عبد الكاظم العبودي
تقترب حفلات السيرك الانتخابي في محافظات العراق الجنوبية، خاصة، من نهاياتها.
ومن خلال برنامج هذا السيرك وحاضريه وخطبائه ودعاته يمكن الاستدلال على عمق طائفية الحكومة وضحالة وزرائها وانتهازية تحالفها الحاكم وتلك مجتمعة مؤشرات النهايات المفجعة التي يريدها اصحاب هذا السيرك.
ان الاناء ينضح بما فيه، كما يقول المثل، لكن الطفح الذي وصل اليه هذا الوعاء الانتخابي وتهريجه قد وصل الى حد من الهيستيريا والتهديد الوقح، والى الحد غير المعقول من الشحن الطائفي والعدائي لكل ما هو وطني وعراقي ومنتفض من أجل الحقوق.
البارحة توافقت الخطب المرافقة لهذا السيرك الطائفي بدءا من طهران، حيث اعطى من يسمى نفسه نائب قائد الحرس الثوري الايراني نفسه قيادة الجوق الطائفي ونصب نفسه بوظيفة المايسترو ليقود معزوفة الخطاب الذي سمعه العراقيون في محتشدات الجنوب والوسط. في الشهر الماضي وكما أوردت صحيفة صداي عدالت الايرانية تصريحات لنائب قائد الحرس الثوري الايراني العميد حسين سلامي ذكر فيها : "أن قواتهم (الحرس الثوري) ستتدخل لإنهاء العصيان بالأنبار في حالة تلقيها الضوء الاخضر من بغداد، ويمكن حصول ذلك فيما لو خرجت الامور عن السيطرة" . وأضاف سلامي: " إن الامور غرب العراق لم تخرج عن السيطرة حتى الان". وقبل اول امس سمعنا مرة اخرى قائدهم الصفوي، وهو مقسما أغلظ الايمان : بان العراق لن يعود الى ما قبل 9 نيسان ، 2003 ويقدم من خلال خطابه ضمانات فارسية بالتدخل بالعراق، حتى ولو وصل الأمر استخدام القوة لمنع ما إدعاه هذا الخطاب الصفوي بعودة البعث الصدامي او غيره من خصوم العملية السياسية القائمة لخدمة المخططات الإيرانية، ووصلت صفاقة المايسترو الفارسي: انه سيمنع التغيير في العراق حتى ولو اختار الشعب ممثليه عبر الصندوق.
وعلى نفس المنوال اعيدت خطبة قائد الحرس الثوري الايراني منسوخة على لسان المالكي وهادي العامري وعلي الاديب في تجمعات ومحتشدات طائفية شملت عديد مدن العراق الجنوبية.
موجز كلماتهم هو نفس مضمون خطاب سيدهم: "السلطة باتت لنا ولن نفرط بها" ، والمعتصمون في الساحات خونة ومجرمون و قتلة، حان الوقت لتطهير العراق من شعبه . هل هناك خطاب للتطهير الطائفي أكثر وقاحة من هذا الإفصاح عن دواخل ما يرومون الذهاب اليه من مذابح بحق أحرار العراق.
خطاب التشدد هذا ينذر بكل المخاطر المحتملة التي يذهب بها المالكي ورهطه وأمامهم من خلفهم إيران تدفع الجميع الى المحرقة.
صبر ساحات الاعتصام في سائر أرجاء العراق لازال يتسم بالحكمة والتعقل والمطالبة بالحلول وتحقيق المطالب واسترجاع الحقوق، ولن تغلق قيادات الإعتصامات الباب مغلقا أمام أي مسعى عراقي أو عربي أو دولي، طارحة التفاوضىعلى جملة المطالب،وترفض المساومات والتسويف وإبرام الصفقات المشبوهة، بينما تندفع السلطة الى تمثيل المظلوميات لها وتعمل على إخراج مسرحيات التفجيرات الدموية، وتغذية الاحقاد بالخطاب الطائفي الداعي الى تقسيم العراق، او حتى سحق الخصوم والمعارضين بالقوة، وبهذا تتجاهل حقوق الناس من عرب وأكراد وتركمان، ومن فئات طلابية وعمالية وفلاحية وبطالين ومتشردين ومهجرين بلغوا العشرات من الملايين.
كل المؤشرات في خيمة السيرك لـ "دولة اللا القانون" تشير الى خطف الصندوق "غير الإنتخابي"، والتغطية على السرقة الديمقراطية لأصوات الناخبين، ويتم ذلك بشحن الغرائز العدائية والوعيد بالنذير المشؤوم لتدمير ما تبقى من العراق شعبا وترابا وطنيا ومجتمعا.
الانتفاضة بصمودها تحترم ارادة شعبها في التغيير، ترفض التدمير طريقا لتقسيم العراق، وتسعى الى حماية جماهيرها وحقوقها بكل الوسائل والأطر الشرعية المتاحة، وهي تسعى الى ان تصلب وحدتها الوطنية، واتخاذ قراراتها باستقلالية وطنية تامة؛ بعيدا عن الخضوع لأية جهة، سوى مصلحة العراق وتعد بأنها لن تفرط بآلام الشعب العراقي وتقدر بمسؤولية وطنية حجم التضحيات الكبيرة لشعبنا، التي باتت مانعا وتحصينا عن الاقدام على عقد اية صفقة مساومة على حساب حرية العراق ومستقبل أجياله ووحدته الوطنية والترابية وانتمائه الى امته العربية.
المجد لشعبنا العراق
النصر للانتفاضة الوطنية العراقية
وان غدا لناظره قريب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق