ضياء حسن
الى أهلنا المعتصمين المنتفضين بكل ألوان طيفكم الوطني الزاهية بتوحدكم وبعطور تنوع شذاها، ولكنها توسدت برحيق جذر عراقي واحد ما ملَّ ولا كلَّ وهو يغرد لوحدة الوطن ويقدم الروح مهداة براحة بال ونكران ذات لتختصر المسافة بين وقفة التمني لتحقيق مطالب المواطنين المستحقة وبين لحظة استلال المطالب بالصبر المخضب بغالي التضحيات، دون أن يتراجعوا عنها لا بتأثير تهديد يشيعه قتلة محترفون ولا خشية من بطش حكام مبحوحة أصواتهم، صاروا ينعقون بكلمات سوداء لا تروج سوى للقتل المنظم الذي طال ابناء العراق البررة بشعبهم وهم يتمسكون بحق شعبهم في استعادة حريته واسترجاع اقتداره لينهض من جديد بمهمات إعادة بناء صرح الوطن شامخا ساطعا بأضواء الخير تبسط ظلها على أهلنا العراقيين أينما تواجدوا في أعالي الجبال أم في السفح منها او السهل أو في الوادي الفسيح ام عند ينابيعها وشطآنها عذبة المذاق.
ويسجل لوقفتكم أيها الرجال الصامدون الفضل في إسقاط الأقنعة عن وجوه القتلة المحترفين الذين نصبهم المحتل ليقرروا مصير البلاد على وفق أتفاق أمني أختير المالكي حصرا ليوقع عليه لتجعل من العراق ضيعة تابعة لواشنطن التي تتفرج على ما يجري في بلاد الرافدين من تجاوز على محرمات المواطنين ونهب للمال العام وتصفيتهم بكل الوسائل الأجرامية المتاحة لعسكر السلطة , وآخرها كبرى جرائم "سوات" في العامرية التي راح ضحيتها 30 شهيدا و100 جريحاً وما جرى للمعتصمين في الخالص أطلقت عليهم قذائف أسقطت سبعة شهداء وعددا من الجرحى إضافة الى سقوط شهيد واحد في الحويجة متأثرا بطلق ناري سدده جندي من القوات الأمنية.
وجميع هذه القوات كان سعى المجرم بوش وعصابته الى تدريبها لتكون اداة ترويع دائم للعراقيين وجيء بأوباما بصمته المريب المرسوم ومعه المجرم بايدن صاحب مقترح قانون تحرير العراق الذي أقره الكونغرس الأميركي قبل تولي المجرم بوش السلطة العدوانية في واشنطن .
وبايدن نفسه واضع تفاصيل مشروع استبدال الوجود العسكري الأميركي بوجود أمني مخابراتي ينفذه عملاء واشنطن– طهران المتسلطون على رقاب أبناء الشعب العراقي وهم يعملون بإرشاد قاسمي سليماني قائد فيلق القدس الإيراني تنفيذا لأوامر خامنئي وكأنه نائب سلطة البيت الأبيض في العراق.
ويكفيكم فخرا أن صبركم وأصراركم على المضي في طريقكم السلمي لنيل كامل حقوقكم قد أستقطبتم وتستقطبون يوميا دعما أكبر من المواطنين في ساحات جديدة من مناطق بغداد المختلفة كما شدت اليكم تأييد المزيد من اهلكم في محافظات القطر.
فإليكم أهل العز والكرامة نهمس ملفتين انتباهكم الى ضرورة الانتباه الى أسئلة الأعلام وقد لا تكون مقصودة والتي باتت تخرج على المعقول وهي تستدرج البعض من أهلنا لجس النبض حول ما يتقرر من فعاليات تالية تزمعون القيام بها وليس من الصحيح الكشف عنها قبل أن يحين وقتها حفاظا على أمنيتها, يضاف الى ذلك طرح أسئلة نشاز تحاول أن تسترق آراء المعتصمين فيما يقوله فلان ويدعيه علتان في التشكيك بنواياهم أزاء التطورات التي تحيط بالاعتصامات وخصوصا ما صدر عن رئيس الحكومة وبعض مساعديه من تهديدات استفزازية خارجة على اللياقة ولا يمكن أن تصدر عن مسؤول عاقل!
فقد ركز الإعلاميون على استنطاق المعتصميين لمعرفة ماذا يريدون فعله ردا على تلك التصريحات فكرروا طرح مثل هذا السؤال على جميع ساحات التجمع سعيا للحصول على إجابة وربما إجابات يحققوا فيها سبقا صحفيا لا ينفع المعتصمين ولا قضيتهم, لذلك أدعو اللجان التنظيمية الى إعطاء العملية الأعلامية مزيدا من الاهتمام والتنظيم، نظموا كل شيء يتصل بالاعلام عن اعتصامكم ولا تجعلوه متسيبا فيضر بقضيتكم، إن هو انشغل بتفاصيل تصرفه عن التركيز على حقائق تعرف بعدالة مطالب الشعب التي يتبناها المعتصمون ويضحون في سبيل تحقيقها الكثير الكثير.
فواظبوا المسير على طريق الظفر بحقوقكم يحيط بكم دعاء امهاتكم المستجاب بأن تعودوا آمنين حاملين لهم بشرى النصر المبين .
المجد والخلود لشهداء العامرية والخالص والحويجة ولمن سبقهم من الشهداء الأبرار, والشفاء العاجل للجرحى الأعزاء .
وعلى الخير نلتقي جميعا ودائما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق