موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الجمعة، 17 يناير 2014

أصحاب الرؤوس الفارغة يريدونها فارغة!

وجهات نظر
عبد الكاظم العبودي*
يهتم الاعلام بشكل انتقائي بنقل اخبار الحرب التي يشنها جيش المالكي على ابناء شعبنا في محافظة الانبار ويختزلها مراسلو وكالات الانباء بتعداد القتلى والجرحى وصور معدات القوات الحكومية المحترقة على تخوم مدينة الفلوجة والرمادي، في حين يتم تجاهل مأساة النازحين من جحيم القصف المدفعي والطيران للجيش وسقوط قذائف مدافع الهاون على السكان العزل، ومنهم من لجأ الى المدارس والمستشفيات والمساجد ايضا ومشاهد هدم البيوت تحت طائلة القصف الهمجي.

منذ ثلاث أسابيع  متواصلة تتصاعد ارقام القتلى ويزداد عدد الجرحى وخاصة بين النساء والاطفال والشيوخ إثر قصف قوات الجيش الحكومي للأحياء السكنية في مدينة الفلوجة بقذائف الهاون وكل حجوم المدفعية، وخاصة ما تعرضت له أحياء الجولان ونزال والعسكري والشهداء وكذلك الاندلس في وسطها وحي الجغيفي شمالها، ومن سائر الجهات الاربع، ومن مواقع مختلفة الابعاد تستهدف المدينة كلها بشكل عشوائي لخلق حالة الرعب بين السكان وافراغ الفلوجة من ساكنيها.
ان الاصابات الحرجة للسكان المدنيين، رهائن القصف الدموي الحكومي الحاقد ومليشياته الطائفية، لا يمكن توفير علاجاتها الطبية والنفسية في ظروف انعدام الامكانيات الصحية المتواضعة للمدينة ناهيكم عن فقدات الادوية والمعدات الطبية والاطباء الجراحين من اصحاب الاختصاص في العمليات والكسور، مما يدفع عوائل الجرحى الى النزوح بجرحاهم للوصول الى اية منطقة تتوفر فيها امكانية للعلاج او الاحتماء المؤقت من جحيم القصف العسكري الحكومي الاهوج.
وفي الوقت الذي تمنع فيه السلطات الادارية والحكومية المحلية والمركزية تحت ضغط وأوامر قادة القوات العسكرية منع وصول المساعدات الانسانية والغذاء الى السكان، وخاصة الى مدينة الفلوجة، يقف الهلال الاحمر العراقي مكتوف الايدي، وهو يواجه قبل عشرة ايام  نزوح أكثر من 13 ألف عائلة من الفلوجة أغلبهم يسكن الآن المدارس والابنية العامة وفي مخيمات جديدة  جرى اعدادها تحت ضغط الحاجة الماسة غرب الرمادي.
ولا شك ان هذا الرقم المأساوي قد تضاعف بصورة كبيرة بدخول الحرب الحكومية على مدن الانبار اسبوعها الرابع، وخاصة في الفلوجة، ورغم ان فرق الاغاثة للهلال الاحمر العراقي هم من متطوعي المدينة فانهم يعاملون بطريقة خشنة وسيئة وخطرة من قبل ادارة المحافظة  والجهات الحكومية المتحكمة في إيصال المساعدات، وهم يعملون قدر استطاعتهم في الظروف الامنية الصعبة التي تحيط بظروف الفلوجة وبقية مدن الأنبار .
منذ اسبوع تجاوز عدد العائلات النازحة من جزيرة الخالدية شرق الرمادي أكثر من 1000 عائلة وحدها بسبب قصف مروحيات جيش المالكي دون تمييز بين السكان المدنيين والعزل،  رغم عدم وجود ما يسمى من جماعات "داعش"  و "القاعدة" وغيرها من منظمات الارهاب  في المنطقة.
ان انتقال السكان بجرحاهم يزيد من مهمة وصعوبة الإخلاء بغياب شبه كلي لسيارات الاسعاف والمستوصفات والمراكز الطبية والطوارئ والحماية المدنية والحصار مستمر على الاحياء منذ قرابة ثلاث أسابيع من خلال عمليات القنص والقصف بالهاونات ورصد المروحيات الحكومية والطائرات من دون طيار التي تقدمها الحكومة الامريكية كشريكة فاعلة في هذه الحرب القذرة.
ولم تكن بقية مدن الانبار خارج الفلوجة والرمادي الأخرى في حالة استقرار ايضا، ولكنها تتحمل ظروف قاسية لايواء إخوانهم في مدن هيت وراوه وعانة. وتسجل تقارير وكالات الأنباء إن بعض الأسر تمكنت من الوصول إلى سامراء ومدن كردستان وحتى الى كربلاء وعين التمر في ظل حالة من التضامن الشعبي والنخوة التي عهدها شعبنا بعيدا عن الحساسيات الطائفية التي تروج لها الحكومة واعلامها بشكل مقرف لبث الفرقة بين ابناء الشعب الواحد .
وفي الوقت الذي تداعت اليه العديد من هيئات الامم المتحدة وامينها العام بان كي مون وممثله الدائم في العراق ومجلس الامن وتبعتها الجامعة العربية لمباركة هجومات المالكي وتأييده بشكل سافر في حملته العسكرية الشعواء يجري الصمت المطلق لاستنكار الجرائم الواسعة التي ترتكبها القوات الحكومية، ومنها تنفيذ التهجير القسري القائم الذي يطال المدنيين من خلال محاولات إخلاء المدن من ساكنيها بالقصف والعنف العسكري واسع النطاق والتجويع من خلال منع وصولات المساعدات الانسانية وفرض الحصار والتعامل مع هذه المدن بسياسة الأرض المحروقة والمسبية من قبل قطعان جيش المالكي وحلفائه من المليشيات الطائفية وبتوجيهات مباشرة من فيلق القدس الايراني .
اننا نحمل الحكومة الامريكية وسفارتها في العراق وكل خبراءها في الملف الأمني والسياسي العراقي مسؤولية استمرار العدوان على أهلنا في العراق، وفي محافظة  الانبار خصوصا .
إن ما يسرَّب على مواقع الإعلام من صور بشعة لحرق القوات الامريكية لجثث السكان من القتلى في الفلوجة في سنوات الاحتلال الأمريكي المباشر، تقف اليوم مرة اخرى كشاهد زور أمام مشاهد إستمرار المحرقة وفي ما يجري في محافظة الانبار، وفي الفلوجة خاصة.
وعلى ضوء ما تفرزه الاحداث من حقائق على الارض واستمرار الولايات المتحدة بتسليح قوات المالكي وتورطها المباشر في عمليات القصف في محافظة الانبار والتنسيق الامني والمخابراتي، فإن العالم الحر يجب ان يتخذ موقفه الواضح والمعلن من قضية استمرار العدوان الامريكي على العراق، والذي نتذكره اليوم منذ بدأ  تدشينه بشكله العدواني الثلاثيني في 17 كانون الثاني/ يناير 1991 وهو مستمر بصور واشكال عدوانية الى اليوم.
كما ان تصريحات مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأدنى بريت ماكغيرك في الأسبوع الماضي وتصريحات المسؤولين الأمريكيين تفضح أبعاد واستمرار هذا العدوان وكلها تصب الزيت على نار واشتعال الحرب الطائفية في العراق، ويتجسد هذا التدخل الشائن من خلال المشاركة في تصوير الأوضاع  الأمنية في العراق وكأنها حرب ضد ما يسمى "داعش" و"القاعدة"، واعتبارها "تهديداً للعراق ولواشنطن"، معاً، حسب تصريحات ماكغيرك،  وهم يعرفون تماما من يموِّل ويوجه ويسلح مثل هذه الواجهات الإرهابية، الدولية منها والمحلية، وكيف يجري توظيفها وإستغلالها لخلق الإرهاب والترهيب والقمع وحتى الإبادة المنظمة ضد جماهير شعبنا العراقي منذ أكثر من 10 سنوات.
1اننا نحمل حكومة المالكي وكافة القوى المنخرطة في العملية السياسية في العراق، برلمانا وكيانات سياسية وقوائم انتخابية، ومنظمات مجتمع مدني، مسؤولية السكوت والصمت والتجاهل والتفرج على ما يجري في الفلوجة ومحافظة الانبار، واحتمال انتقال هذا المسار الدموي لحكومة المالكي نحو محافظات عراقية أخرى، تعيش نفس الحالة القلقة ومعاناتها في مواجهة عنف السلطة واستبداد المالكي وعنف جيش الحكومة ومليشياتها الطائفية.
وعلى مستوى محافظة الأنبار فان المسؤولية المباشرة للجرائم المرتكبة يتحملها حميد الهايس وصحواته وقوائمه الانتخابية ومعه المحافظ ومجلس المحافظة وقائد شرطتها وعدد من الشيوخ المرتزقة المتاجرين بدم أهالي الأنبار باسم ما يسمى تشكيل الصحوات الجديدة ومجالس الإسناد ودعم التطوع في وحدات قمع المالكي بكل صيغها وأشكالها.
وفي الوقت الذي نحيي فيه وقفة علماء وشيوخ ومثقفي الفلوجة الصامدة، وشجاعتهم وهم يواجهون القصف الدموي العسكري ندعو كافة علماء العراق ومثقفيه وعشائره الحرة عربا وأكراداً وتركمانا وكلداناً وأرمن، مسلمين ومسيحيين، ان يلبوا نداء الواجب الوطني، كل حسب موقعه واستطاعته، لوقف الحملة المالكية الدموية على أهلنا في الأنبار وسائر المحافظات الأخرى، والطلب من أبنائهم من الجنود والضباط وضباط الصف وقوى الأمن والقوات المسلحة الانضمام الى الجهد الوطني لإسقاط حكومة المالكي والشروع بوضع حلول مستقبلية ضامنة لحفظ وحدة العراق شعبا وترابا ودولة مهابة، وكوطن للجميع خالٍ من صور الطائفية البغيضة والتحزب الأعمى والفساد والتبعية والخضوع للأجنبي، الذي كان نتيجة منطقية لتطبيقات دستور لا قانوني وغير شرعي مُعيب في مجمل تطبيقاته وتوجهاته اللا وطنية،  فاتحا الباب لخلق عملية سياسية مغامرة بإبقاء العراق دولة ومجتمعاً، وهي التي جرَّت الخراب والدمار الشامل على العراق وأهله منذ الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق وبديله اللاحق الاحتلال الإيراني العابث بمكونات الهوية الوطنية ووحدة العراق ومستقبله.
  
* نائب الامين العام للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق
الامين العام لهيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية

هناك تعليقان (2):

عبد الحميد العاني يقول...

انها ماكنة الاعلام الرخيصة التي سيسها المالكي واشترى ذمم اصحابها .. مايجري على ارض الانبار وتحديدا في مدينتي الرمادي والفلوجة لهو جريمة كبرى وابادة جماعية لشعب اعزل ذنبه انه لم يعتاد الركوع إلا لله ..
بوركت استاذ مصطفى

وجهات نظر يقول...

بارك الله بالكاتب وبك يا عزيزي

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..