موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأربعاء، 8 يناير 2014

انتصر العراقيون في الانبار؟ نعم ، تمهلوا: الاخطر قادم 2

وجهات نظر

صلاح المختار
لا تجرح الأفعى وتتركها حية
حكمة ضحايا الأفاعي
ما هي الاهمية الحالية لمعركة العراق بالنسبة لثلاثي الشر؟
3 - بالنسبة لايران فان مشروعها الامبراطوري قام ، اولا وقبل كل شيء، على تأسيس الهلال الفارسي الممتد من طهران الى بيروت  ليكون منطلقا للتوسع الامبريالي الايراني وقاعدته الاساسية، واكتمل التاسيس بغزو العراق تسليم امريكا العراق الى ايران فصارت المنطقة الممتدة بين طهران وبيروت منطقة (الامن الستراتيجي) الفارسي الاهم وخط الدفاع الاول عن ايران، وهو ما اعترف به اكثر من مسوؤل ايراني عندما كرروا القول بان الدفاع عن طهران يبدأ من بيروت وبغداد ودمشق، وهذا هو نفس منطق وروح ستراتيجية اسرائيل الاصلية: القتال خارج الاراضي الفلسطينية المحتلة والتي اسميت ب(اسرائيل) وتجنب السماح بوقوع حرب داخل تلك الحدود.

لذلك فأهم مكاسب ايران الستراتيجية لم يكن اخضاعها سوريا حافظ وبشار بل تسليم امريكا للعراق لها وزرع نغولها فيه ، فقوة التوسع الامبريالي الفارسي الرئيسة مستقبلا ، كما رسمت ايران في خطتها الخمسينية ، سوف تعتمد اساسا على قوة العراق البشرية والاقتصادية وليس على قوة سوريا ولبنان لانهما عاملان مساعدان .  من هنا فان ايران التي كانت تخوض معركة سوريا بكل قوتها ومالها ورجالها ، انتبهت الى ان معركة العراق تتطور بسرعة ضد وجودها فيه نتيجة تصاعد الانتفاضة العراقية خصوصا بعد مجرزرة الحويجة التي نزلت بعدها المقاومة العراقية لتخوض معركة ( قادمون يا بغداد )  والتي تعني امرا واحدا : تحرير العراق .
تلك الحقيقة تفسر لم اضطرت ايران في هذه المرحلة بالذات لقبول تقزيم اهم اداوت المساومة مع امريكا لديها ، وهو المشروع النووي ، فالمطلوب هو عقد صفقة كبرى تضمن بقاء العراق سياسيا لها بينما ما تحت ارضه لامريكا ، والصفقة تؤدي تلقائيا الى تعزيز الهلال الفارسي قاعدة ومنطلق التوسع القومي الفارسي ، وهذا هو جوهر الاتفاقية الامنية بين امريكا والمالكي في عام 2008 .  
وبما ان البارانويا (الهاجس  المرضي ) الاكبر لدى الكيان الصهيوني هو امتلاك طرف عربي او اسلامي مهما كان واقعه الان  السلاح النووي فان ايران النووية – والتي يمكن ان تتغير حكومتها غدا او بعده -  تهديد محتمل لتفرد اسرائيل نوويا مع انه اهم عناصر الردع الصهيونية وضمانات بقاءها . لهذا فان الصفقة الامريكية مع ايران تحظى باعظم الدعم من الكيان الصهيوني  لانه يريد بقاء الدور الايراني  القائم على اشعال الفتن الطائفية في الوطن العربي  بصفتها الضمانة الاساسية لتفتت العرب وزوال خطرهم على الاقل لربع قرن ولكن من دون المخالب النووية . وما يقال في الكيان الصهيوني خصوصا ادعاء الاعتراض على الصفقة فهو تكتيك واضح لدعم الصفقة وتعزيز موقف ايران .
اما امريكا التي تريد اقامة نظام عالمي جديد تقوده بلا منازع  ، يعتمد على انظمة اقليمية متعددة  ، في منطقتنا  هو (النظام الشرق اوسطي ) الجديد او الموسع  واركانه الرئيسة اسرائيل وايران وتركيا ، فان ايران ذات الانياب النووية تصيب امريكا بصداع ابتزاز تاجر جشع لا يكف عن زيادة المطالبات بحصص اضافية او زيادة حصته من غنائم الغزوات الامبريالية  الام  وهي امريكا، واذا اضفنا  الطبيعة الخطيرة للدور الايراني في اعداد المسارح الاقليمية للهيمنة الامريكية عبر تفتيت الاقطار العربية والمساعدة على غزوها، كما فعلت في العراق وافغانستان  يتضح السبب  الدقيق لعقد الصفقة التي قامت  على تحجيم برنامج ايران النووي مرحليا ، وليس القضاء عليه كما حصل مع مشروع العراق النووي ، مقابل الاكتفاء بتقليم اظافرها في سوريا ولبنان وليس طردها منهما  كليا  ، ومنع المقاومة العراقية وداعميها من تحرير العراق  لاجل ابقاء العراق ينزف حتى الانهيار والتفكك .  
وارجو الانتباه لامر خطير وهو ان مرحلية القبول الايراني بتحجيم مشروعها النووي قائمة على حقيقة علمية معروفة وهي ان اي مشروع نووي سلمي متكامل ومستقر يمكن تحويله الى مشروع عسكري بسهولة نسبية . لذلك فان الخطر النووي الايراني تأجل وابعد لمرحلة اخرى .
من دون شك فانه بدون سيطرة ايران  السياسية على العراق لن تستطيغ البقاء قوة عظمى اقليميا  ولذلك فمعركة العراق هي معركة ايران الرئيسة ، اما معركة سوريا فتستمد الكثير من قيمتها بالنسبة لايران  من كونها غرب العراق، فهي بهذا الموقع تشكل الطوق الخانق للعراق اذا تحالفت مع شرق العراق اي ايران ، والعراق هو ضمانة بقاء السيطرة الايرانية على سوريا ولبنان لانه الممر الاهم لايصال الدعم لاتباعها في سوريا ولبنان ولاقامة الهلال الفارسي.
وفي هذا الاطار الستراتيجي واللوجستي  يلعب  خط مرور ديالى - بغداد - الانبار  ، بصفته  الخط الاقصر والاسهل الواصل بين ايران وسوريا ، الدور الاهم الذي يتجاوز في اهميته السلاح  والثروات ،  فمن دون سيطرة ايران على  هذا الخط فان الهلال الفارسي الحالي يبقى مؤقتا ومعرضا للتفكك باستمرار ، ومن ثم فان التوسع الامبريالي الايراني في الوطن العربي يصبح مؤجلا ومعرضا للفشل ايضا وبنفس القدر ، وتلك الحقيقة تجعل من خط المرور المذكور هو خط الحياة والضامن الاساس لانشاء الامبراطورية الفارسية ولعبها دورا عالميا .
لنتذكر اهم قوانين الجيوبولتك وهو ان ايران القوية لا تقوم بذاتها بل بغيرها ، فمواردها خصوصا الماء والارض الزراعية - لا تكفي حتى لوضعها الجغرافي الحالي ، فكيف تلبي احتياجات امبراطورية ضخمة جدا ؟  الحتمية المطلقة بالنسبة لايران هي  السيطرة على موارد العرب  البشرية والاقتصادية لاجل اقامة المشروع الامبراطوري وتغذيته وادامته ، والعراق بالنسبة للنخب القومية الفارسية هو ماء وارض زراعية غنية وبشر مقاتلون واشداء ونفط وغاز بكميات تفوق المعلن بكثير ، بالاضافة لطبيعته الاهم وهي انه جبل النار الذي يمنع ايران من التوسع غربا ، وهو الاتجاه الوحيد لتوسعها ، وتلك هي اهم شروط التوسع الامبريالي الفارسي ، ومن هذه الحتمية تنبع ستراتيجية التبشير الصفوي والتفتيت الطائفي للاقطار العربية  وليس العكس .
وتلك الحقيقة تجعل عدم السيطرة على خط الحياة - الممتد بين ديالى والانبار مرورا ببغداد - اخطر التهديدات التي تعرض المشروع الامبراطوري الايراني الاقليمي والعالمي للفشل الكامل لان السيطرة الفارسية عليه الضمانة الاكبر والشرط المسبق لبقاء ايران قوية ومتماسكة كدولة مادامت مقومات الدولة القوية الكبيرة غير كافية في ايران الحالية تماما مثل الكيان الصهيوني الذي يعتمد في بقاءه وتوسعه على الاقطار العربية ومواردها وتفكيكها واخضاعها له . في ضوء ما تقدم نرى خطورة وطبيعة معركة الانبار الحالية بالنسبة لايران فهي ليست حول السيطرة على محافظة بل هي حول  السيطرة على خط الحياة والبقاء والتوسع للمشروع الامبراطوري الايراني ، بل ولبقاء ايران بالذات كدولة موحدة .
هذه هي صورة التشابك العضوي والتكامل الستراتيجي  بين المصالح الامريكية والايرانية والاسرائيلية ، وهي الصورة التي تحدد طبيعة معركتنا الحالية خصوصا في الانبار وديالى وغدا في بغداد ، فخط الحياة بالنسبة للمشروع الامبراطوري الايراني والسيطرة عليه او منع تلك السيطرة هو ما يقرر مسارات ما يجري عراقيا وعربيا واقليميا ، ويحدد خيارات مختلف الاطراف المنغمسة في الصراع .  كما ان تلك الصورة البانورامية تقدم لنا اوضح فهم لاهم اسباب تخلي امريكا ربما مؤقتا عن اسقاط بشار وهو تصاعد الانتفاضة العراقية .
بأزاء هذا الترابط والتدخل الخطيرين : كيف نستطيع خنق المشروع الامبراطوري الايراني ومنع قيامه اصلا ؟ وهل بامكاننا خنق ايران دون حرب معها ؟ نعم فبقدر نجاحنا في السيطرة على خط الحياة - الطريق الرابط بين الحدود الايرانية والسورية - نستطيع تحقيق النصر على ايران ، طبعا بمساعدة عوامل اخرى ، وبالعكس فاذا سيطرت ايران على خط الحياة هذا فاننا امام مراحل عصيبة ستبدو  كوارثنا الحالية بسيطة مقارنة بها .
هنا نصل لحقيقة معركة الانبار  وترابطها مع معركة ديالى ومعركة بغداد  القادمة فتلك هي اهم معارك حرب تحرير العراق ، ونستطيع في ضوءها تحديد المطلوب :
1 -  ان المعركة الاساسية والحاسمة الان تدور حول خط الحياة ( في ديالى وبغداد والانبار ) فمن دون السيطرة عليه لن تستطيع ايران القضاء على الثورة المسلحة في شمال العراق ووسطه وغربه ، ولا ان تمنع توسعها في جنوب العراق . بما ان معركة العراق هي ام معارك ايران فانها سوف تحشد افضل قواتها من الايرانيين  تحت غطاء عراقي  ويقودمه ايراني  وتشرف على العمليات ايران مباشرة   .
2 -  هذه الحقيقية تفرض يقينا اخرا وهو ان المعركة الحقيقية ليست هبة عشائرية  ولانخوة عربية ، رغم الاهمية الكبيرة لما تقدم ، بل هي معركة احتراف  مهني عسكري ، فكل قتال فوضوي وعاطفي غير خاضع  لخبرة عسكرية هو  انتحار وخدمة للعدو الفارسي . ولعل ما يجب تذكره دائما هو ان القتال في حرب وجود مثل حربنا مع ايران هو ان القتال تحكمه الضرورات العسكرية فلا يهم عدد من يقاتلون بل قدرتهم على النجاح ، ولذلك لابد من تجنب التجمعات البشرية الكبيرة اثناء القتال او شن هجمات باعداد ضخمة او الخروج المفاجي للرد على العدو بصورة عشوائية ، ويجب ترك الامر للقادة العسكريين ليقرروا من يقاتل وكم عددهم واين يقاتلون .
3 -  ومن بين اهم شروط احتواء الهجوم الكبير زيادة التنسيق بين المحافظات الثائرة  الانبار  وديالى وصلاح الدين ونينوى  وذي قار وبابل، والهدف الرئيس هو اجبار حكومة الصفويين على نشر قواتها في اكبر مساحة ممكنة وعدم السماح لها بالانفراد بالانبار،  وعلى كل قادة الانتفاضة تذكر حقيقة يعرفونها وهي ان الخطة الايرانية متدرجة فما ان تحيّد الانبار سوف تلتفت ايران وقواتها الى ديالى للتركيز عليها ثم صلاح الدين واخيرا نينوى . لهذا فان  التنسيق الدائم والفعال بين القيادات  المقاتلة (السياسية والدينية والعشائرية والعسكرية ) في المحافظات  احد اهم متطلبات النصر ومنها تنسيق عمليات النشر المنظم والاوسع للمعارك لمنع العدو من تركيز قواته على معركة واحدة وتحقيق النصر في مكان واحد .
4 – من الضروري الاخذ بنظر الاعتبار ان المعركة القادمة ستشهد استخداما واسعا للطائرات بدون طيار ، وعلى الارجح لدى المالكي هذه الطائرات الان ، حصل عليها من امريكا ومن ايران . واخطر استخدام لها الان هو العمليات النوعية التي توظف لاضعاف المعنويات مثل اغتيال رموز الانتفاضة المعروفين او تدمير مراكزهم ، الامر الذي يوجب على القادة تغيير اماكنهم بصورة دورية وتكثيف نطاق السرية على تحركاتهم وسكنهم وجعل عدد محدود موضع ثقة معهم  ، فالعدو الاخطر في الانبار مازال في داخلها ، والانتباه لامكانية قتلهم بدون صوت او ضجيج طائرات في الليل كما في النهار .  فالحذر كل الحذر من طائر لا يسمع صوته  ويضرب بدون توقع .
5 – بعد فترة من تداخل الخنادق وتناقض الشعارات برزت الهوية الحقيقية للانتفاضة وفرضت نفسها بقوة وهي انها انتفاضة وطنية عراقية عامة، الان الانتفاضة بشعاراتها وممارساتها انتفاضة وطنية تمثل كل العراقيين وبلا اي استثناء، والتزم الجميع بهذه الهوية الوطنية وابعد من لديه هويات فرعية تستحوذ على تفكيره  او صلات مشبوهة ، فتوفر اهم شروط النصر وهو تمثيل الانتفاضة لكافة العراقيين. وبناء عليه فالمطلوب هو الوحدة في اقوى اشكالها وابعاد كافة مصادر الاختلاف، فهذه الثورة هي ثورة كل العراقيين وليست لحزب او كتلة او طائفة معينة. واهمية هذه الضرورة تزداد اذا تذكرنا بان لايران خطوطا مائلة (عناصر عميلة متخفية بغطاء مقاوم او وطني) ولذلك فان اهم تكتياتها هو اثارة الفتن بين المقاتلين لاسباب لا حصر لها .  فالوحدة في جبهات الحرب  هذه والتعالي على الخلافات القديمة من اهم شروط النصر اذا لم يكن اهمها اطلاقا .

يتبع..

هناك 4 تعليقات:

شمس العاني يقول...

لا تجرح الأفعى وتتركها حية ... قول صح لكنهم جعلوا الشهامة والكرم و زرع المعروف يتقدم على أحقيتهم وعلى مطالبهم المشروعة وحتى مظلوميتهم تناسوها يا ل (سذاجة) قومي وطيبتهم التي لاتنفع مع الافاعي المسمومة؟
حفظ الله الانبار من شر الهالكي وشر الفرس

Faris Hamdan يقول...

اقتباس :
" بما ان معركة العراق هي ام معارك ايران فانها سوف تحشد افضل قواتها من الايرانيين تحت غطاء عراقي ويقودمه ايراني وتشرف على العمليات ايران مباشرة ." انتهى .نعم هذا ما يحدث الان بل واعتقد ان ايران ربما ستتدخل وبشكل علني وبصورة رسمية ولن تعترض امريكا عليها حتى لو تسبب ذلك في حرج لها ,اي لامريكا, فلاهي تستطيع ردعها ان ارادت كما ان ذلك هو في حقيقته ترجمة للمشروع الشرق اوسطي الذي جاء على ذكره الاستاذ صلاح .معركة احرار العراق والحملة الاجرامية التي تشنها ايران بواسطة عميلها نوري العجمي انما هي مقدمة باتجاه "السعودية" على اعتبارها الجائزة الكبرى لايران ,بعد العراق, وايضا باتجاه "الاردن" لمساومته مستقبلا على "الوطن البديل" .هل سينتخي الحكام العرب لانفسهم ,لانظمتهم على اقل تقدير فيقفوا موقفا نصف رجولي ! إشوكت تهتز الشوارب؟

Albayaty Abdul Ilah يقول...

ابو اوس
لا شك انك تخمن انني اتفق معك. منذ اكثر من خمسة عشرة سنة وانا انبه الى اهمية الانبار والمنطقة الوسطى

salah almukhtar يقول...

نعم اخي الغالي ورفيقي القديم ابا امين ( عبدالاله البياتي ) هذا ماكنت انت تقوله بانتظام اثناء حواراتنا المثمرة ، فانت علم من اعلامنا ، وحتى حينما نختلف فانه اختلاف داخل وحدة التفاعل من اجل النتاج الاعلى والافضل ، اصلي لله ان يحفظك ذخرا للعراق وامتنا العربية
ابو اوس

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..