موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 4 يونيو 2013

مؤتمر (أبو جحيل)!

نشمي كاظم العراقي  
 بعد انتهاء مسلسل ذئاب الليل من العرض في شاشة التلفاز العراقي استمر المسلسل ولكن هذه المرة لم يشاهده العراقيون من خلال التلفاز بل يعيشونه  يوميا،  فجرائم القتل مروعة بالكاتم وغيره وقتل الابرياء بالجملة والمفرد، ومن أجل زيادة حلقات المسلسل أصبح هناك ذئاب النهار (سوات) ومن لف لفها، وذئاب بالليل من العصائب والبطاطية واللاتية.

بينما أنا جالس أدعو أن لا ينقطع التيار الكهربائي، ولأن أبو المولدة زعلان من أجل تأخير تزويد المشتركين بحصتهم التي يدفعون ثمنها.. وحتى لا تفوتني مشاهدة حلقة اليوم من مسلسل الذئاب وهو المؤتمر الذي أقامه عمار الحكيم أصغر مجاهدي فيلق بدر في الحرب العراقية الايرانية وبسبب جهوده ونشاطه في جبهات القتال من خلال المحاضرات والتثقيف أعفي من الخدمة العسكرية في الجيش الايراني، نعم الجيش الايراني، ولماذا الاستغراب فهو يحمل الجنسية الايرانية وعاش وترعرع هناك.
المهم هذا المؤتمر أعاد لي الذاكرة الى حلقات المسلسل المتلفز فتذكرت مقطعا وهو عندما حصل شجار بين افراد عصابة ابو جحيل فجمعهم وخطب فيهم خطبة كخطبة (السيد) في المؤتمر يحذرهم من أن مصيرهم المشترك واحد وختم ابو جحيل قوله ((لو نكف وكفت سبع لو نكع وكعت واوية)) وفعلا فإنهم قد وقعوا بعد ذلك مثل الواوية، كان هذا في نهاية المسلسل التلفزيوني وأعتقد ذات النهاية تنتظر الواوية الجدد.
كثيرة هي الصفات المشتركة بين دهاقنة العملية السياسية وبين الذئاب، على سبيل المثال لا الحصر إن الذئب تخشاه الجن وذئاب العملية السياسية تخشاهم الانس والجن، والذئب يشم رائحة دم الانسان على بعد أميال، وهؤلاء يشمون رائحة أي تجمع للناس سواء في موقف للعمال او مقهى او متجر او سوق للبسطات ليرسلوا إليه السيارات المفخخة او ميليشياتهم القذرة، والذئب عندما يهجم على القطيع يختار أفضل الموجود وهؤلاء قتلوا خيرة علماء العراق من أساتذة واطباء وعلماء دين وأئمة مساجد ومثقفين وطيارين، والذئب له من الدهاء ما يعرف به إن كان الراعي يحمل سلاحا أو أنه غير مسلح، وهذا ما تفعله الحكومة حيث تبدأ قوات الجيش والشرطة بمداهمة المنازل ومصادرة الاسلحة التي يدافعون بها عن أنفسهم وحتى سكاكين المطبخ يصادرونها، ويرسلوا اليهم بعد ذلك الميلشيات لتمعن في قتلهم دون تمييز بين صغير أو كبير، رجلا كان أو امرأة، لأنهم على ثقة من انهم جردوا من السلاح ومن كل عوامل مقاومتهم، وكذلك رأينا الاحياء التي كانت تحمل السلاح نجت من هجمات تلك الذئاب، والصفة الاخرى هي أن الذئب حيوان لا يتهجن ولا يصبح أليفا، والذين في العملية السياسية يتفوقون عليهم بأنهم يبتسمون ليخدعوك وتظن أنهم قابلون للتهجين وترك الافتراس، ويتفوقون عليهم بشيء آخر وهو أن الذئاب تأكل اللحم وهؤلاء يأكلون اللحم ويشربون الدم.
طبعا سمعنا الخطاب التاريخي المهم الذي قدمه (السيد) والذي فحواه انه لا خيار لكم الا الدستور والعملية السياسية والا مصيركم مصير ابو جحيل ومصير الواوية، والا بماذا نفسر قول (السيد) لا يوجد ميثاق شرف ولا بيان ولا ..... ولا.....، فقط كلمة شرف، عن أي شرف تتكلم، أنسيتم مؤتمر مكة الذي كان في أقدس بقعة على وجه الارض وحررت وثيقة مكة وكانت أقلامكم تمضي على الورق وسيوفكم تمضي على رقاب أهل العراق ضرباً وطعناً وتقتيلا، فعن أي شرف تتكلم.
بعد خطاب (الحكيم) شرب الحضور العصير نخب الدماء التي سالت في الفلوجة والموصل والحويجة وجامع سارية وجوامع ومساجد بغداد، ونخب ضحايا السيارات المفخخة، وتمت المصافحة وتبادل القبلات التاريخية بين النجيفي والمالكي ليخرجوا جميعا مبتهجين مهلهلين وليس مهللين وكأن شيئا لم يكن و(براءة الاطفال) في أعينهم.
يا شعبي العظيم، يامن تقف شامخا ابيا في ساحات العز والكرامة والشرف ساحات الجهاد بالكلمة ضد حاكم جائر جاهل طائفي مستبد وضد طغمة فاسدة، لقد قهرت بصبرك وارادتك وسلميتك وثباتك هؤلاء، فتنادوا جميعاً وبمباركة ايران للم شعثهم وكأن لسان حالهم يقول (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ) لقد أدرك هؤلاء بأن ثورتك يا شعبي على الظلم والطغيان والتسلط والتجبر والضيم بدأت تأتي أكلها وأن مصير الواوية قد اقترب، لأن الشعوب تصبر وتكافح وتنافح وربما تلين إرادتها بفعل حديد الطغاة والمتجبرين حيناً لكن إرادة الشعوب لا تكسر والشعوب الحية لا تموت، فما بالك بشعبٍ يرى الموتَ في سبيل الله أمنيةً، وفي سبيل الدين شهادةً وفي سبيل الارض كرامةً وفي سبيل العرض شرفا ورفعة.

إن شعاع ثورتكم بدأ يتسع مداه ويتلألأ نوره، فلا تسمعوا للذين حضروا مؤتمر (أبو جحيل) سيأتون اليكم بالترغيب في إصلاحات ستحصل ووعود ستنفذ وهي مواعيد عرقوب، أو بالترهيب بأن لا قِبَلَ لكم بهم، وأنتم من جعلتم أمريكا تركع صاغرة لإرادتكم فحذاري حذاري، فالمجرب لا يجرب، ودماء الشهداء الذين سقطوا في ساحات العز أمانة في أعناقكم أيها الشرفاء الاصلاء أنتم أصحاب كلمة الشرف لأنكم أهل الشرف واذا قلتم صدقتم واذا وعدتم أوفيتم، فنعم الرجال أنتم.

ملاحظتان من الناشر:

  • اعتقد ان الأصح أن يوصف المقصودون بالمقال بأنهم ضباع وليسوا ذئاباً، لأنهم والغون في الدماء ولا يتورعون عن أكل الجيف التي يعافها الذئب، مع التقدير لرأي الكاتب.
  • ولتفاصيل اضافية يرجى الضغط هنا.

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..