موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 4 يونيو 2012

الضالون والمضلِّون المُضَلِلون!

تعقيباً على ماكنا نشرناه هنا، كتب الأخ القارئ الكريم أبويحيى العراقي مقالاً مهماً في ذات الموضوع، عسى أن يتابعه المعنيون بالأمر، شاكراً له جهده الكريم في البحث والتقصي، وبالطبع غيرته الوطنية والقومية الصادقة.





الضالون والمضلِّون المُضَلِلون

أبويحيى العراقي
نسأل الله الواحد الأحد الفرد الصمد أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه. لا ندعي فهماً ولا علماً من دونه ونسأله عز وجل أن يجنبنا وغيرنا الكبر وإدعاء العلم والمعرفة فما نحن إلا طلبة صغار في هذا المحيط المتلاطم وما نحسب أنفسنا إلا طلاب حقيقة ساعين إليها كغيرنا، نسأل الله التوفيق للجميع. من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.
إنه لمن المحزن حقاً أن يصر البعض منا على مخالفة الحقائق الصارخة الواضحة الجلية كوضوح الشمس في رابعة النهار. وإذ من المفهوم لنا جميعاً سعي أصحاب الأغراض والمصالح لمجانبة الحقائق والتغطية عليها لكن ما يتعسر على الفهم حقاً هو نشاط البعض الحثيث من غير هؤلاء الى ذات المسلك في: مخالفة الحقائق وإنكارها أو التعمية عليها والتغاضي عنها أو التقليل من شأنها وقيمتها.
إن حاجة الفرد والجماعة للحقيقة حاجة كبيرة تساوي الحياة ذاتها بل قد يقبل بعض الأفراد التضحية بحياتهم الفردية القصيرة المحدودة في سبيل حقائق يرون أن حياة الجماعات والحياة على المدى البعيد لا تستقيم بدونها.
أعتذر عن الاطالة في الكلام العمومي لأعود إلى القضية الموضوعية المحددة التي دفعتني إلى الكتابة وهي قضية مقال أستاذنا العزيز الفاضل مصطفى كامل في وجهات نظر عن تصريحات المدعو إسماعيل قاآني نائب قائد فيلق (القدس) سيء الصيت والتي أوردها تحت عنوان: على ذمةالغارديان.
فما قرأته من تعليقات أشعرني بالمرارة والحزن العميق كعراقي عانى طويلاً وكثيراً ولا يزال يعاني إلى اليوم من العدو المجرم الإيراني وفيالقه القذرة والتي شاركت ولا تزال تشارك العدو الإمبريالي الأمريكي المجرم المحتل مشاريعه الجهنمية الخبيثة على أرض العراق وفي عموم المنطقة.
إنه لمن المحزن أن ينبري بعض الأخوة الأعزاء المحترمون للدفاع وبسرعة عن هذا العدو (الإيراني) المجرم الغادر اللئيم حتى قبل أن يعطوا لأنفسهم الفرصة والفسحة للتفكير والتدقيق ومناقشة بعض الإحتمالات والفرضيات ويتأملوا فيها وقبل أن يبحثوا ويتأكدوا بمقتضى المنهج العلمي الذي أوصانا به الله وتحدثت عنه الخبرة والحكمة البشرية لما في ذلك من خيرية للإنسان الباحث نفسه قبل غيره فمثل هذا المسلك في التدبر في الأشياء والتأني في الحكم عليها ينقذنا من كثير من الضلالات ويضعنا على أرض صلبة لا تميد بنا.
يقول الله في محكم كتابه العزيز (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) ويقول الله عز و جل أيضاً (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ).
أنا أمنع نفسي عن الحديث في الشأن السوري الداخلي فهو شأن يخص أهل سوريا حصراً وهم رجال عرب مسلمون أصلاء لا أحد يزايد عليهم وهم أهل دراية وفطنة وإدراك وأهل همة وعزيمة ونخوة وشيمة وشهامة وهم أهل كرم ومرؤة ، ليسوا في وارد أن يلقي عليهم أحدٌ دروساً أو يتدخل في شؤونهم وخياراتهم فما يختاروه لأنفسهم هو الأصلح ونحن معهم فيه قلباً وقالباً ربما نقدم في بعض الأحيان القليلة بعض الأراء والكلام من باب النصيحة الأخوية وهم أحرار تماماً في سماعها أو في تركها فهم الأبصر بشؤونهم وقرارهم وهو الأدق والأصح ما زالوا يتخذوه بحريتهم.
لذلك لن أشجعهم على الثورة ضد النظام ولن أطعن في النظام أو أنتقده و أتكلم عليه وفي نفس الوقت لن أنتقدهم وأحرم عليهم الثورة إن هم أرادوا ذلك بملء إرادتهم فلهم مطلق الحرية والحق فيما يريدون ويختارون هو ملكهم وهم أحرار فيه من دون أدنى طعن أو تشويه.
هكذا أظن أننا جميعاً متفقون وإنما ينصب كل كلامنا على الأطراف الخارجية من كل الإتجاهات من التي تتدخل أو تحاول أن تتدخل ومن كل حدب وصوب وبشتى الطرق والأساليب للتأثير على الشعب السوري وحرف مسيرته بإتجاهات معينة بحسب ما تقتضيه وتتطلبه مصالح هذه الأطراف والقوى الإقليمية والدولية.
البعض يدعم النظام وتحت شعارات الممانعة والمقاومة والبعض الاخر يدعم المعارضة وفكرة تغيير النظام تحت شعار الحرية، والبعض يدعم النظام تحت شعارات الطائفية السياسية في مقابل اخرين يدعمون المعارضة تحت ذات المنطق الطائفي السياسي ولكن بالاتجاه المقابل.
إن هذه التدخلات الخارجية سواء لجهة دعم النظام أو لجهة دعم المعارضة جميعها تدخلات غير أخلاقية وغير نزيهة وخالية من أية قيم إنسانية وقانونية مدعاة سواء أتت من روسيا أو الصين أو إيران أو جاءت من الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو تركيا أو الأنظمة في الخليج العربي و في المقدمة منها قطر والسعودية.
إن من يهتم بالشعب السوري وخياراته بشكل أخلاقي ومبدئي غير مسيس وغير مبطن بالمصالح والأفكار المسبقة عليه أن لا ينصب من نفسه وصياً على هذا الشعب فيما يختار سواء إختار عملية إصلاح تبقي على بعض سياسات هذا النظام مع تطويرها لصالح مزيد من الحريات الحقيقية وحقوق المواطنين أو إختار التغيير التام الشامل للنظام وإستبداله باخر مدني ديمقراطي منفتح يسمح للجميع بالمشاركة دون إقصاء أو إجتثاث.
اليوم وحيث يقع الأبرياء من الشعب السوري قتلى بالعشرات والمئات وهذه حقائق واقعية موضوعية كما جرى في الحولة تظهر جليةً حقيقة نوايا البعض وزيف شعارته الأخلاقية التي يدعيها في سياسته كما هو حال روسيا والصين وإيران في موقف مشابه للإمبريالية الأمريكية المجرمة، فقد بدا واضحاً الإهتمام الباهت لهؤلاء بهذه الجريمة البشعة وعدم الحرص على التحري الفعال عن مرتكبيها والسعي لمحاسبتهم بشدة بل أنهم طالبوا وببرود وبخطاب عائم فضفاض وعلى طريقة إسقاط الفرض بتشكيل اللجان التحقيقية بطريقة يراد من خلالها المط والإطالة لتبريد سخونة ردود الافعال عليها وتمييعها بالرغم من وجود أحياء ناجين من هذه المجزرة وهم يستطيعون وبسرعة وسهولة ويسر وبإخلاص أن يؤشروا على مرتكبيها، إن هؤلاء الناجين هم بكل تأكيد سينطقون بالحقيقية كاملة فهم المجني عليهم وهم الذين لهم الحق القانوني بتوجيه الإتهام للجناة سواء كانوا من أتباع النظام أم من أتباع المعارضة أم من أتباع الجهة الثالثة أو الرابعة أو الخامسة.
وبالعودة الى موضوع المقالة وإختفاء خبر تصريحات إسماعيل قاآني من صفحة وكالة إيسنا الإيرانية، أقول إن هذا الأسلوب ومن هذه الوكالة بالذات (إيسنا) التي تسارع الى نشر الأخبار ثم تحذفها لاحقاً عند إكتشاف بعض المشاكل فيها تضر بسمعة النظام من قبل الجهات الرقابية قد تكرر لذا فهو ليس بالأمر الغريب أو المستغرب منها فقد سبق لها أن نشرت تصريحات لقائدفيلق القدس العميد حرس قاسم سليماني في يوم الخميس 19 كانون الثاني/ يناير 2012 أطلقها خلال مشاركته في الجلسات التحضيرية لمؤتمر الشباب والصحوة الإسلامية الذي عقد لاحقاً في طهران يومي الأحد والإثنين 29 و 30 كانون الثاني / يناير 2012. وكما قال سيدنا المسيح عليه السلام كل ما خفي سيظهر .. أو كما يقول علم الإجرام أن لا جريمة كاملة هناك .. فمهما سعى المجرم إلى إخفاء اثار جريمته تبقى هناك أشياء فالحقائق قد تخفى لزمن يطول أو يقصر لكنها لا يمكن أن تفنى أو تستحدث من العدم ، فهذه من نواميس الكون كما أظن.
تصريحات السيد إسماعيل قاآني نائب قائد قوات القدس في الحرس الثوري الإيراني كما هي شأن أية تصريحات لأية مسؤولين هي بمجرد أن تصدر لن تبقى أسيرة لجهة واحدة تنقلها وخصوصاً أصبحنا في عالم تعددت فيه وسائل التوثيق والنشر مما تعجز معه إمكانية الضبط وتقييد النشر. في الوقت بين صدور التصريحات والقرار على منع نشرها فسحة من الوقت كافية لأن يكون الخبر قد إنتشر بأكثر من وسيلة وأكثر من مكان بحيث أن حذفه من وسيلة نشر واحدة لا يعني شيئاً حتى في نظام إرهابي كالنظام الإيراني المجرم وفي هذا الإطار نقدم الروابط التالية لمواقع إيرانية نشرت الخبر ويبدو أن الأجهزة الرقابية لم تهتم لكل هذه المواقع وغيرها لتؤمن حذف الخبر منها وركزت جهدها لحذفه من موقع الوكالة بإعتبارها المصدر الرئيسي للنقل والنشر.



والرابط الأخير هو لصحيفة وطن أمروز (الوطن اليوم) وهي صحيفة مقرها العاصمة طهران وهذه هي تفاصيل عنوانها هناك :
خيابان انقلاب اسلامی ، بین خیابان ولی عصر (عج) و حافظ ، کوچه سعید پلاک 9
صندوق پستي  15875-5455
تلفن روابط عمومی 66413792
نمابر روابط عمومی 61086132

المعنى الخطير لعملية حذف الخبر (تصريحات إسماعيل قاآني) من موقع الوكالة (إيسنا) هو بحد ذاته أكبر إدانة للنظام الإيراني المجرم فالحذف لا معنى له سوى هذا الحرج الشديد من صراحة التصريح وما تضمنه من معاني التدخل العسكري المباشر لقوة عسكرية إجرامية لا تلتزم ولا تتقيد بأي ضابط أو قيد أو إلتزام فهي تعمل كمليشيا طائفية تذكي إحتمالات الحرب الأهلية بالتناغم مع قوى إقليمية أخرى.
العجيب أن المجرم الإيراني يخجل فيما بعض العرب هم بلا أدنى حياء أو خجل يستمرون في تضليل الأمة ما بين إنكار مشاركة هذا المجرم في جرائم القتل أو السعي لتبريرها والتغطية عليها وكأن دماء من تسيل ليست دماء إخوانهم. مرة أخرى نكرر القول أن هذا الكلام هو ليس دفاعاً عن أحد من نظام أو معارضة وأيضاً ليس ضد أحد من نظام أو معارضة إنه فقط للدفاع عن الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في كل هذه الصراعات السياسية والذين ينتظرهم مصير اسود مجهول والعياذ بالله بعد أن منتهم أنظمة الخليج والجامعة العربية بالأماني وهي أنظمة أعجز من أن تتحكم بتحريك حدقات عيونها قبل أن توافق لها الولايات المتحدة على ذلك.
شيء غريب اخر ظهر في هذه التعليقات من خلال دفاع البعض عن قرار النظام السوري في العام 1990 بالاصطفاف جنباً إلى جنب مع شلة الأنظمة الخليجية العميلة ونظام العميل حسني مبارك في صياغتهم لقرار الجامعة العربية بدعوة مجلس الأمن للتدخل ثم المشاركة الميدانية مع جيوش الولايات المتحدة في العدوان على العراق في الوقت الذي يصرخون فيه اليوم وبأعلى صوتهم أن هذه الأنظمة الخليجية العميلة هي وراء كل هذه المؤامرات والدم السوري المراق وإذكاء الفتن الطائفية في المنطقة وأنها هي من كانت من قبل شريكة مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في مؤامرة العدوان على لبنان في العام 2006 ومحاولة القضاء على حزب الله وإنها شاركت في الحرب على قطاع غزة عام 2008 وأنها وأنها حيث هم يحفظون لها سجلاً طويلاً ضخماً من الخيانة والتآمر على الأمة يعود إلى ايام الأجداد المؤسسين وهو ما تنوء بحمله العصبة من الرجال.
فإن كان وصفهم اليوم لهذه الأنظمة الخليجية صادقاً صحيحاً وليس لأسباب الصراع السياسي، كيف يمكن تصور عدم إرتكاب النظام السوري للخطيئة بوقوفه مع هؤلاء الخونة المجرمين والتعاون معهم ضد نظام وطني ثوري أراد أن يبدأ بتخليص الأمة من هذه الأنظمة الفاسدة التي تسعى للخيانة والتآمر والخراب؟
أيعقل أن يكافئ الوطني والقومي المبادر لقتال الخونة والمتآمرين والذي يتصرف بطريقة استباقية وقائية بالتآمر عليه وعلى العراق وجيشه والمشاركة بتدميرهم وإعادة الكويت للعائلة المجرمة الخائنة وتأمين باقي الخونة في الخليج العربي ومنحهم الوقت الكافي ليتأمروا ويرتكبوا الآثام بحق الأمة؟ ثم نحن وبعد أن يتكشف لنا وبشكل عملي كل هذا لا زلنا نصر على تخطئة الوطني والقومي الثوري المبادر بالدفاع عن أمته والقائد الذي يفكر بطرق غير تقليدية واستباقية لمنع الوصول إلى حالات العجز ونجاح المؤامرات حين تسقط الشعوب فريسة لها وضحية لها؟!


هناك تعليقان (2):

ضمير الطائي يقول...

حيا الله الأخ أبو يحيى وبارك في جهوده القيمة ووفقه ان شاء الله رب العالمين

أبو يحيى العراقي يقول...

التحية و التقدير لأستاذنا العزيز الفاضل أبا عبد الله و للأخت الكريمة ضمير الطائي على النشر و على ما أبدوه من عناية و إهتمام بالموضوع و الكلمات اللطيفة التي علقوا بها. واجبنا جميعاً التفاني في سبيل إظهار الحقائق كاملة و الله و لي التوفيق

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..