الرجاء.. الرجاء.. ممن يودُّ الذهاب الى الانتخابات أن لا يقرأ هذه المقالة.... مع تحياتي وتحيات كاتبها للجميع....
"أنت خائن وعميل"
مهند الليلي
"أنت خائن وعميل".. هذا ما قاله لي أحد (الأخوة) في الوطن.. لأني قلت له: إني لن أشترك في الانتخابات..!
في آخر انتخابات جرت عام 2010 كنت مراقباً دولياً على أحد مراكز الأقتراع.. وقضيت يوماً كاملاً أرقب العملية الانتخابية دون أن أنتخب أي أحد.. ترى ما هو السبب...؟؟
السبب هو ما اقتنعت به.. كـ(عراقي).. وهو عدم جدوى كل تلك الوجوه (الديمقراطية) التي ألفناها بعد 2003... فكل واحد منهم (جربناه) سابقاً.. وكل أزمنتهم متشابهة.. فما الفائدة منهم..؟؟ وبماذا يفرق أحدهم عن الآخر..؟؟
والكارثة.. ان أياً من المرشحين اليوم مرتبط بسيده الديمقراطي من (عرابي) العملية السياسية الفاشلة المليئة بالخصومات والنكبات التي أسسها (بول بريمر) في عراق اليوم ولم تجلب لنا كشعب سوى العار والشنار والويلات.. من الذين (يتبادلون الكراسي) في كل موسم انتخابي..!! وتأتي الأنتخابات لنشاهد (نفس الشكولات) تترأس الكتل ويدَّعون بأنها عملية ديمقراطية..!!
فوجوه (الصغار) وان تغيرت فإن أصواتها تصب في مصلحة (الكبار) من رؤساء الكتل الجاثية على صدورنا وبمنتهى (الدكتاتورية) الى أبد الآبدين.. والتي أبدلنا (الدكتاتور الواحد) بها..!!
نعم.. أنا خائن وعميل.. لأني أريد (وجهاً جديداً) أنتخبه لا يرتبط (بـ (شعيط ومعيط.. وجرار الخيط) من السحنات المكروهة التي جاءتنا مع قدوم الأمريكان الغزاة..
أنا خائن وعميل.. لأنني لا أقبل أن أبيع صوتي (ببطانية) في الشتاء.. و(كارت) موبايل في الصيف..!
أنا خائن وعميل.. لأني لا أريد أن أكون جزءاً من (انتخابات (مسرحية) لا تغير شيء من الواقع في بلدي.. يتوسل قبلها المرشحون بالناس ويقدمون الوعود الكاذبة و(الفتات) والخردة من اجل كسب أصواتهم.. وبعدها يصعدون أبراجهم العالية تاركين الشعب في مستنقع الجهل والتخلف والارهاب.. ولتتكرر المسرحية السخيفة كل مرة..!!
أنا خائن وعميل.. لأنني لا أشارك في انتخاباتٍ الدافع الرئيسي للمشتركين فيها هو الولاء (الطائفي) وليس الوطني.. ولكي تفوز (جماعتي) على (جماعتهم)..!!
أنا خائن وعميل.. لأني أرفض ما يجري اليوم من (مزايدات) على أصوات الناس.. ومن (رشاوى) و(واسطات) وعزايم (لكسر العيون) وأمور أخرى (خليها سكتة)..!!
فأين (الوطن) في كل هذه المعمعة..؟؟ وبعدها يتساءل الناس: (ليش السياسيين حرامية)..؟؟
كل شخص من (الشكولات) الديمقراطية جرَّبناه خلال العشرة سنوات الغبراء التي مضت.. أما رئيساً.. او وزيرا.. أو برلمانياً.. أو سياسياً.. فمن منهم ولاؤه حقيقي للعراق وسيبقى في العراق كي أمنحه صوتي..؟؟ ومن منهم جعلني أحس بأني (عراقي) دون طائفية وقومية وحزبية..!
من منهم خرج عن الأطار الذي وضعه (بول بريمر).. ومن منهم يمكن أن أعتبره (انساناً حراً) ولديه إرادة، وليس عبداً للمنصب، كي أصوّت له..؟؟
أنا خائن وعميل يا ناس.. لأني لا أريد أن ألدغ ثانية.. والنبي الكريم يقول: المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.. وقد لدغنا من جحر الديمقراطية (آلاف المرات).. فيا عراقيون هل أنتم مؤمنون..؟؟
ولمن يقول لي: سيأخذون صوتك ويكون من نصيب الطرف الآخر. أقول له: وماذا فعلت أصوات الشعب عندما فاز (علاويكم) في الانتخابات الماضية؟؟ ألم يصبح الفائز خاسراً.. والخاسر فائزاً..؟؟ إنه أكبر دليل على ان مصير أصوات الانتخابات... في المهملات..!!
ولمن يقول لي: شارك بصوتك في بناء العراق. أقول له: (كل مفخخة.. وكل جريمة.. وكل فساد.. وكل خطف.. وكل اعتقال.. وكل رشوة.. وكل خرق أمني وانتهاك لحقوق الانسان سيكون في عهد الحكومة المقبلة، لك نصيب فيه.. لأنك ساهمت (بصوتك) ودعمت عملية سياسية معروفة نتيجتها مسبقاً.. وهو الفشل الذريع.. لأن أشخاصها جرَّبناهم ونعرفهم.. ولأن أساسها أعوج من بنيان (بول بريمر) الطائفي التحاصصي..
وأخيراً... عندما حدثت تفجيرات مدينة الشعلة بعد ثلاثة أيام من انتخابات عام 2010 وسقطت البنايات على ساكنيها.. كان الناس يعضون أصابعهم (البنفسجية، ورأيتهم من على شاشات الفضائيات.. بينما شعرت أنا (براحة ضمير) لأني لم أنتخب ولم (أنجس) أصبعي..
أن الشعب العراقي مدعو لإلغاء كل تلك الوجوه (الديمقراطية) التي ألفناها بعد غزو الأميركان لبلدنا.. من حملة الشهادات المزورة ومزدوجي الأسماء والجنسيات من الذين شوَّهوا كل معنى للحياة في العراق، المزروعين كالأورام الخبيثة في جسد هذا الوطن..
اللهم إني بلغت ... اللهم فاشهد...
وعليهوووووووم....
ومختصر مفيد...
الديك الفصيح... بالبيضة يصيح..
(مثل عراقي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق