عادل عبدالله
في اول يوم باشر الحاكم المدني للاحتلال الامريكي بول بريمر مهامه كان الامر رقم واحد هو اجتثاث البعث وكان الامر الثاني هو حل الجيش العراقي البطل.
وبإصداره هذين الامرين منح البعث والجيش العراقي وساما وطنيا وقوميا وامميا، لانه أوضح للعالم من هم أعتى اعداء الامبريالية الامريكية والصهيونية والاكثر حرصا على استقلال العراق وقوته وتقدمه والاكثر مقاومة للاحتلال.
ومن بعد هذين الامرين للمندوب السامي للسلطات الامريكية المجرمة لم يقدم الاحتلال على اجتثات أي كيان سياسي من الاحزاب والهيئات واصحاب النظريات والعقائد الدينية والعلمانية التي نشأت قبل الاحتلال او التي انشأت بعد الاحتلال. وحرمت هذه الكيانات من شرف مشاركة البعث وجيش العراق البطل شرف معاداة الاحتلال والوطنية والولاء للعراق.
ومنذ ان تمترس الاحتلال وعملاؤه بعد 9 نيسان (ابريل) 2003 خلف جدر المنطقة الخضراء الشديدة التحصين كما يصفونها هم, والحياة فيها هي حياة في سجن معرض كل يوم للقصف بالصواريخ والهاونات. رئيس الجمهورية بحمايته التي تزيد عن 3000 عنصر من البيشمركة يخرج متخفيا بسيارة اسعاف او سيارة نقل مياه المجاري. ويغادر موظفو الاحتلال المنطقة الخضراء بالطائرات وكذلك يفعل رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة بينما يخرج الوزراء والنواب والمدراء العامون بمواكب مسلحة تتراوخ بين فوج او سرية او فصيل من الحمايات والسيارات المصفحة لا يخترقها الرصاص تسير بالاتجاه المعاكس وتطلق الرصاص بلا انقطاع لترهيب المواطنين.
ولعشر سنين لايتجرأ رئيس او وزير او قائد امريكي على القدوم بزيارة معلنة!! ولاينطلق من المطار بموكب رسمي تتقدمه الدراجات النارية مثل كل زياراتهم لبلدان العالم الاخرى.
يبرر نائب برلماني صريح او فطير في نقاش معه الرواتب الضخمة والامتيازات والتقاعد الكامل بعد خدمته لأربع سنوات بأن عملهم هو أخطر عمل في العالم وان النائب والوزير والمشارك في العملية السياسية التي اسسها الاحتلال في العراق يحمل دمه على راحته بسبب الحصار الجائر الذي يفرضه البعثيون على منتسبي السلطات التنفيذية والتشريعية التي نصبها الاحتلال.
وحين سألت وكيل وزارة عن تردي صحته ونحوله خلال فترة قصيرة من عمله اجابني بلا تردد ان ما تراه هو بسبب الخوف الدائم الذي يحرمه من النوم والراحة وان اسعد ساعاته هي عندما يسافر خارج العراق. وهذا مبرر كاف لمزيد من الايفادات ولأتفه الاسباب.
لم يكن الحصار الذي يفرضه البعثيون على المنطقة الخضراء وقاطنيها من امريكان وبريطانيين وانصاف عراقيين وانصاف ايرانيين وايرانيين وبعض العراقيين الا جزء من عمل واسع وكبير اضطلع به الجيش العراقي والقوات المسلحة والاجهزة الامنية ورجال البعث منذ اول يوم للاحتلال لطرده من ارض العراق.
وحين خرج الاحتلال وهو يلعق جراحه خرج من كان يحمي الاحتلال ويقتل ويطارد كل من يطلق على الامريكان صفة المحتلين ليعلقوا صور الخميني وخامنئي ناسبين لهذين المجرمين شرف هزيمة الاحتلال.
لم يحصل في تاريخ المقاومة للاحتلال في العالم ان كانت مقاومة ما محرومة من اي عون خارجي. بل ومحاربة من دول الجوار اضافة الى حقد وكراهية دولة الاحتلال وهي اقوى قوة عسكرية ظهرت في التأريخ واكثرها تقدما في التكنولوجيا, وحلفائها وفي مقدمتهم اسرائيل.
ولم يحصل في التأريخ ان حوربت وشوهت سمعة مقاومة وحورب حزب مثل ما حصل للمقاومة العراقية ولحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق.
فعلى مدى سني الاحتلال منعت اميركا وحلفائها ونظام خامنئي وعملائه وسائل الاعلام المرئية والمقروءة من استخدام كلمة مقاومة لوصف المقاومين العراقيين ولا يزالون يمنعون. فمقاومو الاحتلال وعمليته السياسية القذرة هم ارهابيون وفي احسن الاحوال يوصفون بانهم مسلحون.
ولسوف يبقى الحصار المفروض على سفارات الاحتلال البريطانية والامريكية والايرانية وعلى حكومه الاحتلال وبرلمانه حتى يعود العراق مستقلا ويعوض دولة وشعبا عما ألحقه الاحتلالين الامريكي والايراني به من خسائر.
ويتحدى العراقيون ان تتمكن شركة امريكية ان تفتح فرعا لها في شارع بالعاصمة العراقية مثلما تفعل كل الشركات الامريكية في العالم. او ان يفتتح مطعم امريكي للوجبات السريعة في محلات بغداد البطلة كما يحصل في كل دول العالم، وكما يقول المثل الشعبي المصري (هو دخول الحمام زي خروجه)؟
هناك 4 تعليقات:
ان شاء الله ايامهم باتت قريبة
نعم للرجال الرجال " " وَفَضَّلَ اللَّـهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا" ...
و لماذا السنة العاشرة نحن دخلنا السنة الثانية عشرة؟
لاحظ تاريخ النشر رجاءً وستجد ان المقال نشر العام الماضي
تحياتي
إرسال تعليق