وجهات نظر
عبدالسلام الطائي
هذ المقال لا يهدف إلى التسويق الاعلامي او السياسي، ففي حضرة دم الشهداء يتلعثم اللسان ويرتجف الكلام وينحني القلم. انها مقالة استطلاعية اولية تسترشد بالرأي السديد من عقلاء القوم لتشخيص الجاني الحقيقي. بغية تقييم وتقويم هذا الفعل الشنيع والمشين الذي يقع ضمن حقل الجرائم الدولية التي لا تسقط بالتقادم.
عندما ضربت مدينة حلبجة العراقية بالغازات السامة التي راح ضحيتها العديد من الشهداء، نساء واطفال وشيوخ يرحمهم الله. صرخت حينها وسائل الاعلام الغربية والامريكية والاسرائيلية والايرانية بأعلى أصواتها، من قيام العراق بضرب حلبجة بالكيمياوي. حيث تم تحديد الجاني العراق قبل استكمال الفحوصات الطبية الدولية (!). ثم أعقب ذلك صدور قرارات الادانة من المنظمات والدولية ثم الضربات العسكرية الموضعية والجراحية.
لكن منذ ان ضربت (الغوطة) بسوريا ولحد الان لم يعلن عن نتائج الفحوصات الطبية لبيان نوع الغاز الذي ضربت به (الغوطة) كي يتم تحديد مصدر الجريمة، اي الجاني الذي يمتلك ذلك الغاز سواء كان غاز (السارين) او (الخردل) أو غيرهما.
هذا الاهمال غير الطبيعي والمثير للجدل للغاز الكيمياوي المستخدم، غرضه التغطية بغية تضليل وتعمية الاخرين كي يتم التستر على مصدر الجريمة والغاز القاتل وتسويتها دوليا ضمن نظام الصفقات على حساب دم الشهداء الابرياء. والرابح في النهاية من ذلك المتهم الحقيقي الذي قد يكون سوريا وايران، المعارضة او الدول والمنظمات صاحبة القرار بهذا الملف، امريكا وايران.
لكن الاستخبارات الالمانية التي نشرت بياناتها على صحيفة (دير شبيغل) تفيد (ان الهجوم بالاسلحة الكيميائية في 21 اب/ اغسطس في الغوطة الشرقية بريف دمشق من تنفيذ النظام السوري.. وافادت الصحيفة الالمانية استنادا الى عرض سري قدمه رئيس جهاز الاستخبارات الالمانية (غيرهارد شيندلر) لبرلمانيين، ان هذا الهجوم تتحمل مسؤوليته قوات النظام السوري .. وحسب معطيات الاستخبارات الالمانية فإن خبراء الرئيس بشار الاسد وحدهم يملكون مواد غاز( السارين)، وهم قادرون ..
وخلال محاضرته اشار (شيندلر) ايضا الى استراق مخابرة هاتفية بين احد القادة الكبار في حزب الله الشيعي اللبناني، حليف نظام بشار الاسد، ودبلوماسي ايراني.. وبحسب (دير شبيغل) فإن المسؤول في حزب الله حمل في هذا الاتصال قوات الاسد المسؤولية عن هجوم الغوطة الشرقية الكيميائي، معتبرا ان الرئيس السوري "فقد اعصابه" وارتكب "خطأ فادحا" باعطائه الامر باستخدام اسلحة كيميائية).
حلبجة والغوطة غاز وألغاز وقاتل واحد لا شريك له
يبدو ان قضية ضرب حلبجة والغوطة بالغاز لها ألغاز غير مسموح بتفكيك طلاسمها الان خارج الغرف المظلمة لوكالة المخابرات الامريكو/موسادو/ ايرانية. فسورية قاب قوسين او ادنى ستضرب دون معرفة نوع وملكية الغاز المستخدم لحد الان!. والعراق ضرب واحتل وفرضت عليه عقوبات ما انزل الله بها من سلطان لإتهامه بضرب حلبجة بغاز تمتلكه ايران، وهو غاز (السيانيد)! وهذا ما اكدته وعززته دراسات وفحوصات المنظمات الدولية الاتية:
· تقارير الفحوصات الطبية للمنظمة الدولية للمساعدات الانسانية
(international Relief Organizations) .
(international Relief Organizations) .
· الدراسات الامريكية وأهمها ملف البروفيسور: Stephen C. Pelletiere الذي أكد في محاضرته لضباط وخبراء الوكالة المخابرات المركزية بأن حلبجة ضربت من قبل ايران.
وهذا ما اكدته ايضا البيانات والتقارير الاتية:
· مؤتمر الملحقين العسكريين في السفارات الأمريكية في (الشرق).
· تقرير لوزارة الدفاع الامريكية.
· تقرير عن حلبجة لمجلة (الفيلج فويس).
اضافة الى دراسات ووثائق دولية اخرى تشير الى عدم امتلاك العراق للغاز الذي ضربت به حلبجة، مثل:
· دراسة معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي.
كما ان هناك وثائق كردية تضع اصابع الاتهام ضد جلال الطالباني ... منها:
· بيان صدر عن الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني -منظمة الخارج.
· كما اكد ايضا السيد امين عام حزب الحرية والعدالة الكردي الشيخ جوهر الهركي بان ايران قصفت حلبجة.
في الختام نطرح التساؤلات القبلية والبعدية التالية:
ما سر هروب الطيار طارق محمد رمضان قائد حماية سرب الطائرات العراقية عام 1988 والمتهم بإلقاء القنابل على حلبجة من سجنه في محافظة السليمانية؟ حيث أعلن رئيس المحكمة الجنائية العراقية العليا، المشكلة بعد احتلال العراق، محمد العريبي في الجلسة الأولى لمحاكمة المتهمين في قضية حلبجة أن المحكمة استلمت كتابا من مديرية الأمن العامة في السليمانية تقول فيه إنها لا تستطيع إحضار المتهم طارق محمد رمضان لمحاكمته نظراً لهروبه من السجن بتاريخ 25-10-2008.
ماسر عدم حضور الصحفي السويدي (ستيفن) الذي كتب تقرير (الفيلج فويس) لجلسات المحكمة ايضا؟
ان عملية الهروب هذه واثناء جلسات المحكمة للنطق بقضية حلبجة تطرح العديد من الاحتمالات منها:
الاول: هل تم بيع المتهم لإيران خوفا من تجريمها دوليا مقابل مبالغ مالية يجيد استثمارها البعض.
الثاني: هل يعني هذا اصلا عدم وجود طيار حقيقي معتقل سابقا هناك؟
الثالث: هل تم قتله خوفا من اكتشاف ألغاز غاز حلبجة، كما قتل الرئيس الشهيد صدام حسين، يرحمه الله، قبل جلسات محاكمات حلبجة. فتم الادعاء بهروب الطيار، الذي يعد له ذكر، لدفن ملف ومأساة حلبجة!
مما يثير الانتباه قيام اهالي شهداء حلبجة- يرحمهم الله- بعد ذلك بحرق النصب التذكاري لشهداء حلبجة مرات عديدة ؟
ستظل تلك التساؤلات عن مجازر حلبجة والغوطة والفلوجة والحويجة ومطار صدام، وغيرها حلقة غير مفقودة في الضمير الجمعي العراقي لملاحقة الوجدان العربي والدولي. لكنها تبقى معلومة الركن القانوني والخفية في اللامعيارية في الضمير الدولي مرحلياً وعن عمد، كما يبدو. لكنها ستظل فعلاً ماضياً ناقصاً اخلاقياً وسياسياً، لانها سجلت ضد معلوم غير الفاعل الحقيقي وخالية من الادلة الثبوتية. ان ذلك يحدث فقط حين يحاكم الجلاد الضحية.
لقد آن الاوان للتحقق من صدق الفرضية في برهان قضية استخدام الاسلحة الكيميائية بالغوطة وحلبجة والفلوجة وعموم العراق منذ بداية الاحتلال 2003 الى ما بعد ضرب سوريا في الايام القادمة، لأن تلك الجرائم لاتسقط بالتقادم.
ان تفكيك واعادة تركيب تلك الغازات الكيميائية في الغرف المظلمة لألغاز غاز حلبجة والغوطة والفلوجة والمطار وغيرها. وما صاحب استخدامها من تشوهات خلقية، مرهون بالزاوية الحادة او المنفرجة للمتغيرات الدولية القادمة.
ان ما تم عرضه من وثائق ودراسات دولية اعلاه تضع اصابع التجريم على ايران لا العراق. فمن كان لديه من مؤشرات ووثائق مغايرة محكمة ومعتمدة مخالفة لما ورد بهذا المقال، فعلى الرحب والسعة، كي تواجه الحجة بالحجة وليتبين الخيط الابيض من الاسود.
للمزيد من الوثائق ارجو الاطلاع على الرابطين ادناه:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق