سلام الشماع
هذه ثورة عراقية بامتياز لن تقتصر على محافظات بعينها لكن العامل الحاسم فيها سيكون ثورة أبناء الجنوب، فلن يطير العراق ويحلق في الذرى إلا بجناحيه، والجنوب متوثب، وستضطر السلطات التي نصبها المحتل إلى إرخاء قبضتها عن الجنوب وتنشغل ميليشياتها بلعق جراحها فيثور أسوده ملتحمين بأخوتهم.
إذا أراد أن يتلمس أحد نبض الجنوب فليتلمسه في حديث بسطائه وغيرتهم على وطنهم. أما هؤلاء الذين يتصلون بالفضائيات مقدمين أنفسهم على أنهم من الجنوب ويخاطبونكم بلسان طائفي موحد هو لسان السلطة وحزبها الحاكم والعملية السياسية المحاصصاتية، فهؤلاء من خلية الحرب النفسية التي شكلها المالكي لمواجهة الخطاب الوطني الصافي للثورة.
المطلوب أن لا ننفعل ونرد عليهم بإسلوبهم نفسه، فهذا هو هدفهم، وعلى جميع الأخوة الذين يتواجدون على الفيس بوك أن ينتصروا على عدوهم بالخطاب الوطني الجامع الموحد، كما أن رجال العراق وأسوده المعتصمين يجب أن يمنعوا بينهم اي خطاب يقسم العراقيين إلى سنة وشيعة وإلى أكراد وعرب أو مسلمين ومسيحيين، لأن رابطنا الأعلى هو العراق الذي من أجله نثور، وأن لا يسمحوا لمن يريد التفاخر فيقول إن هذه الثورة سنية، بل هي ثورة عراقية شاملة تواجه الفوضى التي سموها خلاقة والتي فرضتها الأجندة الأمريكية، ومن ضمن هذه الفوضى إطلاق يد ولاية الفقيه في العراق، والتي يجاهد العراقيون جميعاً لقطع هذه اليد الخبيثة.
بل إني وقعت على نقاشات خبيثة تريد أن تفرق أمر هذا الشعب وهو جميع، يطرح فيها أحدهم سؤالاً مصاغاً بعناية بعيدة مراميه خبيثة أهدافه، هو: من الأصلح في حكم البلاد: السني أم الشيعي؟
وتألمت أن وجدت أناساً خطابهم وطني ينزلقون إلى خطاب طائفي وهم يسهمون في مثل هذه النقاشات.
أيها الأخوة جميعاً: العراق بيت واحد وهذا البيت يحتوي على غرف يسكنها أخوان من أب وأم هو العراق ودخل في غفلة من الزمان عدو ونشر في البيت عقارب وثعابين وحشرات ضارة من كل نوع، فهل يهب الأخوة إلى القضاء على هذه العقارب والثعابين والحشرات، أم ينشغلوا عنها بالفرقة بينهم؟
ورحم الله بدر شاكر السياب الشاعر الذي أحب العراق حين أجمل هذا المعنى في قصيدته "وصية من محتضر"، وقال:
"يا إخوتي المتناثرين من الجنوب إلى الشمال
بين المعابر و السهول وبين عالية الجبال
أبناء شعبي في قراه وفي مدائنه الحبيبة
لا تكفروا نعم العراق
خير البلاد سكنتموها بين خضراء و ماء
الشمس نور الله تغمرها بصيف أو شتاء
لا تبتغوا عنها سواها
هي جنة فحذار من أفعى تدب على ثراها
أنا ميت لا يكذب الموتى و أكفر بالمعاني
إن كان غير القلب منبعها
فيا ألق النهار
أغمر بعسجدك العراق فإنّ من طين العراق
جسدي ومن ماء العراق"
فاحذروا يا أهلي الأفعى التي تدب على ثرى عراقكم ولا تحذروا من أنفسكم فكلكم عراقيون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق