بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المجاهدين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
يقول تعالى في محكم التنزيل (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أل عمران139ويقول تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)الرعد 11ويقول تعالى (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا )الأحزاب :39
رحم الله الشهداء الذين كانوا سبباً للتغيير في الوطن العربي وفي كل مكان، فإن الله تعالى يغيّرُ لمن يستحق من الشعوب في التأثير والوقت والنتائج ، وإن إرادة الشعوب لا تُقهر بإذن الله ، لقد أعلنت الثورات العربية عن مشروع النهضة العربية والإسلامية من جديد ، والذي وصلت مقدماته بإذن الله إلى إيران وسنرى في قابل الأيام نتائجه الايجابية، وبعد حين إلى أمريكا المجرمة والكيان الصهيوني. لقد بدأ الحراك الشعبي متمثلا بالمقاومة في العراق منذ مجيء الاحتلال عندما حُمل السلاح في أول يوم للجهاد في سبيل الله من اجل تحرير أرضه من رجس الاستعمار، فأجبروا الأمريكان على الهزيمة والانسحاب ،ولقد خرجت الجماهير الثائرة في 25 شباط 2011 تطالب بإسقاط محكومة الاحتلال في العراق وإقامة حكم راشد عادل وطني مع عدم التجديد لبقاء قوات الاحتلال ، وامتدت الثورة من ساحة التحرير في بغداد إلى اغلب محافظات العراق، فكانت حركة وطنية حرصت محكومة المنطقة الخضراء على محاربتها خشية اتساعها، لأنها تمثل مقاومة سلمية عراقية من شأنها تحريك الشارع ضد الظلم والاستبداد والفساد وضد الحكام الذين وقفوا مع المحتل وسهلوا وساهموا في تدمير العراق ، وبعد عامين من انطلاق الثورة الأولى تعود الثورة الثانية من اجل الحرية و العدالة الوطنية وإن في هذه الثورة المباركة توحيد للصف وتعجيل للنصر والخلاص .
إن قضية الثورة الثانية لأهل الحق في العراق ،هي العراق الذي اغتصبه الأمريكان وسلموه إلى رجال إيران في العراق، ثم قضية الدين والتاريخ اللذان يراد طمسهما بالصبغة الفارسية،وقضية الهوية الشريفة التي يراد لأهل الحق أن يتنكروا لها، وإن الحرية تُؤخذ ولا تُعطى ،والمطالب هي استحقاقات إنسانية شرعية وطنية وقانونية.
إن استخدام شرف النساء كوسيلة ضغط لانتزاع الاعترافات من السجناء عارٌ في جبين ما تسمى بالسلطات في العراق،ولقد تمادت محكومة الاحتلال في هدم العراق وتفكيك نسيجه الاجتماعي ونشر الفساد والطغيان وهدر وسرقة المال العام فهم يحاربون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ،فلتأتي ثورة الأحرار التي لا تهادن حتى استكمال التحرير .
لقد نجح العراق بشعبه ومقاومته وقيادته الشرعية والوطنية من تكسير قرون القرن الأمريكي بنصرة الدين والدفاع عن أحكامه وتنفيذها، وإن من أعظم مطالب الدين قمع الظلم والظالمين ،وإن إزالة الظلم واجب شرعي عيني على كل مسلم مكلف وعلى كل وطني غيور، وان العقاب الإلهي يقع على من يقصر في إزالته قال تعالى (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الأنفال 25 فكيف إذا نزل الظلم على النساء المسلمات العفيفات اللاتي لهن حرمة عظيمة عند الله ، وإن رجال الحق في العراق ليس بضعفاء حتى يسكتوا عن هذا الظلم فهم أُباة الضيم وأهل الرجولة والشهادة وكانوا وما زالوا يرابطون في اغلب ارض العراق للدفاع عن ثوابتهم وسيواصلون قيادة ثورتهم ولن يبخلوا بدم أو مال في الدفاع عن دينهم وشعبهم المنتفض الصابر، وسيكون ردهم المسلح ليس كما يتوقع أعداء الله في العراق إذا أُجبروا واضطروا لذلك (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ " [ الشعراء 227 ]
أيها الثائرون المجاهدون في ارض العراق
انتم قَدَرُ الله الذي سيقتلع الظلم من جذوره كما فعل إخوانكم في تونس ومصر ولا بد من التمسك بسلمية الثورة المباركة، فهي سِر قوتكم التي أرعبت الطغاة الظالمين ،وإن رسالة ثورتنا الثانية إلى العالم اجمع أننا سِلميين فيما بيننا كعراقيين ليتعايش فيها جميع العراقيين ويحافظوا على عقائدهم ويتعايشوا مع دول الجوار والعالم ، فتمسكوا بالسلمية فإنْ أصّر المجرمون على غير ذلك ، فسيكون الأمر لرجال يحبون الموت كما يحبون هم الحياة .
لقد حان وقت الفرج بإذن الله ونُصبت سرادق التحرير الكامل بعد أن حَجَرَ المجاهدون في العراق المشروع الأمريكي ومنعوه من التوسع ليُبحر في محيط الأزمات ، وإننا بفضل الله لقادرون على إرسال ما بقي من آثاره إلى جحيم الفناء ، إن هذه الثورة لا تنفصل عن محيطها العربي، وقد جاءت في وقت يتزامن مع ثورة سيدنا الحسين عليه السلام ، ولو بُعث اليوم لخطب من يتسترون بشيعته قائلا: ما بالكم تناصرون من ظَلم وطغى وافسد في الأرض، ووالله لقاتل كل عملاء الاحتلال، لذا فان رسالتنا لأهلنا الثائرين المرابطين في سبيل الله والوطن تتلخص في عدة نقاط نبين أهمها وكما يلي :ـ
- إن الخروج إلى التظاهر والاعتصام والثورة الثانية واجب شرعي عيني جهادي، ولا بد أن يكون الخروج بنية الجهاد والهجرة إلى الله جل وعلا، ولا يجوز لأي مسلم عراقي في هذا الواقع أن يقف على الحياد .
- لن نكون البادئين بأي عمل قتالي حفاظا على وحدة شعبنا وسنكون بالمرصاد لقطع أي يد آثمة تمتد بالعدوان والأذى.
- الابتعاد عن الشعارات الفئوية والحزبية والطائفية .
- الاستمرار بالاعتصام حتى تحقيق جميع المطالب .
- وضع زمن محدد لهذه المطالب السلمية ويكون هناك شان آخر في حال عدم الاستجابة .
- تشكيل لجنة تنسيق من جميع أطيافكم تكون ممثلة للمعتصمين في كل مكان للاعتصام لدعم مطالب المحافظات الثائرة .
- ضرورة استمرار خروج المظاهرات في بغداد العاصمة.
رسالة إلى ما يسمى الجيش والشرطة وأجهزة الاستخبارات العراقية
نبارك للجيش العراقي الوطني المهني ميلاده الأبي وسوف يعود إلى حقيقته قريبا بإذن الله ، ثم نقول لقد وقفت جميع جيوش المنطقة وأجهزة الأمن مع شعوبها بثوراتها في تونس ومصر وغيرها، ولذلك ندعو جميع الأجهزة الحكومية من الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية بالمبادرة في الوقوف إلى جانب المتظاهرين ، وان هذه الثورة خرجت من أجلكم كما اخرجوا الاحتلال بالدماء من اجل كل العراق ومن أجلكم ، وان هذه المحكومة الفاسدة الظالمة ليس لها شرعية، فلا تعتدوا على المتظاهرين تحت إي ظرف، ولا بد إن تقفوا معهم كواجب شرعي وللدفاع عن الشرف لمن يدرك ذلك، فأنتم أبناء العراق الأبي وليس من العقل أن تطيعوا رجلاً يريد تدمير العراق وشعبه، فإما إن تنضموا إلى الثورة أو تركنوا أنفسكم وسلاحكم إلى حين .
رسالة إلى الأمم المتحدة
ندعو الأمين العام للأمم المتحدة إلى التدخل الفوري لإيقاف الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في العراق والتي تحدث على يد محكومة الاحتلال .
رسالة إلى قادة الأمة العربية وإلى الشعب العربي
لقد كان تلاقي الاستراتيجيات الثلاث الفارسية والصهيونية والأمريكية الأساس المتين لغزو وتدمير العراق عام 2003وبهذا أصبح التأثير الأقوى في المنطقة بيد الفرس ، فلابد من مواجهة الهجوم الصفوي الفارسي على الأمة بان يعود العراق عزيزاً متبوعاً لا تابعاً ، وكذلك لابد من مواجهة الهجوم الصفوي على الأمة بالعمل لاستعادة العرب أرضهم التي احتلها الفرس في الأحواز والضفة الثانية للخليج العربي وغيرها، وندعو قادة وشعوب الثورات العربية أن يدعموا ثورة العراق ضد الظلم والطغيان وان يتوحدوا لمواجهة المشروع الفارسي في العراق والمنطقة.
رسالة إلى الجبهات الجهادية والفصائل المسلحة
ندعو جبهات وفصائل المقاومة المسلحة العراقية إلى التوافق على مجلس مشترك فيما بينها لحماية الثورة العراقية الثانية والمحافظة على سلميتها حتى النصر وحتى تدار المرحلة القادمة. ولابد من التنسيق والتهيؤ لمرحلة المواجهة العسكرية، فالمتوقع أن المالكي والمحكومة التي معه سيقومون باستخدام العنف ضد التظاهرات السلمية مثلما فعلوا مع تظاهرات ساحة التحرير في بغداد.
رسالة إلى الأخوة الأكراد
ندعو القيادة الكردية والشعب الكردي المسلم إلى الخروج ودعم الثورة فإنه موقف سيسجل في التأريخ ديانة ووطنية فلابد أن تقفوا مع إخوانكم في الدين والوطن بالحق في مواجهة الظلم والطغيان .
رسالة إلى اهلنا في جنوب العراق
إننا ندعو أبناء الجنوب العراقي أفرادا وعوائل وعشائر في بغداد والفرات الأوسط والجنوب وأينما يكونوا في أرض العراق إلى الالتفات لما يجري في وطنهم وما ينفذ من أجندات، فالدين هو الإسلام، وليس الطائفية أو القومية أو العرقية، وحان دوركم لهزيمة الظلم والطغيان والمشروع المعادي للإسلام والعروبة ، بارك الله بكل من جاهد أو جَهّز غازياً أو تظاهر أو حرض على الخروج على الباطل نصرة لله ثم لوطنه .والله اكبر ولله الحمد وله الكبرياء .
اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب هيئ لنا الأسباب والإمداد وانصر المجاهدين وأهل الحق أينما يكونوا وبالأخص في ارض العراق، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين، وصلى الله على إمام المجاهدين وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
القيادة العليا لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني في العراق / بغـــداد
24 صفر 1434 هجرية 6 كانون الثاني 2013 ميلادية
هناك تعليق واحد:
من العميد الركن ق . خ
اهداء الى المجاهدين الغيارى ابناء العراق العربي الابي
www.youtube.com/watch?v=qqXPG-2e4Wc
إرسال تعليق