خلفيتك شكلها إيه يا شفيق بيه؟
وائل السمري
لا يتوقف الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق المرشح المحتمل للرئاسة، عن إدهاشنا فى كل حديث أو مقابلة تليفزيونية أو صحفية يطلع علينا بما يثير المشاهدين ويجذبهم، مرة يبشرنا بالبنبونى، ومرة يخترق الطبيعة البشرية ويصرح بأنه قتل واتقتل، ومرة يطلع علينا بالـ«إيه» الطويلة التى قالها بعفوية حينما سأله معتز الدمرداش عن حقيقة ما قيل عن أن مبارك كان يريد استبعاد طنطاوى من التشكيل الوزارى،
وها هو الفريق أحمد شفيق يجذب الجميع بحديثه مع الإعلامية لميس الحديدى مؤخرا فاتحا النار على الجميع، وتلك المفاجآت التى يبهرنا بها «شفيق» تجعله منافسا جماهيريا قويا لأعتى مباريات المصارعة وأسخن ماتشات كرة القدم.
قال الفريق للحديدى معترضا على من يرفضون ترشيح شخصية محسوبة على المجلس: اللى قالى..اللى قال مش قالى.. وميقدرش يقولى أنا أبدا.. وبيقول على وجه العموم إنه ضد ترشيح العسكريين وده كلام مرفوض، اللى يقولى فئتك مرفوضة هقوله فئتك إنت اللى مرفوضة، وتعالى نتكلم واسألنى وقولى خلفيتى شكلها إيه.. وخلفيتك شكلها إيه، وأنا أقولك خلفيتى شكلها إيه، أنا نفسى حد يقولى خلفيتك شكلها إيه.
تحقيقا لأمنية الفريق أحمد شفيق أحب أن أسأله: خلفيتك شكلها إيه يا سيادة الفريق؟ فكل ما نعرفه عن خلفية سيادتكم أنها ملتصقة بخلفية الرئيس مبارك ولو أن هناك إنصافا ووفاء لما افترقت الخلفيتان أبدا، فكما عشتما أصدقاء لابد أن تموتا أصدقاء، وكما يحاسب مبارك الآن متهما بالعديد من الجرائم، يجب محاكمتك أنت أيضا بمثلها، فخلفيتك أثمرت عن أكثر من أربعين بلاغا مخبأ فى مكتب النائب العام، فى عودة مفضوحة لموضة تسقيع البلاغات، التى كان يتبعها مبارك مع رجاله المخلصين، ولى أن أذكرك يا سيادة الفريق بأن رجلا مثل إبراهيم سليمان سبق اتهامه بالعديد من الجرائم وظلت النيابة «تسقع» البلاغات، حتى تجمدت من كثرة التسقيع ولما تجمدت تمددت ولما تمددت انفجرت ولما انفرجت قامت الثورة، ولما قامت الثورة سجن إبراهيم سليمان، فلا تأمن لتسقيع ولا تغرنك طبقة الثلج فوق فوهة البركان، يا سيادة الفريق.
لعلك تذكر يا سيادة الفريق المرة الوحيدة التى قابلتك فيها والتى «عفوا» أرهقتك فيها بالأسئلة يوم أن حللت ضيفا على «اليوم السابع» فخلعت جاكت بدلتك من فرط انفعالك ظنا منى أنى أعاديك قائلا: يا وائل أنا راجل عجوز واسمع حكمة من رجل عجوز، وقلت لى حكمتك الأثيرة التى عرفت بعدها أنك تقولها لكل معارضيك: «أحب حبيبك هونا ما فربما صار عدوك يوما ما، وابغض عدوك هونا ما فربما صار حبيبك يوما ما»، ولعلك تذكر وقتها أيضا أنى قلت لك إنى لا أحب الشاى بالياسمين، ووقتها فاتنى أن أصارحك بأننى لا أعادى أحدا لشخصه، ولا أحب أحدا لشخصه، بيننا وطن يريد أن يتنفس، وماض جاثم على صدره، وحاضر يكبله بالمشكلات والتحديات، ومستقبل ينتظر الفرج، وما علمنا أن هناك مستقبلا مشرقا ينتظر «خلفية» موصومة بجرائم الماضى.
ملاحظة:
نشر المقال هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق