موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الجمعة، 15 يونيو 2012

من ماركس إلى محمد.. غارودي محلِّقاً!

غارودي في آخر أيامه
أتيحت لي في العام 1983 فرصة اللقاء الأول بالمفكر الفرنسي الشهير رجاء غارودي، كان ذلك في قاعة إفريقيا بإمارة الشارقة، بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث ألقى محاضرة استعرض فيها تحوله الفكري من الكاثوليكية فالماركسية إلى الإسلام.
وبعد 17 عاماً، أتيحت لي فرصة أخرى هي الحوار المباشر مع غارودي، رحمه الله، في بغداد.

ففي العام 2000 قدم الأستاذ غارودي إلى العاصمة العراقية، والتقى فيها نخبة من مفكريها وباحثيها، كما التقى الرئيس صدام حسين.
وخلال تلك الزيارة، أجريت مع المفكر الكبير حواراً مطوَّلاً، امتد على جلستين في مقر إقامته بفندق الرشيد ببغداد حينها.
وكانت الحصيلة هذه السطور..

المفكر الفرنسي رجاء غارودي:
يجب أن ندعم القضية الفلسطينية

  • كل وسائل الإعلام في بلدي بيد الصهيونية
  • علينا أن نؤسس مجتمعا متناسق هارمونياً
  • يجب إقامة مؤتمر باندونغ جديد يعنى بالاقتصاد أولا

  
بوعي إنساني وإرادة حرة، اتخذ الفيلسوف والمفكر الفرنسي البارز رجاء غارودي قراره الحاسم بالوقوف مع أصدقاء التحرر والتقدم في الإنسانية.
والميزة الحقيقية لهذا الاختيار انه جاء في وقت عصيب، اشتدت فيه الهجمة الصهيونية ضد أحرار العالم، واستشرى فيه ذلك الصراع المجيد بين النزوع الإنساني نحو الحرية والتقدم والوعي من جهة وبين الطغيان والقهر والاستلاب والهيمنة من جهة أخرى، لكن غارودي تمكن من تجاوز كل العوائق والمصاعب التي تواجه المفكر الحر وهو يبحر في هذا المركب الصعب .
ولعل الميزة الأخرى الأكثر بروزا في هذا المقام إن الرجل بقي مخلصا أمينا صادقا لخياره الحر المستنير هذا، في الوقت الذي حار فيه آخرون من كبار المفكرين في العالم، وليس ذلك وحده، بل إن غارودي الذي تنقل عبر رحلة فكرية مترامية الأطراف امتدت لأكثر من 60 عاما بين اليمين واليسار وبين التحريفية واليسار الطفولي بقي متوثب الفكر، مؤهلا لاستيعاب كل مشكلات العصر، ومؤهلا للتطور عبر منحى تاريخي يقدم صورة رائعة للتطور الحي بعد التحولات الكبرى التي شهدها مسار الأفكار في هذا العصر.
ومن خلال جهد معرفي وفي تجربة كيانية قاسية وصارمة وصادقة انتهى مفكرنا إلى أن الحضارة الإنسانية تقف أمام امتحان عسير، ومع أن كثيرين بين المفكرين الأحرار المستنيرين أدركوا ذلك أو استشعروه، الا انهم لم يجرءوا على الخروج من أطر وحدود منظوماتهم الفكرية، غير أن غارودي انسجم مع فكره الحر المتجدد والمتطور، فبدأ من إشكاليات اللقاء بين الحضارات، واللقاء الحي بين السماء والأرض، وتأمل الصيرورة المتجددة للإنسان.
لقد كان شاهد صدق على العصر كله، بآماله التي لم تر النور، وبآلامه الطاغية، بالخير الكامن فيه، وبالشرور المحيطة المستفحلة، وكانت تجربته الصادقة في تحوله الفكري لوضع أسس الحوار بين الحضارات، حتى توصل – بعد كل ذاك – إلى أن الحل الإسلامي هو الأمثل لكل مشكلات العصر وآلامه وأزماته، وهو وحده القادر على الإجابة الأمينة لما يطرحه العقل البشري من أسئلة، ومن هنا كانت دعوته لحوار الحضارات، وتأكيده على انه من هناك يبدأ أمل الإنسانية حوارا لا صراعا.
في زيارته الأخيرة لبغداد التقيناه، وطفنا معه في جوانب مما يشغل باله اليوم، ومن بغداد عبَّر غارودي عن سعادته لوجوده فيها ثانية بعد مرور 10 سنوات حيث زارها مع بداية حرب الخليج الثانية عام 1991 ثم سجن ثلاث سنوات بعد عودته منها.. وهو الآن يبدأ من الصفر تجربة الكتابة والنشر والإعلام، فبعد (55) كتاباً، ومشاركات في الصحافة والحوارات التلفزيونية بلغت المئات، منع من كل هذا بمجرد إدانته للغزو الصهيوني للبنان، حيث جميع أو معظم وسائل الإعلام في بلده فرنسا بيد الصهيونية العالمية، غير أن كتابه الشهير (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية) وزع في جميع أنحاء العالم بعد أن ترجم إلى 33 لغة عالمية.
وفي الحوار الذي أجريناه معه تحدث الأستاذ غارودي عن الإسلام، وعن الصهيونية العالمية، عن الولايات المتحدة وانفرادها بالعالم، وقبل كل هذا أدان الممارسات الصهيونية الوحشية في فلسطين، وسخر من إعلان السفاح إيهود باراك (أوقفوا العنف) في الوقت الذي قتل فيه نحو 200 فلسطيني وجرح الآلاف منهم، مؤكداً بأنه يجب أن ندعم القضية الفلسطينية بكل قوة وبجميع المجالات، وكان هذا الحوار...  
  • من خلال تجربتك في كتاب (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية) هل تفسر كيف استغلت الصهيونية شعور الغرب المسيحي بالذنب؟

استثمرت الصهيونية عقدة الذنب عند المسيحية لتمرير أهدافها السياسية ومصالحها الاستعمارية والإمبريالية، وهي أساساً أسطورة، وليست حقيقة مثل كل الأساطير الموجودة، ويجب أن نفرق  بين الصهيونية كحركة سياسية وبين اليهودية كدين، فالصهيونية حركة سياسية استعمارية تهدف إلى امتصاص دم الشعوب ونهب خيراتها.
الأسطورتين الرئيستين التي اعتمدتها الصهيونية في بناء دولتها قائمة على فكرتين، الأولى: هي أرض الميعاد، والثانية: هي الشعور بالذنب عند الغرب المسيحي، فالرب الإسرائيلي وعدهم بهذه الأرض كوطن لليهود، والدول الاستعمارية وعدت اليهود بهذه الأرض.
الحقيقة إن قصة هذا الكيان بنيت على أساس عنصري بالضبط مثلما جرى في الولايات المتحدة عندما ذبحوا الهنود الحمر من أجل الاستيلاء على أرضهم، الصهيونية العالمية قامت بنفس الشيء عندما ذبحت الفلسطينيين وأبعدت ثلاثة ملايين عربي إلى الخارج وهي الآن تحتل أرضهم، والصهيونية بالأساس حركة علمانية ملحدة ومؤسسها هرتزل يعتبر ملحدا وليس يهودياً، حيث اعترف بنفسه بذلك كما اعترف بأن تطلعاته وأهدافه استعمارية، وكان يهزأ من فلسطين ولم يقبلها كوطن لليهود أولاً.
لقد وافق على أنغولا وموزمبيق وجزء من البرازيل، ومن ثم عاد إلى أسطورة أرض الميعاد (فلسطين) وكانت هذه فكرة جيدة لجذب اليهود إلى فلسطين.
الصهيونية ليست حركة دينية بدليل إن وزير الداخلية الإسرائيلي اعترف إن 15% فقط من اليهود يمارسون طقوسهم الدينية، هذا ويعني إن الـ 85% الآخرين يعتقدون إن هذه الأرض منحها إياهم الرب وهم أصلاً لا يؤمنون به، هذا هو التناقض الرئيسي في الحركة الصهيونية.
غولدا مائير قالت: من يستطيع أن يحاججنا في هذه الأرض التي منحنا إياها الرب، في حين صرحت بنفسها بأنها ليست مؤمنة باليهودية، هذه هي الصهيونية التي أسست وفق مفهوم (الرب الذي لا يؤمنون به). 
  • ما تعليقك على الاعتذار الذي قدَّمه البابا باسم المسيحيين إلى اليهود في زيارته الأخيرة إلى الأراضي الفلسطينية؟

نعم اعتذر البابا وكأن اليهود فقط هم الذين ماتوا في الحربين العالميتين في حين كان هناك أكثر من (50) مليون قتيل، مما هو مؤكد إن القول بإحراق هتلر لليهود كان مبالغا فيه، لقد اخترق البابا يوحنا الثاني عشر تقاليد الكنيسة قبل أكثر من (50) سنة حين قال إن القدس لا تتبع أي دين وإنها يجب أن تدار من قبل المسيحيين والمسلمين واليهود في وقت واحد. 
  • كيف ترى مايحدث في فلسطين الآن، هل تراها حرباً دينية كما يُورها البعض، أم صراعاً بين فكرتين ومشروعين؟

 من المؤكد ان ما يحدث الآن في فلسطين ليست حرباً دينية، إنما هي حرب استعمارية، هي صراع بين مشروع الحرية وبين مشروع الاستعمار بتعبير أدق.
الفكرة الصهيونية فكرة تقود إلى الجريمة والقتل، وهذا لايمكن ان يتماشى مع الذات الإلهية العادلة والرحيمة.  
  • ما الذي جذبك للإسلام، وهل عوَّضك عن العقائد الأخرى الدينية والسياسية التي كنت اعتنقتها في السابق؟

باختصار وجدت النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو الوحيد الذي يؤمن بكل الأنبياء، ومن جانب آخر تقبلت فكرة الإسلام لأنه دين أكثر شمولية لكن لسوء الحظ فأن الكثيرين في الغرب لا يرون هذا الجانب في الإسلام، من حيث المبدأ القرآن يتحدث بشكل مسهب عن كل الأنبياء، يتحدث عن النبي عيسى ومريم العذراء بشكل رائع، هذه هي النقطة الأولى التي جذبتني للإسلام.
لقد كان الإسلام ضحية للمستعمرين الفرنسيين والبريطانيين، اقتسموا فيما بينهم هذه الأرض التي كان عليها المسلمين، وهذا ألحق ظلما كبيرا بالمسلمين، وعندما نقارن بين الإنجيل والآيات التي نزلت في القرآن، خاصة تلك التي نزلت في مكة، نجد تقارباً كبيراً من حيث تفسير القران الكريم للأمور الحياتية، النبي عيسى والنبي محمد صلى الله عليه وسلم  تعرضا إلى محاولات القتل بنفس الطريقة، لكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما ذهب إلى المدينة صار زعيم الأمة الإسلامية. 
  • طرحت أمريكا منذ انفرادها بالعالم (سيادة القطب الواحد) نظرية نهاية التاريخ وصدام الحضارات، هل تعتقد إن هذا الطرح يشير إلى المستقبل أم هو تهديد بضرب الإسلام؟

ما يسمى بالعولمة هو وجه آخر للاستعمار، كان في السابق استعمار فرنسي وبريطاني وإسباني، الآن لا يوجد فقط غير الاستعمار الأمريكي ممثلاً بالنظام الدولي الجديد، وما كان يسمى بالاستعمار الفرنسي والبريطاني والإسباني صار جزءاً من هذا النظام، ولأجل أن نواجه هذا الخطر علينا أن نؤسس مجتمعاً جديداً لا إمبريالي، ليس كما تقدمه الولايات المتحدة، بل يجب أن يكون هناك مجتمع سمفوني متناغمٌ هارومنياً، مثلما موجود في الأوركسترا السمفونية، كل عازف يعزف على آلة موسيقية حتى تخرج سمفونية جميلة، أما ما يفعله الأمريكان فهو تذويب لثقافات الشعوب الأخرى، وهذا يحدث بسبب بربرية الولايات المتحدة لأنها مجتمع لا ثقافة.
من هنا فان الفكرة القائلة بصراع الحضارات فكرة خطيرة جداً وتشكل تهديدا  للإسلام، البنتاغون طرح فكرة تلاقح مسيحي يهودي يكون موجهاً ضد الإسلام وضد القوة التي تبشِّر بها الصين في المستقبل.
نعم عندما يتحدث فوكوياما عن نهاية التاريخ فهي اللحظة التي يكون فيه السوق متحكماً بالعلاقات الإنسانية أو العلاقات العالمية، بمعنى ليس الله هو الذي يدير العالم، بل إن فوكوياما يسعى إلى إلغاء فكرة إن الله هو الذي يحدد المستقبل مثبتاً، عوضا عنها، الفكرة التي تقول أن السوق هو الذي يحدد مستقبل العالم ومصيره.
لذلك أدعو إلى بناء مجتمع جديد لا إمبريالي، مجتمع متناغم كما في الجوقة الموسيقية، كل واحد يعبر عن ثقافته مع احترام الثقافات الأخرى وأخذها بنظر الاعتبار.
من نتائج سياسة (تحكم السوق) إن آلاف الأطفال في العالم الثالث اليوم يموتون بسبب سوء التغذية، وحسب إحصائيات اليونسيف يموت في كل يومين عدداً يعادل الذين ماتوا  في هيروشيما، وهذه هي البربرية التي يريدون أن تحكم العالم، والآن الإمبريالية تريد أن تفرض أفكارها ومعتقداتها على الإسلام وعلى المسيحية. 
  • أين تضع مفهوم النظام العالمي الجديد إذن؟

اختراع نظام جديد للعالم ليس مجرد كلمات يجري الترويج لها، كما يجري الان، انه شيء اخر مختلف تماماً، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن النظام العالمي الذي تسعى الولايات المتحدة إلى فرضه علينا خطر حقيقي، بكل معاني الكلمة، خطر موجه للجميع، الفقراء والأغنياء على حد سواء، مما يفرض على الجميع ضرورة التصدي له.
انه نظام قاتل لكل قيم الحضارة الانسانية، ولست أبالغ بالقول ان هذا النظام أسوأ ماعرفته البشرية عبر تاريخها، انه إعادة انتاج للنظام الذي قتل عشرات الوف البشر في لحظتين، واحدة في هيروشيما وواحدة في ناكازاكي. 
  • لديك الآن مشروع سياسي اقتصادي لمواجهة العولمة، هل يمكن أن تقدم إيضاحات عنه؟

المشروع الذي أدعو للقيام به وابذل جهودي حالياً من أجله، هو مشروع إقامة مؤتمر باندونغ جديد، باندونغ اقتصادي بالدرجة الأساس دون إهمال الجوانب السياسية.
علينا تنظيم تجمع جديد لدول آسيا وأفريقيا من اجل خلق عملة جديدة لمواجهة هيمنة الدولار الأمريكي على أسواق العالم، لقد كانت دعوة العراق لاستخدام اليورو شرخاً في الجدار المضروب حول الدول الآسيوية والأفريقية، والمطلوب الآن توسيع هذا الشرخ، حتى نواجه هيمنة الدولار الاستعماري.
  • كيف؟

علينا أن نوجه لأعدائنا ضربات في الأماكن الرخوة، فبالرغم من كل دعاوى الازدهار الاقتصادي في الولايات المتحدة فإنَّ هذا البلد يعد الأكبر مديونية في العالم، حيث تبلغ مديونيته اكثر من (3000) مليار دولار، ولأن الميزان التجاري الأمريكي يعاني من خلل كبير فانه لا يستطيع تحمل أي خسارة اقتصادية، وهذا ما يجب علينا استثماره على نحو يجعل الفرصة المتحققة الآن بين أيدينا حقيقية وقائمة بالفعل.
خذ مايجري في فرنسا مثلا، وهي دولة لاتعاني من مثلث الجوع والفقر والمرض، إذا تصفحت في القوانين التي يتم تبنيها في فرنسا، تجدها مصنوعة في الخارج، انها إملاءات الاتحاد الأوروبي أو إملاءات عالم المال في نيويورك.  
  • إذن كيف تقيم مفهوم الديمقراطية الغربية؟

الديمقراطية، بمعنى حكم الشعب لنفسه، لم توجد عبر التاريخ أبداً، انظر الى أمثلة تاريخية عدة من قبيل الثورة الفرنسية، قيام الولايات المحدة، اعلان اسرائيل، الخ.. أين ستجد هذه الديمقراطية الحقة، في الوقت الذي يدعي أصحاب هذه  التجارب التاريخية بأنهم ديمقراطيون، بل انهم يقدمون أنفسهم باعتبارهم النماذج الحية للديمقراطية. 
  • بعد تجربتك الفكرية الطويلة من الكاثوليكية إلى الماركسية فالاسلام، ماهي نصيحتك للمسلمين؟

أتمنى أن أرى مسلمين بحق.. 
  • ماذا تعني بقولك مسلمين بحق؟

باختصار أعني انهم لايجب أن يكونوا آكلي رماد، أو كما قال فيلسوف السند المسلم محمد إقبال انهم يقرؤون القران بعيون الموتى.
دعمي أصور الأمر بشكل آخر، لأقول تحديداً اننا لايجوز أن ندخل الى المستقبل من بوابات القرون الوسطى، وان نخلط بين الشريعة الخالدة والتشريع المتغير.. الخلط بين ما هو أزلي (الشريعة) وما هو متغير تبعاً للظروف (التشريع) أكبر خطأ يسقط فيه المفكرون المسلمون اليوم، يجب أن ننظر إلى المستقبل بعيون الحاضر المتطلعة إلى المستقبل.
أليست مفارقة ظالمة أنه في ظل الاسلام العظيم تعيش كل الدول الاسلامية اليوم وهي تعاني من الفقر والتخلف والمرض والجوع؟ فيما قدَّم الاسلام حياة جديدة، صيرورة جديدة للبشرية كلها.
لايمكن لأحد أن يحتكر الحقيقة الإلهية المطلقة، سواء كان هذا الفرد حاخاماً يهودياً أو شيخ الأزهر او بابا في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، لأنه لا أحد يملك هذه الحقيقة سوى الله، ولو أدركنا ذلك فعلاً لتغيرت حياتنا بطريقة مذهلة.
على المسلمين، الأفراد، أن يتذكروا نصيحة القرآن الكريم لهم بأن يعتنوا بأنفسهم، فكل انسان مسؤول عن تصرفاته، كفرد، وأن يترك تقرير الحقيقة المطلقة لصاحب الحقيقة المطلقة.


 غارودي في سطور
  • روجيه غارودي، Roger Garaudy، فيلسوف وكاتب فرنسي، ولد في 17 يوليو 1913 في مرسيليا، فرنسا  لأب ملحد وأم كاثوليكية.
  • انتمى إلى الحزب الشيوعي الفرنسي عام 1933، وأصبح أحد قادته، بل انه اضطلع، في نظر عدد كبير من المفكرين الشيوعيين في الحقبة الستالينية، بدور الفيلسوف الرسمي للحزب الشيوعي الفرنسي.
  • حصل على الدكتوراه من جامعة السوربون عن النظرية المادية في المعرفة عام 1953، ثم الدكتوراه في الحرية من موسكو عام 1954.
  • في العام 1940 وخلال الحرب العالمية الثانية أُخذ كأسير حرب في الجلفة (الجزائر) وبقي هناك مدة 30 شهراً.
  • وفي 1945، انضم الى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وفي 1956 الى المكتب السياسي، لكنه طرد من الحزب الشيوعي الفرنسي سنة 1970 وذلك لانتقاداته المستمرة للاتحاد السوفيتي.
  • انتخب لعدة مرات في مجلسي النواب والشيوخ الفرنسيين.
  • تولى تدريس الفلسفة في جامعات الجزائر وفرنسا.
  • نظراً لعضويته في فعاليات الحوار المسيحي الشيوعي في الستينيات، فقد وجد نفسه منجذباً للدين وحاول أن يجمع الكاثوليكية مع الشيوعية خلال عقد السبعينيات، ثم ما لبث ان اعتنق الإسلام،  وأشهر إسلامه في 2 يوليو 1982 بالمركز الإسلامي في جنيف، ليبدأ نضاله الفكري والسياسي ضد الحركة الصهيونية العالمية وكيانها الغاصب لفلسطين، واتخذ اسم رجاء غارودي.
  • نال غارودي جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1985 عن خدمة الإسلام وذلك عن كتابيه (ما يعد به الإسلام) و (الإسلام يسكن مستقبلنا) ولدفاعه عن القضية الفلسطينية.
  • يقول غارودي عن اعتناقه الإسلام، أنه وجد أن الحضارة الغربية قد بنيت على فهم خاطئ للإنسان، وأنه عبر حياته كان يبحث عن معنى محدد لم يجده إلا في الإسلام.
  • ظلّ ملتزما بقيم العدالة الاجتماعية التي آمن بها، ووجد أن الإسلام ينسجم مع ذلك ويطبقه بشكل فائق، كما بقي على عدائه للإمبريالية والرأسمالية، وبالذات للعدوانية الأميركية.
  • بعد مجازر صبرا وشاتيلا في لبنان أصدر غارودي بيانا احتل الصفحة الثانية عشرة من عدد 17 حزيران 1982 من جريدة اللوموند الفرنسية بعنوان (معنى العدوان الإسرائيلي بعد مجازر لبنان) وقد وقع البيان مع غارودي كل من الأب ميشيل لولون والقس إيتان ماتيو.

,كان هذا البيان بداية صدام غارودي مع المنظمات الصهيونية التي شنت حملة ضده في فرنسا والعالم.

  • في عام 1998 حكمت محكمة فرنسية على غارودي بتهمة التشكيك في محرقة اليهود في كتابه (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية) حيث شكك في الأرقام الشائعة حول إبادة يهود أوروبا في غرف الغاز على أيدي النازيين.


من أعماله


  1. النظرية المادية في المعرفة
  2. الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية
  3. نصف قرن من البحث عن الحقيقة
  4. حفارو القبور
  5. كيف نصنع المستقبل؟
  6. كيف صنعنا القرن العشرين؟
  7. ازدهار وتدهور الإسلام
  8. دعوة إلى الحياة 


توفي الأربعاء الماضي 13 يونيو/ حزيران 2012، وأعلنت وفاته اليوم الجمعة، وسيوارى جثمانه الثرى يوم الاثنين القادم..




هناك 4 تعليقات:

Anonymous يقول...

رحم الله روجيه (أو رجاء) غارودي، كان علما من أعلام التاريخ.. وواحدا من المنصفين الذين أنصفوا الاسلام والشكر للاستاذ الصحفي المثابر مصطفى كامل على هذه التحفة الرائعة وجاءت في وقتها فعلا......

د.محمد البكاء يقول...

تغمده الله بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، فقد أدى الأمانـــة العلمية والأخلاقية ، وناصر قضايانا العربية، وسلّط الضوء في كتابــه :
"الأساطير المؤسسة للسياسةالاسرائيلية" على كذب إدعاء تعــرض اليـهـــود للإبادة على يد النازية في ما يعرف بمحارق الهولوكوست.
(وإنّــــا لله وإنا إليه راجعــــــــــــون).

Anonymous يقول...

انا لله وانا اليه راجعون
رحم الله الفيلسوف والمفكر رجاء غارودي واسكنه فسيح جناته
لقد نادى الشهيد صدام حسن رحمه الله بمثل هذا التجمع الاقتصادي لدول جنوب وشرق اسيا وارسل نصيحة اقتصادية ثمينة للدول العربية وبالخصوص دول الخليج العربي بالمساهمة بتشكيل هذا التحمع مع دول جنوب شرق اسيا وجعل اقتصادهم غبر مرتبط بامريكا وكان هذا قبل سنين عديدة من النهيار الاقتصادي الاخير حيث مع الاسف لم يدرس الاقتصاديون العرب وجهة النظر العميقة التي نادى بها صدام ولا التي نادى بها الاستاذ غارودي اما لقصر نظرهم او لغرقهم بالعمالة التي حالت دون مصلحة شعزبهم والان يتجرعون مرارة ارتباطهم الذليل بالاقتصاد الامريكي واصبحوا كالدمية بيد امريكا على الرغم من امتلاكهم لمصادلر الطاقة فحسبنا الله ونعم الوكيل

Anonymous يقول...

من أخوك
والله ولا اقرءه لان يحتاج ساعه كامله هاي شلون شغله.... خليني اتابع ماقل ودل في مدونتك ومدونتنا الرائعه وجهات نظر الغاليه يعني اقرأ واتابع عشرون موضوع بدل من ان اتابع موضوع واحد وفي العشرون موضوعآ عشرون فائده وان قلت فهي لاتقل عن خمسه عشر فائده جزاكم الله خيرآ يا ابا عبدالله العزيز الغالي ولايهمك فلا نهجكم هو موصوفآ لذوقآ واحدآ او عشره او مئه ..

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..