وجهات
نظر
يحيى
العراقي
كعادة كل
مغترٍ جهول إندفع مجرم العصر، أبو إسراء المالكي، وقطعانه السائبة وركبوا رؤوسهم
الفارغة وأقدموا على فعلهم الخسيس بمهاجمة محافظة الأنبار البطلة، قلب الإنتفاضة
العراقية العربية الباسلة، وأهلها الصيد الأحرار وساحات عِزتهم وكرامتهم وعرين أسودهم،
مُقَدِّمَاً لفعله الإجرامي الذي راوده طويلاً بمناورات وإستعدادات أولية تم
التهيئة لها وتنفيذها على مدى أسابيع، ومن بين ذلك الإتصال والتنسيق مع رؤوس
النفاق والخيانة في المحافظة، ما ظهر منها وما بطن والتي جرت، وتجري، على قدم وساق،
سراً وعلانية.
إندفع
المالكي إلى المواجهة بشكل أهوج في الزمان والمكان الخطأ وهذا بلا شك من تدبير
الله ومكره بالأشرار المغضوب عليهم، إذ يمنع سبحانه وتعالى عنهم رحمته بعد إغداقها
عليهم زمناً والمدِّ لهم، وذلك بسبب ما أصابهم من غي وصمم وإنغماس في الشرور والظلم
وإصرارهم الشديد على ذلك.
لطالما
حلم العراقيون الخلَّص المؤمنون بيوم الفرج ويوم القصاص والإقتصاص وبالمعركة الفاصلة
التي تطهِّر أرض العراق من دنس المدنسين، ولطالما إشتاق المؤمنون إلى تحرير
عاصمتهم الأبية، بغداد، من الرجس الصفوي المقيت على طريق إستعادة العراق ووحدته.
هكذا
إنطلق الصوت في الساحات في الأسابيع الأولى للحراك بنداء قادمون يا بغداد بعد أن قرر الأشرار أن يمنعوا
العراقيين الأصلاء من دخولها وإقامة الصلوات فيها رغم أن دستورهم كفل حرية إقامة
الشعائر.
لطالما
حلم العراقيون بكل هذه الأحلام الخضراء الجميلة الطيبة الشريفة العظيمة وكان
الحائل بينهم وبينها عصابات مسلحة معبئة بالطائفية والحقد الأعمى يتمترس خلفها
الأشرار من المالكي وأعوانه.
إن تحقيق
أي من تلك الأحلام كان يتطلب الدخول مع هذه القوات بمعركة أو بسلسلة معارك فاصلة
وإلحاق الهزيمة المنكرة بها وإشعارها وسيدها الصغير، أبو سريوة المالكي، وزمرته
وسادته بالعجز التام والخواء.
ولما كانت
الصعوبات والمشاكل تحفُّ إختيار زمان ومكان المواجهة وصعوبة أن تقع في وسط بغداد
ليتحول الأمر بعده إلى حرب اهلية وخسائر جسيمة كان لابد من سحب هذه القوات إلى
مناطق قتل منتخبة.. إني لأكاد أجزم أن هذا التدبير الذي يسوقنا إستقراء الوقائع
إليه هو مما لم يخطر ببال أحد منا.. إنه التدبير الإلهي الحاضر في كل حين.. ومصداقاً
لقوله عزَّ وجل: إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ
الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ
تَوَاعَدتُّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ
أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ
حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ صَدَقَ اللهُ
العَظِيمْ
هكذا
يتورط المالكي ورطته التاريخية الكبرى بزج قواته في المكان والزمان الخطأ الذي طالما
تمنينا وانتظرنا على أحر من الجمر أن يتورط فيه، حيث الأراضي والمدن التي تنتفض كل
ذرة رمل فيها وكل زاوية وحجر وشجر، فضلاً عن خلايا الإنسان، غيرة وحمية ونخوة
وعزيمة ضده وضد زبانيته ومرتزقته وضد المشروع الصفوي الإجرامي للهيمنة الذي ينفذه..
هكذا
اليوم يحصد الشرفاء رؤوس المرتزقة الخونة ويستحوذون على آلياتهم واسلحتهم ليعيدون
تصويبها إلى حيث يجب أن تصوَّب، نحو صدور الأعداء والمرتزقة، لا كما يفعل الآن بها
الجبناء من جيش المالكي إذ يصوبونها لصدور الأحرار من ابناء الوطن.
إن
الإستراتيجية اليوم يجب أن تكون التصعيد ومزيد من التصعيد والتوريط التام لكامل
القوات وعدم السماح لأي منها بالتراجع والإفلات من هذا الفخ التاريخي. أما من يرفض
القتال أو يقع في الأسر من الجنود والشرطة الإتحادية فلابد من عملية تضمن إنعدام
أية فرصة لإعادة تجنيده وإرساله مرة أخرى للقتال والإيذاء ومن ذلك إبقاءه ضمن
معسكرات للأسر تقام على ما تيسر من المناطق المحررة حيث يحظى فيها بالمعاملة
الإنسانية اللائقة والتوعية والإرشاد والتثقيف من قبل أهل الإختصاص لمعالجة حالة
الجهل وعمليات غسيل الدماغ التي نفَّذها على عقله أتباع إيران وأعوان المالكي، والإستفادة
منه فيما بعد في أية عملية تبادل أو فدية تؤخذ من أهله أو من الحكومة كونه يقوم
بإرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بالإعتداء على مدنيين آمنين في مساكنهم.
إن من
أكبر النكبات التاريخية التي يمكن أن تلحق بالعراق وبالعراقيين أن يدعوا هذه
الفرصة التاريخية تذهب عبثاً، وأن يتركوا قوات المالكي تنجو وتفلت من الفخ الذي تورطت
فيه وورطها قائدها أبو سريوة به، وما قدره الله في هذا الأمر من قبل ومن بعد.
إن
الإستماع إلى دعوات التهدئة والتخذيل وحرف بوصلة المواجهة والمنازلة من مواجهة
ومنازلة بين العراقيين، العرب المسلمين الأصلاء من أهل المحافظة والمحافظات
المتحالفة معها ومن يناصرهم من المعتزين بإنتمائهم وهويتهم، وبين قوات الإحتلال
الصفوي المجرمة ومرتزقته الساعية لإستئصال الشأفة، إلى مواجهة بين أولئك الشرفاء
المظلومين وعناوين من مثل داعش والإرهاب لهي واحدة من أكبر الكبائر والخيانات ومن
أعظم الخطايا والمطبات التي يمكن أن يسقط فيها العراقيون الأحرار، إذ يتركون هذه
الفرصة التاريخية الذهبية تذهب سدى ويتركوا ذراع المالكي الضاربة الباطشة وعناصر
القوة لديه، التي تخدم الأهداف والمشروع الصفوي الخبيث اللئيم الساعي لإزالة هذه
الأمة من الوجود مادياً ومعنوياً.. يتركوها تنجو من التحطيم ليتسنى لها العودة
مجدداً، ببطش كبر، لممارسة غيها وشهوتها للتجاوز والتنكيل ومحاربة أبناء الوطن.
إنها ساعة
الحقيقة التي دقَّت بفضل من الله تعالى، وعلى الجميع الإحتشاد لها وتكثيف الضربات
في كل مكان وعلى كافة المحاور والمدن والقصبات وإستنزاف القوات بشكل تام وتركها
بين خيارين لا ثالث لهما: أما الفناء التام (وهذا هو المفضَّل بكل تأكيد) أو
العودة خائبة ذليلة خائبة منكسرة مطاردة مثخنة بجراحها من دون تحقيق أدنى هدف مهما
كان بسيطاً.
إن تحقيق
الأهداف والمشاريع على أرض الواقع في عالم السياسية لا يتأتّى إلا من خلال المواقف
الحازمة الحاسمة وليس بالكلام والنوايا الطيبة، حيث تتحول مثل هذه السلوكيات إلى
تخدير وضحك على الذقون فيما سكاكين العدو الغادرة تفعل فعلها في رقاب المؤمنين
الأحرار.
إن
المعارك الفاصلة التي قامت وسقطت عليها الدول والإمبراطوريات هي غالباً ما تقع
خارج العواصم وبعيداً عنها، وهي ترتبط بمكان وجود مركز ثقل قوة أطراف الصراع..
فمعركة إعادة سلخ الكويت وإحتلالها مجدداً مطلع عام 1991 من قبل جيوش التحالف
العدواني الثلاثيني لم تحسم عند مدينة الكويت العاصمة بل عن طريق الجو وبعملية
الإحاطة الواسعة عند أطراف قاعدة الإمام علي في جنوب العراق. كما إحتلال العاصمة
بغداد لم يحدث مع دخول القوات إلى ساحة الفردوس في بغداد نهار يوم التاسع من نيسان
2003 بل حدث في المعارك الكبرى على أطراف مدينتي كربلاء والنجف وما سمي بإجتياز
فجوة كربلاء من قبل فرقة المشاة الأمريكية الميكانيكية الثالثة، كما ان مصير فرنسا
في الحرب العالمية الثانية تقرر عند غابات الأردين في شمالها.
هكذا هي
اليوم حال معركة الأنبار.. فليشحذ الجميع هممه ولتتعمق نهضة جميع المحافظات للبطش
بالمالكي ومرتزقته، ولتبتلع أرض الأنبار الحرة الطاهرة قطعان هؤلاء المرتزقة
الصفويين، ولتتطهر سماؤها من أسراب غربانهم، ولتتم ملاحقة كل مجرمٍ في عقر داره،
عبر تقسيم الفصائل القتالية بحسب طبيعة المهمات المتنوعة وإفراز قوة متخصصة في
عمليات الإختراق النوعي.
أطلق لها السيف لا خوفٌ ولا وجلُ
أطلق لها السيف وليشهد لها زحلُ
أطلق لها السيف قد جاش العدو لها
فليس يثنيه الا العاقل البطلُ
اسرج لها الخيل ولتطلق أعنَّتها
كما تشاء، ففي أعرافها الأملُ
دع الصواعق تدوي في الدجى حمماً
حتى يبانُ الهدى والظلم ينخذلُ
وأشرق بوجه الدياجي كلما عتمتْ
مشاعلاً حيث يعشى الخائر الخطلُ
واقدح زنادك وابق النار لاهبةً
يخافها الخاسئ المستعبَد النذلُ
أطلق لها السيف جرِّده، بارِقه
ما فاز بالحقِّ الا الحازمُ الرجلُ
واعدد لها علماً في كل ساريةً
وادع إلى الله ان الجرح يندملُ
ويا محلى النصر بعون الله
هناك تعليق واحد:
للاسف جعل المالكي وعصابته هذه العربات والدبابات مهانة حقيرة لانه وجهها ضد الشعب..
إرسال تعليق