وقبل الاجابة على هذا السؤال, يصح ان نسأل على ماذا اعتمد السيد عمار الحكيم في اطلاق مبادرته ليبعث البهجة بمستوى عال في نفوس ضيوفه الاصغر بالنسبة للصغار الذين يقودون الكتل السياسية في بلاد الرافدين, ويوجهون حراكها فعلا, ولكنهم لم يجدوا ان هناك ما يبرر حضوره العرس مما يعطي انطباعا بأن الحضور العددي الكبير مقصود واعد سلفاً، لاستكمال الهدف الذي من اجله عقد اللقاء، وهو الايحاء بأن الازمة السياسية غير معقدة وقابلة للحل, ولا تحتاج سوى الى تبادل (لطع) اللحى بين المالكي والنجيفي, مما يستدعي حشد جمهور بل دعي (اكمالة حسن) للتعبير عن فرحه الغامر بوقوع هذه اللطعة الخبيثة في هدفها الحقيقي!
والتي اريد بها إسدال الستار على مشاهد 1045 شهيدا اغتيلوا او أعدم الكثير منهم على الهوية وعمدت دماؤهم ارض العراق وجوامعه ومساجده, بينما تجاوز عدد الجرحى بين اهلنا العراقيين سنة وشيعة ومن بعض اهلنا الكرد وخصوصا من شاركوا في الصلاة الموحدة في جامع السارية في بعقوبة اضافة الى اعداد الجرحى الذين تجاوز عددهم الالف و390 جريحا خلال شهر ايار فقط, عدا اعداد من استشهدوا وجرحوا في شهور الانتفاضة الاربعة التي سبقت ايار الفائت.
وثمة تسؤلات تثار في الشارع العراقي تلقائيا والمتهم الوحيد فيها ما يسمى بالاطراف السياسية حول الاهداف التي دفعت الحكيم لاطلاق دعوته هذه وتتلخص بالاتي:
اولا - هل تمت الدعوة بمباركة خارجية احادية ام ثنائية؟ ام بصورة ادق جاءت الدعوة تحت ضغط وتهديد اميركيين تولدا نتيجة شعور الادارة الاميركية بأن تطورالاحدااث الراهنة في العراق لا يسير في الاتجاه المرسوم الضامن للمصالح الاميركية , ليس في العراق وحده بل في عموم المنطقة تؤشرالحقائق المحيطة بدوافع تنظيم هذه الزفة المسيار النشاز بان عمليتهم السياسية تحتضر وصار لزاما على جميع الاطراف ان تجد لها مخرجا من مازق وضعت هي نفسها فية وافضى تحت زخم الفعل الوطني المقاوم الى تصاعد دور المقاومة الوطنية في اعادة ترتيب بناء البيت العراقي وانتقالها بجدارة من الهجوم الحذر محدد الاهداف الى الهجوم المفتوح شامل الاهداف وهذا تطور وطني صار يحسه ويتابعه الشارع الوطني بكثير من الاهتمام.
ثانيا - هل خطوة الحكيم معبرة عن شطارة مرفقة بدعم من ملالي قم الذين استسمحهم ليقوم بهذه الهرجة , ليس لانقاذ المالكي حصرا من وحل السلطة الذي غطس فيه بكامل وعيه الشخصي, بل في سعي اريد به في الحقيقة انقاذ سمعة التيار الطائفي الذي فرضه الاميركيون لان ينفرد بحكم العراق بخلاف ارادة العراقيين المجمع عليها وطنيا , والرافضة لانفراد طائفة معينة في قيادة حكم البلاد كما كان عليه الحال منذ وقوع الاحتلال وحتى الان حيث يغيب الشعب عن تولي مسؤولية قيادة حكم بلاده بعيدا عن اي تدخل غريب , داخليا كان ام خارجيا!!
ولكنني ألمس ان هناك توافقا في توقيت انطلاق زفة الحكيم الاعلامية مع ما حث عليه _بايدن _ بترويجه انشاء ثلاتة اقاليم في العراق (شيعي , سني , كردي) لانه كما ادعي نائب الرئيس الاميركي ((بات خيارا ملحا وضروريا لاحتواء الازمة العراقية))!! وهي وجهة نظر دولة العدوان والاحتلال.
وحرص بايدن على الربط بين اعلانه هذا وكونه جرى خلال استقباله لفيفا من العراقيين لم تعرف هوياتهم حتى الان التقاهم السبت الماضي في العاصمة الاميركية وهو يبحث عن حل للازمة العراقية بترويج للاقاليم الثلاثة وهذا يعني التوظئة لتنفيذ مشروع ادارته الاساس القاضي بتقسيم العراق على وفق مشروع اقره الكونغرس عام 2007 وان نصت صياغته على انه غير ملزم التنفيذ ولكنه غير محظور التنفيذ بل ترك وقت تنفيذه لتقدير ادارة اوباما او اي ادارة بعدها تنضج شروط البدء باعادة بنا الشرق الاوسط الجديد على حد المواصفات الصهيو- اميركية التي تجزا المجزا من الوطن العربي يستتبع بالغاء الهوية العربية ويلاحظ ان الخبر ركز في صياغته على ايصال معلومة تعطي فكرة عن طبيعة التوجه الاميركي المقبل لحل الازمة العراقية بعد فشل الضغوظ الاميركية التي مارسها: 1 – بايدن في مهاتفات اجراها مؤخرا وشملت المالكي وعلاوي والبرزاني والنجيفي وتضمنت احاديت فيها حث وتحذيرمع هامش من دعم واشنطن للسلطة الطائفية.
2 - ضغوطات كبيرة مارسها في لقاءات مباشرة مع السياسيين العراقيين الموفد الرئاسي الاميركي الى العراق السفير فيل جوردن بحضور بيت ماكجورك مساعد وزير الخارجية الاميركي للشؤون العراقية وكانت بمثابة رسالة اوصلها لهؤلاء الساسة الاتباع كانت تتضمن اشارات لاحتمال تدخل عسكري لمنع اﻟﻔﻮﺿﻰ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻷﻣﻨﯿﺔ عن طريق تغيير العملية السياسية وابدال رموزها "
فماذا وراء الاكمّة؟ وهل بدأت واشنطن باتخاذ موقف محدد تتخلى فيه عن بعض اتباعها باحلال بديل عنهم بخلطة من التنكنوقراط ممن تعاونوا معها واستوزروا في حكومات الاحتلال الاولى وغيرهم الذين يعرضون خدماتهم الان وهم على استعداد لمسايرة واشنطن والقبول باستمرار ولايتها على شؤون العراق بعد ان أغرق الطائفيون البلاد عرضا وطولا ببحور من دماء العراقيين ما عدا منطقة كردستان وليس الكرد الذين تشملهم جميع التفجيرات الارهابية والطائفية في كركوك وغيرها من الاراضي العراقية والتي حمل المحتل مسؤوليتها دائما لانه وضباطه القتلة الذين كانوا وراء اختيار وتدريب قوات الامن والجيش الجديد ورفعوا كفاءتها الاجرامية على تصفية العراقيين بالجملة والمفرد وليس تامين امنهم وضمان استقرار بلادهم للبدء بإعادة بنائها !!
الامر الذي صعد من سخط العراقيين على المحتليين عندما قلدوا الحاكم الطائفي مسؤولية قيادة السلطة وسكتوا على انتشار النفوذ الايراني في عموم البلاد عن طريق انحيازهم لعميل خامنئي _المالكي_ ليكون الحاكم المطلق للعراق يعيث فيه فسادا ونهبا لثرواته وقتلا واعداما لأهله على الاسلوب اليانكي الموغل بالاجرام المغلف والمكشوف، لهذا ظل اصبع اتهام شعب العراق موجها للاميركيين لانهم كانوا وراء سفك الدماء والموت المسلط على العراقيين منذ الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003 وحتى الان .
ويبقى سؤال اهم يطرح نفسه هل يمكن ان تتخلى واشنطن عن رهانها الاول والراهن على اضعاف العراق كوسيلة تضمن لها تمرير مخطط تقسيمه واعتمادا على الطائفيين وغيرهم ممن اصطفوا الى جانب المحتلين!
ولايفوتني الا ان اذكر بنقطتين غاية في الاهمية وتتصل بالضجة المفتعلة التي رافقت زفة دار الحكيم اولهما تبدا مع تبادل اللطعات ليس اعتراضا على متبادليها بل بايهام الناس بانها البلسم الشافي لجراحهم الممتية لكل عرق نابض فيهم .
والادهى من ذلك عدها مفتاح حل للازمة بين الحاكم القاتل المسنود من الاحتلال المزدوج والشعب المغدور, وبين الطائفي والارهابي المتمترسين بالكاتم والذابح والمتفجر وبين اهلنا العراقيين المتمسكين بعطر الارض ابدا مهما بلغت التضحيات والدليل على ذلك يجسده صمود اهلنا المنتفضين في جميع مواقعهم وبحور دم شهدائنا التي تدفقت منسابة لتمنحنا دفق حياة لا مكان فيها لكل عاق باع نفسه للمحتلين وقبل ان يكون تابعا لهم , غادرا بوطنه وشعبه وما النصر في النهاية الا للانتفاضة الوطنية والمنتفضين السلميين الصابرين .
ولنذكر الذين ظلموا بقوافل شهداء الانتفاضة وشهداء العراق عامة ومن سبقهم من شهداء الوطن وهم الاكرم منا, خالدون لن ينساهم شعبهم وتظل ذكراهم شمسا ساطعة يطارد وهجها القتلة ليلسع منهم الوجه والظهر، والله سبحانه وتعالى شديد العقاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق