هذا المقال أكثر من مهم، انه مهم جداً، بل خطير أيضاً، فإذا صحَّ ماورد فيه من معلومات، فهذا يعني إن قيادات الحركات البعثية والقومية والشيوعية في البحرين، انحازت لولاء طائفي على حساب ولائها لعروبة البحرين واستقلالها وأمنها الوطني.
انني شخصيا اعتبر ما جاء في هذا المقال من معلومات، إن صحَّت، ويبدو انها صحيحة، بدليل انسحاب عدد لابأس به من أعضاء التيار البعثي في البحرين من التنظيم، أعتبر ما جاء فيه جرس إنذار شديد، وقضية يستوجب أن تُدرس بعناية، وربما استلزم الأمر من القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي اتخاذ موقف بشأنها.
الدكتور حسن العالي الأمين العام لجمعية التجمع القومي الديمقراطي |
إذ لايمكن، باعتقادي المتواضع، أن يستمر، تنظيم بعثي في قطر عربي يعيش أوضاعاً حساسة وملتبسة جداً، مثل البحرين، بالتنسيق مع جماعة طائفية تمثل الامتداد الطبيعي والتاريخي لحزب مجرم يقتل البعثيين ويحارب البعث في العراق.
أما بخصوص التيارين القومي والشيوعي في البحرين العربي الشقيق، فالحقيقة أنني لا أعرف تفاصيل كثيرة عنهما، ولكن من الواضح، انهما سقطا في الفخ الطائفي، بكل أسف.
الإئتلاف السياسي الذي يجمع التيارات البعثية والقومية والشيوعية مع التيارات الطائفية في البحرين |
وأعتقد انه يتعيَّن علينا أن نقرأ الملاحظات التالية، قبل قراءة المقال:
- تنظيم البعث في البحرين يعمل تحت اسم (جمعية التجمع القومي الديمقراطي) وأمينه العام حسن العالي
- التنظيم القومي في البحرين يعمل تحت اسم (جمعية التجمع الوطني الديمقراطي) وأمينه العام فاضل عباس.
- (الوفاق) جمعية طائفية وهي في الاصل (حزب الدعوة الشيطانية/ فرع البحرين) كما بيَّنا سابقا
- البعثيون ركبوا قطار (الوفاق) من اول محطة ومازالوا (ذيلا) تابعا له.
- تطلق (الوفاق) على الرئيس الشهيد صدام حسين تسمية (مجرم العصر).
- هاجمت عناصر (الوفاق) بقنابل الموتولوف مجلس العزاء الذي اقامه التجمع يوم استشهاد الرئيس صدام حسين.
- ترفض (الوفاق) وبصريح العبارة تسمية: الخليج العربي.
- (الوفاق) تعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين هو اليوم الذي انتصر فيه الشيعة من جلاديهم.
- عرّاب (الوفاق) في العراق هو الخائن احمد الجلبي الذي كلفته ايران بملف البحرين في العراق بالتنسيق مع الخائنين ابراهيم الجعفري وعادل عبد المهدي.
- التيار الذي يقود مايسمى (14 فبراير) هو تيار الوفاق الشعوبي الايراني الولاء، الذي يسعى ويعمل على انتزاع البحرين ومسخ هويتها العربية.
- لمزيد من الإيضاح يمكن مراجعة خطاب خامنئي الاخير الذي ألقاه يوم الجمعة الفائت، 5 فبراير/ شباط 2012، الذي اعتبره الوفاقيون (ثوار 14 فبراير) حافزا لهم لاسقاط الحكم في البحرين.
مصطفى
..........
مرشدو البعث والقومية والشيوعية في البحرين
أحمد جمعة
استغرب من البعثيين والقوميين والشيوعيين في البحرين، فهؤلاء الذين تنهض عقيدتهم بالنسبة للبعثيين والقوميين على العروبة والقومية العربية والوحدة العربية وشعارها أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، هؤلاء بلا مقدمات ولا مبررات منطقية ولا حتى إشارات عقلانية انصاعوا دفعة واحدة لفتاوى ولاية الفقيه وسقطوا في حضن دعاة اللاهوتية، وهم الذين قال عنهم صدام حسين قبل سنوات أسود الأمة العربية وحصن البوابة الشرقية للعروبة وحماة الخليج العربي من الهجمة الفارسية، هؤلاء البعثيين أحفاد ساطع الحصري وميشل عفلق وصلاح البيطار، اليوم يرتمون في حضن عيسى قاسم وعلى سلمان ويتبارون على الفوز برضى الولي الفقيه في طهران، وهم الذين نظروا منذ سنوات للحرب المقدسة التي قادها صدام حسين ضد الفرس أصحاب المطامع التاريخية في الخليج العربي، هل بردت دماء صدام في عروقهم؟ وهل نسوا تعاليم ميشيل عفلق وساطع الحصري حول الولاء للعروبة؟
ومن هذا المنطلق أقف اليوم ليس مستغرباً فحسب من موقف البعثيين والقوميين العروبيين من عروبة بلدهم والانضواء تحت جناح طابور خامس يدفع الى الوقوع في حضن ايران، وإلا بماذا تفسرون موقف جمعية وعد القومية وجمعية التجمع القومي البعثية في تحالفهما غير المقدس مع الوفاق؟
هذا فيما يتعلق بالبعث والقومية، أما بشأن الشيوعيين فأن أمرهم غاية في التعقيد والمفارقة، فالشيوعية هي عدوة الأديان وشعارهم الدين أفيون الشعوب، وهي مقولة الجد الأكبر كارل ماركس، فكيف اتفق أن يقوم الشيوعيون المنحدرون من جبهة التحرير البحرينية والمتحولة إلى جمعية المنبر التقدمي بعد صفقة في الدوار مع الولي الفقيه؟ وكيف اتفقوا طوال هذه السنوات العشر الماضيات بالتحالف مع حزب الله الممثل في جمعية الوفاق؟ وكيف سار الشيوعيون مع تيار عيسى قاسم من خلال العمل المشترك مع الوفاق التي تنتمي تاريخياً الى حزب الدعوة الديني؟ كل هذا أشبه بالطوفان الخيالي، فإذا كانت الشيوعية التي ولدت من البيان الشيوعي قبل أكثر من قرن ونصف هي نقيض للدين ونقيض للاهوت وتؤمن بالمادية التاريخية وآليتها الديالكتيك فكيف يستقيم موقف أحفاد ماركس ولينين مع أحداث البحرين الطائفية؟ أليس في ذلك انحداراً فكرياً وموتاً سريرياً للشيوعية البحرينية؟
لقد كنت طوال عمري أحترم وأقدر للشيوعيين فكرهم وموقفهم وتاريخهم الطويل في النضال الأممي، واليوم من خلال موقف الشيوعيين في البحرين وانتكاستهم وردتهم اللاهوتية، أستطيع القول أنهم لم يتركوا للشيوعية شيء حتى في الاسم ولو جازت الرحمة على كارل ماركس ولينين لقلت رحمهما الله.
ان موقف الجمعيات البعثية والقومية والشيوعية في البحرين ليس بحاجة لدراسة، بل بحاجة الى تحليل سيكولوجي ومثيولوجي لفهم هذه الظاهرة التي لا علاقة لها لا بالسياسة ولا بالعقل ولا بالوعي وهي ظاهرة بحرينية غريبة مريبة تستدعي الوقوف عندها وتحليلها واستنباط النتائج الدالة على حالة من حالات الغيبوبة وانسداد الشرايين الفكرية المؤدية بلا شك في النهاية إلى الوفاة بالسكتة الدماغية.
ليس بيني وبين الأخوة في الجمعيات المذكورة أي موقف عدائي ولا موقف مسبق ولا مصلحة مضادة فقد كنت قبل سنوات على علاقة بالكثير منهم وجمعتنا مؤتمرات ومواقف عند بداية المشروع الوطني، ولكن مع مرور الوقت بدا موقفهم يتعرى وينكشف من المسألة الوطنية وأخذت التناقضات تضرب حراكهم السياسي وبلغت ذروة انتكاستهم موقفهم غير الوطني بوقوفهم مع محاولة الانقلاب التي قادها الولي الفقيه، وهذا منتهى الخيانة ليس فقط للوطن وللشعب بل وللمبادئ التي تدين بها جمعياتهم، فهل يصدق أو يقبل ميشيل عفلق أو صدام حسين أن يقف حزب قومي بحريني مع ايران والولي الفقيه؟
وايران التي خاضت حرب ضد العراق لثمان سنوات هل يقبل قادة البعث فيها حتى الساعة موقف حزب بعثي قومي بحريني هذا السلوك؟ (عبارة ملتبسة وغير مفهومة. الناشر)
وهل يقبل القوميون والناصريون منذ الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وحتى يوم القيامة ان يروا من يدعي الايمان بالعروبة والقومية ان يتحالف القوميون مع الحرس الثوري الايراني؟ هل يدخل العقل هذا التصور؟ اذن ما هو تحليل هذه المسألة؟
في رأيي وظني المتواضع أن هناك من اختطف هذه الجمعيات من أصحابها الحقيقيين ومن سرقها من مبادئها الأصلية لصالح الولي الفقيه وما عليكم للتأكد من ذلك الا العودة للوراء ومعرفة رؤساء هذه الجمعيات السابقين ومقارنتهم باللاحقين للخروج بنتيجة مفادها ان الجمعيات المذكورة قد خُطفت لصالح ولاية الفقيه.
ورحمة عليك يا عبد الرحمن النعيمي واحمد الذواي والله يذكرك بالخير يا عبد العزيز اسماعيل.
ملاحظة:
نُشر المقال هنا
هناك 3 تعليقات:
ماهكذا تُورَدُ الإبلُ، مقال ٌ خطيـــرٌ إنْ صَــــحَّ ماجاء فيه، فقد صـــــدَقَ فينا قول الشاعر دعبل الخـزاعي:
ما أكثر الناس لا بل ما أقلهــــم** واللهُ يعلــمُ أني لم أقلْ فنــــدا
إني لأفتـحُ عيني حين أفتحهـــا ** على كثيــر ، ولكن لا أرى أحدا
واقصد بقولي ماهكذا تورد الابل: من تعامل مع الأحداث في البحرين، بهذه الطريقة لأنَّ الموقف المعلن إنْ صحَّ كما قلتُ، يبدو غريبا، وغيـــرَ منسجم مع فكر أسس لموقف عربي يهتم بقضايا الأمة من منظار قومي تقدمي.
بعثي ( ثائر ابو منتصر ) عاشت البحرين عربيه وعاش شعبها وملكها ولايختلف اثنان على استحاله ان يكون البعثيون ضد عروبه البحرين ومع المجوس على الاطلاق واجزم ان كان هناك من يمثلهم فهو من صنع اطلاعات الايرانيه واجزم لاقول ان هذا العمل استخباري بحت يراد به ضرب عصفورين بحجر واحد وهو سلخ البعث العربي الاشتراكي من هويته العربيه والقوميه وثانيهما تحريض الاجهزه في البحرين ضد البعث العربي الاشتراكي فالبحرين بلادنا كما هي العراق والمساس بتربتها العربيه وارثها الاصيل وبسيادتها هي مساس بكرامه البعثيين العرب تبآ للمشعوذين وعاشت البحرين واهلها والموت لاعدائها اعداء الدين والعروبه عاش الشعب البحريني وعاش ملكها وليخسأ الخاسؤون ولن تنفعهم اساليب الشيطان فتلك هي اصاله البحرين وتلك هي تبعيه الفرس المجوس
وانا اتفق تمامآ بضروره أن تُدرس بعناية، وكما عودتنا القياده في كل قضيه تهم الامه العربيه تصدر بيانآ من القيادة للحزب لتفصيل تلك المحاولات الخسيسه التي يتعامل بها الجلب ي عراب الاحتلال وصنيعة ويد اطلاعات مع غريميه الجعفري ومهدي
أستاذنا العزيز الفاضل مصطفى كامل سلامي و تحياتي لكم و للأستاذ كاتب المقال و الشكر الجزيل لكم سواء لجهة تحرير كتابة و تحرير المقال و حديثه عن ظاهرة هامة جداً و شديدة الحساسية و في قضية مفصلية من قضايا أمتنا في الزمن المعاصر و الشكر الجزيل لجهة انتقاء المقال و نشره هنا في هذه المدونة. بلا شك القضية أهم بكثير من أن يقال في شأنها تعليق عابر و تذكير بموقف مبدئي على أهمية رد الفعل هذا لجهة حسم الامور بإتجاه واضح معين. لكن هذه القضية هي مما لايفيد معها ترديد المواقف و الكلمات و خصوصاً في زمننا هذا الذي تعيش فيه الامة حالة مخاض كما قالت السيدة كوندليزا رايس قبل سنوات (حرب تموز 2006) و صارت فيه المفاهيم تأخذ أكثر من معنى و صورة مغلفة بالكثير من الضبابية و بمصالح الاخرين قبل مصلحتنا مما يعقد الأمر على الكثيرين في إمكانية الفرز و الرؤيا الواضحة حيث تعيش المنطقة صراعاً بين مشروعين في ظل غياب أو ضعف في المشروع القومي العربي المستقل عقب غياب النظام الوطني العراقي عن المشهد. ما ذكره السيد الكاتب عن موقف التياران القومي العربي و اليساري الشيوعي و ذيليتهما لقوى ترتبط بالمشروع الصفوي الايراني و الذي أثار الاستغراب لديه و لدى الكثير منا قد نجد له تفسيراً في طبيعة الجذر العقائدي الديني للأفراد و ما تربوا عليه من الذين يكونون العمود الفقري و الهيكل الأساسي لهذين التيارين ، فمهما تبنى البعض من عقائد فكرية فلسفية و سياسية و نظريات إجتماعية ثورية تحتوي ما تحتوي من قيم فلسفات جديدة تذهب به صوب اليسار و صوب اليمين الا أن هناك جذوراً تبقى تشده و تقيد مدى حركته و تحرره و إنطلاقته و تؤثر في الاتجاهات التي يتوجه نحوها حتى و ان كان ذلك يتم بصورة غير واعية و تحت اسماء و عناوين و مبررات مختلفة. إن الفهم الصحيح و القناعة التامة بالنظرية القومية الخاصة التي انتجها حزب البعث يقلل من أثر هذا الجانب في توجهات البعض. كذلك فإن قلة وعي البعض بالدور الاجرامي الخطير للتظام الصفوي الايراني و سوء تقييمهم لمخططاته و نواياه بما يجعلهم يضعوه في الصف التقدمي المناصر لقضايا الشعوب لمجرد قيامه ببعض الحركات الاستعراضية في هذا المجال او لوقوع بعض احتكاكات التنافس بينه و بين الولايات المتحدة و الغرب مما يوقع هؤلاء في فخ حبائل و دجل هذا النظام و هم يتصورون انهم بذلك يحسنون صنعا لانفسهم و امتهم. المسألة في نظري تبدو قلة وعي و ضعف في مشاريع التوعية و التي سببها ان اغلب من يقوم بفضح نوايا ايران انما يظهر جهده و كأنه عمل في اطار تنافس و خلاف طائفي اكثر من كونه موقف مبني على اسس موضوعية علمية لا دخل للطائفية بها لا من قريب و لا من بعيد. في كل الاحوال الظاهرة بحاجة لمزيد من الدراسة كما ان اسليب مواجهتها هي الاخرى بحاجة الى تدقيق و مراجعة و اعادة صياغة لتكون اكثر عمقاً و تاثيراً. خالص تقديري و احترامي لكل الاخوة و الاخوات
إرسال تعليق