موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

أميركا وإيران: من غزل في الخفاء إلى زواج في العلن

وجهات نظر 
نوري غافل الدليمي
منـذ قيــام ثـورة الخمينـي عـام 1979 وإسقـاط نظام الشاه، توتـــرت العلاقــات بين أميركا وإيـران (على الأقل إعلاميا)، شهدنا أحداث بدأت باحتجاز موظفي السفارة الأمريكية في طهران وفشل العملية العسكرية الأمريكية في تحريرهم، مروراً بإطلاق  تسمية الشيطان الأكبر على أميركا وإنكار المحرقة اليهودية وضرورة محو (إسرائيل) من الخريطة، وانتهاءً بالمشروع النووي الإيراني الذي (لا يمكن التراجع عنه مطلقاً) حسب الوصف الإيراني.


وما إن بدأت الحرب العراقية/ الإيرانية (بدأتها إيران يوم 4 أيلول/ سبتمبر 1980، وردَّ العراق بالتعـرض الواسـع يـوم 22 أيلول/ سبتمبر 1980)، حتى استغلت أميركا و(إسرائيل) انشغال العراق بالحرب فوجهت الاخيرة في حزيران/ يونيو من عام 1981 ضربة جوية قاصمة لمفاعل تموز النووي العراقي (أول مشروع ولادة لمفاعل نووي عربي). وبعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بالقوات الإيرانية وتدمير قوتها الجوية بشكل كامل، تفاجأ العالم بقضية (إيران كونترا) وهي تزويد أميركا و(إسرائيل) لإيران بالأسلحة وقطع الغيار.
وقبل حرب الخليج الثانية عام 1991 حاول العراق فتح العلاقات مع إيران وقام بإيداع طائراته في إيران، على أمل الحفاظ عليها وإعادتها بعد الحرب إلا أن إيران استولت على هذه الطائرات، كل ذلك بعلم أميركا.
وقبل حرب عام 2003 على العراق وبالتحديد في خطاب جورج بوش الابن الذي وجهه إلى الأمة الأمريكية عام 2002، جاء الأمريكيون بمصطلح (محور الشر)، وكان الرئيس بوش قد وجَّه أن توضع تحت المسمى دول (العراق وكرويا الشمالية وإيران). ولكنني وخلال قراءتي لكتاب بوب ودورد (حالة إنكار) وجدت اعتراض مستشارة الرئيس الأمريكي غونداليزا رايس على وضع اسم إيران ضمن (محور الشر) ودافعت عن ذلك قائلة "إن إيران فيها نظام ديمقراطي وانتخابات"، فرد بوش "لا، أريد وضعها حتى أدغدغ مشاعر طلاب الجامعات الإيرانية".
لعبت إيران دور كبير في احتلال العراق وهذا ما صرَّح به نائب الرئيس الإيراني الأسبق محمد علي أبطحي بقوله "لولا إيــران لما استطاعت أميركا احتلال أفغانستان والعراق"!
وبعد احتلال العراق سنة 2003 برزت إلى السطح مسألة المشروع النووي الإيراني، وتنامى الدور الإيراني في المنطقة العربية، وقامت الولايات المتحدة بحملات إعلامية ومناورات عسكرية في المنطقة العربية بسبب (التهديدات الإيرانية الجدية للدول العربية وبالأخص الخليجية منها وتهديد أمن إسرائيل) .
وبدأت وسائل الإعلام الأمريكية تتحدث عن سيناريوهات الضربة الأمريكية – الصهيونية على مفاعلات إيران النووية حتى اقتنع العرب (وأنا منهم وبالأخص عام 2008) بأن الضربة وشيكة ومدمرة!
هَرولتْ الدول العربية لشراء الأسلحة لتُحصن نفسها ضد التهديدات الإيرانية وصرفت المليارات، وشاءت الظروف أن أحضر محاضرة رئيس مركز واشنطن للدراسات الإستراتيجية (انتوني كوردسمان)، وهو من أقطاب اليمين الأمريكي المحافظ، وإذا به يتكلم عن التهديدات الإيرانية لدول الخليج العربي وكأن الهجوم الإيراني بات وشيكاً، وعندما سألتهُ: هل أنتم فعلاً جادين في الدفاع  عن دول الخليج العربية وهل فعلاً هناك تهديدات إيرانية عسكرية، وإذا كان كذلك لماذا سلمتم العراق إلى إيران؟ وبفلتة لسان قال "بعنا للمنطقة أسلحة بقيمة 60 مليار دولار"!
وفي الوقت الذي بلغت فيه الأزمة السورية ذروتها باستخدام الأسلحة الكيميائية في القتال، وفي الوقت الذي اتهمت أميركا كلاً من إيران وحزب الله بمساعدة نظام الرئيس بشار الأسد، وفي الوقت الذي كانت عيون العرب ودول أخرى تتجه إلى الأمم المتحدة وإلى مجلس الأمن لإصدار قرار يتيح استخدام القوة العسكرية ضد سوريا الشقيقة، فإذا بالأمور تتحول إلى تدمير السلاح الكيميائي فقط، وإذا باجتماع (تاريخي) بين وزيري خارجية إيران وأميركا، ولأول مرة منذ عام 1979 (كما قالوا طبعاً). ولم ينته الأمر عند ذلك، حيث اطل علينا الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليقول لنا: أنه أجرى اتصالاً مع الرئيس الإيراني حسن روحاني وكان اتصالاً ايجابياً"، وأنه (أي الرئيس أوباما ) متفائل بحل كل القضايا مع إيران، وأعلنت وسائل الإعلام عن (الاتصال التاريخي الأول بين رئيس البلدين منذ عام 1979)!
من غير المعقول إنَ كل ذلك تم في يومين، أو انه كفيل بحل أزمات امتدت لأكثر من 33 عاماً، ولكن من المعقول جداً أنَّ هناك غزل وعشق واتفاقات في الخفاء بين أميركا وإيران وحان وقت إعلان الزواج!
كنتُ قلتُ من خلال أكثر من مقابلة تلفزيونية: إنَّ أخطر سيناريو هو اتفاق (أمريكي – صهيوني– إيراني وان السكاكين على رقاب العرب)، ولم يصدقنا أحد، ولكن وبعد الذي حدث هل يحتاج العرب إلى برهان آخر؟
من حق الشعب الإيراني أنْ يفرح  ويخرج بموجات بشرية ليحتفل ويحتفي بعودة الرئيس روحاني منتصراً من نيويورك، ومن حق (إسرائيل) أنْ تحتفل بانتزاع إعتراف ايراني رسمي بالمحرقة اليهودية وبحقِّها في الوجود وأن تفرح بتراجع إيران عن مشروعها النووي، ولكن من حق الشعوب العربية أن تحزن ويستمر حزنها إلى أن تجد لنا أميركا عدواً جديداً مُفترضاً حتى تبيعنا السلاح لمواجهته، وبأكثر من 60 ميلار دولار هذه المرة!


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..