جاسم الشمري
البركان الشعبي المتفجر في العراق اليوم منذ أكثر من 24 يوماً في محافظات الانبار والموصل وديالى وصلاح الدين، وبعض مناطق بغداد وأجزاء من البصرة، هذا البركان لن يهدأ إلا بعد أن تتحقق كافة المطالب القانونية والشرعية والدستورية للمتظاهرين العراقيين.
حكومة المنطقة الخضراء برئاسة نوري المالكي تقف اليوم عاجزة امام هذا الانفجار المدوي. وهذه الحكومة المخنوقة بدأت تكيل الاتهامات لهذه الثورة بأنها انطلقت بدوافع مادية غير وطنية ولا شرعية.
المالكي اتهم المتظاهرين بأنهم يتقاضون 100 دولار مقابل مشاركتهم في هذه الاعتصامات، وهذا الاتهام باطلٌ، ولا أصل له على أرض الواقع.
وفي محالة يائسة حاول المالكي اخراج المئات من عناصر الجيش والشرطة وهم يرتدون الملابس المدنية في مظاهرات مؤيدة له في بغداد والنجف، إلا انه فشل فشلاً واضحاً، الى درجة ان شركائه في المهزلة السياسية من التيار الصدري قالوا بان هذه المظاهرات مدفوعة الثمن، حيث قال النائب عن التيار الصدرى بهاء الأعرجي خلال مؤتمر صحفي إن تظاهرات ساحة التحرير التي خرجت اليوم، ليست عفوية وهى مدفوعة الثمن.
اما الدوافع التي قادت لهذه الانفجارات،أو الاعتصامات فهي كثيرة، وهي التي موَّلت هذا الحراك الشعبي وجعلته يستمر على الرغم من الظروف الجوية القاسية، ومنها:-
- مصدر التمويل الاول: الاعتقالات العشوائية المستمرة في عموم البلاد، وخصوصاً في محافظات الموصل، وديالى والانبار، وصلاح الدين.
- مصدر التمويل الثاني: التعذيب المستمر داخل المعتقلات الحكومية السرية والعلنية .
- مصدر التمويل الثالث: عدم عرض أوراق الموقوفين على القضاء بسرعة ملائمة، حيث إن بعضهم يبقى قيد الاحتجاز لسنوات طويلة دون أن تعرض أوراقه على القضاء.
- مصدر التمويل الرابع: وشايات المخبر السري الباطلة. والمخبر السري لمن لا يعرفه، وكما عرفته في أكثر من مرة بأنه شخص باع ضميره للشيطان والدولار.
- مصدر التمويل الخامس: تهميش مكونات مهمة من الشعب العراقي مما أدى إلى ضياع التوازن في المؤسسات المدنية والعسكرية في البلاد.
-مصدر التمويل السادس: اتباع الحكومة لأساليب بعيدة عن الأخلاق الإسلامية والعربية والأعراف الاجتماعية، ومن ذلك اعتقال النساء بدلاً عن الرجال؛ كورقة ضغط من أجل تسليمهم أنفسهم بعدما تركوا بيتهم خوفاً من الاعتقالات العشوائية الظالمة.
- مصدر التمويل السابع: المادة (4 ) ارهاب، وهي مادة مسمومة مليئة بالحقد الدفين، وهي تشمل كل من يعارض الوضع الحالي في العراق، وأحكامها قد تصل إلى الاعدام.
ومن أهم الممولين للبركان العراقي، هو النفس الطائفي المقيت الذي تحاول حكومة المالكي بثه بين العراقيين، وهي وإن كانت تدعي أنها حكومة وطنية فان الواقع يكذب هذا الادعاء.
وهنا نقول لحكومة المالكي " الوطنية":
أ – من الذي وقف مع الأمريكان وغيرهم لإدخال العراق في هذا النفق المظلم الذي هو فيه الآن، أم أن الغاية تبرر الوسيلة يا دولة رئيس الوزراء؟!
ب- في عهد منْ، وجد العراقيون أنفسهم على قائمة الدول الاسوأ للمعيشة وانتشار الفساد والبطالة وغيرها من صور الخراب والدمار؟! وغيرها الكثير من حالات الدمار التي انهكت العراق والعراقيين، وهي من مصادر التمويل المهمة والحيوية لهذا الحراك الشعبي المتميز!
هذه الأسباب التي ذكرناها هي الممول الحقيقي للثورة الشعبية العراقية، وليس كما يظن المالكي بأن هذه الاعتصامات مستمرة بالمال الخارجي.
وفي هذا السياق قال أثيل النجيفي، محافظ نينوى إن اتهام المظاهرات الشعبية في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين بأن وراءها أجندات خارجية هو توصيف سطحي جداً، وإن هذه المظاهرات نتيجة طبيعية لاحتقانات متعددة الأسباب منها الشعور بالظلم والاضطهاد والخوف، وكذلك لأسباب تتعلق بغياب الخدمات، مما ولد حالة من الاستياء العام في عموم البلد، وإن المتظاهرين وجدوا في خروجهم إلى الشارع والتعبير عن مطالبهم نوعا من التنفيس ولإيصال صوتهم بقوة إلى الحكومة التي لم تستجب لمطالب الناس التي تعبر عن مؤشرات خطيرة تتعلق بالاعتقالات العشوائية وانتهاك حقوق المعتقلين واغتصاب السجينات.
اتهام المالكي وأتباعه للمتظاهرين بأنهم يتلقون دعماً من خارج العراق من أجل اشعال الفتنة، أو تدمير العملية الديمقراطية في البلاد، كل هذه الاتهامات ستواجه بجدار الصمود والصبر العراقي.
البركان، أو الربيع، أو الثورة، أو الغليان العراقي سيبقى مشتعلاً، ولن يهدأ إلا برحيل حكومة المالكي الطائفية؛ لأنها لا تعتبر نفسها حكومة لكل العراقيين، وهذا ما أكدته قراراتها الطائفية الاقصائية.
تحية لثوار العراق على صبرهم وشجاعتهم وصمودهم، واعلموا أن النصر صبر ساعة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق