطني العراقي قبل الاحتلال على تعامله القاسي مع بعض الساسة الأكراد و بعض الأحزاب الكردية ممن إرتبطوا بأجندات أجنبية معادية و إعتبروا أن هذه المعاملة القاسية لهؤلاء و غيرهم من الساسة ممن يسمون أنفسهم بالمعارضة و هم يخدمون الأجندات الأجنبية ، بالإضافة إلى اخطاء أخرى هي السبب في تدهور أمور البلد و حصاده المر كما يزعمون و هو منهج إعتدنا عليه في تبرئة الخائن من أهل البلد و المجرم الأجنبي المعتدي و تحميل الوطني المجني عليه كافة المسؤوليات و الذنوب. المفاجأة الجديدة هي في تبني هذا المنطق من قبل قوى وطنية. لقد شارك العدو الإيراني الصهاينة بإستمرار في تدخله بالشؤون الداخلية للعراق و في مختلف شؤون دول المنطقة و هذه حقيقة أظنها جلية و معروفة. الجديد في هذه المسألة أن البعض صار يغفل و يتغافل عن الدور الإيراني الإجرامي و يحلو له فقط الكلام عن الأدوار الإجرامية الصهيونية و يعتبر أي كلام عن الدور الإيراني في هذه المسائل هو من باب التجني. تحياتي و تقديري للجميع
لا يمكن تكذيب هذا المقال مع اعتزازي الشديد بكاتبه ولا اي مقال اخر عن تواطئ الحزبين الكرديين العميلين بالكيان الصهيوني وقد اكد الكردي المستقل والنائب الحالي محمود عثمان واعترف بان مصطفى البرزاني المقبور كانت له علاقات وطيته مع الكيان الصهيوني وكانت بينهم زيارات عديدة وتعاون في شتى المجالات ..
إرسال تعليق