وجهات نظر
علي البياتي
يستقبل عميد كلية العلوم السياسية للجامعة العبرية الطلاب المقبولين بالترحيب قائلا:
انكم ضباط المخابرات الاسرائيلية الرسميين في المستقبل، لأنكم سوف تكونون الدبلوماسيين المعتمدين في الدول الاخرى، فكيف تستحصلون على المعلومات دون المخاطرة بطردكم من تلك الدول بتهمة خرق اصول العمل الدبلوماسي؟
ويجيب على هذا التساؤل فيسرد كيفية الحصول على المعلومات مجاناً من ثنايا الصحف والاذاعة وغيرها من اعلام تلك الدولة ويصل الى الفقرة التي تدلنا كيفية الحصول على المعلومات من زيارة احد القادة للدولة الثانية وكيفية استنباط المعلومة المفيدة من البيان الختامي للزيارة فاذا قيل اتفق الطرفان على مواصلة اللقاء والتباحث بالدولة الثانية يعني لم يتوصلوا الى الاتفاق وهكذا..
وبتطبيق هذه الخبرة على زيارة مسعود برزاني الاخيرة لبغداد وحيث لم يصدر اي بيان لا نستحصل على شئ يفيدنا في التحليل هل اتفقوا ام لا وعلى ماذا؟ في هذه الحالة نلجأ الى اسلوب استحصال المعلومة والتحليل الى طريقة معرفة المجهول بالمقارنة بالمعلوم!!! اي إذا قيل لك: اذهب وقابل الشخص س في المطار ولأول مرة سوف تلتقي به ولأجل التعريف يعطوك مواصفات وجه وشكل اشخاص معروفين لديك فبتطبيق اسلوب معرفة المجهول بالمعلوم يكون بالامكان التعرف على الشخص المطلوب والمجهول في آن واحد.
وهكذا سنتعرف على ما اتفق عليه برزاني والمالكي في لقائهما من مجريات الاحداث المدمرة التي عصفت بالعراق، وخاصة الذين تضرروا من هذا الاتفاق الثنائي الشيطاني وكما يلي:
اول واكثر المتضررين، كما ظهر، هو المكون السني، ويتجلى ذلك من خلال عمليات القتل والاعتقال والدهم لجميع المناطق في بغداد وحزام بغداد التي يعيش فيها هذا المكون، ولازالت العمليات مستمرة ومن ضمنها تهجير طائفي في بغداد وديالى، وكذلك طرد او احالة على التقاعد لنحو 1400 ضابط كلهم من المكون السني من مختلف الرتب، عدا اثنين منهم من الشيعة ولكن امهما سنيتان، وحسب معلوماتي هنالك قوائم أخرى لتصفية طائفية مطلقة بعد ملاحظة عدم وجود ردود فعل عنيفة من اية جهة يحسب لها حساب كنواب السنة أو الاسياد الامريكان او غيرهم.
الجانب الثاني المتضرر هو المكون التركماني حيث بدأت، وتتواصل، التفجيرات المتتالية لجوامع وأسواق كركوك مستهدفة المصلين والمتبضعين في الاسواق متزامنة لتفجيرات الطوز الدامية، وفعلا نزح كثير من اهالي الطوز باتجاه الجنوب، بعد ان منعت قوات الاحزاب الكردية من نزوحهم باتجاه اقاربهم في كركوك، وكذلك إجبار تلك القوات لإهالي بعض اقضية ونواحي وقرى ديالى من مكوني السنة والتركمان، أيضاً، وبالتزامن مع المليشيات الطائفية المدعومة من حكام المنطقة الغبراء وخاصة في المقدادية وجلولاء وخانقين.
ما اوجزناه اعلاه كان المعلوم لكل قاصي او داني فما هو المجهول لنستبطه من هذا المعلوم؟
اكاد اجزم ان الانفصالي سليل الخيانة والمرتبط روحا وجسدا بالخبراء الصهاينة قد باع المكون السني على مائدة اللئام واطلق يد خائن الوطن وخادم الولي السفيه في العراق ليفعل ما يحلو لإيران من اجتثاث هذا المكون من بغداد والحزام وديالى ومن الوظائف العسكرية والمدنية في الدولة العراقية، ان بقي من الدولة شئ، وبالمقابل تم اطلاق يد برزاني (شلت ايديهم) ان يفعل ما يحلو له بعموم التركمان بغض النظر عن مذهبهم. وكما حدثني احد نواب التركمان شاكيا بأن في مكتب المالكي شلة يكرهون المكون التركماني عموما ومستعدين ان يعطوا كركوك الى الاحزاب الكردية وكذلك الموصل، وتفعيل المادة 140 سيئة الصيت.
وهكذا فضحت افعال الطرفين ما كانوا يعتقدونه اتفاقاً سرياً دون الاعلان عنه بأي بيان مشترك، ولو صورياً، ولكن الله فاضح سرهم الخبيث وما على العراقيين الشرفاء المخلصين لتراب الوطن الا ان يحتاطوا ويأخذوا كل تدبير لإفشال هذا الحلف الاجرامي والشيطاني المنفذ لمخطط بايدن والصهيوفارسية لتجزئة العراق الواحد منذ الازل.
والله المستعان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق