لأنه ليس ملكاً لأحد، ولاضيعة من الضياع مملوكة من هذا الطرف او ذاك، ولن يكون بإذن الله، فقد كتب العراقي الأصيل، كاظم فنجان الحمامي، هذه المقالة، تعليقاً على مايجري في العراق الآن، بل ومنذ احتلاله على يد الأميركيين المجرمين والفرس الحاقدين قبل أكثر من تسع سنوات.
كاظم فنجان الحمامي
ليس العراق ملكاً لأحد
ليس العراق ملكا للمالكي وجماعته, ولا ملكا لعلاوي وبطانته, ولا ضيعة مجهولة المالك يلعب بها مسعود كيفما يشاء, ولم يكن كوكبا تائها في الأفق الشيعي, ولا وقفا من أوقاف السنة, ولم يكن في يوم من الأيام خاضعا لإرادة القوى الغاشمة, ولا تابعا لدولة ظالمة, فالعراق وطن الجميع, وبوابة الحضارة, ومرآة الإنسانية, وخزانة العلم, وقيثارة الفنون والآداب, ومثوى الأبطال, ودار الأئمة, ولا فضل لملوك الطوائف على أرضه ومياهه, مهما تكاثرت أعدادهم, وتشعبت أطماعهم, فهو وحده المهد الذي ولدت فيه السلالات البشرية كلها, وهو الذي كان له الفضل الأكبر على العالم كله, منذ العصور الحجرية الغابرة, وحتى زمن التقلبات السياسية المعاصرة, ويبقى العراق أقوم البلدان قبلة, وأعذبها دجلة, وأقدمها تفصيلا وجملة, لكنه وللأسف الشديد يمر هذه الأيام بما مرت به الأندلس على يد ملوك الطوائف, الذين انعدمت ثقتنا بهم لحد كبير, على الرغم من محاولات البعض لإخفاء أمرهم, وتجميل صورتهم, من باب التملق لهم, والخوف من بطشهم, كي لا تغرقه تياراتهم السياسية الهائجة, وتجرفه معها نحو الهاوية.
لقد بلغ الابتذال السياسي مبلغا عظيما, ضاعت فيه القيم والمبادئ, وغاب فيه ذكر الوطن والمواطنة, وتصاعدت نبرة الدعوة لتقديس الأفراد, وتمجيد الأشخاص على حساب ملايين الأصوات المغيبة, وعلى حساب المصالح الوطنية المشتركة, وتجاوزت الحماقات السياسية كل الخطوط الحمر, حتى وصل الطيش إلى مستوى المجازفة بالعراق, والتضحية بمستقبل أبنائه مقابل الرهان على فوز شخص بعينه, أو تألق قائمة بعينها, في ظل الديمقراطية الفوضوية المتعثرة, التي صار فيها العراق أشبه بسفينة تائهة بلا شراع, تتقاذفها الأمواج, وتوشك على الغرق في بحار لا قرار لها, فاللاعبون في هذه السفينة يتصرفون اليوم وكأنهم لا يعترفون بمفهوم المسارات الوطنية الصحيحة, ولا تهمهم الاستجابة لنداء الوطن لإنقاذه من مصيره المجهول, وحمايته من شظايا التدمير الشامل, فاثبتوا للقاصي والداني تمسكهم بمواقفهم السطحية التافهة, ودفاعهم المستميت عن مصالحهم الذاتية المحدودة, وتعنتهم في ترويج رغباتهم الآنية, في الوقت الذي تغيرت فيه لغة الخطاب الطائفي التحريضي نحو تفعيل الأفكار الساعية لتخريب العراق, وتفكيك مدنه, وتقسيم شعبه, وبعثرة ثرواته, وبات واضحا إن العقلية القروية الدكتاتورية هي التي تقود سفينة العراق إلى مركز الإعصار المرتقب, لكي تحطمها فوق صخور الانهيار, وبات واضحا أيضا إن معظم الأطراف المتورطة في الصراع المتفجر خلف جدران العملية السياسية ترى بأن السلطة لها وحدها, وليس لغيرها, وترى إن لها الحق وحدها في رسم السياسة العامة للعراق, وإنها هي الأفضل والأكفأ والأقوى والأصلح, وغيرها لا يفهم ولا يصلح, حتى أخذتها العزة بالإثم, فرفضت نداء العقل والمنطق, بعد رفضها لنداء الدين والوطن, فدخل العراق في دوامة جديدة, اعنف وأبشع وأعمق من سابقاتها, وستقف القوى المحرضة على التل, كعادتها في كل مرة, لتوجه أصابع الاتهام إلى الشعب الذي غرقت سفينته في برك المهاترات, واغتالته خناجر المراهقة السياسية, وخذلته الوجوه الزئبقية المراوغة. . والله يستر من الجايات.
لقد بلغ الابتذال السياسي مبلغا عظيما, ضاعت فيه القيم والمبادئ, وغاب فيه ذكر الوطن والمواطنة, وتصاعدت نبرة الدعوة لتقديس الأفراد, وتمجيد الأشخاص على حساب ملايين الأصوات المغيبة, وعلى حساب المصالح الوطنية المشتركة, وتجاوزت الحماقات السياسية كل الخطوط الحمر, حتى وصل الطيش إلى مستوى المجازفة بالعراق, والتضحية بمستقبل أبنائه مقابل الرهان على فوز شخص بعينه, أو تألق قائمة بعينها, في ظل الديمقراطية الفوضوية المتعثرة, التي صار فيها العراق أشبه بسفينة تائهة بلا شراع, تتقاذفها الأمواج, وتوشك على الغرق في بحار لا قرار لها, فاللاعبون في هذه السفينة يتصرفون اليوم وكأنهم لا يعترفون بمفهوم المسارات الوطنية الصحيحة, ولا تهمهم الاستجابة لنداء الوطن لإنقاذه من مصيره المجهول, وحمايته من شظايا التدمير الشامل, فاثبتوا للقاصي والداني تمسكهم بمواقفهم السطحية التافهة, ودفاعهم المستميت عن مصالحهم الذاتية المحدودة, وتعنتهم في ترويج رغباتهم الآنية, في الوقت الذي تغيرت فيه لغة الخطاب الطائفي التحريضي نحو تفعيل الأفكار الساعية لتخريب العراق, وتفكيك مدنه, وتقسيم شعبه, وبعثرة ثرواته, وبات واضحا إن العقلية القروية الدكتاتورية هي التي تقود سفينة العراق إلى مركز الإعصار المرتقب, لكي تحطمها فوق صخور الانهيار, وبات واضحا أيضا إن معظم الأطراف المتورطة في الصراع المتفجر خلف جدران العملية السياسية ترى بأن السلطة لها وحدها, وليس لغيرها, وترى إن لها الحق وحدها في رسم السياسة العامة للعراق, وإنها هي الأفضل والأكفأ والأقوى والأصلح, وغيرها لا يفهم ولا يصلح, حتى أخذتها العزة بالإثم, فرفضت نداء العقل والمنطق, بعد رفضها لنداء الدين والوطن, فدخل العراق في دوامة جديدة, اعنف وأبشع وأعمق من سابقاتها, وستقف القوى المحرضة على التل, كعادتها في كل مرة, لتوجه أصابع الاتهام إلى الشعب الذي غرقت سفينته في برك المهاترات, واغتالته خناجر المراهقة السياسية, وخذلته الوجوه الزئبقية المراوغة. . والله يستر من الجايات.
ملاحظة:
نشر المقال هنا
هناك تعليق واحد:
العراق الوطن هو صاحب الفضل على مواطنيه قادة وشعبا وليس العكس ولكن مايروجه اليوم حفنة المرتزقة والمعتاشين على دماء ابناء الوطن هو العكس وكأنهم يمنون على هذا الوطن المجروح بمنة حكمهم الا خابوا وتعسوا من حكام
إرسال تعليق