وجهات نظر
جاسم الشمري
اللعب يكون في الغالب سبباً للمرح والترويح عن النفس في لحظات الانزعاج
والكبت والرتابة المملة في العمل، وهذه الأسباب تدفع الإنسان للترويح عن نفسه من
خلال بعض أنواع اللهو البريء، ومنها رياضة المشي، وبعض الألعاب التي تمد الجسد
والروح والنفس بالحيوية والأمل والراحة النفسية.
غالبية هؤلاء الساسة هم جزء من المشكلة المستعصية في العراق اليوم، وربما
يتصور بعض المتابعين أن هؤلاء الساسة مسؤولون فقط عن الدماء التي سالت في العراق
بعد انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق نهاية عام 2011، والواقع أن غالبية
هؤلاء الساسة مسؤولون عن دماء العراقيين منذ بداية الاحتلال وحتى نهاية أثارها
التي لا يمكن لأحد التكهن بتحديد زمانها؛ وذلك لأنهم هم الذين شجعوا الأمريكان ومن
معهم لاحتلال العراق وتدميره!
هؤلاء الساسة ومعهم قوات الاحتلال قتلوا مع سبق الإصرار والتعمد أكثر من
مليون مدني عراقي، وبعد انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي لم تتوقف لعبة الدم والقتل،
بل هذه المرة صار القتل على الهوية والطائفة، والمنفذ ميليشيات حكومية تسمى- مع
الأسف الشديد- قوات أمنية (الجيش، والشرطة وغيرها من الصنوف الأمنية والإستخبارية)
.
ما يجري اليوم في الانبار يقع ضمن لعبة قتل العراقيين التي يبدو أن حكومة
بغداد التي يترأسها نوري المالكي لا تحسن غيرها، وهذا ما أثبتته تجربة السنوات
المريرة من حكم هذا الرجل، (المالكي).
في الانبار تضرب الحكومة منازل المواطنين بالدبابات والطائرات وتسببت
بتهجير أكثر من (14) ألف مواطناً من أهالي الفلوجة وغيرها بحثا عن الأمان الذي
فقدوه وهم في بيوتهم، وهذه الحقيقة ذُكرت على صفحة الجزيرة الانكليزية بتأريخ
10/1/2014.
فيما تشير إحصائيات غير رسمية لنزوح أكثر من (70) ألف مواطناً مدنياً من
أهالي الفلوجة.
العراق اليوم دولة بوليسية، والمالكي يريد أن يتمتع بلعبة الدم عبر اختلاق
الأكاذيب الممهدة لضرب أهالي الانبار، وكلها تقع في إطار مهزلة مكافحة الإرهاب؛
وأيضاً ليرضي غروره الذي فاق كل التوقعات.
غرور المالكي دفعه لضرب المواطنين العزل في منازلهم، وهذا ما أكدته لجان
حكومية، ففي يوم 14/1/2014، قالت رئيسة لجنة الصحة في مجلس محافظة الأنبار (أسماء العاني)
إن عدد الضحايا من النساء والأطفال في القصف الذي تنفذه قوات الجيش سواء بالطيران أو
المدافع والدبابات بلغت مستويات كبيرة، وأن عدد الأطفال النساء القتلى أو المصابين
يتضاعف يومياً، مؤكدة أن غالبيتهم دفنوا بدون شهادة وفاة طبية بعد تعذر وصولهم إلى
المستشفيات، وبعضهم توفي نتيجة عجز سيارات الإسعاف عن الوصول إليه لاخلاءه، وظل ينزف
حتى الموت، لافتة إلى أن وزارة الصحة قدمت خمسة سيارات إسعاف إلى الأنبار بعد تعرض
عدد من سيارات الإسعاف إلى إطلاق نار من قبل الجيش، كما أرسلت (17) شاحنة من الأدوية
والمواد الطبيبة رفض الجيش إدخالها إلى الأنبار، وتابعت العاني أن الرمادي وحدها بلغ
عدد الضحايا فيها (300) قتيل غالبيتهم نساء أطفال.
والمعيب أن قوات المالكي رفضت إدخال سيارات الإسعاف للمناطق التي تتعرض
للقصف، وكأنها تقول للجميع من لم تقتله نيران أسلحتنا، فإنه سيموت جراء النزف حتى
الموت!
فهل بهذه العقلية السقيمة يمكن إدارة الأزمات؟!
لعبة الدم القذرة هذه لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية، وأعتقد أن المالكي
سيخرج هذه المرة خاسراً بالضربة القاضية، التي سيوجهها له العراقيون، الذين سئموا
مناظر الدم والتفجيرات والجثث المعلومة الهوية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق