موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 12 أغسطس 2013

حليف أمريكا الأهم!

وجهات نظر
فهمي هويدي
هل يحق لنا أن نتساءل عن طبيعة وحدود العلاقة بين الجيش المصري والإدارة الأمريكية؟
هذه الفكرة تلح عليَّ منذ قامت ثورة 25 يناير، ودأبت الصحف الأمريكية على تسريب معلومات عن العلاقة الخاصة بين قيادة القوات المسلحة المصرية وبين وزارة الدفاع في واشنطن التي لم تكن بعيدة عن الحدث.
 لكنني حبست السؤال إدراكا مني لحساسيته فضلا عن احتمالات تأويله في الظروف الدقيقة التي نمر بها.
إلا أنني لم أستطع أن أصبر على كتمانه حين قرأت عنوانا على الصفحة الأولى في عدد جريدة الشروق الصادر في 5/8 الحالي، نسب إلى مسؤول أمريكي سابق قوله إن «الجيش أهم حليف لنا في مصر».


وتحت العنوان نشرت الصحيفة تقريرا مهما حول العلاقات العسكرية بين الطرفين المصري والأمريكي، أورد المعلومة التي وردت في العنوان، وأضاف إليها أن تلك العلاقة المشار إليها توثقت منذ جاء الرئيس حسني مبارك إلى السلطة سائرا على درب سابقه أنور السادات.
وقفت الكلمات في حلقي، وأشعرتني بوخز آلمني ولا يزال.
ذلك أنني أنتمي إلى جيل يعتبر العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة موقفا مشبوها ينبغي أن يتنزه عنه الوطنيون والأحرار الذين يعتزون بكبرياء بلدانهم واستقلالها.
وكنت أحد الذين رفعوا أصواتهم بالاحتجاج والغضب فيما كتبت حين تردد ذكر تلك العلاقة الخاصة بين القاهرة وواشنطن أكثر من مرة في عهد مبارك.
إذ اعتبرتها نوعا من الحرام السياسي الذي يتعين تجنبه بكل السبل.
إلا أنني حين وجدت أن العلاقة الخاصة تجاوزت حدود الدولة المصرية، بحيث صنفت القوات المسلحة بحسبانها أهم حليف للولايات المتحدة في مصر، من وجهة نظرهم على الأقل وجدت أننا صرنا بإزاء منكر سياسي يرقى إلى مستوى الكبائر التي لا تغتفر.
مراسل الشروق في واشنطن الذي نقل كلام المسؤول الأمريكي السابق واستجاب لرغبته في عدم ذكر اسمه. أورد في تقريره المنشور معلومات أخرى مهمة،منها أن واشنطن كانت ترغب في أن يتم تركيز الجيش المصري على التهديدات الأمنية الإقليمية مثل القرصنة والأمن على الحدود ومكافحة الإرهاب،  إلا أن القاهرة ظلت متمسكة بمهمتها التقليدية في حماية البلاد،
وظل العسكريون المصريون على موقفهم الداعي إلى تمكين الجيش المصري من مواجهة الجيوش الأخرى في المنطقة (في إشارة إلى إسرائيل) وكان وزير الدفاع آنذاك المشير محمد حسين طنطاوي متمسكا بذلك الموقف. وهو يدلل على عمق مظاهر التعاون العسكري بين البلدين
نقل مراسل «الشروق» عن تقرير قدمه إلى الكونجرس مكتب محاسبة الإنفاق الحكومي معلومات أخرى مهمة  منها مثلا أنه خلال عامي 2001 و2005 (أحداث سبتمبر وغزو العراق) سمحت مصر 36553 مرة بعبور طائرات عسكرية أمريكية، كما منحت تصريحات على وجه السرعة لـ861 بارجة حربية أمريكية لعبور قناة السويس وقامت السلطات المصرية بتأمينها.
ولم تلزم السفن والغواصات الأمريكية التي تحمل أسلحة نووية بإبلاغ السلطات المصرية قبل 30 يوما من مرورها، طبقا للقواعد المتفق عليها.
وإلى جانب هذا وذاك فإن مصر في عهد مبارك قدمت خدمات أخرى عديدة للاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان.
اعتبرت أن مثل هذه المعلومات شهادة إدانة لنظام مبارك، يمكن أن تضم إلى الكتاب الأسود الذي يسجل ممارسات تلك المرحلة، كما اعتبرت أن تلك من سمات عهد بائد طوت الثورة صفحته وتطهرت من آثامه.

ولذلك توقعت أن يخرج علينا المتحدث العسكري بتصريح ينفي كلام المسؤول الأمريكي السابق ويصححه. وانتظرت خمسة أيام أملا في أن أقرأ ذلك التصريح لكني لم أجده.
وخلال تلك الأيام لاحظت أن الصحف تحدثت عن اتصالات منتظمة بين الفريق السيسي ووزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل، بخصوص الأوضاع السياسية في مصر.
وطالعت حوار السيسي مع صحيفة واشنطن بوست في 3/8، الذي قال فيه: إن واشنطن ليست بعيدة عن أي شيء يحدث في مصر، وأنه وضع الإدارة الأمريكية في صورة الوضع الداخلي قبل عدة أشهر من عزل الدكتور مرسي، طالبا الدعم والمشورة والنصح. كون الولايات المتحدة شريكا وحليفا لمصر.
لا نريد أن نتسرع في الحكم والتقييم، على الأقل لأن الوشائج والارتباطات والتعهدات التي قدمها نظام مبارك للأمريكان ومن ورائهم الإسرائيليون طوال ثلاثين عاما لا يمكن التحلل منها خلال سنتين أو ثلاث، علما بأن ما وقعنا عليه حتى الآن يمثل الجزء الظاهر من جبل الجليد.
ولم يتح لنا بعد أن نطلع على الجزء الغاطس من الجبل، الأمر الذي يدفعنا لأن نلح في الحصول على إجابة للسؤال الذي طرحته في السطر الأول، وإلى أن يتحقق ذلك فلا مفر من الاعتراف بأن قيادة القوات المسلحة ومن ورائها الوطنية، أمامها جهد كبير وشاق يتعين بذله لاستعادة استقلال القرار السياسي.

ملاحظة:
نشر المقال هنا.
ولتفاصيل إضافية يرجى الضغط هنا.


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..