وجهات نظر
اصدر مجلس الامن الدولي مؤخراً قراراً يدعم فيه عدوان
قوات نوري المالكي على محافظة الانبار تحت مزاعم التصدي لعناصر "داعش"
...
قبل ما يزيد عن السنة تفجرت في المحافظات الثائرة غضبة
شعبية عارمة اتخذت ساحات عزة لها في مراكز المحافظات وأقضيتها، تعبر فيها بوسائل
سلمية عن ارادتها العزوم لنيل حقوقها التي اغتصبت تحت لافتة العملية السياسية
الباطلة والمشروع الصفوي الاميركي الصهيوني .
وقد تمادى نوري الاخرق في غيِّه بارتكاب جرائم بشعة كما
حصل في الحويجة ومسجد سارية وساحة الشهداء في الفلوجة وفي الموصل وديالى وغيرها من
ساحات العزة والكرامة والشرف.
وبين هذه الجرائم على ساحات الانتفاضة السلمية، كانت
جرائم قتل الناشطين في هذه الساحات وفرض الحصارات على الساحات والتحرش بالحراك
السلمي وقمع ساحاته اينما تيسر ذلك للمجرم المالكي.
وعلى صعيد الموقف الاممي، فضحت جرائم المالكي زعيم عصابة
القتل والابادة الانسانية تواطؤ الامم المتحدة والممثلين الدوليين مثل الممثل
السابق للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، مارتن كوبلر، الذي لم يتورع عن كيل
المديح لحكومة المالكي لاهتمامها المزعوم بحقوق الانسان لمجرد وجود وزارة تحمل
لافتة حقوق الانسان في بلد لا قيمة للإنسان فيه !
وامام انكشاف مواقف هذا الارعن الدجال ازاء الشعب
العراقي وانحطاط سمعته وسمعة الامم المتحدة اضطر الامين العام الى سحبه من العراق
وتعيينه في بلد افريقي من غير ان يترتب على ذلك اي موقف منصف تجاه شعب العراق
وانتفاضته الباسلة !
ونعود الى قرار مجلس الامن الذي وضع بيضه في سلة المالكي
تحت مزاعم دعم حربه في الانبار ضد "داعش" والقاعدة والارهاب، ونتساءل هل
يحتاج التصدي للإرهاب الى انعقاد جلسة طارئة لمجلس الامن والكل يحارب الارهاب
والقاعدة وفلولها التي هي صنيعة المخابرات الدولية؟
وهل تحتاج "داعش" التي ولدت من رحم المخابرات
الايرانية والسورية وبتواطؤ اميركي الى جلسة لمجلس الامن الدولي تطلق يد المالكي
غير المغلولة اصلا في قتل العراقيين وفق 4 ارهاب، لمحاربة "داعش"؟!
ثم ألم يعترف وزير الاعدام، اقصد العدل، المالكي حسن
الشمري بأن مسؤولين كبار كانوا خلف هرب كبار قادة الدولة الاسلامية في العراق من
سجن ابو غريب؟!
وماذا عن قادة القاعدة الذين احتضنتهم ايران 10 سنوات،
او يزيد، بعد هروبهم من افغانستان؟!
هل نحتاج الى ذكر اسمائهم .. لابأس
أبو حفص الموريتاني، رئيس الهيئة الشرعية للقاعدة السابق
وسليمان بو غيث صهر اسامة بن لادن وأبو الخير المصري المقرب من زعيم القاعدة ايمن
الظواهري وسيد امام الشريف وسيف العدل، الزعيم العسكري للقاعدة، وما يربو على 20
من قادة القاعدة ناهيك عن مقاتليها، القليل منهم غادر ايران!
لا تحتاج الاسرة الدولية الى بيان او قرار لمحاربة ما
يسمى بالإرهاب او القاعدة او "داعش" او اي مسمى جديد تبتكره اجهزة
المخابرات المعادية لشعب العراق.. فلماذا يلبي مجلس الامن الدولي طلب كبير عصابة
القتل والابادة الجماعية نوري المالكي بعجالة بينما كان يتغافل عن حقوق شعب العراق
في المحافظات الثائرة، ويتغاضى عنها ويتجاهلها مدة سنة او يزيد مع ما تخللها من
جرائم ارتكبتها قوات المالكي وميليشياته التكفيرية؟!
في اذار من السنة الماضية عقد مجلس الامن جلسة خاصة
استمع بها الى تقرير الممثل السابق للأمين العام للأمم المتحدة، كوبلر، الذي ودَّعه
شعب العراق باللعنات، ورغم ما احتواه التقرير من مجافاة للحقائق ومواقف مدفوعة
الثمن من حكومة المالكي لكن كوبلر لم يكن بيده الا ان يشير الى الاعتصامات السلمية
المطالبة بالحقوق التي اندلعت قبل ثلاثة اشهر من موعد انعقاد جلسة مجلس الامن هذه،
مع انه حاول ان يجيرها باتجاه المطالبة بالخدمات ويثني على مبادرات المالكي المجرم!
ان غالبية الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي لديها
سفارات في العراق ولديها عيون مبثوثة في ارجائه وثناياه ولا تحتاج الى تقرير كوبلر
او خلفه، وتعرف كل شاردة وواردة وبعضها يمارس الوصاية على حكومة المالكي ويشارك في
جرائمه ضد شعب العراق وبعضها الاخر يتقاضى رشى على صمته او تزويقه لسياسات المالكي
بما فيه الارزقية في جامعة الدول العربية الذين اصبحوا اساتذة في بيع المواقف ورهن
شرفهم لمن يدفع.. ووفق هذا السياق يمكن ان يفهم الاصطفاف الارعن المريب ضد شعب
العراق لصالح زعيم عصابة القتل والابادة الجماعية نوري المالكي!
اننا امام تواطؤات اسفر عنها الاتفاق الاميركي الغربي
الايراني وانضوى تحت خيمتها اعضاء مجلس الامن الدائمون وغير الدائمين! وامام صفحة
اخرى من صفحات غزو العراق واحتلاله...
ومثلما كان جهاد العراقيين ضد الغزو باسلا وشجاعا ارغم
الغزاة، أيا كانت جنسياتهم، على الانسحاب الذليل تباعاً حتى أذعن سادتهم الأمريكان
على الانسحاب بعد ان مزقتهم ضربات المقاومة العراقية الشجاعة شر ممزق بين قتيل
وجريح ومعوق ومجنون وازمة مالية عالمية طاحنة، مثلما كان ذلك فإن حب العراقيين
للحياة واعتزازهم بكرامتهم وعزتهم يدفعهم اليوم الى مواصلة طريق الجهاد لإسقاط
المشروع الصفوي، الوجه الآخر للمشروع الاميركي الصهيوني، في العراق ولن يثنيهم عن
عزمهم هذا اي ارهاب وطغيان وتحالفات شريرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق