وجهات نظر
يحيى العراقي وعلي البياتي
الغفلة والنسيان واحدة من العوارض التي تصيب البشر
فتوقعهم في الأخطاء وأحياناً في الخطايا، وحين يكون هؤلاء في مواطن تاريخية حساسة
ومفصلية يتعاظم ضرر هذه الغفلة وهذا النسيان مما يوجب على إخوانهم ومحبيهم والمخلصين
لهم ولتوجهاتهم القومية الإنسانية الإيجابية التقدمية الطيبة مساعدتهم بالتذكير
والنصيحة، وقد كان هذا دوماً واجب الأنبياء
والرسل وجزء من المهمة الرئيسية المقدسة التي حملها لهم الله الواحد العزيز الحكيم
.. فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ .. لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ..
فمن مواجهة طويلة مع جيش تقليدي معبأ بالحقد الايديولوجي
الديني الطائفي في فترة الثمانينات من القرن الماضي إلى مواجهة حروب التكنولوجيا
في الأعوام 1991 و 2003 وما بينهما من مواجهات عديدة مع القوات الأمريكية ثم ما
تلا ذلك من أنماط حروب العصابات في مواجهة التكنولوجيا الحديثة وأيضاً حروب
المخابرات وتداخل الخنادق والصفوف .. لكن وبالرغم من كل هذه الحقائق قد يبقى لدى
البعض من أبناء الأمة المخلصين هاجس قوي يدفع بإتجاه إطلاق النصيحة والتذكير
إنطلاقاً من مشاعر الغيرة والإخلاص الفطري الطبيعي الأصيل ومن الإلتزام بالقيم
والأخلاق والسنن الأصيلة للأمة ولقائدها النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم في
الحث عن النصح والتناصح وإبداء المشورة وتجنب كتم المعلومات العلمية التخصصية
المفيدة.
من هذا المنطلق إتصل أحد الأصدقاء من أصحاب النخوة
والشهامة والخبرة من القراء الأعزاء الذين يحسنون بنا الظن وأوصانا بأن نطرح بعض
النقاط التي يجدها على قدر من الأهمية والتي يرى أن من الواجب التذكير بها
والتنبيه إليها لتكون مساهمة طيبة مع أهله وإخوته في هذه المواجهة الشرسة الحاسمة.
إن العدو ومرتزقته يحاولون أن يوظفوا في هذه المواجهة بعض
التقنيات الحديثة ومنها:
1- سلاح الطائرات من دون طيار (Drones) لأغراض الإستطلاع وجمع المعلومات وكذلك في المساعدة بإدارة
المعركة وتوجيه نيران وعناصر القوات البرية. أما موضوع إستخدام الطائرات بدون طيار
لأغراض القيام بتنفيذ ضربات فلا أتوقع أن الولايات المتحدة يمكن أن تقدم على هكذا
مستوى تعاون وتزويد المرتزقة في بغداد بهذا النوع من التكنولوجيا العسكرية
لحساسيته وسرية بعض حلقاته التي تجهد في إخفائها حتى عن أقرب الحلفاء خشية التسرب.
هي قد تقدم على إستخدام هكذا سلاح وتنفيذ هكذا ضربات في مناطق غرب العراق وشرق
سوريا بنفسها وإنطلاقاً ليس من الأراضي
العراقية بل من الأراضي الأردنية بإعتبارها محمية وبعيدة عن النفوذ الإيراني.
يمكن الضغط على الصورة لرؤيتها بحجم أوضح |
في هذا الإطار أعلن عن تسريع تسليم صفقة لعشرة طائرات من
دون طيار من نوع سكان إيغل (Boeing Insitu ScanEagle) وهي طائرة أمريكية مسيرة من دون
طيار من إنتاج شركة إنسيتو (Insitu) الأمريكية المتخصصة المرتبطة
بشركة بوينغ (Boeing). وقد أتم نموذجها الأول طيرانه التجريبي عام 2002
وأدخلت الخدمة الفعلية في البحرية الأمريكية عام 2005.
وهذه الطائرة، صغيرة الحجم قليلة التكاليف طويلة البقاء
في الجو حيث يمكنها الإستمرار في التحليق لأكثر من 24 ساعة وتغطية مساحة بحجم 200
كيلومتر مربع ويبلغ ارتفاع طيرانها الخمسة كيلومترات. يبلغ طولها حوالي 170 سم
وطول جناحيها أكثر من ثلاثة أمتار ووزنها بكامل حمولتها من أجهزة ومعدات للمراقبة
والإتصال حوالي الــ 18 كيلوغراماً.
إن النقطة الواهنة في منظومة طائرات المراقبة هذه هي
شبكة إتصالاتها بسبب من كونها طائرات ذات طبيعة تكتيكية تخدم القوات في الميدان
مما يتيح للخصم إمكانية الدخول على شبكتها وسرقة المعلومات أو حتى التحكم بها، وقد
أعلنت إيران أنها تمكنت من خطف إحدى الطائرات من هذا النوع وبناء نموذج مقلد لها
أطلقت عليه الإسم (ياسر/Yasir) وقد شاركت به بمعارض عسكرية
وأدخلته ميدان الخدمة الفعلية وربما تكون قد وضعت بعضاً من هذه الطائرات في خدمة
جيوش المرتزقة في بغداد.
2- أيضاً هم سيحاولون وعن طريق مساعدة بعض الخونة
والمتسللين خلف الخطوط والمخترقين للصفوف إستخدام أجهزة إرشادية هي عبارة عن
منظومات لقراءة وتحديد المواقع بواسطة نظام أقمار (GPS)
الأمريكي مع معدات للمراقبة والتجسس ونقل المعلومات الحديثة والتي يتم إخفائها
وتمويهها في قطع من عناصر البيئة المحاطة بها.
ولتجنيب المقاتلين غدر هذه المنظومات ومكائد العدو
الغادر فإن الصديق العزيز المخلص يذكِّرنا بالوصايا والنقاط الهامة التالية التي
يرى فيها علاجاً لتلافي الكثير من المخاطر:
1- التستر عن الرصد الجوي عبر الأقمار الصناعية او الطائرات
بطيارين او بدون طيارين، وذلك باستخدام المظلات (الشمسية) أو أية وسائل للتمويه
وإخفاء حرارة الجسم عند التنقل او الخروج من الأبنية الى أماكن مكشوفة، لأن فكرة
الاستطلاع في المعدات الحديثة وفي أجهزة الرؤية الليلية تعتمد على متحسسات تقوم
بتمييز حرارة جسم الانسان عما يحيطها.
2- الحذر الحذر من غدر الخونة في صفوفنا ومراقبة وتفحص
كل الأشياء الغريبة في البيئة المحيطة وفرز قوة متخصصة لذلك، حيث يقوم هؤلاء
الخونة بإلقاء أجهزة تحتوي شرائح إلكترونية (Electronic Chips) او مرسلات للذبذبة لتعيين مواقعنا لطائرات الضربة.
3- تمويه الأسلحة الفردية كالرشاشات وقاذفات الصواريخ
عند الخروج من الملاجئ، وذلك بوضعها في عبوات لا تكشف عن نوع الشئ المحمول فيها باليد
او بالعجلات.
4- تبديل أماكن تواجد المقاتلين دورياً، وبدون سابق
إنذار، على ان يتم مفرداً وليس مجتمعاً، اي يخرج فرد واحد وبعد فاصل زمني يخرج الآخر
وهكذا مع مراعاة حمل المظلات ووسائل إخفاء حرارة الجسم بإرتداء ملابس سميكة مصنوعة
من مواد صناعية عازلة للحرارة.
5- عدم إشغال مواقع او منازل بأعداد تزيد عن شخصين أو
ثلاثة كحد أقصى، مع جعل فاصل بين كل مجموعة صغيرة وأخرى اكثر من دارين او ثلاثة.
6- الحذر الحذر من المندسين في صفوف المقاتلين، حيث يشكل
هؤلاء أدلاء خطرين ويمكن كشفهم من خلال تحججهم بترك الموقع لأسباب واهية بعد نقلهم
المعلومات عنه إلى العدو وفراراً من الضربة المتوقعة له. هنا لابد من بناء جهاز
إستخبارات وأمن عسكري يقوم عليه الثقاة من ذوي الإختصاص والخبرة لمتابعة هذا الجهد
التخصصي الهام.
بلاشك هذه نقاط أولية نأمل من جميع الإخوة الخبراء إغناءها
والإضافة إليها، من أجل تجنب التضحيات في صفوف المقاتلين وتقليلها إلى الحد الأدنى،
علما أن توجيه هذه الطائرات يتم الآن من قبل الخبراء الأمريكان وليس عسكر جيش العاكول
المتخلفين من عصابات المجرم الهالك بإذن الله.
والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين..
هناك 3 تعليقات:
الشكر الجزيل على هذه المعلومات المهمة واتمنى من مقاتلي ثوار العشائر ان يتمعنوا بها كثيرا
شكرا للمجهود الرائع في النشر والتوجيه
جزاك الله خيرا على هذه الاضاءات وجعلها في ميزان حسناتك
إرسال تعليق