موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

السبت، 27 أبريل 2013

المؤامرة الكبرى على العراق.. هل ستكتمل خيوطها؟

خضير المرشدي
هل أن مايتعرض له العراق من تهديد للوجود والهوية، قدر محتوم؟ أم انه صراع أضداد؟ ام تقاطع في مصالح دول لها أهداف ومشاريع؟
ما نعرفه وقرأناه من تاريخ هذا البلد العريق بانه قد تعرض لغزوات وحروب وصراعات عديدة، والتي كادت ان تمزق أرضه ونسيج مجتمعاته المتتالية عبر العصور، ولكن العراق بقي هو العراق، عصي على الغزاة، عصي على التقسيم، رافضا للتخلف، ناهضا بعد كبوة، ولودا لقيادات تاريخية فذه تعيد له رونقه ومكانته ووحدته بعد تفرقة، وتحقق له نهضة حضارية بعد تخلف، وتحفظ كرامته وكرامة شعبه بعد انحطاط، وتشيع الفضيلة والعدل بعد الرذيلة والظلم، وتتمسك بالشرف بعد الفساد..


انها سمات هذا الوجود الازلي للعراق الموحد الذي احتضن ستة حضارات إنسانية كبرى كانت مصدرا إثراء لما تلاها من حضارة ومدنية عالمية.
المؤامرة الكبرى التي يتعرض لها العراق منذ ثورة السابع عشر من تموز ولحين احتلاله عام 2003 وما خلفه هذا الاحتلال من تداعيات ونتائج خطيرة تهدد وحدة وهوية العراق الوطنية والعربية والإسلامية، بل وتمس الوجود التاريخي والحضاري لهذا البلد العريق في الصميم!!
قد لايعجب الكثيرين من مثقفين ومنظرين ومفكرين عرب ومسلمين، بعضهم من عشاق الغرب، وبعضهم الاخر محبي ايران، الحديث عن المؤامرة الكبرى التي تعرض ولا زال يتعرض لها العراق منذ العدوان الإيراني الخميني، مرورا بالعدوان والحصار والتدمير التي جاء بحجة تحرير الكويت!! وحتى الاحتلال والغزو الأمريكي والصهيوني للعراق وما تلاه من تدخل إقليمي خطير وخاصة من قبل ايران من جهة، وما سوف نراه من مخطط تركي هو الآخر يشكل خطرا على سلامة وحدة العراق ووجوده وهويته..، لان هؤلاء السادة (اصحاب الفكر والثقافة والتنظير)؟؟ يغضون الطرف عن عدوان خارجي والذي جاء بصيغة احتلال وغزو سافر، ويسمونه تغييرا!! وآخرين وباستفزاز مفرط وسقوط اخلاقي يسمونه تحريرا؟؟
وقد ترافق ذلك بعدوان خارجي آخر مكمل ومتوافق مع الغزو والاحتلال، هو نفوذ إيراني مدمر، بعضهم يسميه تحقيق مصالح، وهناك من يتجنب إدانته!! او ان اضطر فيذكره بخجل أحيانا!!
ويبررون ماجرى من عدوان خارجي ونفوذ إقليمي الى ظروف داخلية وسلبيات واخطاء ونواقص وبعضهم يصفها بما يشاء وحسب درجة قربه او بعده!! او بقدر حبه او كرهه، لذلك النظام وقيادته!! بل والاهم حسب اهمية ارتباطه بهذا الطرف الدولي او ذاك؟؟
وقد لا نختلف على بعض من تلك الأخطاء والسلبيات والتي هي ملازمة لأي نظام حكم في العالم، وخاصة في بلد مثل العراق بظروفه وطبيعة شعبه وتكوينه واستهدافه المستمر عبر العصور!!!، ولكنهم يبعدون الحديث عن مايسمى مؤامرة دولية كبرى لتدمير العراق الدولة والشعب والحضارة والدور والرسالة والمشروع العربي الحضاري التقدمي!!
والتي حيكت ضد العراق والامة ليس بسبب سلبيات وأخطاء وخطايا كما يحلو للبعض ان يسميها، ولكن بسبب إيجابيات وإنجازات كبرى، ومشروع ورسالة ودور.
هذه المؤامرة التي بدأت منذ أن اتخذت قيادة الثورة في العراق، القرارات التاريخية التي حققت استقلال العراق السياسي والاقتصادي وكانت مدعاة لنهضة شاملة، من مثل قرار تاميم النفط، وقانون الاصلاح الزراعي، والحكم الذاتي للاكراد، والتطوير الصناعي، ورفع مستوى معيشة الانسان العراقي، والجبهة الوطنية والقومية التقدمية وغيرها الكثير والمثير من القرارات. حيث اتخذت هذه المؤامرة مسارات عديدة منها استمرار التمرد في شمال العراق رغم قرار الحكم الذاتي، ومنها التهديد من ايران الشاه، ومنها التامر الداخلي بدعم إيراني - وآخر صهيوني مستمر، ومنها تمرد من قبل أحزاب مرتبطة بجهات ودول أجنبية كإيران في حالة حزب الدعوة، والاتحاد السوفيتي في حالة الحزب الشيوعي؟؟
وقد بلغت المؤامرة منعطفا خطيرا عند مجيء الخميني الى السلطة في ايران وما تلا ذلك من تطورات قد اكتملت في ظلها خيوط تلك المؤامرة، بحرب شنتها ايران ضد العراق تحت عنوان تصدير الثورة، وكشفت تلك الحرب عن تعاون تسليحي وثيق بين ايران الخميني واسرائيل، برعاية الولايات المتحدة الامريكية والذي تكشفت بفضيحة (ايران - كونترا)، وبعد خروج العراق منتصرا من تلك الحرب، بلغت تلك المؤامرة ذروتها في تآمر حكام الكويت على العراق، وما نتج عن ذلك من ضم الكويت وماترتب عليه من عدوان كان الاعنف والاشمل بعد الحرب العالمية الثانية، وما تلاه من حصار هو الاقسى والاطول والاشمل على مر التاريخ، وصولا الى قيام الولايات المتحدة وحلفاءها باحتلال العراق وتدمير دولته وقتل وتشريد شعبه، ونهب وسرقة ثرواته وكنوزه التاريخية، وبدأت المؤامرة تقترب من اكتمال خيوطها بمحو العراق من الخارطة كدولة وكيان وشعب موحد وحضارة ورسالة ومشروع، وذلك من خلال محاولات تقسيم العراق في عملية نسف لهويته وانتماءه العربي والاسلامي، ولعل الدستور والعملية السياسية التي وضعها الاحتلال ومنظريه هي المدخل بل والضمانة لاكتمال خيوط تلك المؤامرة الكونية الكبرى..
ولعل سياسات حكومة الاحتلال واركانها واحزابها وارتباطاتها المشبوهة وافعالها الاجرامية، توحي   باقتراب اكتمال هذا المشروع الخطير!!
ولعل التصريح اللافت لمصدر كردي مسؤول هو الآخر يؤكد هذه الحقيقة، حيث، ((أشار فيه الى ان الحكومة التركية ابلغت حكومة اقليم كردستان انها ستؤيد قيام دولة كردية مستقلة في شمال العراق اذا كان ذلك هو الخيار الوحيد امام الاكراد في مواجهة سياسات المالكي!!! كما يقول المصدر؟؟
ورأى المصدر المقرب من حكومة الإقليم؟ ان وراء تأييد حكومة حزب "العدالة والتنمية" في انقرة لدولة كردية مستقلة برئاسة السيد البارزاني , سببان جوهريان :
السبب الاول : يتعلق بالاستراتيجية التركية الاقليمية التي ترى ان قيام دولة كردية سيسهم في اضعاف النفوذ الايراني داخل العراق واقليم كردستان بشكل خاص.
السبب الثاني : فيعود الى تطورات الوضع السوري وبالتالي تعتقد حكومة اردوغان ان قيام دولة كردية برئاسة بارزاني قد يمثل امراً حيوياً لاحتواء المشكلة الكردية الاقليمية التي ستتصاعد بعد انهيار نظام الاسد؟؟
كما ان اقليم كردستان المحاذي لمنطقة غرب كردستان في مناطق القامشلي والحسكة السورية, سيفرضان نفسيهما كموقع جيوسياسي وجيو ستراتيجي مهم في سياق الأمن القومي التركي, وبالتالي يمكن لأنقرة ان تجد في الدولة الكردية المستقلة شمال العراق منطقة استقطاب لمشكلة الاكراد داخل تركيا, ما يترتب عليه انهاء العمل المسلح لحزب "العمال الكردستاني" برئاسة عبد الله اوجلان والذي كلف الدولة التركية الكثير من الاعباء الاقتصادية والعسكرية والامنية. وكشف المصدر الكردي أن حكومة اردوغان مستعدة لأمرين إستراتيجيين لمساندة الدولة الكردية, أحدهما إقناع (السنة)؟؟ بدعم هذه الدولة برئاسة بارزاني، والأمر الآخر يتمثل بقيام نوع من الاتحاد الكونفدرالي بين دولة السيد بارزاني وبين تركيا)) انتهى التصريح.
هذا التصريح والموقف ان كان صحيحا، فانه يؤشر لجملة من الحقائق منها :
1- إنه ينسجم مع الموقف الإسرائيلي تجاه القضية الكردية، بانها إذا مافكرت او قررت القيادة الكردية لإعلان دولة كردية مستقلة، فعليها ان لاتكون تلك الخطوة بداية لانشاء مايسمى دولة كردستان الكبرى، والتي تعني في احد أهدافها انفصال جنوب شرق تركيا وهي (منطقة يسكنها غالبية أكراد المنطقة جمعاء)؟؟ وعليهم تبني البديل العملي المقبول، وهي إعلان الدولة الكردية الجامعة في شمال العراق؟؟
2- معالجة الوضع العسكري والأمني وانهاء الصراع الدموي وعملية الاستنزاف التي تتعرض لها تركيا بسبب هجمات حزب العمال الكردستاني التركي، وذلك من خلال الاتفاق الذي تم مع عبدالله أوجلان وبيانه الأخير الداعي لإنهاء الصراع المسلح، بترتيب لايبتعد عن خطة (أمريكية تركية إسرائيلية) لمعالجة هذا الملف، والذي جاء في احد نصوصه ان مسلحي حزب العمال الكردستاني التركي يتم احتوائهم وتوطينهم في (كردستان العراق)، وهذا ما أكده تصريح المصدر أعلاه.
3- هذا يفسر بكل وضوح المصالحة الإسرائيلية - التركية، برعاية الرئيس الأمريكي خلال زيارته الاخيرة لفلسطين المحتلة، والزام رئيس وزراء إسرائيل بالاعتذار من رئيس الوزراء التركي ودفع تعويضات لقتلى أتراك سقطوا أثناء مهاجمة الجيش الإسرائيلي لسفينة الحرية مرمرة الهادفة لكسر الحصار عن غزة.
4- احتواء المتمردين من أكراد سوريا وربما المتمردين من أكراد إيران، اضافة الى متمردي اكراد تركيا في شمال العراق وفي مايسمى (الدولة الكردية الجامعة)؟؟
وبهذه الصفقة (المؤامرة)، فأن ذلك سيقود حتما الى :
أ: أن هذه الصفقة التي بدأت بإعلان عبد الله أوجلان، وتوطين منتسبي حزب العمال الكردستاني التركي في شمال العراق؟؟، واذا ماتمت الى نهايتها، فانها ستكون حتما على حساب وحدة العراق وهويته ومستقبله، وباعثة على عدم استقراره لعشرات السنين او أكثر؟؟ حيث أن تشجيع القيادات الكردية على إعلان مايسمى (الدولة الكردية الجامعة)، يأتي مقابل تعهد من هذه القيادات بعدم الحديث مستقبلا عن مشروع (دولة كردستان الكبرى)؟ بل والانخراط فيما بعد بما يسمى (كونفدرالية مع تركيا) وفي عملية إنقاذ لوحدة تركيا المهددة أصلا، ولكنها ستكون على حساب وحدة العراق ومصالحه العليا، ناهيك عن مايتحقق من مكاسب في الجوانب الأمنية والاقتصادية، وما يحققه هذا الاتفاق من مصلحة استراتيجية للكيان الصهيوني كحليف استراتيجي للطرفين؟
ب: ان هذا الحل السياسي يشكل خطوة استراتيجية لتركيا في التخلص من صراع يشكل قلقا دائما لها من جانب، ويحقق نفوذا دائميا لها في شمال العراق وما ينطوي عليه من نتائج تخص (المطامع التاريخية)؟؟ (والمنافع الاقتصادية)؟؟ من جانب اخر. وانه يحقق للقيادات الكردية في شمال العراق مطامح سياسية وسلطوية لا علاقة لها بمصالح وحقوق عموم الشعب الكردي في دول المنطقة!!! تلك المصالح والحقوق التي طالما رفعت لتكون سببا في صراع دام عقود طويلة ضد الدولة المركزية في العراق، وراح ضحيتها عشرات الالاف من ابناء شعب العراق، واستنزاف ثرواته، وتعطيل بناءه.. من جانب ثالث.
وبذلك يمكن القول بانه اذا ماتمت هذه الصفقة الى نهاياتها المرسومة، فستكون إيذانا بتدمير علاقة أزلية مشتركة عاشها العراقيون، علاقة التاريخ والدم والمصاهرة والدين ووحدة المصير والاهداف والامال المشتركة وعلاقة الاخوة الصميمية والمحبة العفوية بين العرب والاكراد وباقي القوميات في عراق لم يعرف ابناءه الا تلك الحياة بالوانها الزاهية وتنوعها القومي والفكري والثقافي الثر.
ج : الدعم الذي قد تلقاه هذه الخطوة من قبل أطراف دولية وإقليمية واخرى عراقية طامحة من اجل إقامة مايسمى أقاليم حسب ماورد في دستور الاحتلال، وما يطبخ في الخفاء من قبل أطراف عراقية مشبوهة، قد يشجع هؤلاء الطامحين لأن يقوموا بمغامرتهم من اجل إقامة مايسمى بإقليم (السنة)؟؟ بتشجيع من الدول الإقليمية المستفيدة (تركيا وإيران) وهو ما يدفع به ايضا الوضع المتأزم في العراق بسبب مايقوم به رئيس حكومة الاحتلال الطائفية وما يرتكبه من جرائم يومية على أساس الهوية والانتماء الطائفي؟؟
إذا مااردنا ان نتفق مع مايقال من ان هذا التوجه وفق هذه الصفقة والتي إذا ماتمت ستجر العراق والمنطقة لصراعات طويلة يضيع فيها الحاضر والمستقبل،
فأن الموقف الاستراتيجي وحتى المصلحي الصرف والذي يضمن حقوق العراق بكامل شعبه، وبمختلف القوميات والأديان والطوائف، يتأتى بالتحالف الوطني الرصين والتمسك بحقيقة الوحدة الوطنية الأزلية، والتصدي من قبل القوى الوطنية الحقيقة المؤمنة بوحدة وهوية العراق العربية والإسلامية، ومن مختلف القوميات والاديان والطوائف وأخص منهم بالذكر العرب والأكراد، لهذه الصفقة والوقوف صفا واحدا في الصولة الاخيرة لاسقاط تلك المؤامرة ومنع اكتمال خيوطها، وما الصولة الاخيرة لقوى الجهاد والمقاومة ومعهم انتفاضة احرار العراق وعشائره الابية، ووجهاء قومه ورجال الدين الافاضل، التي جاءات بتصميم اكيد لاسقاط مشروع الاحتلال وانهاء مرتكزاته، الا بداية لاجهاض تلك المؤامرة الدنيئة.
للاخوة الاكراد كما لاخوتهم العرب، ولشيعة العراق كما لسنته، والجميع كما هم من حصة الجميع، طريقهم نحو الحياة والعيش بكرامة وشرف، هو من خلال الوحدة والتوحد والقتال معا تحت خيمة العراق الواحد، وتحت راية واحدة وجيش واحد وقيادة واحدة بانت ملامح فعلها البطولي الان وقدرتها الفائقة في التصدي لقوى الظلام والتخلف والطائفية والارهاب والتقسيم، ولانهاء هذه المشروع الخطير الذي يستهدف الإنسان والهوية والمصير.

ملاحظة:
نشر المقال هنا.

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..