سلام الشماع
إذا بقيت المرجعية الدينية في النجف تمارس لعبة الظهور والاختباء في الواقع العراقي فسيأتي يوم يلفظها فيه مقلدوها وينفضّون عنها، فهي تمتلك قدسيتها واحترامها من الدين وهو من الثوابت، والثوابت محترمة. أما إذا انحدرت إلى السياسة، فلن يظل لها أي احترام، وستبحث عمن تجد لديه احترام لها فلن تجد.
فبين الفينة والفينة يظهر لنا من عمائم هذه المرجعية أشخاص غير معروفين يفتون بما يفرق وحدة شعبنا، من دون أن نسمع رأياً واضحاً من الرموز المعروفة لهذه المرجعية، بما يقول هؤلاء، إذ ظهر، مؤخراً، من يسمي نفسه "سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الشيخ عَدي الأعسم (دام ظله)" يفتي حول ما سماه "مثيري الأزمات في البلاد"، ويقول: "من خارت قواه وارتعدت فرائصه من السلطان وتخشب وجلاً من أهل الطغيان, لا يمكن له أن يمسي هكذا بطل الزمان, كما يتقافز اليوم البعض, بحيث يبدي تحدياً لمن جاء بعد صدام, في استثمار فاضح للحرية, إننا نجرم مثل هذا المغوار الذي لم يندفع على الأقل لمواجهة الأمريكان, نجرمه لأنه أفَاك يعكس نفاقاً مشبوهاً من شأنه أن يمزق النسيج الوطني والديني الموحد".
إن هذا الأعسم يشتم شعبنا في فتواه، ويصفه بالجبن، وأنه يستثمر بنحو "فاضح" ما يسميه "الحرية"، ثم يزعم أن شعبنا لم يقاوم الأمريكان، ولكنه يقاوم من جلبه الأمريكان لينصبه على رقاب شعبنا، ثم يعود ليصف العراقي بأنه "أفَاك يعكس نفاقاً مشبوهاً من شأنه أن يمزق النسيج الوطني والديني الموحد".
زال ظلك أيها الأعسم الأفاك المنافق لولاية الفقيه، الممزق لنسيج العراقيين الوطني والديني الموحد، فهل بعض عمائمكم التي عطلت أداء الفرض الخامس في الإسلام هي التي قاومت الأمريكان، وهي التي أخرجتهم من أرضنا بانبطاحها أمامهم وإشاعة الطائفية بين العراقيين، أم الذين أخرجوهم هم العراقيون المقاومون الذين ستقف هذه العمائم أمام محكمتهم قريباً؟
ثم أية حرية تعنيها في فتواك العرجاء الضالة المضلة، هل هي حرية اغتصاب النساء في السجون والمعتقلات والشوارع شيعيات كن أم سنيات؟.. أم رمي الأبرياء في السجون والمعتقلات على الظنة أو الهوية؟.. أم سرقة أموال العراقيين وإثراء السياسيين، الذين تدعونا إلى عدم الثورة عليهم، على حساب جوع الملايين؟.. أم موالاة المحتل الغازي؟ أم تدمير العراق؟ أم تمزيق النسيج العراقي بالطائفية؟ أم إبادة العراقيين بالتفجيرات التي اعترف المالكي بأنها تنفذ بآليات الدولة؟ أم خداع الناس وابتزازهم؟.. أم.. أم.. أم.. واستطيع أن أعدد لك من الجرائر والجرائم والموبقات ما لا ينتهي إلى يوم القيامة.
إني أشبهك بفتواك الضالة المضلة هذه بتاجر جشع لم يقنع برزقه ويريد أن يعظّم موارده بأي نحو حتى لو كان بالسحت الحرام، فأنت تلبس العمامة لجني السحت الحرام من أموال الأخماس والزكوات والصدقات، ولكن ذلك لم يرضك ولم يشبع جشعك فامتطيت الدين للوصول إلى مكسب حرام آخر من خلال النفاق والتملق السياسي، وليس ذلك بغريب على كذاب أشر هارب من الخدمة العسكرية وموالٍ لبلد كان يخوض حرباً مع وطنه ومشترك في أعمال الغوغاء وصوّر نفسه في كتابة سيرته الذاتية (http://alaasm.com/news-3.html) وكأنه غريندايزر أو طرزان، بحيث يقارع أجهزة الدولة الوطنية بمفرده ومن دون سلاح وينتصر عليها، وما أراك إلا سالحاً على ملابسك إذا سمعت برجل أمن واحد يمر قربك!
تب إلى الله أيها الأعسم وانظر إلى آلام شعبك ومقاساته ومعاناته من الاحتلال ووكلائه..
وقبل أن تصفني بأني من أتباع بني أمية أو أني ناصبي أو وهابي، وما إلى ذلك من اتهاماتكم الخادعة الكاذبة الباطلة المفرقة لصفوف المسلمين التي وحدها النبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، أقول لك إني من أتباع الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ولم أقرأ له أو لآبائه أو أبنائه عليهم السلام جميعاً كلاماً ككلامك النتن يفرق المسلمين ويدافع عن الظالمين ويتملق المحتلين أو يقف بوجه الجماعة ويشتمها..
تب إلى الله والعراق يا أعسم فيوم الحساب قريب ولن تجديك عندها تقيتك أو أكاذيبك أو عنترياتك وطرزانيتك.
تب قبل أن يبصق الشعب في وجهك ووجوه أمثالك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق