موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأحد، 28 أبريل 2013

أصل الحكاية..



عز الدين صالح
سيدي.. أيها الجامع المانع، منبتاً وسلوكاً وفكراً وقولاً وعملاً، في هذه الأيام تجلَّت الأقدار كلها في شخصك كراعٍ مؤتمنٍ أمينٍ مأمونٍ رشيدٍ على تاريخ العروبة والإسلام؛ فارتضيناك ورضيتنا، لندفع في دفاعك بكل ما امتلك العربي من شجاعة واقتدار، عن مقدرات وانجازات السلف والخلف، أما هم فقد أعدموك جزاءً وفاقاً، في نظر من أرادوا لك النهاية، عما كان قديما وحديثاً، في ذروة محاكمة تاريخية عدائية للمجد العربي.


وعن أصل الحكاية سيدي القائد الملهم، أنك قد سقيتنا مجدا مشبعاً بالكرامة، ورويتهم منذ آلاف السنين الذل واليأس والهوان، فرغم كل سنين التيه التي مرّوا بها عبر الأزمنة، لم ينس بنو إسرائيل ما فعلت فيهم يوم سبيك البابلي المجيد. فتراك يا رائع السيرة، أسطورة ما انفكَّت تستعصي على الموت أو النسيان، فأنت وحدك نبوخذنصر البابلي، الذي سقى قومه عزّاً لا ينضب، فيما عجز أعداؤك عنك منذ الأزل، وحتى جاءت فرصتهم في لحظة التشفي، يوم صعودك الأخير, ليبدو إعدامك بالنسبة لهم، بعد كل هذه السنين، يمثل العدالة التاريخية، التي لطالما انتظروها، كما قال شمعون بيرس وقتها، سيَّما وأنك دون سواك الذي كان أول من أسر وسبى، وأول من قصف مدنهم وما اكتفى، وأنت وحدك وليس إلا إياك الذي اختزل روح قانون حمورابي، وزاد على مسلاته مسلات.
فبالله عليك سيدي لا تزهو علينا بما شرَّفتك الأيام أكثر، بعدما كُتبت لك الزعامة وحدك, بينما القيادة التي تأتي وتذهب، تركتها طواعية وانحيازا للمبادئ، كي يتصبب بها الفرحون من كل أنواع الملوك الأخوة العجزة، الذين لطالما ما عبئ التاريخ بذكرها لهم، فيما أكدتك أسفاره الخالدة مع سبق الإصرار، زعيما كل حين، حتى رفعت غزة في نائبتها صورك تحسرا وترحما.
هناك أو هنا، كان شرقُك سيدي، حيث اجتهد الفرس للثأر فيك، من سعد ابن أبي وقاص على انتصاره عليهم في القادسية الأولى، لتستمر المؤامرة، ببقاء رستم المأزوم ببابك، يتربَّص بدارك حتى هُزم مرتين، لتنكِّس دولة ساسان أعلامها كما عوَّدتها أنت على ذلك، بعد أن خسرت حربها عليك في القادسية الثانية، التي أسَّست هي لها رغم مرور 1400 سنة على الثأر. ونشهد أنك قد استكملت في الفرس ما أبقى عليه سعد من انتصار، فحفظت دين الله والعروبة بخليجها من أي انكسار, ومرة أخرى،  يستنهض الفرس إسماعيل الصفوي، فيُهزَم أيضا ويندحر في صفحة الغدر والخيانة، ولكنه بقي شعوبياً, حينما استعان بأبي لؤلؤة المجوسي، الذي أجاد، بحكم التجربة الأولى، الطعن من الخلف، فيما أجادت الملائكة وتمرَّس المؤمنون على لعنته حتى تقوم الساعة، فكان مقتلك فينا مقتل ابن الخطاب عمر، فلكما الرحمة والرضوان أيها الجليلان.‏

ملاحظة:
شكراً للصديق الدكتور عبد الكاظم العبودي الذي بعث لي بهذه المقالة، والتي وردت إليه من صديقه السيد عز الدين صالح، من فلسطين الحبيبة إلى قلب وروح الشهيد صدام حسين، فلهما، كلاهما، التحية والتقدير.

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..