موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

من يؤجِّج نار الإرهاب في العراق؟ الداء والدواء

وجهات نظر
وجدي أنور مردان
بلغ عدد ضحايا التفجيرات والمفخخات والكواتم، منذ بداية العام الحالي ولغاية كتابة هذه السطور، حسب الاحصاءات الرسمية 12567 قتيلا و 48925 جريحاً (لم نعثر على احصائية عن عدد الذين قضوا نحبهم جراء إصاباتهم بالجروح البليغة).
أرقام مرعبة تصدم كل من له ضمير حي، ولكنها أرقام باهتة مجردة لا تحرك الضمائر الجلمودية، انها ارقام جامدة توردها، بقلة حياء، وسائل الاعلام العربية والعالمية مع التأكيد على طائفية المناطق التي وقعت فيها التفجيرات، وبعضها ينشرها بشماتة وتشفي!

أكاد أجزم إن الارواح التي تزهق في العراق يوميا والدماء التي تسيل أنهارا لو كانت أرواح ودماء قطط أو دلافين أو أي حيوانات أليفة أخرى لاجتاحت عواصم العالم مسيرات جماهيرية حاشدة تطالب القصاص من الجناة وإيقاف هذه المجازر فوراً، ولانبرت جمعيات حماية الحيوان للدفاع عنها، ثم الطلب من السيد بان كي مون ووزراء خارجية الدول (المتحضرة) و (غير المتحضرة) عقد إجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي لاتخاذ قرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة ضد مرتكبي المجازر بحق القطط  أو الدلافين لأنها مهددة بالانقراض! ولانستبعد ان يقوم أحد شيوخ الخليج العربي بالتبرع بـ 300 مليون دولار، مثلاً، لحمايتها وتوفير الاماكن آلامنة لها!!!
أما مايجري بحق الانسان العراقي المنكوب منذ الاحتلال الغاشم فليس من مهمات المفوضية السامية لحقوق الانسان ولا منظمات حقوق الانسان العربية والدولية المدنية ولا جامعة الدول العربية ولامنظمة التعاون الاسلامي، وليس لبيت الشر منظمة الامم المتحدة أية علاقة بما يجري في العراق في هبوط الديمقراطية البائسة بالمظلات الامريكية على بغداد العزيزة!!!
أيها العراقيون لقد باتت أرواح ابنائكم أرخص حتى من أرواح القطط والدلافين في هذا الزمن الديمقراطي!!
العراق يحترق وأجساد شعبه تتمزق من اقصاه الى أقصاه. طالت حتى أربيل الآمنة. العراقيون يسبحون في وسط بحور الدم منذ عقد من الزمان. إرهاب الدولة وحكومتها الطائفية والميليشيات الوافدة والمستوطنة والعملاء المأجورين الذي قدموا في داخل بساطيل جنودالاحتلال، تضرب البلاد مع فجر كل يوم. وفي الظهيرة تنهدم بيوت الله التي اصبحت مصيدة لقتل المصلين والركع السجود. وفي المساء تتمزق أشلاء المعزين في سرادقات العزاء..

دماء العراقيين تسيل أنهارا..
كفى ايها الحمقى.. لقد جفَّت عيون أمهاتنا من ذرف الدموع وارتوت أرض العراق من دماء ابنائه. نفذت الاقمشة البيضاء والسوداء من الاسواق. ضاقت المقابر. ملئت مشرحات الطب العدلي بأجساد شبابنا الممزقة. أصبح العراقيون أرقاما ليس الا.
نعم العراق يحترق والعالم المنافق صامت صمت القبور، مادام النفط يجري بدون حساب. واللصوص لم ولن يشبعوا من السحت الحرام!
لقد فاض بالعراقيين الكيل فإلى متى جريان شلالات الدماء هذه؟ ألم يبق في العراق رجل رشيد؟!
السؤال الملحاح هنا: كيف يجرؤ الانسان ان يفجر نفسه؟ أية قوة أو ايديولوجيا أو فكر يقنع الانسان ان يفجَّر نفسه وينهي حياته تحديا لإرادة الله؟ حتى في الحروب يطلب القادة من مقاتليهم ان لا يعرضوا انفسهم لقتل لاجدوى منه. فكيف يفجِّر هذا الانسان نفسه بحزام ناسف او يقود سيارة مفخخة ليقتل اطفالا وشبابا ونساءً؟ هل وصل الاحباط به الى درجة لا يعير معها أهمية حتى لنفسه ومستقبل أطفاله؟
كيف نشر المعمون ثقافة الانتحار بين شعبنا؟ ولماذا؟ ولمصلحة من؟
هل هذا من طبيعة البشر؟
انها قطعا ليست من طبيعة الحيوان!!
ألم يرد في القرآن الكريم (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا) أم ورد: لا تعتصموا بحبل الله وتفرقوا واقتلوا بعضكم بعضا!!.
هل مايجري الان هو ما جاء به الانبياء والرسل وشرعته الكتب السماوية؟ هل قال عز من قائل: ورضيت لكم السنة والشيعة دينا أم قال (اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الاسلام دينا)؟
من الذي يفتي بتدمير بيوت الله وتفجيرها؟
هل قال الله من يفجر مساجد الله ويسعى في خرابها مؤمن بالله ورسوله وآل بيته وصحابته؟ أم قال (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم) البقرة 114؟
بعد هذه الاية الكريمة هل سيدافع عنك، أيها المفجِّر نفسه، أئمتك ومراجعك عندما تقف غدا بين يدي الله؟
تنتفض الشعوب عندما تتعرض بلدانها للغزو والاحتلال، تبذل الغالي والنفيس لدحر الغزاة وطردهم. العراقيون فعلوا ذلك ضد الغزاة الامريكان بمقاومة باسلة قلَّ نظيرها في التاريخ وجرَّعوها السم الزعاف ومازالت تتجرَّعه كل يوم بأشكال اخرى، سياسية واقتصادية ونفسية الى الدرجة التي أصبحت أضحوكة العالم في التردد والخوف من نتائج قراراتها. لقد خارت قواها وباتت كالثور الجريح لايقوى  حتى على الحركة!
حتى السفاح جنكيز خان عندما احتل دولة الخوارزم عام 1220 أمر جنوده بعدم هدم المساجد  وهو الوثني، وكذلك حفيده هولاكو منع جنوده من هدم المساجد عند احتلاله لبغداد عام1258 بجهود ابن العلقمي. أليس الذين يفتون بتفجير المساجد وبيوت الله أشد إجراماً من جنكيز خان وهولاكو؟
إن من يفتي ويهيئ ويسهِّل وينفذ هذه العمليات الاجرامية، كائناً من كان ولأي دين أو مذهب أوفكر سياسي ينتمي وبدون أي إستثناء، مجرم سفاح خارج عن وصف الانسان والانسانية.
لا تستقبلهم الحور العين ولا الرسول الاعظم ولا آل البيت الاطهار ولا صحابة رسول الله الكرام في جنة الفردوس، بل مكانهم جهنم حيث يستقبلهم فيها عتاة المجرمين والسفاحين الاشرار. يشربون ماء الحميم ويأكلون الزقوم بدلا من السلسبيل واللذائذ، لأنهم لايمتّون للاسلام بصلة ولا للقرآن بعلاقة ولا لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، بقرابة. ان اسلامهم ليس بالاسلام الذي ارتضاه سبحانه لعباده دينا. ليس لهؤلاء اية علاقة بالقرآن الكريم الذي يهدى عباد الله الى الصراط المستقيم ولا بالاسلام الحنيف، وهم بعيدون كل البعد عن وصايا الرسول الكريم الذي بعث هدى ورحمة للعالمين ووصايا آل بيته النجباء وصحابته الكرام ،رضوان الله عليهم أجمعين.
الداء الذي أصيب بها العراق والعراقيون نقل فيروسها مايسمون برجال الدين، من كلا الضفتين، الا من رحم ربي، ثم العملاء الارهابيين اصحاب العملية السياسية التي هندسها لهم بول بريمر ورايان كروكر وقاسم سليماني!
قال أحد خطباء يوم الجمعة الماضي (فإذا تراجعت سيطرة العلماء والعقلاء بسبب الاستهداف فستنفلت الأمور وقد ينفجر الصمام ويستفيد من يخطط للفوضى). لا أيها الشيخ، انكم والمرجعيات الصامتة والناطقة والسياسيين الفاسدين اللصوص الذين يأتمرون بأوامركم هم من افلت الامور من عقالها وتسببتم بالفوضى والدمار وحرق العراق وابنائه، ولا يستقيم الامر في العراق طالما هناك تدخل من أمثالكم وأمثالهم في أمور السياسة وقيادة البلد.
أنتم الداء الذي يسري في جسد العراق، أنتم السرطان الذي أصيب به.
والدواء هو عزلكم جميعا عنها ومعكم سياسيو سوق مريدي وفلاسفة المعجون ومفكري ما ننطيها، وستحاكمون وتلقون جزاءكم العادل في الدنيا قبل الاخرة، ليعود العراق الى اهله والى مكانته التي كنا نفتخر بها في كل مكان وزمان.
قبل يومين أوقفت سيارة أجرة لإيصالي الى المكان الذي أبغي. كان سائق السيارة من الأرومة الهندية، ومن عادتهم انهم يسألون من أي بلد أنت؟ فقلت من العراق. نظر اليَ نظرة إزدراء قائلا: ماذا أصابكم، فأصبحتم بلد اللصوص والحرامية والفساد والقتل؟ صعقني هذا السائق. لم أجب. طلبت منه إيقاف سيارته. جلست في مكان منزوٍ من الشارع وبدأت أبكي وأبكي. لم أدري لماذا أبكي؟ أأبكي لحالي أم لحال بلدي أم أنني ببكائي أندب حظ العراق المبتلى بالسياسيين المجرمين والمليشيات الارهابية وما يسمونهم برجال الدين أم ألعن من يدفع لهم من خارج الحدود؟
تبا لكم ايها السياسيون وخلفكم الاشرار (وعّاظ السلاطين) جعلتم شعوب الارض تضحك علينا!!
لك الله ياعراق وصبرا ياشعبنا المنكوب المغلوب على أمره.
اللهم إحفظ العراق وأهل العراق..


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..