موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 30 أبريل 2013

أين تُصرَف الرسائل التي حملها بوغدانوف؟


روزانا بومنصف
تابعت مصادر ديبلوماسية غربية باهتمام زيارة المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف للبنان والرسائل التي حملها في كل المحطات التي توقف عندها في لقاءاته مع غالبية الافرقاء السياسيين اللبنانيين، ولا سيما تلك التي عقدها مع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ووفد من الحزب اقام له مأدبة غداء على شرفه، ولو انها تترقب الايام المقبلة من اجل استيضاح مضامين اللقاءات التي عقدها الديبلوماسي الروسي وابعادها.

الا ان الاستناد الى العناوين والمواقف التي اعلنها بوغدانوف يبدو طبيعيا باعتبار ان زيارته لبيروت سبقتها زيارة اخرى لطهران حيث التقى مسؤولين على نحو يحمل على الاستنتاج انه لم يكن ليطلق مواقف محددة من العاصمة اللبنانية لو لم يختبر صداها في طهران ايضا. ومن المهم معرفة مدى تأثير الموقف الروسي في ما أعلنه موفدها عن تحفظ بلاده عن مشاركة "حزب الله" في الحرب في سوريا الى جانب النظام ودعمها "اعلان بعبدا" الذي يتحدث عن تحييد لبنان عن الازمة في سوريا، وخصوصا ان استقبال بوغدانوف حظي باحتفالية كبيرة من القوى الحليفة للنظام السوري، غير معهودة، تذكي الانطباعات بان هذه القوى تستقوي بالدعم والحضور"الحليف" لموسكو في هذه المرحلة الدقيقة. ومن المفيد بالنسبة الى هذه القوى تغذية الموقف الروسي بما يساهم في استمراره الى جانب النظام. والصورة مهمة ايضا لهذه القوى، الى حد كبير، من اجل عدم ظهورها مستفردة في ظل ما يجري في المنطقة، أو انها جزء من محور متكامل يجد صداه في موسكو ايضا، وخصوصا انه يستعان بالموقف الروسي من اجل تأكيد استمرار تمتع النظام السوري بالمناعة التي تكفل له البقاء في موقعه، على رغم كل ما يجري وعلى رغم كل المواقف الغربية التي تطالب برحيله
 
الا ان المهم بالنسبة الى هذه المصادر هو الموقف الذي عبّر عنه بوغدانوف في موضوع تحفظ بلاده عن مشاركة الحزب في الحرب الى جانب النظام، وهو الاول من نوعه نظرا الى ان روسيا تمتنع في شكل حازم عن ادانة كل ما يتصل بالنظام، ان لجهة تدخل ايران القوي الى جانبه ومن ثم دخول "حزب الله" علنا في الحرب السورية الى جانب عدم ادانتها استخدامه صواريخ "سكود" ضد شعبه، او قصف الطيران للمناطق السورية بل على العكس استمرار تمسك موسكو بان استمرار مدها النظام بالسلاح انما يدخل في اطار اتفاقات سابقة، وهي اسلحة دفاعية ضد مخاطر خارجية. ويبدو لمصادر سياسية التقت بوغدانوف ان موضوع تدخل الحزب الى جانب النظام امر يحرج روسيا في ظل ادانتها بقوة الدعم الخارجي لمعارضي النظام السوري ومدهم بالاسلحة، وخصوصا ان تدخل الحزب يمكن ان يرتب على لبنان تداعيات خطيرة وعلى المنطقة ايضا، علما انها تواجه مناخا عدائيا من دول المنطقة لدعمها النظام وحمايته، بما في ذلك توفيرها مع ايران فرص مده بالمساعدة العسكرية والمالية. وبحسب هذه المصادر، فان روسيا لا يناسبها، على عكس ما يذهب اليه النظام السوري او ايران من خلال توسيع الازمة السورية والعمل على امتدادها في اتجاه الدول المجاورة بما يعرض المنطقة ككل للاشتعال، انتقال الحريق السوري الى لبنان وفق ما لمح اليه الرئيس السوري بشار الاسد نفسه لدى استقباله وفدا من الشخصيات والقوى الحليفة له في لبنان. فالتدخل الايراني، ثم تدخل الحزب الذي يبدو قرارا ايرانيا "قسريا"، يرى كثر انه محرج للحزب اولا نظرا الى عدم امكان تبريره فعلا، في ظل المنطق الذي رفعه الحزب خلال ثلاثين عاما، ويحرج منطقه حول المقاومة كما ان الصورة التي وزعت عن زيارة السيد نصرالله لطهران ولقائه مرشد الثورة علي خامنئي، فيما نفى الحزب لمصادر ديبلوماسية غربية حصول الزيارة ككل، امر مربك لهذا المحور الداعم للنظام الذي يضم الى روسيا الصين وايران. ولذلك، السؤال هو الموقف الروسي المرحّب به في هذا الاطار، اي التحفظ عن مشاركة الحزب في الحرب السورية ودعم "اعلان بعبدا"، والذي يلتقي فيه مع الدول الغربية والعربية، هل يمكن صرفه في السياسة الداخلية ام لا؟ وكيف، ما لم يكن التأثير الروسي غير فاعل، شأنه في ذلك شان عدم فاعليته في اقناع الرئيس السوري بالحل السلمي واتفاق جنيف؟
في اي حال، وفيما تركز بعض الاهتمام الداخلي على زيارة بوغدانوف، توقفت اوساط سياسية عند المواقف الاميركية، ولا سيما تلك التي اعلنها الرئيس الاميركي باراك اوباما عطفا على الضجة التي أثيرت عن كشف الاستخبارات الاميركية استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية على نطاق محدود ضد شعبه. اذ قال الرئيس الاميركي ان "استخدام دمشق لاسلحة الدمار الشامل سيعتبر تجاوزا لمزيد من الخطوط الحمر، وان الازمة في سوريا ستكون طويلة الامد ولن تحل بين ليلة وضحاها". ويعني ذلك ان النظام سبق ان تجاوز خطوطا حمرا تم السكوت عنها. ومع ان هذا الموقف الاميركي سبق ان عبّر عنه وزير الخارجية الاميركي جون كيري على اثر فشل احد لقاءاته مع نظيره الروسي سيرغي لافروف حول سوريا، فان هذه الاوساط تتساءل ما اذا كان في امكان اي زيارات روسية او سواها ان تبقي لبنان قادرا على التعايش مع ازمة طويلة الامد على حدوده، والنجاة بذلك، او بالحد الادنى من الاضرار


ملاحظة:
نشر المقال هنا.


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..