جاسم الشمري
ملاحظة من الناشر:
يتقدم على كل تلك الأسباب التي ذكرها الأستاذ الشمري في مقاله، تمكين الله العزيز وتوفيقه.. ونسأله ذلك، سبحانه وتعالى.
(لو كنت تعتقد أنك قادر على الانتصار، فإنك كذلك.. فالإيمان مهم في تحقيق النصر)، بهذه الكلمات الدقيقة، والمليئة بالروح والأمل حدد الأديب الانكليزي (وليم هازليت) (1778- 1830م)، حقيقة النصر، أو الانتصار.
وهناك طرفان ساعيان للنصر في كل ميادين الحياة المدنية والعسكرية، الطرف الأول يمثله أصحاب الحق والمبادئ من المدافعين عن القيم والأخلاق والأوطان والأعراض، وهؤلاء، في الغالب، تجدهم يتمتعون بروح معنوية عالية، ولا يهمهم حجم التضحيات المبذولة في سبيل تحقيق أهدافهم النبيلة، وهم بعبارة مختصرة، موقنون بالنصر، ولو بعد حين.
أما الطرف الثاني، فيمثله أصحاب الباطل والأهداف الدونية الذين لا يعرفون معنى حب الوطن، ولا يقيمون وزناً للمبادئ والقيم والأخلاق، وهذا الفريق، في غالبهم، هم مجموعة من الكذابين الذين يقولون ما لا يفعلون، وقلوبهم مليئة بالأحقاد والسموم والظلام.
وعلى الرغم من أن أصحاب الفريق الأول واقفون على سبيل الحق، وقريبون من النصر، إلا أن نصرهم المرتقب، لا يمكن تحقيقه إلا بالأخذ بالأسباب الضرورية الموصلة لتحقيق العزة والكرامة، ومن ثم الأمن والأمان والسلام.
والعراقيون المتظاهرون المنتفضون على حكومة المالكي منذ أكثر من أربعة أشهر، في أكثر من ست محافظات عراقية، أجدهم اليوم أقرب ما يكونون من تحقيق الانتصار والحصول على حقوقهم الشرعية، التي تحاول حكومة المنطقة الخضراء التغاضي عنها وتجاهلها، إلا أن هذا النصر بحاجة إلى جملة من الأسباب التي تجعل تحقيقه مؤكداً، ومن هذه الأسباب:-
1. توحيد القيادات الوطنية المقبولة جماهيراً، والاصطفاف حولها، وجعلها صاحبة القرار الأول والأخير، والابتعاد عن مستنقع تشتت القيادات، وهذه الصورة موجودة اليوم، مع الأسف الشديد، وبوضوح في المشهد العراقي الوطني.
والحق أن الاتفاق الجماهيري على هذه القيادات- التي يمكن أن تكون جماعية، وليست فردية- سيقطع دابر مهزلة المفاوضات الهزيلة التي يجريها بعض المنتفعين مع حكومة المالكي، ويجعل القرار بيد هذه القيادة الأمينة.
2. تنقية الصفوف من الداعين للمشاركة بالانتخابات المقبلة؛ لأن هؤلاء، القوم لا يريدون أن يتعلموا من الماضي القريب، ولا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية والحزبية، وتجربة العشر سنوات الماضية أثبتت أن مشاركة أرباب العملية السياسية جاءت بالويل والثبور على الوطنيين، ولم تقدم ما فيه مصلحة البلاد والناس، بل هي التي أجهضت أكثر حقوق العراقيين؛ لأن غالبية الدول الصديقة والشقيقة تقول" إن جميع مكونات الشعب العراقي ممثلة بهذه الانتخابات ومشاركة في الحكم".
وعليه فإن هذه المشاركة العرجاء عقدت القضية الوطنية أكثر فأكثر!
3. تخليص الساحات وكافة التجمعات من الوصوليين والانتهازيين، الذين يجعلون من " القضية" دابة للوصول لأهدافهم الشخصية، وهم- مع الأسف- موجودون في كل التجمعات الصغيرة والكبيرة، ولهم أساليب ملتوية ظاهرها الصدق والوفاء والإخلاص، وباطنها الكذب والغدر والخديعة.
4. ديمومة الروح المعنوية المرتفعة لدى جماهير المحافظات الست، وإبقاء هذا الغليان الشعبي، والعمل على نشره بالمحافظات الأخرى، وخصوصاً الجنوبية من البلاد؛ لأن الثورة الشعبية إن وصلت للجنوب، فهذا يعني موت الطائفية التي تراهن عليها حكومة المنطقة الخضراء.
5. الابقاء على سلمية المظاهرات، لتمرير الفرصة على الذين يلعبون على وتر الحرب الأهلية بين العراقيين، وليكن شعارنا، كما قال المهاتير غاندي ) :أنا مستعد لأن أموت، ولكن ليس هنالك أي داعي لأكون مستعداً للقتل).
نعم كلنا على استعداد لأن نموت من أجل ديننا وعراقنا وشرفنا وقضيتنا ومبادئنا، ولكن لن نتورط بسفك دماء أهلنا من العراقيين، مهما كان مذهبهم، أو قوميتهم، أو ديانتهم، ولن نكون معولاً للهدم والتخريب وسفح الدماء في يوم من الأيام، بل سنبقى مفاتيح للخير، مغاليق للشر، ولن نسمح لأحد، كائناً من يكون، أن يفتت اللحمة العراقية، وأن يزرع الفتنة بين مكونات الشعب.
النصر الحقيقي لكل العراقيين، يكون بديمومة روح التلاحم والمحبة، ووقوفهم جميعاً جنباً الى جنب ضد الباطل والظلم، وهذا هو حالهم اليوم.
ملاحظة من الناشر:
يتقدم على كل تلك الأسباب التي ذكرها الأستاذ الشمري في مقاله، تمكين الله العزيز وتوفيقه.. ونسأله ذلك، سبحانه وتعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق