وجهات نظر
صلاح المختار
نشهد الان احدى اهم
ذروات المخطط المخابراتي المعادي وهي ذروة البيانات المزورة فبعد الاكاذيب
المباشرة والادعاءات الغبية بتسجيل انتصارات تاتي حملة البيانات ولصقها بالثوار، فلو قرانا ما ينشر في الفيس
بوك بشكل خاص والانترنيت بشكل عام لوجدنا حملة مسعورة لاصدار بيانات مزورة باسم
ثوار العراق بمختلف تنظيماتهم تتضمن مواقف مناقضة لمواقف تلك الاطراف وبطريقة لا
يمكن اخفاء الهدف الرئيس منها وهو اشعال فتنة دموية بين الثوار .
من يمارس هذه اللعبة ؟ ولماذا ؟
1 – طبعا المخابرات الامريكية لا صلة لها بتلك البيانات
ليس لانها لا تزور فهي المزور الاول ، ولكن لان تزوير البيانات لعبة المخابرات
المتخلفة مثل المخابرات السورية والايرانية . المخابرات الامريكية مختصة بتزوير
معلومات من نوع اخر يدوخ حتى الخبراء لانها مدروسة بدقة مثل تقديم مادة دسمة كلها
صحيحة لكن المخابرات تدس فيها معلومة واحدة كاذبة مثل ما ورد في كتاب ضابط مخابرات
امريكية صدر تحت اسم (القاتل الاقتصادي ) والذي قدم فيه كم كبير من المعلومات
الصحيحة لكنه دس معلومة كاذبة هي احد اهم اهداف اصدار كتابه وهي التشكيك بسيرة القائد
الشهيد صدام حسين .
2 - المخابرات السورية والايرانية هي المفبرك الاول لتلك
البيانات فهي التي شكلت غرفة عمليات
مشتركة هدفها شن حرب اكاذيب لارباك الثوار وابناء الشعب ، وتشارك في هذه الحملة
مخابرات المالكي وبعض احزب العملية السياسة مثل الحزب الاسلامي وهذه المعلومة كشف
عنها بيان منظمة عيون الشعب العراقي بالتفاصيل مؤخرا . وهذه الجهة هي التي تزور
البيانات بدليل انها بغالبيتها ساذجة وتعبر عن عقلية تافهة تعتقد بان ما تظنه
مؤثرا عليها ينسحب على الناس الاخرين .
وللمخابرات السورية والايرانية سجل اسود في تلفيق الكذب
الاسود والغبي ، فهي وراء كذبة نكاح الجهاد التي لم يهتم ملفقوها بوضع مصدر لا
يكذبها عند صدروها فصدرت باسم رجل دين سرعان ما كذبها لكن نغول ايران ومرتزقة
النظام الصفوي في سوريا مازالوا يرددونها ! المهم بالنسبة لهذه المخابرات هي خداع
قلة من الناس من بينهم انصار ايران فاذا صدقها هؤلاء فان احد اهم الاغراض قد تحقق
. وبناء عليه فان الاكاذيب التي ترافقت مع تحرير نينوى واعقبته هي من صنع غرفة
العمليات الايرانية السورية المشتركة التي تصدر بيانات مزورة باسم البعث وداعش
وغيرهما في سعي ساذج لتوريط السذج والخدج في صراع دموي اذا وقع لا سامح الله فانه
سيكون ضمانة لايران والنظام السوري وللمالكي لاجهاض الثورة العراقية .
3- اما امريكا فهي تسرب معلومات كاذبة من نوع اخر يخدم
ايران والمالكي منها ان الثورة من صنع الارهاب ويقوم بها طرف واحد ، او ان
البعثيين تخلو عن عقيدتهم القومية وتدعشوا او صاروا طائفيين ، او ان العراق اصبح
جاهزا للتقسيم ، او ان البعث يعقد صفقات سرية او ان داعش تعد العدة لاعلان دولتها
في كل المنطقة وترسم خرائط لتلك الدولة ! والاهم في تسريبات المخابرات الامريكية
الادعاء بان امريكا غير راضية على المالكي وانها تعد العدة لاسقاطه لكنها بنفس
الوقت تواصل ارسال السلاح له وتتمسك بدعمه ضد كافة الثوار وليس ضد داعش فقط !
4 – هذا السعار الايراني الصفوي السوري سببه الاساس هو
تقدم الثورة وتوسعها وانتصاراتها المذهلة والتي تضع المشروع الامبراطوري القومي الفارسي
على حافة الانهيار وتكفي دفعة واحدة لالقائه في مستنقع الموت البطئ . لهذا فان
سعار الاكاذيب نوع من انواع التعويض او الانتقام من الثوار ورغبة في خداع المضللين
من داعمي ايران العراقيين . لكن غباء وسذاجة من يفبرك الاكاذيب تظهران عندما يعرف
الناس بان ما روج كان كذبة غبية بعد ساعات او بضعة ايام ، وتفجر فقاعة الكذب يدفع
لاطلاق فقاعة اخرى مثلها وهكذا تدور عجلة الاكاذيب وهي مضعضعة وايلة للتفكك .
ومن يفبرك اكاذيب مثل هذه هو نفسه الذي يخوض معاركه مع
الثوار بنفس الطريقة المفبركة فهو يكذب بقدر تنفسه الهواء وهو يدفع للموت الحتمي
الالاف من غير المدربين المغرر بهم وامله الوحيد هو اطالة عمره ولو لايام .
ما المطلوب لمواهجة هذه الاكاذيب وتجنب الحيرة او
الارباك ؟
الجواب بسيط جدا اذ يكفي اذا لم يكتشف الكذب بسرعة فتح
شبكة الفصيل الذي نسبت الاكاذيب او البيانات له فاذا وجدت فيه فهي صادقة اما اذا
لم توجد فهي كاذبة حتما ، لكل فصيل من الثوار شبكة او اكثر تنشر بياناته ومواقفه
وتحليلاته . والبعث مثلا لديه شبكة ذي قار وشبكة البصرة فما لا ينشر فيهما من
بيانات فهو مزور وكاذب . هل صعب فتح الشبكات للتأكد من صدق بيان ما ؟ كلا فهو اسهل
بكثير من الحيرة . القضاء على النشاط الغبي للمخابرات الايرانية والسورية وغيرهما
ممكن جدا بالعودة للمصادر الرسمية وليس الاعلام والفيس بوك وتويتر . اما ان يتم
تبادل البيانات وتعميمها بدون تدقيقها وتقييمها فهو عمل سلبي ومضر اذا كان من يقوم
بذلك حسن النية اما الخبثاء فهم ينتظرون اي بيان قد ينطوي على اساءة للقيام
بتعميمه فورا وبلا تدقيق او بحث عن الحقيقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق