وجهات نظر
مصطفى كامل
بعد الاختفاء الواضح لقوات الاحتلال الأميركية من الشارع العراقي نهاية ديسمبر/ كانون أول 2011، رغم حضورها الفعلي في كل التفاصيل، مخلَّفة وراءها بلداً فاشلاً بكل معنى الكلمة، ومجتمعاً محطماً ودماراً واسعاً تتضح معالمه في كل مكان، وخراباً في نفوس الكثيرين، بكل أسف، كان لابد لإدارة الاحتلال في واشنطن، بعد هذا الاختفاء، من إيجاد منافذ جديدة للتعامل مع العراق، عقلاً ومجتمعاً وسلطة عميلة.
مصطفى كامل
بعد الاختفاء الواضح لقوات الاحتلال الأميركية من الشارع العراقي نهاية ديسمبر/ كانون أول 2011، رغم حضورها الفعلي في كل التفاصيل، مخلَّفة وراءها بلداً فاشلاً بكل معنى الكلمة، ومجتمعاً محطماً ودماراً واسعاً تتضح معالمه في كل مكان، وخراباً في نفوس الكثيرين، بكل أسف، كان لابد لإدارة الاحتلال في واشنطن، بعد هذا الاختفاء، من إيجاد منافذ جديدة للتعامل مع العراق، عقلاً ومجتمعاً وسلطة عميلة.
كما ان التطورات التي شهدها الوطن العربي، في مشرقه ومغربه، خلال الأشهر الماضية، تتطلب منهج عمل جديد ووسائل للتعامل مع المستجدات ودراستها والتنبؤ بها والتعامل الاستباقي معها.
ومن هنا، كان انشاء مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية الذي أقامته السفارة الأميركية ببغداد ضمن ماتسميه (اتفاقية الإطار الاستراتيجي) وبهدف كاذب تدعي انه (تعزيز الأمن والاستقرار في ربوع العراق) وافتتح في 17 يونيو/ حزيران 2012!
العميل المالكي متحدثاً في افتتاح المركز |
يهدف هذا المركز الذي افتتحه العميل المالكي الى تعزيز حضور حكومة العملاء في المنطقة الخضراء ونفاذها الى المحيطين العربي والاقليمي، كما يؤكد بيان السفارة الأميركية الذي يشير الى قيامه "بمهمة تيسير الحوار الإقليمي، كما يمثل أساساً تُبنى عليه دعائم الشراكة بين العراق والدول الأخرى في شتى أنحاء المنطقة".
ألفت الانتباه أيضاً إلى ان هذا المركز أنشأ ضمن (اتفاقية الإطار الاستراتيجي) المبرمة بين إدارة مجرم الحرب الدولي الشهير جورج بوش وتابعيه الأذلاء في حكومة العملاء، وهي الاتفاقية التي تحدد الإطار الجديد والهيكلية المستقبلية لاحتلال العراق بعد خروج القوات المقاتلة المحتلة منه.
ألفت الانتباه أيضاً إلى ان هذا المركز أنشأ ضمن (اتفاقية الإطار الاستراتيجي) المبرمة بين إدارة مجرم الحرب الدولي الشهير جورج بوش وتابعيه الأذلاء في حكومة العملاء، وهي الاتفاقية التي تحدد الإطار الجديد والهيكلية المستقبلية لاحتلال العراق بعد خروج القوات المقاتلة المحتلة منه.
ان هذا المركز، باختصار، يمثل مخلب الشر الذي تسعى إدارة الاحتلال بشكلها الجديد، إلى تسويق حكومة العملاء في بغداد المحتلة من خلاله لتنفيذ مخططاتها التآمرية ضد العراق أقطار الخليج العربي وأقطار الوطن العربي جميعاً، فضلاً عن الدول الاسلامية، والا ما معنى الحديث عن "تيسير الحوار الاقليمي وأسس دعائم الشراكة بين العراق والدول الأخرى"؟
وستناط بهذا المركز مهمات إعداد الدراسات والبحوث والاستبيانات والندوات وورش العمل، للوغول إلى قلب المجتمعات العربية في أقطارنا كلها، وهي مجتمعات تعاني بالاساس من اختراقات جوهرية وعوامل هشاشة بنيوية لأسباب عدة، وسيستخدم العراق المحتل بثوبه الجديد وسيلة لذلك، خصوصاً إذا ماعلمنا ان المركز يُدار برعاية أميركية من قبل السفارة الأكبر في العالم، وحيث الوجود المخابراتي الأميركي الأكثر كثافة على الإطلاق.
وبالطبع سيتولى المركز وجامعة الدفاع للدراسات العسكرية التي يعمل في إطارها، كمهمة جانبية، تطوير قدرات العملاء الاستراتيجيين في العراق، لتنفيذ مهامهم الجديدة المشار إليها في أعلاه، كما يوضح البيان الأميركي بقوله "وهو (المركز) يعكس مدى التزام العراق نحو وضع منهاج للتطوير المهني والدراسات الستراتيجية لكبار المسؤولين في العراق" حيث سيتلقى هؤلاء العملاء "دراساتهم في مجالات مثل الدفاع والاقتصادات والعلاقات المدنية-العسكرية، والقيادة والإدارة، فضلا عن الموضوعات المتعلقة بالأمن الإقليمي وتخطيط الموارد الستراتيجية".
ان خطر مراكز البحوث والدراسات الممولة من الجهات الاستخبارية صار مكشوفاً إلى الحد الذي لم تتورع السفارة الأميركية في بغداد من القول انها أنفقت 15 مليون دولار لإنشاء هذا المركز، وأنها تتكفل برعايته، وأجد من نافلة القول الحديث عن كون انفاق مثل هذا المبلغ لن يضيع سدى، خصوصاً ان جهود القائمين على انشائه تواصلت لمدة عامين، انتظاراً لهدف كبير، ربما أكبر مما نتوقع.
ولايغرَّ السادة الباحثين الأكاديميين الادعاءات الفارغة التي تشدَّق بها المالكي المجرم، خلال كلمته في افتتاح المركز، من قبيل كون هذا المركز وجامعة الدفاع للدراسات العسكرية، هما "خطوة مهمة في عملية بناء الدولة، الذي يقوم على سياسات البناء العلمي السليم" فإن هذا الكلام المزوَّق الذي يعرف الجميع كذبه، انما يُقصَد به توظيف الخبرات والعقول العراقية في مهام جاسوسية وتحقيق اختراقات للعقل العراقي بشكل خاص والعقل العربي بشكل عام، لأن بناء الدول على أسس سليمة لايكون عبر مراكز البحوث الممولة استخبارياً والمنشأة، أصلاً، لأغراص استخبارية.
ان الزجَّ بالخبرات العراقية في هذه المهام الجاسوسية، التي تخدم الاستراتيجيات الأميركية، له مخاطر كبيرة وأبعاد جسيمة وعميقة التأثير، نظراً لكون ماتتمتع به هذه الكفاءات، في مختلف المجالات، من سمعة طيبة مرموقة في الأقطار العربية، حيث يُعرف الباحث والخبير العراقي بالكفاءة والحرص والاجتهاد، وحيث يتميز في مجال اختصاصه نظراً لما يتمتع به من خبرة ميدانية صقلتها تجربة البناء العميق خلال العهد الوطني مستندة إلى موروث حضاري عميق.
انها كلمة تحذير من مخاطر الوقوع في حبائل هذا المركز الجاسوسي الخطير، ولعلها تجد في آذان المعنيين، عراقيين وعرباً، باحثين وأكاديميين وسياسيين ومسؤولين أمنيين، صدى يُذكر.
هناك 3 تعليقات:
هذا ما ارادته امريكا من ان يكون العراق تابع ذليل خارج محيطه العربي لا يعنى بما يجري حوله من قضايا تمس امته العربية وجعلت من العملاء قطع شطرنج تحركهم مثلما تشاء ؟؟
اعتقد من الحصافة ان يبتعد اي وطني صميم عن اي مؤسسة من هذا القبيل في العراق و ساتيكم بدليل مادي عن السبب.
ففي فترة بدء الاحتلال وما أعقبه اصبح العراق مسرحالشتى المخابرات الاجنبية لكي تعمل براحتها زارعة اعشاشها حيثما ارادت في المدن والقصبات العراقية ومجندة للعملاء من شتى المشارب.واشيعت حالة الارتباط السياسي (يستخدم المصطلح لتغطية الارتباط المخابراتي)اقول اشيعت حالة الارتباط لدرجة اصبح الامر عادي عند المتلقين من المواطنين.
دليلي المادي-اتصل بي صديق ايام الشباب وهو يعمل وكيل وزارة حاليا وطلب مقابلتي لامر يخصني وعند لقاءنا قال لي (من باب عمل لي فضلا حيث كنت اعمل في احد المشاريع المهمة)لقد اخذت ملفك من السى اي اي وابقيته عندي وسأتلفه حتى لا يستغل ضدك !!!!!
فبأي صفة يأخذ الملف من ال سي اي اي
هذا وكيل وزارة .اليس من حقنا ان نتسائل كم مسؤول في الدولة العراقية الحالية مرتبط بالسي اي اي والمخابرات الجنبية الاخرى التي تسرح وتمرح في العراق؟؟؟
ان كل ما بني بعد الاحتلال في العراق من مؤسسات هو يصب في مصلحة المخابرات الامريكية الصهيونية
واعتقد ان اربعة ملايين عراقي قد استشهدوا منذ الحصار وحرب الكويت يقابلهم اربعة ملايين قد ارتبطوا بالاستخبارات الخارجية في العراق
وخاصة بالموساد والسي اي ايه واطلاعات الايرانية
فالكارثة مضاعفةوخاصة بعد دحلر الغزاة واذيالهم
ولكم تحياتي
إرسال تعليق